احساس
23-03-2006, Thu 11:49 PM
عندما يحاك أمراً بليل وأنت تغط في سبات عميق فأعلم بأنك قد تعرضت لمؤامرة ... ولكنها ليست كأي مؤامرة !!
رهف : لقد تعلم والدك من خلال تعليمه العسكري أن الحروب تتوقف في وقت يسمونه ( الهدنة ) لكي تتاح الفرصة لهيئات الإغاثة لتسحب الجرحى والموتى من ميدان المعركة ... ومن بعدها يستأنفون ( الموت ) والذي يسمونه زوراً بـ الحرب أو المعركة !!
لقد تعلم والدك أيضاً بأن الحرب لها أخلاق ... وأعراف ... وأنظمة .. وقوانين !!!
أما ( هم ) فقصفهم لم يتوقف منذ أكثر من شهر ... وميدان المعركة يزدحم كل لحظة بـ قتلى .... ومصابين ... ومقاومين أنهكهم التعب ... وقضى عليهم الجوع ... والعطش !!! ولم يجدوا حينها أخلاق المعركة ... أو أعرافها ... أو أنظمتها !!! لم يسمحوا لهم بالتقاط الأنفاس .... أو حتى لمسح الدماء ... أو لملمة الجراح ... وخروج الشيخ الكبير ... والطفل الصغير !!
كانت ـ تلك الحروب ـ تتوقف وتُفتح الجيوب ليغادر أرض المعركة من لايرغب في القتال ومن يحب الأمن والسلام ... ومن يرفع الرايات البيضاء
أما ( هم ) فأغلقوا كل المنافذ والجيوب فالقصف متواصل ... والقتلى في تزايـد .. والجرحى بالمئات ... والصراخ يسمعه البعيد والقريب ... والرحمة منزوعة!!
وكان والدك ـ يارهف من المقاومين ذات يوم ... فكان يسقط ... وينهض ... ويسقط مرة أخرى .. فاسألي الله أن لا تكون هي القاضية !!!
كان والدك مسالماً ولكنه في نظرهم مجرماً يستحق العقاب ؟؟؟ فهل تعلمين ـ يارهف ماذنبه ؟؟
كل ذنبه أنه كان يُحسن النية ويعتزم تحسين دخله ... كان ذنبه أنه يأمل أن يستفيد من طفرة يراها أمامه وتغريه بالدخول ... كان يحلم بتأمين مستقبله ومستقبلك .... كان .... وكان .. !!
كان ذنبه أنه لم يؤمن بــ إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب
بل كان طيباً وعلى ( نياته ) فظن أن أكثرهم من أمثاله .... ونسي أو تناسى أن بعض الظن إثـم !!!!
كان لا يعلم ما يُدار له ولغيره في الخفاء !! بل لم يسعى لمعرفة واكتشاف ذلك لإيمانه بأنه آمنٍ اقتصادياً كما هو آمنٍ في نفسه وأهله !! ولكنه اكتشف العكس بعد أن وقع الفأس بالرأس !!!
لم يكن يعلم بأنه سيكون ضحية تصفية حسابات.... كان يسمع بأن هناك هيئة من مهامها ( حماية صغار المستثمرين ) فيصدق ذلك !! وكان يظن والدك أنه أحد هؤلاء ( الصغار ) في نظرهم ... والكبير في نظركِ أنتِ وأهلك ... فاكتشف بأنه كان ساذجاً ... ولكن هذا الاكتشاف جاء متأخراً للأسف الشديد !!
رهـف : كان والدك يفرح عندما يسمعك ترددي : سارعي للمجد والعلياء .. وحين تنتهي بـ عاش المليك للعلم والوطن ...يبتسم ويصفق لك .. كيف لايفعل ذلك وهو يأمل أن يغرس بقلبكِ حب الوطن وأهل الوطن منذ نعومة أظفارك !! فهل تعتقدي بأنه أخطأ وظل الطريق وأنه سيندم على ذلك ذات يوم ؟؟؟ وأنه ذهب بظنونه ابعـد من المعقول ؟؟؟ وكان طيباً في زمن الوحوش ؟
هل ترينه سيعلمك بعدها حكاية ( على بابا والأربعين حرامي ) ؟؟؟ لأنه يرى أنها هي الحكاية المناسبة لما يراه ويشاهده ؟؟؟
هل تعتقدين ـ يارهف ـ بأن هذه ( الحكاية ) هي أبلغ جواب عندما تسألينه ذات يوم عن الحياة الآمنة و البيت المزعوم ؟؟ والحلم الموهوم ؟؟ وأين ذهب كل ذلك في غمضة عين ؟؟
تعلّم ـ والدك يارهف بأن هذه الحياة الدنيا لم تبقى لأحـد قبله ولن تبقى له أو لغيره من بعـده وإن طال وطاب له المقام .. فهو حتماً سيرحل ذات يوم ليلقى ربه وينتظر خصومه !! وما يدريك فقد يسبقونه إلى هناك ... فعند الله ستجتمع الخصوم ... حينها سيقول كل شئ .... نعم ... كل شئ ... يارهف فلن يسامح أحداً تجرأ عليه وقضى على أحلامك وأحلامـه !! وسرق آماله وطموحـه !!
لن يسامح أحداً مهما علا مقامه .. أو ارتفع مركزه ...
أليس هذا من حقه ؟؟ فما لم يستطع عليه في الدنيا فهو أقـدر عليه في الآخرة .
تقبلي أسفي يا رهف فقد كنت اسعى لكي اوفر لك عيشاً كريماً ومستقبلاً زاهراً
رهف : لقد تعلم والدك من خلال تعليمه العسكري أن الحروب تتوقف في وقت يسمونه ( الهدنة ) لكي تتاح الفرصة لهيئات الإغاثة لتسحب الجرحى والموتى من ميدان المعركة ... ومن بعدها يستأنفون ( الموت ) والذي يسمونه زوراً بـ الحرب أو المعركة !!
لقد تعلم والدك أيضاً بأن الحرب لها أخلاق ... وأعراف ... وأنظمة .. وقوانين !!!
أما ( هم ) فقصفهم لم يتوقف منذ أكثر من شهر ... وميدان المعركة يزدحم كل لحظة بـ قتلى .... ومصابين ... ومقاومين أنهكهم التعب ... وقضى عليهم الجوع ... والعطش !!! ولم يجدوا حينها أخلاق المعركة ... أو أعرافها ... أو أنظمتها !!! لم يسمحوا لهم بالتقاط الأنفاس .... أو حتى لمسح الدماء ... أو لملمة الجراح ... وخروج الشيخ الكبير ... والطفل الصغير !!
كانت ـ تلك الحروب ـ تتوقف وتُفتح الجيوب ليغادر أرض المعركة من لايرغب في القتال ومن يحب الأمن والسلام ... ومن يرفع الرايات البيضاء
أما ( هم ) فأغلقوا كل المنافذ والجيوب فالقصف متواصل ... والقتلى في تزايـد .. والجرحى بالمئات ... والصراخ يسمعه البعيد والقريب ... والرحمة منزوعة!!
وكان والدك ـ يارهف من المقاومين ذات يوم ... فكان يسقط ... وينهض ... ويسقط مرة أخرى .. فاسألي الله أن لا تكون هي القاضية !!!
كان والدك مسالماً ولكنه في نظرهم مجرماً يستحق العقاب ؟؟؟ فهل تعلمين ـ يارهف ماذنبه ؟؟
كل ذنبه أنه كان يُحسن النية ويعتزم تحسين دخله ... كان ذنبه أنه يأمل أن يستفيد من طفرة يراها أمامه وتغريه بالدخول ... كان يحلم بتأمين مستقبله ومستقبلك .... كان .... وكان .. !!
كان ذنبه أنه لم يؤمن بــ إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب
بل كان طيباً وعلى ( نياته ) فظن أن أكثرهم من أمثاله .... ونسي أو تناسى أن بعض الظن إثـم !!!!
كان لا يعلم ما يُدار له ولغيره في الخفاء !! بل لم يسعى لمعرفة واكتشاف ذلك لإيمانه بأنه آمنٍ اقتصادياً كما هو آمنٍ في نفسه وأهله !! ولكنه اكتشف العكس بعد أن وقع الفأس بالرأس !!!
لم يكن يعلم بأنه سيكون ضحية تصفية حسابات.... كان يسمع بأن هناك هيئة من مهامها ( حماية صغار المستثمرين ) فيصدق ذلك !! وكان يظن والدك أنه أحد هؤلاء ( الصغار ) في نظرهم ... والكبير في نظركِ أنتِ وأهلك ... فاكتشف بأنه كان ساذجاً ... ولكن هذا الاكتشاف جاء متأخراً للأسف الشديد !!
رهـف : كان والدك يفرح عندما يسمعك ترددي : سارعي للمجد والعلياء .. وحين تنتهي بـ عاش المليك للعلم والوطن ...يبتسم ويصفق لك .. كيف لايفعل ذلك وهو يأمل أن يغرس بقلبكِ حب الوطن وأهل الوطن منذ نعومة أظفارك !! فهل تعتقدي بأنه أخطأ وظل الطريق وأنه سيندم على ذلك ذات يوم ؟؟؟ وأنه ذهب بظنونه ابعـد من المعقول ؟؟؟ وكان طيباً في زمن الوحوش ؟
هل ترينه سيعلمك بعدها حكاية ( على بابا والأربعين حرامي ) ؟؟؟ لأنه يرى أنها هي الحكاية المناسبة لما يراه ويشاهده ؟؟؟
هل تعتقدين ـ يارهف ـ بأن هذه ( الحكاية ) هي أبلغ جواب عندما تسألينه ذات يوم عن الحياة الآمنة و البيت المزعوم ؟؟ والحلم الموهوم ؟؟ وأين ذهب كل ذلك في غمضة عين ؟؟
تعلّم ـ والدك يارهف بأن هذه الحياة الدنيا لم تبقى لأحـد قبله ولن تبقى له أو لغيره من بعـده وإن طال وطاب له المقام .. فهو حتماً سيرحل ذات يوم ليلقى ربه وينتظر خصومه !! وما يدريك فقد يسبقونه إلى هناك ... فعند الله ستجتمع الخصوم ... حينها سيقول كل شئ .... نعم ... كل شئ ... يارهف فلن يسامح أحداً تجرأ عليه وقضى على أحلامك وأحلامـه !! وسرق آماله وطموحـه !!
لن يسامح أحداً مهما علا مقامه .. أو ارتفع مركزه ...
أليس هذا من حقه ؟؟ فما لم يستطع عليه في الدنيا فهو أقـدر عليه في الآخرة .
تقبلي أسفي يا رهف فقد كنت اسعى لكي اوفر لك عيشاً كريماً ومستقبلاً زاهراً