المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "ليس المهم مقدار ذكائك بل كيف تستخدم ذكائك"



ABO HAMDAN
02-03-2006, Thu 4:49 AM
http://us.moheet.com/asp/report/smart/main.gif




هل تريد أن تتجه حياتك نحو الأفضل؟.. هل تتساءل باستمرار ما هو سر النجاح؟ .. هل اعتقدت يوما أن النجاح دائما ما يكمن في علاقاتك بالآخرين ومدي رضاؤك عن هذه العلاقات؟.. الأمر بيدك فباستطاعتك أن تحدث تغيير في حياتك عن طريق التركيز على ما تريده بالضبط من هذه الحياة وأن تتخذ خطوات جدية وعملية نحو تحقيق أهدافك..

















فلدى كل فرد منا طاقة يمكنه استثمارها بالوجهة التي يرغب فيها، ولديه عاطفة يختزنها في المخ في الجزء المختص بالعواطف، من خلالها تتولد لديه القدرة على أن يكوِّن درعا واقيا ليقوم بحماية أقوى رغباته من الهجوم الذي يقاوم به الجزء المختص بالتفكير المنطقي، ونتيجة لهذه العملية فكل منا يقوم بأداء مهام وسلوكيات يمكنه تقييمها بين فترة وأخرى، بل ويمكنه تغييرها,ولكن يبقي السؤال الأصعب :هل تطاوعه نفسه دائما علي التغيير؟ أم هل يمكننا أن ندعي أننا وصلنا إلي معرفة ما تريده أنفسنا حقا..؟ إننا إذا قلنا هذا فنحن نخدع أنفسنا فهذه النفس المتحيرة والمتغيرة باستمرار هي ما دفعت الشيخ علي طنطاوي - رحمه الله - أن يصفها قائلا :

نفسك عالم عجيب وغريب
مليء بالأسرار والغموض..
يتبدل كل لحظة ويتغير..
ولا يستقر على حال
تحب المرء فتراه ملكا,
ثم تكرهه فتبصره شيطانا,
وما ملكا كان قط ولا شيطانا,
وما تبدل,
ولكن تبدلت حالة نفسك.






وحول نفس المعني تلخصت فلسفة سقراط في عبارة : "اعرف نفسك" ولكن هل لبيت الدعوة لتعرف نفسك فعلا؟؟



إن الكتاب الواقع بين أيدينا تحت عنوان" ليس المهم مقدار ذكائك بل كيف تستخدم ذكائك" للدكتورة جين آن كريج، المحاضرة والمربية التي مارست الإرشاد النفسي في عدد من المؤسسات وترجمة عبد الإله الملاح يهدف إلي سبر أغوار النفس الإنسانية والتعرف عليها بشكل أكبر حتى يكتشف كل منا ذاته بشكل صحيح ويستفيد من طاقاته بشكل أروع فهل تبحر معي عزيزي القارئ بين ضفتي هذا الكتاب لنتعرف أكثر علي مكنوناته؟؟


إن هذا الكتاب يهدف بشكل رئيسي إلي أن يمد المهتمون بتطوير قدرتهم في التواصل مع الناس وشحذ مهاراتهم القيادية بمهارات أساسية تمكنهم من تحقيق ذلك، إذ يعد هذا الكتاب بمثابة خارطة الطريق لمن يبحث عن التفوق والنجاح علي المستوي العملي والشخصي أيضا.

ولكن كيف يتحقق ذلك؟
إن المؤلفة قامت في هذا الكتاب برحلة تأمل ثاقب في عواطف الإنسان، لنطلع عبر صفحاته على مملكة المشاعر وتأثيرها في مسار حياتنا حتى نصل إلي النجاح وذلك عن طريق عدة محاور تحددها جين آن كريج في:



كيف ننمي بداخلنا الذكاء العاطفي؟
تبدأ المؤلفة هذا المبحث بتعريف الذكاء العاطفي بأنه القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين، كما أنه يمثل 85% من أسباب الأداء المرتفع للأفراد القياديين , كما تضيف موضحة إنه تلك القدرة التي تمكّن الفرد من إدراك, وتأويل وتعديل انفعالاته تبعًا لانفعالات الآخرين, بمعنى أن الفرد الذكي انفعاليًا هو فرد قادر على إدارة مشاعره وانفعالاته, والتعبير عنها بطريقة فعّالة تمكّنه من التواصل مع أي فرد آخر كما أن الكتاب يؤكد علي أن الذكاء العاطفي يتم تعلّمه وبالتالي, من الممكن دائمًا وبأي عمر أن يبدأ الفرد تعلّم كيفية تأويل انفعالاته وانفعالات الآخرين وتنظيمها.

ولكنها في نفس الوقت تؤكد علي أن الناس الذين يتمتعون بذكاء انفعالي, قد لا يملكون بالضرورة, مستوى ذكاء IQ مرتفعًا جدًا, بل هم غالبًا, أفراد يتمتعون بمستوى ذكاء طبيعي, لكنهم عمليّون وقادرون على تكييف تعاملهم مع معظم الأوضاع الحياتية التي تواجههم، وهم بشكل عام أفراد ايجابيون, متفائلون, حنونون ومتعاطفون, وبالتالي قادرون على تأويل وإدراك انفعالاتهم وانفعالات الآخرين بشكل إيجابي.

وتؤكد المؤلفة في كتابها علي أن انخفاض الذكاء العاطفي يجلب للأفراد الشعور السلبي كالخوف، الغضب، والعدوانية، وهذا بدوره يؤدى إلى استهلاك قوة هائلة من طاقة الأفراد، كما أنه يساهم في انخفاض الروح المعنوية، الغياب عن العمل، الشعور بالشفقة، ويؤدى إلى سد الطريق في وجه العمل التعاوني البناء، كما أن الذكاء العاطفي يشكل أحد المتغيرات الأساسية والتي أخذت في البروز كأحد الصفات الجوهرية للقيادة الإدارية الفعالة، فالقدرة علي التعامل مع العواطف والمشاعر يمكن أن تساهم في كيفية التعامل مع احتياجات الأفراد وكيفية تحفيزهم بفاعلية، فالقائد الذي يتمتع بذكاء عاطفي يكون أكثر ولاء والتزام للمنظمة التي يعمل بها وأكثر سعادة في عمله وذو أداء أفضل في العمل ولدية القدرة علي أستخدم الذكاء الذي يتمتع به لتحسين والرفع من مستوى اتخاذ القرار، وقادر على إدخال السعادة والبهجة والثقة والتعاون بين موظفيه من خلال علاقته الشخصية.

وتتساءل المؤلفة في النهاية هل أنت قائد إداري ذو ذكاء عاطفي؟ وفي سبيل إمدادك بهذا تشرح عدة خطوات وتدريبات عملية تساهم في تمتعك بالذكاء العاطفي اللازم في نجاحك وتشمل القدرة على إصدار الحكم، التفكير المتأني قبل القيام بأي تصرف، القدرة على بناء وإدارة العلاقات الاجتماعية بصورة فعالة كان تكون لديك القدرة على قيادة التغيير بفعالية، بناء وقيادة فريق العمل، والقدرة على الإقناع، القدرة على التعرف كيف يشعر الآخرين والتعامل معهم وفقا لاستجابتهم العاطفية.


كيف تتعامل مع عواطفك؟
توضح جين آن كريج أن الخطوة الثانية من النجاح تتمثل في إدارة العواطف التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الاحترام للذات، وذلك لتأثير العواطف على أحاسيسنا وإنتاجيتنا، فعندما تقع في شراك العواطف سوف تنخفض إنتاجيتك، ولن تشعر بالرضا عن نفسك، وبالتالي لن تكون خدماتك للآخرين على المستوى المطلوب، كما أن كبت العواطف أكثر من اللازم يؤدي إلى عواقب وخيمة، وعند كبتها بشدة تحت غطاء الحياد؛ فربما تتفجر غالباً في الوقت الخطأ.










كبت العواطف يؤدي لعواقب وخيمة
وتشرح المؤلفة قائلة انك قد تشعر بعدم الرضا عن نفسك، أو ربما تشعر أن الآخرين يعاملونك بطريقة غير لائقة ويمكنك معالجة ذلك بالتعرف على مشاعرك، أولا ومن ثم الحفاظ على التوازن بواسطة الأفكار والأفعال التي تعزز من احترامنا لذاتنا ولعمل ذلك عليك أن تغير رأيك في نفسك والآخرين، وفي كيفية السيطرة على مشاعرك وأحاسيسك بدلاً من أن تكون ضحية لها .

ولكي تتخلص من هذه المشاعر الهدامة كما يوضح الكتاب عليك أن تتعامل معها بطريقة تعزز فيها من احترامك لذاتك، وتبتعد فيها عن مشاعر الازدراء من نفسك باتباع ما يلي:



1- اعترف لنفسك بمشاعرك المؤذية، وتعامل معها بموضوعية.
2- لا تحاول لوم الآخرين، وركز على أمور أكثر إشراقاً في حياتك.
3- غيّر أفكارك، واجعلها إيجابية " أنا بحالة ممتازة".

4- افعل الأمور التي تشعرك بالرضا والراحة، وما هو مهم بالنسبة لك.

وأخيرا تنصحك جين كريج أن تكون دائماً مستحضراً لمشاعرك وعواطفك السعيدة؛ لتستمتع بالمزيد من السعادة والبهجة والسلام عند اختيار هذه المشاعر لنفسك، وبالتالي يتعزز احترامك لذاتك.



















كيف تطور علاقاتك؟
تبدأ الكاتبة هذا الفصل موضحة بصورة رمزية أن كل شخص يولد وعلى جبهته علامة تقول : ( من فضلك اجعلني أشعر أنني مهم ) ، فكلما وقع اتصال بين الناس تناقلوا بينهم رسالة صامتة تقول : ( من فضلك اعترف بكياني ، لا تمر بي غير آبه )، فالإنسان مهما كان عبقرياً وفذاً وناجحاً فإنه يظل متلهفاً لمعرفة انطباع الناس عنه ، وكثيراً ما يؤدي التشجيع إلى تفجير أفضل ما لدينا من طاقات كامنة ، ففي داخل كل منا قوة تدفعه إلى الخارج باستمرار ، فنحن نطلب من الآخرين أن يقدروا ظروفنا وأن يفهموا أوضاعنا وأن يشعروا بشعورنا ، ولكن قليل من الناس من يطلب هذا الطلب من نفسه ، قليل منهم من يقدر شعور الآخرين ويفهم مطالبهم ، ومن ثم يجب أن يبذل لهم العون وهكذا ... ، ولتطوير علاقاتك تنصحك المؤلفة أن يكون شعارك : ( البداية من عندي ...)








ولكن يبقي السؤال الأهم والأصعب كيف نطور من علاقاتنا داخل العمل بشكل فعال يساعدنا علي إنجاز المهام، وفي هذه النقطة يسوق لنا الكتاب عدة تدريبات نذكر منها :



1- حسن الاستماع والإصغاء لوجهة نظر الآخرين.
2- فهم الخلفية النفسية والثقافية لأفراد المجموعة التي تتعاون معها.
3- الحرص على استشارة أفراد المجموعة في كل جزئية في العمل المشترك تحتاج إلى قرار.
4- الاعتراف بالخطأ ومحاولة التعلم منه.
5- عدم الإقدام على أي تصرف يجعل الزملاء يسيئون فهمه.
6- عدم إفشاء أسرار العمل أو التحدث عن أشياء ليست من اختصاصه.

7-المبادرة لتصحيح أي خطأ يصدر من أي فرد من أفراد الفريق.



ضع حدا لاستنزاف طاقتك
إذا أردت بناء علاقات في المجتمع تمدك بالحياة فابتعد عن العلاقات التي تستنزف طاقتك باستمرار..وتعوقك عن تحقيق أهدافك وطموحاتك..وتؤثر سلبا على شخصيتك..و ابحث عن علاقات تدفعك للمضي قدما في حياتك و تكسبك الطاقة اللازمة لتطوير نفسك..وتذكر جيدا أن علاقاتنا المتميزة لن تكون إلا مع الأشخاص الذين يهتمون بأمرنا ويحثوننا على أن نكون الأفضل..ويلتزمون بفعل أي شيء لتحسين العلاقة..


تخلص من المشتتات و المضايقات التي ترفع من مستوى قلقك و تقتل الإبداع في فكرك..هكذا ينصحك الكتاب ويحدد لك العلاقات التي من شأنها أن تستنزف طاقتك في :
اللوام : وهو الشخص الذي يلوم الآخرين بدلا من أن يلوم نفسه.
المستنزف: هو الذي يطلب منك الإرشاد أو النصيحة طوال الوقت لتحسين حياته دون الاعتبار لوقتك و ظروفك.
المستخف : هو الشخص الذي يستخف بأي شيء تقوله أو يعارضه و هو غالبا ما يحتاج للشعور بأنه دائما على حق.
النمام : هذا الشخص يستمد طاقته من الحديث عن الآخرين من وراء ظهورهم.
المخجل : هذا الشخص يمثل خطورة عليك لأنه يجرحك أو يقلل من شأنك أو يسخر منك أمام الآخرين و يحاول إقناعك أن انتقاده لمصلحتك.

وفي المقابل يسوق لنا الكتاب العلاقات التي تمدك بالطاقة :
المبادر: هو الشخص الذي يمضي في طريقه نحو التطور ويبادر بتغيير حياته إلى الأفضل.
المسئول : هو الشخص الذي يتولي مسؤوليته الكاملة عن نصيبه من العلاقات وهو مستعد دائما للنظر فيما يحتاجه لتنمية علاقاته بالآخرين وكيفية التعامل معهم.
المقدر: هذا الشخص يعتز بعلاقتك ويقدر مواهبك و قدراتك وشخصيتك.
المتواصل :يلتزم هذا الشخص بالتواصل اللائق الودي الذي يوطد العلاقة .. ويثبت دعائمها،،قد يسأل عنك إذا افتقدك لمجرد الاطمئنان والتواصل وليس لطلب مصلحة.






كيف تتعامل مع النقد؟
تبدأ المؤلفة هذا الفصل بسؤال توجهه للقارئ ماذا إذا وجه إليك نقدا غير عادلا؟
هل تناقشه؟ أم تواجهه؟ يبدو للوهلة الأولي أن الاثنان واحد ولكن كما تشرح لنا المؤلفة أن هناك فارقآ كبيرا بين الاثنين، ولذلك تقدم لك جين آن كريج النصائح التالية حول (فن النقد) الذي يتضافر مع فن الإطراء!.

كن محددا ً: التقط حدثاً له دلالة، يوضح مشكلة رئيسية تحتاج إلى التغيير، أو نموذجاً يمثل عدم الكفاءة، مثل عدم القدرة على أداء أجزاء معينة من العمل بصورة جيدة.. هذا لأن ما يثبط معنويات الإنسان هو أن يسمع أنه أخطأ في عمل شيء ما دون أن يعرف على وجه التحديد ما هذا الخطأ لكي يعمل على تصحيحه.. فلابد من التركيز على التحديد..
تذكر الشيء الجيد الذي فعله الإنسان، وما فعله بالتحديد بصورة ضعيفة، وكيف يمكن تغييره؟!..
قدم حلاً : فالنقد مثل كل تغذية مركزة مفيدة، يجب أن يشير إلى طريقة تحدد المشكلة تماماً، وإلا فسوف تترك المتلقي في حالة إحباط ومعنويات منخفضة ودون دافع للقيام بعمل.

كن حساساً :هذه دعوة للتعاطف مع الآخر، ليكون متناغماً مع ما تقوله، وكيف يكون وقعه على الشخص المتلقي..والمؤلفة بذلك تتفق في الرأي مع هاري لفنسون المحلل السيكولوجي، الذي يسوق لنا بعض النصائح العاطفية في آخر الأمر لمن يتلقون النقد قائلاً: يجب أن ينظر الإنسان إلى النقد كمعلومة لها قيمتها حول كيفية تحسين العمل وليس بوصفه هجوماً شخصياً ,وأخيراً ينصح ليفنسون الجميع أن ينظروا إلى النقد بوصفه فرصة للناقد والمنتقد للعمل معاً بهدف حل المشكلة، وليس بوصفه حالة خصومة بينهما..




الناقد و المنتقد معاً لحل المشكلة


وفي النهاية يبقي أن نقول أن التواصل بينك وبين الآخرين لا يعتمد على من تكون أنت فقط، فمعرفتك بنفسك ومعرفتك بضرورة استحضار العقل والعاطفة لا يكفي أحيانا بل لابد من معرفة الآخرين وسلوكهم وتصوراتهم وذلك حسب الدراية التي تكتسبها من خلال احتكاكك بالناس فعلينا كما ينصحنا الكتاب أن نتعلم لغة التواصل مع الآخرين وان ندرك أنهم مجموعة من المشاعر والأفكار تختلف عنا ولها خصوصيتها ونمطيتها وشفرتها الخاصة وألا نعجل بالحكم على الناس وألا نجعل الظنون تقودنا في كل حال بل لندع للفكر مساحة يتحرك فيها ومن يعود نفسه على المرونة في التعامل مع الآخرين وحسن التعايش معهم فهو أقدر على إحداث التغيير في نفوسهم وقلوبهم وعقولهم، وتذكر في النهاية أن نجاحــك يتوقــف على مــدى قــدرتك على التـواصل بفــاعلــية مع الآخرين.

امة الله
24-06-2006, Sat 1:54 PM
موضوع اكثر من رائع
جزاك الله خيرا

توصيه_خير
25-10-2006, Wed 5:12 AM
ليس المهم مقدار ذكائك بل كيف تستخدم ذكائك

لك تحياتي
:)

الأخطبوط
24-11-2006, Fri 3:01 AM
مشكور ويعطيك العافيـــــــــــــــــه