بوعبدالرحمن
24-03-2006, Fri 11:51 AM
الجمعه24 صفر 1427هـ - 24 مارس 2006م - العدد 13787
--------------------------------------------------------------------------------
جريدة الرياض
--------------------------------------------------------------------------------
مآس تشيب لها الرؤوس في سوق الأسهم!!
تحقيق - بدر الدعجاني
السقوط المرير لأسعار الكثير من الشركات في سوق الأسهم خلّف «ضحايا» لهم قصص مؤلمة للغاية نسأل أن يعوضهم الله خيراً.. بعض هذه القصص أقرب إلى الخيال من حيث المصادفة في الدخول في بعض الأسهم على الهاي السنوي التاريخي مباشرة أو من حيث نسبة الخسارة التي وصلت عند البعض إلى نسب خرافية تتجاوز 90٪.
«الرياض» استطلعت بعض هذه القصص وتقدمها لأخذ العبرة من سوق غير مضمون البتة وتتلاطم الأسعار فيه كما الأمواج الهائلة!!
بيت العمر
سلطان عايض يقول بأنه باع منزل العمر واستأجر بمبلغ أربعين ألفا لغرض الاستثمار في سوق الأسهم خاصة عندما شاهد الارتفاعات الهائلة والأرباح الخرافية التي حققها بعض من معارفه.. يقول والحسرة تلتهمه لقد وضعت أكثر من مليون ريال موزعة على بعض الأسهم الزراعية والخدمات الصغيرة وخسرت إلى حد الآن قرابة 80٪ من رأس المال حيث انني لم أحقق أرباحا قبل ذلك الدخول المشؤوم.. ويكمل أن ما يؤلمني عدم قدرتي على الفكاك فقد وقعت في «فخ» عميق نسأل الله الخلاص ويقول الأستاذ سلطان ان التجارة ربح وخسارة ولكن لم يخطر في بالي أن الخسارة ستكون بهذا الحجم وبهذه الطريقة المتسارعة في وسط اقتصاد قوي ومطمئن وبعد قرارات ممتازة صدرت من خادم الحرمين الشريفين .
أعلى سعر!!
محمد بجاد يقول إن خسائره كبيرة ولكن هناك شيء يجعله يضحك ويكرر «شر البلية ما يضحك»!! الى هذا الأمر هو أن الأسعار التي اشترى بها هي الهاي السنوي التاريخي لبعض الأسهم فيكون هو المواطن الوحيد (ربما) الذي دخل على الهاي ولم يخرج حتى الآن!! وقد يجعله ذلك ضيفاً على موسوعة جينس للارقام القياسية!! يقول محمد بجاد انه اشترى الشرقية الزراعية بمبلغ 1399 ريالاً بالتمام والكمال وعندما ينظر الى سعر الشركة الآن تتملكه حالة من الضحك والانشراح لانه صاحب الرقم القياسي في شراء هذه الشركات!!.
الرصيد المعلق!!
ناصر العمر يتذكر حالة شيخ كبير يتداول معهم في صالة التداول في احد البنوك ويقول إن هذا الرجل الطاعن في السن فتح محفظة بمبلغ يتجاوز الخمسة ملايين هي جميع مدخراته لسنوات طويلة لقد اتى هذا الشيخ برصيد العمر ووضعه في عدد من الشركات الزراعية في بداية شهر المحرم وفرح لبعض الاوقات لانه حقق ارباحاً جيدة ولكن حاله الآن لا تسر فجميع مدخراته «معلقة» حتى اشعار آخر.. ويذكر الأستاذ ناصر بأن الرجل لم يفقد وقاره وهدوءه رغم الخسارة المريرة.
الطمع يهلك ما جمع!!
المواطن عبدالعزيز العتيبي يقول انه يعمل في السوق منذ حوالي العام وقد حقق ارباحاً جيدة تصل الى 100٪ خاصة في الفترة الأخيرة وهذا ما دعاه الى الاقتراض وبيع بعض الممتلكات وزيادة مبلغ الاستثمار قبيل الانهيار ثم حدثت الصدمة فذهبت الارباح ادراج الرياح والآن بدأ الاكل من رأس المال بمعدل 5٪ يومياً ونسأل الله الفرج.
ويقول إنه يعرف اشخاصاً آخرين يخسرون من رؤوس اموالهم مباشرة وبالنسبة نفسها 5٪ يومياً لذلك عندما يرى مصائب الآخرين تهون عنده مصيبته!!.
الدروس والعبر
يلاحظ من لقاءاتنا مع بعض المواطنين المتعلقين في اسعار عالية للشركات الصغيرة انهم لم يطبقوا مبدأ «وقف الخسارة» حتى لو كان التطبيق مؤلماً وذلك عائد لنقص الخبرة في حركة اسواق المال وكيفية التعامل واتخاذ القرارات.. كي يلاحظ ان اغلب المتورطين دخلوا في السنة الأخيرة (2005) وهي سنة مجيدة لم تشهد حالات تصحيح كبيرة كما حدث في شهر مايو عام 2004 ولذلك ليس لديهم خبرة في حالة الاسواق صعوداً وهبوطاً حتى إن بعضهم يقول لم يخطر ببالي ان السوق ممكن ان ينهار لان الفترة الأخيرة كانت صعوداً متواصلاً ونسباً متتالية وهذا يجعلنا نتساءل ببراءة هل الصعود الخرافي للسوق في شهر يناير كان مقصوداً لجذب العديد من الضحايا وتعليقهم بهذه الطريقة المؤلمة.
--------------------------------------------------------------------------------
جريدة الرياض
--------------------------------------------------------------------------------
مآس تشيب لها الرؤوس في سوق الأسهم!!
تحقيق - بدر الدعجاني
السقوط المرير لأسعار الكثير من الشركات في سوق الأسهم خلّف «ضحايا» لهم قصص مؤلمة للغاية نسأل أن يعوضهم الله خيراً.. بعض هذه القصص أقرب إلى الخيال من حيث المصادفة في الدخول في بعض الأسهم على الهاي السنوي التاريخي مباشرة أو من حيث نسبة الخسارة التي وصلت عند البعض إلى نسب خرافية تتجاوز 90٪.
«الرياض» استطلعت بعض هذه القصص وتقدمها لأخذ العبرة من سوق غير مضمون البتة وتتلاطم الأسعار فيه كما الأمواج الهائلة!!
بيت العمر
سلطان عايض يقول بأنه باع منزل العمر واستأجر بمبلغ أربعين ألفا لغرض الاستثمار في سوق الأسهم خاصة عندما شاهد الارتفاعات الهائلة والأرباح الخرافية التي حققها بعض من معارفه.. يقول والحسرة تلتهمه لقد وضعت أكثر من مليون ريال موزعة على بعض الأسهم الزراعية والخدمات الصغيرة وخسرت إلى حد الآن قرابة 80٪ من رأس المال حيث انني لم أحقق أرباحا قبل ذلك الدخول المشؤوم.. ويكمل أن ما يؤلمني عدم قدرتي على الفكاك فقد وقعت في «فخ» عميق نسأل الله الخلاص ويقول الأستاذ سلطان ان التجارة ربح وخسارة ولكن لم يخطر في بالي أن الخسارة ستكون بهذا الحجم وبهذه الطريقة المتسارعة في وسط اقتصاد قوي ومطمئن وبعد قرارات ممتازة صدرت من خادم الحرمين الشريفين .
أعلى سعر!!
محمد بجاد يقول إن خسائره كبيرة ولكن هناك شيء يجعله يضحك ويكرر «شر البلية ما يضحك»!! الى هذا الأمر هو أن الأسعار التي اشترى بها هي الهاي السنوي التاريخي لبعض الأسهم فيكون هو المواطن الوحيد (ربما) الذي دخل على الهاي ولم يخرج حتى الآن!! وقد يجعله ذلك ضيفاً على موسوعة جينس للارقام القياسية!! يقول محمد بجاد انه اشترى الشرقية الزراعية بمبلغ 1399 ريالاً بالتمام والكمال وعندما ينظر الى سعر الشركة الآن تتملكه حالة من الضحك والانشراح لانه صاحب الرقم القياسي في شراء هذه الشركات!!.
الرصيد المعلق!!
ناصر العمر يتذكر حالة شيخ كبير يتداول معهم في صالة التداول في احد البنوك ويقول إن هذا الرجل الطاعن في السن فتح محفظة بمبلغ يتجاوز الخمسة ملايين هي جميع مدخراته لسنوات طويلة لقد اتى هذا الشيخ برصيد العمر ووضعه في عدد من الشركات الزراعية في بداية شهر المحرم وفرح لبعض الاوقات لانه حقق ارباحاً جيدة ولكن حاله الآن لا تسر فجميع مدخراته «معلقة» حتى اشعار آخر.. ويذكر الأستاذ ناصر بأن الرجل لم يفقد وقاره وهدوءه رغم الخسارة المريرة.
الطمع يهلك ما جمع!!
المواطن عبدالعزيز العتيبي يقول انه يعمل في السوق منذ حوالي العام وقد حقق ارباحاً جيدة تصل الى 100٪ خاصة في الفترة الأخيرة وهذا ما دعاه الى الاقتراض وبيع بعض الممتلكات وزيادة مبلغ الاستثمار قبيل الانهيار ثم حدثت الصدمة فذهبت الارباح ادراج الرياح والآن بدأ الاكل من رأس المال بمعدل 5٪ يومياً ونسأل الله الفرج.
ويقول إنه يعرف اشخاصاً آخرين يخسرون من رؤوس اموالهم مباشرة وبالنسبة نفسها 5٪ يومياً لذلك عندما يرى مصائب الآخرين تهون عنده مصيبته!!.
الدروس والعبر
يلاحظ من لقاءاتنا مع بعض المواطنين المتعلقين في اسعار عالية للشركات الصغيرة انهم لم يطبقوا مبدأ «وقف الخسارة» حتى لو كان التطبيق مؤلماً وذلك عائد لنقص الخبرة في حركة اسواق المال وكيفية التعامل واتخاذ القرارات.. كي يلاحظ ان اغلب المتورطين دخلوا في السنة الأخيرة (2005) وهي سنة مجيدة لم تشهد حالات تصحيح كبيرة كما حدث في شهر مايو عام 2004 ولذلك ليس لديهم خبرة في حالة الاسواق صعوداً وهبوطاً حتى إن بعضهم يقول لم يخطر ببالي ان السوق ممكن ان ينهار لان الفترة الأخيرة كانت صعوداً متواصلاً ونسباً متتالية وهذا يجعلنا نتساءل ببراءة هل الصعود الخرافي للسوق في شهر يناير كان مقصوداً لجذب العديد من الضحايا وتعليقهم بهذه الطريقة المؤلمة.