المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وماذا يفيد البكاء



aburakan
28-02-2006, Tue 6:51 AM
منذ أكثر من عشرة أيام..
بدأ العد التنازلي لأسعار الأسهم..
مصحوباً بخسائر كبيرة للمتعاملين مع هذا السوق..
ومنذ ذلك اليوم..
وإلى اليوم..
وربما لأيام وشهور وسنين قادمة..
سيكون كل متضررٍ في وضع مَنْ لن ينسى أيام التداول هذه..
وهؤلاء المتضررون..
مَنْ باع منهم ممتلكاته..
أو استثمر مدخراته..
في سوق تقوده الشائعة..
وتحركه معلومة غير صحيحة..
سوف يظل ولفترة قد تطول أو تقصر متألماً مستغرباً من هذه التجربة المريرة..
ولا ألوم هؤلاء..
بل أشاركهم حزنهم..
وأقف بعواطفي إلى جانبهم..
وأجدني معهم متألماً مشفقاً على حالهم..
فليس هناك أسوأ من أن يفقد الإنسان ما يملك سريعاً وفوراً بمثل ما تم وحدث لكثيرين في تداولهم بسوق الأسهم..
لكن ما الذي ينبغي أن نفعله مع حالة كهذه؟..
وما الدروس التي يجب أن نستفيد منها مع اهتزاز السوق بمثل ما رأينا؟..
ومتى نعالج أوضاعنا قبل أن يمتد خطرها ويستفحل ضررها إلى ما هو أكثر وأخطر؟..
هذه بعض أسئلة..
عن مشكلة مؤلمة..
وعن وضع شاذ..
عن حالة لا تسر..
أصابت الجميع بالضرر..
مَنْ تَعَاطَى في سوق الأسهم..
ومَنْ كان متفرِّجاً مثلي..
إن ما نراه الآن تكرار لحالة مماثلة..
حدثت هنا في المملكة منذ أكثر من عشر سنوات..
وسبقتنا بها الكويت فيما يعرف بسوق المناخ..
وهو وضع يتكرر ما يماثله في البورصات والأسواق العالمية يومياً..
ولابد أن نتعلم مما حدث في الماضي ويحدث اليوم، ونستوعب مثل هذه الدروس القاتلة ونأخذ منها العِبَر..
كي نكون في أمان من تقلبات السوق، وصناع السوق، وهوامير السوق..
وما لم نتعلم..
وما لم نستفد..
من تجربة مريرة كهذه..
ومن واقع مؤلم كهذا..
فسوف يتكرر السيناريو..
وتعود لعبة التداول الظالمة في سوق الأسهم بما هو أسوأ..
وعلى الجهات المسؤولة في ضوء ما حدث..
وبالنظر إلى خطورة ما حدث..
وانطلاقاً من مشكلة أصاب ضررها أعداداً كبيرةً من المواطنين..
أن تتخلى عن صمتها..
أن تُسمِعْنا صوتها ورأيها وما تنوي أن تعمله..
لكي لا يتكرر ما حدث..
بعيداً عن تبرئة جهازها وإلقاء كامل المسؤولية على غيرها..
لأن موقفاً كهذا لا يحل المشكلة، ولا يسهم في معالجة الواقع المضرِّ بالوطن والمواطن.
* هذه المقالة نشرتها صحيفة الجزيرة في 29-5-2004م عندما صحا الناس على زلزال في سوق الأسهم في ذلك الوقت، ويومها نبهت وحذرت في هذا المقال مما هو آت وقادم، وقد طلب مني بعض المتصلين أن أعيد نشر المقال، وكأن لسان حالهم وحال هذا المقال وكاتبه يقول: ما أشبه الليلة بالباحة.


بقلم خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة

aburakan
15-03-2006, Wed 1:57 AM
وصلنا أسبوعين و لم يفد البكاء ولا التحاليل ولا نقاط الدعم