راجى خير
30-03-2006, Thu 11:30 AM
أدناة تقرير جدير فعلا بالقراءة لادوارد تشانسلر من وول ستريت جورنال عن الاسواق الخليجية
التقرير اورد الكثير من الارقام والحقائق اللتي تهم اي مستثمر في الاسواق الخليجية
حاولت اختصار التقرير وايرادي لما فية لايعني اتفاقي مع كل ماوردة الكاتب وانما لسماع وجهة نظر محايدة عن الاسواق الخليجية
----------------------------------------------------------------------------------
نص التقرير
تعيش الاسوق الدول الخليجية الآن طفرة ازدهار كبيرة في قطاعات عديدة، لكنه ازدهار غير مبني على اسس وقواعد متينة وصلبة قادرة على الاستمرار التي سرعان ما ستهوى اعمدتها السبعة التي استندت اليها وهي:
الســـــــيــــولة
حققت الدول الاعضاء في منظمة ا وبك حوالي 1.3 تريليون دولار منذ 1998، بحسب بنك التسويات الدولية. فيما يقدر بنك اتش اس بي سي قيمة السيولة الاضافية التي ضخت في اقتصادات الخليج نتيجة الارتفاع الكبير في اسعار النفط منذ 2002 بنحو 300 مليار دولار.
وقد ادى ذلك الى تفجر غير عادي واستثنائي في القروض المصرفية في السعودية والدول المجاورة.
ودفعت السعودية مؤخرا حوالي 100 مليار دولار من ديوانها المعلقة مما ساهم في زيادة السيولة المحلية.
الاقتصاد الحديث
تنمو اقتصادات دول الخليج بشكل سريع الى جانب ارباح الشركات. وبحسب 'كريديت سويس' فان معدل العائد على الاسهم في المنطقة وصل الى 20%.
ويسعى حكام الخليج الى تقليل اعتماد اقتصاداتهم على النفط، الامر الذي خلق ازدهارا استثماريا شاملا وكبيرا.
أسواق الأسهم
جعل الأداء الاخير للبورصات العربية من ناسداك في أواخر التسعينات، مؤشرا أخرق وغير كفؤ. فمنذ يناير 2002، ارتفعت بورصات مصر ودبي والسعودية، على التوالي أكثر من 1110% و630% و600%. وقبل 4 سنوات فقط، كانت الشركات الخليجية مسعرة عند حوالي ضعفي قيمتها الدفترية. أما أثناء طفرة البورصات فكان يتم تداول أسهمها عند متوسط يزيد على الإيرادات التاريخية بأكثر من 44 مرة ويزيد على قيمتها الدفترية بأكثر من 8 مرات. فيما تقيم البنوك الخليجية بما يزيد على قيمتها الدفترية بأكثر من 9 مرات، وذلك بحسب كريديت سويس.
وتصنف سابك الشركة السعودية العملاقة، الآن ضمن أكبر عشر شركات في العالم من حيث القيمة السوقية.!! كما بلغت القيمة السوقية للبورصة السعودية حوالي 750 مليار دولار، وذلك أكثر تقريبا، من إجمالي الناتج المحلي للسعودية ب300%. وبالمقارنة فإن ذروة البورصة الأميركية في مارس 2000 عادلت حينها 183% من إجمالي الناتج المحلي. والواقع أن التقييم المغالى فيه للبورصة السعودية أكبر حتى من تلك الأرقام.
إذ يشير طارق فضل الله، المحلل في نومورا، أن صناعة النفط مازالت تحت سيطرة ...... وأن النشاط الاقتصادي السعودي الذي يتم تداوله في البورصة أصغر بكثير من الولايات المتحدة الأميركية.
طفرة الاكتتابات
في أواخر الثمانينات، أشعلت السلطات اليابانية جنون المضاربة عندما طرحت عملاق الاتصالات ان تي تي للاكتتاب العام في البورصة.
دول الخليج وبخطوة مشابهة، أججت هي الأخرى هستيريا المضاربة من خلال الخصخصة والاكتتابات الأولية بأسعار تنافسية. فمن غير المألوف أن تقفز الأسهم 500% في أول يوم تداول لها. وجاوزت الطلبات على الإصدارات الجديدة بأكثر من 800 مرة. أحد الاكتتابات الأولية في الإمارات جذبت اشتراكات جاوزت ال 100 مليار دولار، أي أكبر من إجمالي الناتج المحلي للإمارات.
ازدهار العقار
تعد دبي أسرع المدن نموا في العالم حيث مئات البنايات الجديدة تحت البناء بما فيها ما يخطط له أن يكون أطول بناء في العالم.
والمفارقة أن تتويج بناء أطول البنايات في العالم من مبنى امباير ستيت إلى بيتروناس تاورز في ماليزيا تزامنت في الماضي مع الأزمات الاقتصادية. وترى التقارير أن غالبية العقارات والملكيات الجديدة في دبي تم الحصول عليها بغرض المضاربة مع دفع دفعة صغيرة فقط متبعة بذلك أسلوب ميامي في بيع العقار.
عدم فعالية الأسواق
المعلومات المالية في دول الخليج شحيحة للغاية وغير كافية بالمرة. فبحسب فضل الله من نومورا فإن الشركة السعودية العملاقة سابك ليس لديها تحليلات مالية داخلية. كما تقدم الشركات نتائجها بشكل بدائي ومتخلف.
وفي البورصة السعودية يعد بيع أسهم قصيرة الأجل مسعرة بأعلى من قيمتها أمر مخالف للقانون. كما أن المضاربين يعملون في اسواق تخلو من المعلومات ويهيمن عليها التداول الذي يستند الى المعلومات الداخلية والتلاعب للتأثير في الاسعار.
جنون الجموع
نشرت الصحف بكثير من البهجة والنشوة قصصا حول استدعاء افراد الشرطة لحماية البنوك من المشتركين في الاكتتابات الاولية الذين تغمرهم الحماسة المفرطة ويقال ان نحو مليوني مواطن سعودي يلعبون بالبورصة.
فضلا عن توفر قروض دون فوائد تساهم في اشعال لعبة البورصة. فيما تمتلئ ردهات بنك سعودي بشاشات الكمبيوتر التي تظهر حركة الاسهم لحظة لحظة، وامتدت الموجة الى التلفزيون حيث بدأت محطة محلية في بث تقارير عن البورصة والاسهم، ووصل الامر بوزير التربية السعودي الى تحذير المدرسين لوقف التداول في الاسهم في المدارس، فيما ترك الكثير من الناس وظائفهم للتفرغ لتجارة الاسهم.
هذا الجنون يشبه في بعض جوانبه فقاعة التكنولوجيا العالمية في اواخر التسعينات، وكما انفجرت فقاعة التكنولوجيا فان هذه الفقاعة لن تلبث طويلا حتى نفجر.
فالازدهار الخليجي الحالي 'سراب' تأسس على غشاوة السيولة المالية الضخمة، وقد تسبب مجلس الاحتياطي الفدرالي عن غير قصد بالفقاعة العربية عندما خفض معدلات الفائدة عام 2002 وهو الان يحصد تلك السيولة.
وعلى الارجح ان مواطني الخليج سيفيقون بقسوة من احلامهم.
والمؤشرات على الانهيار العربي المقبل عديدة. فالطفرات التي تبنى على المضاربة تؤدي الى سوء توزيع الاموال. فالكثير من الاستثمارات الحالية في منطقة الخليج تبدو كأنها تستعيد الاحداث الماضية للانفاق المبالغ فيه في قطاع الالياف البصرية في الولايات المتحدة في اواخر التسعينات.
دبي وفي سعيها ورغبتها لان تصبح مركزا ماليا عالميا، فانها تعيد ذكرى طموح طوكيو لمنافسة نيويورك ولندن في الثمانينات الأمر الذي تحطم على صخرة انهيار فقاعة اقتصادها.
تبعات سياسية
اما التبعات السياسية فقد تكون اكثر خطورة. فالحكام العرب شجعوا عن عمد هذه الطفرة املا في ان يلهي ذلك الصعود في اسعار الاصول والاقتصاد القوي الشباب، وان يبعدهم عن التطرف الديني، لكن تلك الاستراتيجية قد تعطي عكس النتائج المرجوة منها. اذ يستقى من دروس التاريخ انه عندما تنفجر فقاعات المضاربة وعندما يفقد الجموع كميات كبيرة من اموالهم، فسيكون هناك ارتداد سياسي مفاجئ وعنيف.
وقد انطبق ذلك على الولايات المتحدة الاميركية في الثلاثينات وبحد اقل في اوائل الالفية الثالثة واليابان في التسعينات، اذا، لن يصعب تخيل المتطرفين وهم يستغلون ويستثمرون اي انهيار مستقبلي من خلال ادانة البورصة ومعاملاتها باعتبارها من القمار وبالتالي، فان متداولي اليوم من الشباب قد يصبحون مشروعات سهلة للتحول الى التطرف الديني.
ادوارد تشانسلر
(وول ستريت جورنال)
التقرير اورد الكثير من الارقام والحقائق اللتي تهم اي مستثمر في الاسواق الخليجية
حاولت اختصار التقرير وايرادي لما فية لايعني اتفاقي مع كل ماوردة الكاتب وانما لسماع وجهة نظر محايدة عن الاسواق الخليجية
----------------------------------------------------------------------------------
نص التقرير
تعيش الاسوق الدول الخليجية الآن طفرة ازدهار كبيرة في قطاعات عديدة، لكنه ازدهار غير مبني على اسس وقواعد متينة وصلبة قادرة على الاستمرار التي سرعان ما ستهوى اعمدتها السبعة التي استندت اليها وهي:
الســـــــيــــولة
حققت الدول الاعضاء في منظمة ا وبك حوالي 1.3 تريليون دولار منذ 1998، بحسب بنك التسويات الدولية. فيما يقدر بنك اتش اس بي سي قيمة السيولة الاضافية التي ضخت في اقتصادات الخليج نتيجة الارتفاع الكبير في اسعار النفط منذ 2002 بنحو 300 مليار دولار.
وقد ادى ذلك الى تفجر غير عادي واستثنائي في القروض المصرفية في السعودية والدول المجاورة.
ودفعت السعودية مؤخرا حوالي 100 مليار دولار من ديوانها المعلقة مما ساهم في زيادة السيولة المحلية.
الاقتصاد الحديث
تنمو اقتصادات دول الخليج بشكل سريع الى جانب ارباح الشركات. وبحسب 'كريديت سويس' فان معدل العائد على الاسهم في المنطقة وصل الى 20%.
ويسعى حكام الخليج الى تقليل اعتماد اقتصاداتهم على النفط، الامر الذي خلق ازدهارا استثماريا شاملا وكبيرا.
أسواق الأسهم
جعل الأداء الاخير للبورصات العربية من ناسداك في أواخر التسعينات، مؤشرا أخرق وغير كفؤ. فمنذ يناير 2002، ارتفعت بورصات مصر ودبي والسعودية، على التوالي أكثر من 1110% و630% و600%. وقبل 4 سنوات فقط، كانت الشركات الخليجية مسعرة عند حوالي ضعفي قيمتها الدفترية. أما أثناء طفرة البورصات فكان يتم تداول أسهمها عند متوسط يزيد على الإيرادات التاريخية بأكثر من 44 مرة ويزيد على قيمتها الدفترية بأكثر من 8 مرات. فيما تقيم البنوك الخليجية بما يزيد على قيمتها الدفترية بأكثر من 9 مرات، وذلك بحسب كريديت سويس.
وتصنف سابك الشركة السعودية العملاقة، الآن ضمن أكبر عشر شركات في العالم من حيث القيمة السوقية.!! كما بلغت القيمة السوقية للبورصة السعودية حوالي 750 مليار دولار، وذلك أكثر تقريبا، من إجمالي الناتج المحلي للسعودية ب300%. وبالمقارنة فإن ذروة البورصة الأميركية في مارس 2000 عادلت حينها 183% من إجمالي الناتج المحلي. والواقع أن التقييم المغالى فيه للبورصة السعودية أكبر حتى من تلك الأرقام.
إذ يشير طارق فضل الله، المحلل في نومورا، أن صناعة النفط مازالت تحت سيطرة ...... وأن النشاط الاقتصادي السعودي الذي يتم تداوله في البورصة أصغر بكثير من الولايات المتحدة الأميركية.
طفرة الاكتتابات
في أواخر الثمانينات، أشعلت السلطات اليابانية جنون المضاربة عندما طرحت عملاق الاتصالات ان تي تي للاكتتاب العام في البورصة.
دول الخليج وبخطوة مشابهة، أججت هي الأخرى هستيريا المضاربة من خلال الخصخصة والاكتتابات الأولية بأسعار تنافسية. فمن غير المألوف أن تقفز الأسهم 500% في أول يوم تداول لها. وجاوزت الطلبات على الإصدارات الجديدة بأكثر من 800 مرة. أحد الاكتتابات الأولية في الإمارات جذبت اشتراكات جاوزت ال 100 مليار دولار، أي أكبر من إجمالي الناتج المحلي للإمارات.
ازدهار العقار
تعد دبي أسرع المدن نموا في العالم حيث مئات البنايات الجديدة تحت البناء بما فيها ما يخطط له أن يكون أطول بناء في العالم.
والمفارقة أن تتويج بناء أطول البنايات في العالم من مبنى امباير ستيت إلى بيتروناس تاورز في ماليزيا تزامنت في الماضي مع الأزمات الاقتصادية. وترى التقارير أن غالبية العقارات والملكيات الجديدة في دبي تم الحصول عليها بغرض المضاربة مع دفع دفعة صغيرة فقط متبعة بذلك أسلوب ميامي في بيع العقار.
عدم فعالية الأسواق
المعلومات المالية في دول الخليج شحيحة للغاية وغير كافية بالمرة. فبحسب فضل الله من نومورا فإن الشركة السعودية العملاقة سابك ليس لديها تحليلات مالية داخلية. كما تقدم الشركات نتائجها بشكل بدائي ومتخلف.
وفي البورصة السعودية يعد بيع أسهم قصيرة الأجل مسعرة بأعلى من قيمتها أمر مخالف للقانون. كما أن المضاربين يعملون في اسواق تخلو من المعلومات ويهيمن عليها التداول الذي يستند الى المعلومات الداخلية والتلاعب للتأثير في الاسعار.
جنون الجموع
نشرت الصحف بكثير من البهجة والنشوة قصصا حول استدعاء افراد الشرطة لحماية البنوك من المشتركين في الاكتتابات الاولية الذين تغمرهم الحماسة المفرطة ويقال ان نحو مليوني مواطن سعودي يلعبون بالبورصة.
فضلا عن توفر قروض دون فوائد تساهم في اشعال لعبة البورصة. فيما تمتلئ ردهات بنك سعودي بشاشات الكمبيوتر التي تظهر حركة الاسهم لحظة لحظة، وامتدت الموجة الى التلفزيون حيث بدأت محطة محلية في بث تقارير عن البورصة والاسهم، ووصل الامر بوزير التربية السعودي الى تحذير المدرسين لوقف التداول في الاسهم في المدارس، فيما ترك الكثير من الناس وظائفهم للتفرغ لتجارة الاسهم.
هذا الجنون يشبه في بعض جوانبه فقاعة التكنولوجيا العالمية في اواخر التسعينات، وكما انفجرت فقاعة التكنولوجيا فان هذه الفقاعة لن تلبث طويلا حتى نفجر.
فالازدهار الخليجي الحالي 'سراب' تأسس على غشاوة السيولة المالية الضخمة، وقد تسبب مجلس الاحتياطي الفدرالي عن غير قصد بالفقاعة العربية عندما خفض معدلات الفائدة عام 2002 وهو الان يحصد تلك السيولة.
وعلى الارجح ان مواطني الخليج سيفيقون بقسوة من احلامهم.
والمؤشرات على الانهيار العربي المقبل عديدة. فالطفرات التي تبنى على المضاربة تؤدي الى سوء توزيع الاموال. فالكثير من الاستثمارات الحالية في منطقة الخليج تبدو كأنها تستعيد الاحداث الماضية للانفاق المبالغ فيه في قطاع الالياف البصرية في الولايات المتحدة في اواخر التسعينات.
دبي وفي سعيها ورغبتها لان تصبح مركزا ماليا عالميا، فانها تعيد ذكرى طموح طوكيو لمنافسة نيويورك ولندن في الثمانينات الأمر الذي تحطم على صخرة انهيار فقاعة اقتصادها.
تبعات سياسية
اما التبعات السياسية فقد تكون اكثر خطورة. فالحكام العرب شجعوا عن عمد هذه الطفرة املا في ان يلهي ذلك الصعود في اسعار الاصول والاقتصاد القوي الشباب، وان يبعدهم عن التطرف الديني، لكن تلك الاستراتيجية قد تعطي عكس النتائج المرجوة منها. اذ يستقى من دروس التاريخ انه عندما تنفجر فقاعات المضاربة وعندما يفقد الجموع كميات كبيرة من اموالهم، فسيكون هناك ارتداد سياسي مفاجئ وعنيف.
وقد انطبق ذلك على الولايات المتحدة الاميركية في الثلاثينات وبحد اقل في اوائل الالفية الثالثة واليابان في التسعينات، اذا، لن يصعب تخيل المتطرفين وهم يستغلون ويستثمرون اي انهيار مستقبلي من خلال ادانة البورصة ومعاملاتها باعتبارها من القمار وبالتالي، فان متداولي اليوم من الشباب قد يصبحون مشروعات سهلة للتحول الى التطرف الديني.
ادوارد تشانسلر
(وول ستريت جورنال)