المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نفي بغداد امتلاك أسلحة الدمار يعيد أخطار توجيه الضربة العسكرية إلى الواجهة



أبوعبدالحكيم
08-12-2002, Sun 5:57 AM
صدام يعتذر للكويتيين ويهاجم حكامهم ويدعوهم للنضال ضد الجيوش الأجنبية
نفي بغداد امتلاك أسلحة الدمار يعيد أخطار توجيه الضربة العسكرية إلى الواجهة

بغداد، واشنطن: الوكالات
أعرب الرئيس العراقي صدام حسين، لأول مرة، عن اعتذاره للشعب الكويتي مما أسماه بأخطاء الماضي، ودعا الكويتيين للمشاركة في النضال ضد أي جيوش أجنبية.
وقال صدام في خطاب ألقاه نيابة عنه عبر التلفزيون وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف "إننا نعتذر إلى الله من أي فعل يغضبه سبحانه إن كان وقع في الماضي مما لا نعرف به ويحسب على مسؤولينا ونعتذر لكم على هذا الأساس أيضا?ً".
وقال إن الغزو للكويت كان دفاعا مشروعا عن النفس في مواجهة مؤامرة حاكتها الولايات المتحدة بالتعاون مع حكام الكويت, على حد قوله, وخاطب الكويتيين قائلا: "وقفتم الموقف الذي نحن آسفون على كل ما وقع عليكم بسببه" وأضاف: "إننا نقول قولنا هذا ليس ضعفا منا أو تكتيكا لغاية غير مشروعة". وتابع "ما هو أمر وأكثر خطورة هو أن الأجنبي مثلما ترون يحتل بلادكم احتلالا عسكريا مباشرا". وأنتم تعرفون أن الأجنبي عندما يحتل البلاد لا يدنس تراب الأوطان فحسب, وإنما يدنس الروح والدين والعقل" وحيا من يحملون السلاح على الأجنبي المحتل في الكويت.
ونفى العراق امتلاكه أي أسلحة من أسلحة الدمار الشامل ، وذلك قبل ساعات من الموعد الذي من المقرر أن يسلم فيه العراق للأمم المتحدة وثيقة مفصلة عن برامج أسلحته، الأمر الذي فسره المراقبون بأنه عودة إلى سياسة التجاذب التي سبقت صدور القرار 1441، وإصرار الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية إلى العراق ،مع تزايد الحشود العسكرية الأمريكية في البحر المتوسط والخليج العربي، وتوسيع قاعدة المشاركة الغربية بأي عمل عسكري محتمل ضد بغداد.
وقال حسام محمد أمين رئيس دائرة المراقبة الوطنية العراقية في مؤتمر صحفي إن العراق يعلن خلوه من أسلحة الدمار الشامل مؤكدا أنه ليس لدى البلاد أي أسلحة من هذا النوع. وقال إن هذه الوثائق ستسلم لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة في بغداد إلا أنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وعرضت بغداد بعد ظهر أمس،في مقر الهيئة التقرير على الصحافيين. وهو يتكون في قسمه الأساسي حول أسلحة وبرامج التسليح العراقي الذي يقع في 11807 صفحات. كما عرضت التقارير نصف السنوية حول برامج التسليح العراقي بين يوليو 1988 ويوليو 2002 في أقراص مدمجة "سي دي روم". وتبلغ طاقة هذه الأقراص 529 ميغابايت بحسب المسؤولين العراقيين. كما تم عرض تقرير "كامل حول نظام الرقابة المستمرة" لأسلحته الذي أقامته لجنة التفتيش السابقة "انسكوم". ولم يتمكن إلا فريق صغير من الصحافيين من الدخول إلى القاعة التي عرضت بها الوثائق، وكسر زجاج بسبب التدافع قبل أن يوقف المسؤولون العراقيون الزيارة. وقد قادت وزارة الإعلام الصحافيين إلى مقر الهيئة الوطنية للرقابة لحضور عرض التقرير، إلا أنه لم يتم عرض محتوى التقرير على الصحافيين.
وفيما وصف المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر التقرير بأنه عبارة عن "دليل هاتف" مشيرا إلى أنه غير مهم من الناحية العملية، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن الولايات المتحدة ستستغرق بعض الوقت لإجراء تقييم شامل لإقرار العراق بشأن الأسلحة وتصدر حكما عما إذا كان الرئيس العراقي صدام حسين لبى مطالب الأمم المتحدة الخاصة بنزع الأسلحة.
وقال بوش في كلمته الإذاعية الأسبوعية "سوف نحكم على مدى صدق واكتمال الإقرار فقط بعد أن نفحصه جيدا وسوف يستغرق ذلك بعض الوقت. وأضاف بوش قائلا يجب أن يكون الإقرار موضع ثقة ودقيقا وكاملا وألا يكون الطاغية العراقي قد أظهر للعالم أنه اختار مرة أخرى عدم تغيير سلوكه".
وأضاف بوش أن صدام يتحمل عبء إثبات الالتزام بمطالب الأمم المتحدة بأن يتخلى عن برامج تطوير صواريخ ذاتية الدفع وأسلحة دمار شامل والتعاون مع مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة وقال الرئيس الأمريكي إن الالتزام معناه تقديم جميع المعلومات المطلوبة والأدلة بالكامل لإظهار أن العراق تخلى عن الغش الذي كان يمارسه في العقد الماضي. وأضاف قوله: أي عمل من شأنه أن يسبب تأخيرا أو يمثل تحديا سيثبت أن صدام حسين لم ينتهج سبيل الالتزام، وأنه رفض طريق السلام. وقال بوش إن العراق فشل حتى الآن في إظهار التحول الأساسي ممارسة واتجاها. وكرر الرئيس الأمريكي تعهده بأن تقود الولايات تحالفا دوليا لنزع أسلحة العراق إذا لزم الأمر.