المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحديات تواجه اسواق الاسهم العربية



alharbi
05-02-2002, Tue 3:08 PM
بقلم: زياد الدباس
ان اسواق الاسهم العربية تواجه عشرة تحديات اساسية في هذه المرحلة اهمها تعزيز الثقة في الاستثمار في هذه الاسواق،

وحيث تراجع اداء معظمها خلال العام الماضي بالرغم من نمو الناتج المحلي الاجمالي لمعظم هذه الدول وخاصة الخليجية منها, فعلى سبيل المثال

تراجع سوق الاسهم الكويتي الى مستويات ما قبل خمس سنوات وكذلك سوق الامارات وانخفض مؤشر سوق البحرين بنسبة 18% والاردن 20% ومسقط 6 .19%

كما تعاني معظم الاسواق العربية من ظاهرة تدني مستوى الافصاح والشفافية والتعامل من الداخل واحتكار المعلومات لفئة محدودة من كبار المستثمرين وعدم التزام معظم الشركات بالمعايير المحاسبية الدولية عند اعداد بياناتها المالية وانخفاض مستوى جودة التقارير والبيانات المالية والتأخير في صدورها وعدم الالتزام باصدار بيانات دورية كل ثلاثة شهور او اربعة شهور لتعكس الاسعار واقع الاداء.

كما تعاني الاسواق العربية من محدودية الادوات الاستثمارية واقتصارها على الاسهم لمعظم الاسواق وبعض أسواق الاسهم والسندات وفي بعض الاسواق العربية بدأنا نلاحظ تأسيس صناديق استثمارية كاحدى الادوات الاستثمارية التي تخدم عدة شرائح من المستثمرين,

والمعلوم ان تنوع وتعدد الادوات الاستثمارية يساهم في زيادة الفرص امام المستثمرين ويساهم في زيادة العمق في هذه الاسواق ويعزز الطلب والعرض على الاوراق والادوات المالية اضافة الى انه مؤشر على تطور هذه الاسواق وارتفاع مستوى الوعي الاستثماري

كما ان المرحلة الحالية تتطلب تشجيع صغار المستثمرين على الاستثمار في اسواق الاسهم ودخول اكبر عدد ممكن منهم يساهم في توسيع قاعدة الملكية ويعزز حجم التداول باعتبار ان صغار المستثمرين هم وقود اسواق الاسهم ومصدر نشاطها.

كما تعاني اسواق الاسهم العربية من محدودية الوعي الاستثماري والذي عادة ما يؤدي الى عدم استقرار هذه الاسواق وتحول عدد كبير من المستثمرين الى مضاربين ومسئولية الاسواق بالتعاون مع وسائل الاعلام لبذل جهود كبيرة ومستمرة ولفترات طويلة لتزويد المستثمرين بالمعرفة والمهارات الاستثمارية,

كما تعاني معظم اسواق الاسهم العربية من محدودية الاستثمار المؤسسي واعتمادها على الاستثمار الفردي,

فالاستثمار المؤسسي يساهم في استقرار الاسواق بصورة عامة باعتبار ان اغلب توجهات استثماراته طويلة الاجل ذات طبيعة غير مضاربة اضافة الى مساهمته في تعزيز حجم الطلب والعرض في الاسواق.

وتعاني الاسواق العربية من محدودية الدور الذي تلعبه المصارف المحلية في تطور ونمو هذه الاسواق وخاصة في المراحل الاولى من مراحل تأسيس هذه الاسواق باعتبار ان المصارف الوطنية تملك ثقة عملائها. وتمتلك فروعا كبيرة وعديدة لديها الخبرات والكوادر الفنية المؤهلة اضافة الى خضوعها لرقابة السلطات النقدية واستحواذ هذه المصارف على الجزء الاكبر من المدخرات المحلية مما يعزز من قدرتها على القيام بالعديد من الادوار والخدمات التي تساهم وتعزز دور ونشاط هذه الاسواق,

وعلى سبيل المثال انشاء صناديق الاستثمار وخدمات ادارة المحافظ واعداد البحوث والدراسات عن الشركات المساهمة وتغطية الاكتتابات وتسويق الاصدارات الجديدة.

وبالرغم من ارتفاع القيمة السوقية لاسواق الاسهم العربية الا انها مازالت صغيرة الحجم مقارنة حتى ببعض الاسواق الناشئة وصغر هذه الاسواق يساهم في خلق فرص لتقلبات غير مبررة في الاسعار وتأثير الاشاعات على القرارات الاستثمارية ومحدودية البدائل والفرص الاستثمارية,

اضافة الى امتلاك الحكومات نسبة هامة من رؤوس اموال الشركات المساهمة وامتلاك كبار المستثمرين نسبة هامة ايضا وهذه النسب تعتبر من الناحية العملية مجمدة باعتبارها استثمارات طويلة الاجل,

اضافة الى انخفاض نسبة الرسملة اي نسبة رأس المال السوقي الى الناتج المحلي الاجمالي ومحدودية عدد الشركات المدرجة وتركز التداول على عدد محدد من هذه الشركات بحيث يشكل التداول على اسهم شركتين او ثلاث شركات في بعض الاسواق ما نسبته 50% من حجم التداول الكلي في السوق وفي بعض الاسواق يشكل التداول على اسهم سبع او ثماني شركات ما نسبته 80% من حجم التداول الكلي في السوق مما يخفض من فرص الاستثمار داخل هذه الاسواق.

كما تعاني اسواق الاسهم العربية من محدودية الدور الذي يقوم به الوسطاء والمعلوم ان تعزيز نشاط اسواق الاسهم وتطويرها يحتاج الى وجود وساطة مالية كفوءة وقادرة على المنافسة والابتكار ووجود مؤسسات وساطة متنوعة في اطار تنافسي يساعد على تحسين مستوى الخدمات المالية وتطور وتوسع خدمات الوساطة المالية ينبع من واقع تطور الاسواق ولعل تواجد شركات ومؤسسات الوساطة الاجنبية ساهم في تطور نشاط الوساطة في اسواق الاسهم العربية من حيث الاستفادة من خبراتها واسواق الاسهم العربية يجب ان تعمل على تخفيض تكاليف التداول وتبسيط اجراءاتها وتطوير نظم واجراءات التداول والمقاصة والتسوية.

وتعاني الاسواق العربية من تراجع ومحدودية وانحسار تدفق الاستثمارات الاجنبية بالرغم من رفع القيود على الاستثمار الاجنبي في بعض هذه الاسواق ورفع جزئي في اسواق اخرى,

ولعل ضعف سيولة هذه الاسواق وانخفاض مستوى الافصاح والشفافية وصغر حجمها وعدم وجود خدمات مالية متطورة وضعف البيئة القانونية التشريعية المناسبة للاستثمار من اسباب انحسار تدفق الاستثمارات الاجنبية في الوقت الذي نلاحظ فيه تدفق الاموال العربية على اسواق الاسهم العالمية نتيجة تميز هذه الاسواق بمستوى عال من الافصاح والشفافية وسهولة التداول والتعامل وارتفاع مستوى السيولة والبيئة القانونية والتشريعية المناسبة اضافة الى التداول الالكتروني من خلال شبكات الانترنت.

ونعتقد ان فتح المجال امام المستثمرين العرب للاستثمار في البورصات العربية من خلال اتفاقيات ثنائية او ثلاثية كخطوة اولى سيساهم في خلق فرص متنوعة وعديدة امامهم ويعزز من حجم التداول في هذه الاسواق ويساهم في تعميقها ورفع سيولتها.