لا للتدخل في سوق الأسهم !

[abu faisal]

"هذا المقال لا يمثل وجهة نظري"


اقتراح أو إشاعة يرددها الكثيرون ..و قد تنفذها الحكومة ..

قد تضخ 20 مليارا في السوق لإنقاذ المساهمين ..





المشكلة أنه برغم هذه الجهود الكريمة .. سيظل المواطن السعودي –مثل جهنم- يطلب المزيد ..

وماتزال الحقيقة القديمة أكثر ثباتا .. إن الإنسان لا يشبع .. ولو كان يريد أن يفعل ذلك لما خرج من الجنة أصلا..

فلماذا ندق رؤوسنا في الحائط؟

لماذا نواصل لعبتنا المرهقة لشراء سعادة المواطن بنقود براميل النفط؟

ولماذا نصر على بناء الجنة في الطابق الأول للجحيم؟

إن الله نفسه لم يشأ أن يجعل الحياة مجرد نزهة عابرة حول مائدة الطعام .. وقد طردنا من الجنة لأنه أكثر حكمة من أن يترك الإنسان ينبت هناك في الظل مثل بقية الأشجار ..

الإنسان ليس شجرة ..

إنه الكائن الوحيد الذي يفرز العرق ..

وإذا كان الله لا يخلق شيئا عبثا .. فلا بد أنه قد صنع العرق لكي نروي به حقولنا ..

فدعونا نتفق على صيغة النقاش ..

الناس قد دخلوا السوق وهم في كامل قواهم العقلية (وإن كنت أشك في هذا) ..فعليهم أن يتحملوا نتائج اختياراتهم ..



أعلم أن الحكومة تستطيع أن تعوض كل مساهم عن خسائره ..

وتستطيع أن تمنح كل مواطن بيتا ورصيدا في البنك وقاربا شراعيا وأربع زوجات ..

لكنها لن تجعل منه سوى وريث عاطل يتسكع بلا هدف على هامش العالم حتى يموت بالسكتة القلبية .. ثم سيشتكي من ضعف الخدمات الطبية .. حتى بعد موته!

هذه ليست مكافأة من أي نوع !

إنها في الواقع أسوأ طريقة للتعذيب ..

فالمرء لا يستمتع بالحياة إلا إذا رواها بعرقه يوما بعد يوم .. بسهره .. بفتات المعرفة يلتقطه كسرة كسرة ..

حياة يروبها بعرقه .. وليس ببرميل النفط!

فدعونا نتفق على صيغة النقاش ..

المواطن السعودي السعيد لابد أن يدفع الثمن ..

إنه لا يجوز أن يعيش مثل المواطن الأمريكي قبل أن يدفع الثمن مثله ..في غسيل المطاعم وتنظيف البارات من قيء السكارى حتى يسدد رسوم دراسته..

وذلك يعني أن مواطننا لابد أن يستعد بطريق أو بآخر لمواجهة الحياة بشيء من العرق ..وأن السعودية لابد أن تحزم رأيها لمواجهة قطعان الورثة بكثير من الحزم ومحو مشاكل المجاملة ..

لم يشتك أحد –سواي- من تضخم سوق الأسهم .. ولم يستمع أحد لثرثرتي حولها لأن سكرة المال والوجاهة والبي إم المشتراة بالأقساط جعلت البعض يصدق أنه فعلا أغنى مني، وأنني مجرد حاسد مقيم في الأرض يتربص ضد من تكرمهم السماء !

شاهدنا المرض يستشري في المجتمع ولم يتحرك مجلس الشورى إلا بعد وفاة المريض..

لم يشتك أحد من حالة التورم التي أصابت السوق .. بل بالعكس تعالى صفير كتاب الصحافة وبرنامج التقرير وخبراء المال الذين تكاثروا كالفئران .. وارتفعت هتافاتهم عن الانتعاش الاقتصادي وبركات العولمة ..

أليس غريبا أن نبارك نصف الخطأ .. ونسكب لعناتنا على نصفه الآخر؟



الغريب فعلا هو في الرثائيات التي بدأت تنعي الأرامل والأيتام الذين اكتسحتهم مأساة الأسهم ..

إن أحدا لا يستطيع أن يزعم ذلك .. حتى ولو كان يريد أن يكذب ..

فالأكاذيب والخطب الجيدة والأشعار التي تقال في المناسبات الحزينة لعب أكثر بدائية من أن تجرؤ على تزييف الواقع المتناهي الكآبة الذي يدلع لنا لسانه في وسط السماء ..

الحقيقة ببساطة أن بيشة الزراعية كلها على بعضها لا يمكن أن تكون بألفين ريال .. فضلا عن أن يكون السهم الواحد فيها يربو على سهم سابك !

والمصافي تحتاج إلى مستويات خاصة من الخبرة والمهارات والنظم المالية المعقدة .. في حين أنها لا تملك ما يكفي لصناعة علبة سن توب عادية!



تجمدت رؤوس الأموال ..ولم نستطع أن نشاهد جامعة تبنى أو أشجارا تزرعها أياد خضراء ..

تحول الشعب إلى قطيع من السماسرة ..

وتحول بلدي الذي أموت في حبه إلى مهرجان ملون حافل بألعاب الحظ والمرتزقة والمواطنين الذين لا يهمهم شيء سوى زيادة مكاسبهم من الغنيمة ..

انتقلنا جميعا من عصر البداوة إلى عصر الانحلال دون أن نبني طوبة واحدة في شرف البناء الحضاري ..



إذا كان مواطنونا قادرين على مواصلة الحياة فلا بد أن يعلموا أن العمل لن يقتلهم ..

وإذا كانوا مجرد مجموعة من الدراويش الذين يعيشون على صدقات النفط ..

فلماذا ندق رؤوسنا في الحائط؟

لماذا؟

من أجل الدراويش ؟!!!!؟؟



خالد اليحيى

[المنبهر]

ودي أوافقك لكن مع الربع وجهة نظر. هناك ضوابط لم تطبق للحماية من الارتفاع لأن فيها الحماية من النزول. هذا كلما في الأمر.

[حارث]

يغرد خارج السرب