المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الهوامير" المسجونين



بوعبدالرحمن
14-03-2006, Tue 9:24 PM
هذه أسباب وجاهة السؤال:
مقولة مقنعة لـ"الهوامير المسجونين"

قينان الغامدي
السؤال الذي وجهه، مستثمر أو هامور "سوا" عبدالعزيز الجهني من داخل سجنه، ونشرته صحيفة المدينة يوم الاثنين 21 محرم الماضي سؤال وجيه، لأنه ينسجم مع طبيعة الوضع الذي تمت فيه المساهمة فهو وضع غير طبيعي الأمر الذي يجعل السؤال غير الوجيه وغير المنطقي وجيهاً ومنطقياً، فالجهني يسأل قائلاً: جمعت الأموال في سنة فكيف أعيدها في ثلاثة أشهر؟. نحن دائماً نردد عن قناعة أن الهدم أسهل من البناء، فمثلاً لو أنك بنيت عمارة ضخمة في سنتين، فإن هدمها لن يستغرق أكثر من يومين أو أسبوع على الأكثر لكن الجهني ينبهنا إلى أن هذا المنطق لا يصلح للاستخدام عندما يتعلق الأمر بالفلوس، فهو يقول إن المبالغ التي جمعها بلغت 856 مليون ريال، وإنه احتاج عاماً كاملاً لجمعها، وقد أرهقه هذا التجميع طيلة العام وأشغله عن أسرته، ولكن بفضل الله ثم بدعاء الوالدين نجح في مهمته التاريخية في جمع هذه الملايين، ونجح في استثمارها وتشغيلها. وهو الآن من داخل السجن يطالب بإطلاق سراحه، وإعطائه مهلة عامين كاملين لرد الأموال وتوزيعها على المساهمين. الجهني سبق أن أطلق سراحه وأعطي مهلة ثلاثة أشهر لرد الأموال إلى أهلها لكنه لم يفعل بل إنه مندهش من هذه المهلة القصيرة ولذلك سأل "كيف أجمع الملايين في عام وأوزعها في ثلاثة أشهر" وكأنه يقول هذا غير معقول، أنا أحتاج إلى سنتين للتوزيع، هي ضعف المدة التي احتاجها في الجمع، أي إن المسألة هنا تقول إن الهدم أصعب من البناء وهو على حق، وأنا سأتبرع وأقول لماذا هو على حق، فأولاً إنفاق المال أصعب على النفس البشرية من جمعه وبهذا يكون الجهني وغيره من "الهوامير" منسجمين مع الطبيعة البشرية التي لا يستطيع أحد أن ينكرها. وثانياً أنه وغيره من الهوامير جمعوا هذه الأموال تحت سمع وبصر الحكومة والناس، بل إن الناس كانوا يتهافتون عليهم تهافت الفراش على الشهاب، ولم يسألهم أحد عن النظام الذي بموجبه بدأوا جمع الأموال واستمروا فيه، فكيف بعد أن تعبوا وسهروا وجمعوا طيلة عام أو أعوام ثم يأتي من يريد أن يطبق عليهم نظاماً في توزيع ما جمعوا بدون نظام، وبهذا يكون الجهني وغيره منسجمين مع الطبيعة القانونية السائدة. أما ثالثاً فالجهني وغيره أرهقوا في جمع الأموال وانشغلوا عن أسرهم، وليس من الطبيعي وقد أصبحوا في مصاف المليونيرات والمليارديرات أن يطالبوا بالإرهاق والانشغال عن أسرهم مرة أخرى، وفي ماذا؟ في توزيع ما جمعوا. هذا مطلب غير معقول، كيف تطالب مليارديراً أن يرهق نفسه وينشغل عن أسرته في توزيع أمواله؟ وبهذا يكون الجهني وغيره منسجمين مع منطق الثراء.
بقي أن أقول إن الجهني قال جملة واحدة لا تحتاج إلى تحليل ولا إلى فلسفة، قال "بقائي في السجن لا فائدة منه" ولا أظن أحداً يستطيع أن يثبت عكس مقولته هذه، وهي مقولة تنطبق على كل "الهوامير" المسجونين.



.....................