المشاكس
18-02-2006, Sat 1:11 PM
صفقة موانئ دبي العالمية ــ "بي آند أو" تثير ضجة عالمية
أثار شراء موانئ دبي العالمية لشركة »بي آند أو« البريطانية ضجة إعلامية غمرت التقارير الصحافية من آسيا إلى أوروبا إلى الجانب الغربي من المحيط الأطلنطي أيضاً حتى طالت البيت الأبيض والكونغرس الأميركي.
فقد ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن الشركة التي ولدت وترعرعت في دبي خلال فترة قصيرة من الزمن في إشارة إلى موانئ دبي العالمية، اشترت شركة »بي آند أو« البريطانية التي كانت فخر البحار بالنسبة لبريطانيا وعمرها يزيد على 1600 عام ويعمل بها 22 ألف شخص وتدير أكثر من 100 ميناء في أنحاء الكرة الأرضية مقابل 3.9 مليارات استرليني.
وقالت صحيفة »الغارديان« ان القصة مدهشة جداً، حيث إن الشركة الفنية من دبي دفعت في أسهم الشركة البريطانية ما يزيد بنسبة 70% على قيمتها السوقية قبل أن تبدأ معركة الشراء وترتفع قيمة الأسهم بهذا الشكل.
ونقلت الصحيفة عن سلطان أحمد بن سليم رئيس موانئ دبي العالمية قوله إنهم كانوا سيرفعون العرض تدريجياً، لكنهم رفعوه دفعة واحدة لأنهم لا يريدون أن يخسروا الصفقة. وأشارت الصحيفة إلى أن موانئ دبي العالمية تنمو بنسبة 7 ـــ 15% سنوياً وفكرة الانتظار بضعة أشهر لتوفير ملايين قليلة تبدو غير منطقية بالنسبة للشركة سريعة النمو.
وفي الوقت الذي أيدت الغالبية العظمى من المساهمين في »بي آند أو« بيع الأسهم لموانئ دبي العالمية (أكثر من 99%)، فإن القلة القليلة الباقية اعترضت على الصفقة، فقط حزناً على فقدان الشركة البريطانية ذات التاريخ الطويل والعريق.
ومع أن الصفقة لن تنتهي رسمياً قبل الشهر المقبل حسب الإجراءات المتبعة، فإن بن سليم الذي سيكون رئيس ثالث أكبر شركة موانئ في العالم بعد تمام الصفقة لديه خطط مستقبلية طموحة للشركة الجديدة. ويقول: إن هذه الصفقة لن يكون لها قيمة مالية أبداً حتى نستطيع استثمار هذا النمو.
ويبدو أن صناعة الشحن العالمية تمر حالياً بعصر ذهبي منذ منتصف القرن الثامن عشر، بفضل النمو السريع في التجارة العالمية، برغم أن العقدين الماضيين لم يكونا بهذه القوة.
ومرة أخرى نقلت »الغارديان« عن بن سليم قوله: إن بعض الناس يجدون أنه من الصعب التخلي عن رمز بريطاني مثل شركة »بي آند أو«، التي تمثل جزءاً من تراثهم وقد شعروا بالألم لذلك وأعرب عن احترامه لهذه المشاعر واعتراضه على الكلمات التي قيلت.
وأضاف بن سليم ان موانئ دبي العالمية، التي لديها مصالح متداخلة مع »بي آند أو«، قد بنت شهرتها العالمية على فكرة تبني تقنيات جديدة وخبرات أصيلة.وأوضح أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الربح هي التوسع ولذلك سيؤدي التوسع في بريطانيا إلى توفير مزيد من الوظائف وأيضاً في أماكن أخرى كثيرة.
وأكد بن سليم أن التكهنات بأن موانئ دبي العالمية ستبيع قسم العبارات في الشركة البريطانية غير صحيح وأعرب عن تأييده لإعادة هيكلة هذا النشاط، وقال: »لن آتي إلى هنا لأقول لا أريد نشاط العبارات«.
قصة نمو سريعة
إن قصة نمو دبي وشركة موانئ دبي العالمية مذهلة، حيث سجلت هذا النمو السريع خلال جيل واحد فقط، فقد بدأ اكتشاف البترول في دبي في السبعينات ومنذ ذلك الحين بدأت قصة النمو والتوسع السريع لتتحول دبي إلى مركز مالي وتجاري رائد في المنطقة.
واحتياطيات البترول في دبي تقل كثيراً عن جاراتها في الخليج، حيث يمثل 6% فقط من إجمالي اقتصادها، لذلك قررت دبي أن تنوع اقتصادها عن طريق أنشطة تشمل الشحن والعقارات والسياحة.
وأدت سرعة هذا النمو والتنوع الاقتصادي إلى أن يعتقد البعض أن مصادر تمويل خفية أو غير شرعية، لكن بن سليم نفى ذلك تماماً، وقال: إن الأشرار ليس لهم أصدقاء على الإطلاق، وفضلاً عن ذلك فإن دبي تلعب دوراً رئيسياً في المساهمة في إلقاء القبض على كثير من المتطرفين.
وقالت الصحيفة البريطانية إن ما تفتقر إليه دبي في التفاصيل الصغيرة، تعوضه في الصورة الأكبر التي يرسمها بدقة بن سليم متعدد الخبرات.
فقد رأس بن سليم هذا النشاط من 24 سنة وهو رئيس نشاط دبي الاستثماري المتمثل في شركة استثمار ورئيس شركة نخيل التي تبني جزر نخيل وجزر العالم، التي ستصبح عجيبة العالم الثامنة، التي تبنيها دبي من أجل إطالة شواطئها لاستغلالها سياحياً ومالياً.
وأوضح بن سليم للصحيفة إن الضغط السياحي على دبي جعل شواطئها تنضب ومن هنا ولدت فكرة الجزر الجديدة، وقال إن مناقشة الأمر تبلورت في دقائق ولم يفكر كثيراً فيه لكنه قابل شخصاً في إحدى عطلاته .
وقال له هل يمكن أن تصمم لي جزيرة، فصمم هذا الشخص جزيرة دائرية طول سواحلها 7 كيلومترات لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حالياً قال إنه يريد 70 كيلومتراً وليس 7 كيلومترات ثم تبلور التصميم لزيادة طول السواحل حتى تحول إلى النخلة.
وبهذه الجزر الجديدة، نخيل والعالم، يزداد طول سواحل دبي من 65 كيلومتراً إلى 1500 كيلومتر، وحكى بن سليم قصة تفكير صاحب السمو الشيخ محمد في إنشاء شركة طيران عام 1983، واكتملت في 1985 وأصبحت أكثر شركات الطيران في العالم نمواً.
كما حكى ما حدث عام 1987 عندما فكر صاحب السمو في أن يجعل دبي مقصداً سياحياً رائداً، وبالفعل أصبح السائحون يتدفقون على دبي لزيارة مراكزها التجارية الهائلة وحلبة التزلج على الجليد ورحلات السفاري والشواطئ الدافئة.
وأشار بن سليم أنه حتى في سباقات القدرة ينتظر صاحب السمو الشيخ محمد الحصان الذي لا يريد أن يمتطيه أحد ويختاره لنفسه، ويؤكد أن هذا دليل على فكرة أنك تستطيع أن تفعل الشيء الذي تريده، ويؤكد أن صاحب السمو يستمتع بإثبات هذه الفكرة.
وانتقل بن سليم إلى فكرة إنشاء ميناء جبل علي ليكون أكبر ميناء حاويات في العالم. وهنا أيضاً ظن العالم أنه درب من الجنون، وقال بن سليم إذا كنت تفكر في طريق بحري عالمي، لابد أن يكون من الشرق الأقصى عبر البحر الأحمر إلى أوروبا لكن دبي ستكون محطة بعيدة ومع ذلك كان القرار تجريب الفكرة.
وخاطرت دبي بإنشاء جبل علي لكن الفكرة نجحت وأصبح جبل علي ما هو عليه الآن، أكثر موانئ الحاويات إشغالاً وازدحاماً في المنطقة.واختتم بن سليم حديثه بأن الفكرة التي تؤمن بها دبي هي الانتصار على الواقع وقهره.نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية
أثار شراء موانئ دبي العالمية لشركة »بي آند أو« البريطانية ضجة إعلامية غمرت التقارير الصحافية من آسيا إلى أوروبا إلى الجانب الغربي من المحيط الأطلنطي أيضاً حتى طالت البيت الأبيض والكونغرس الأميركي.
فقد ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن الشركة التي ولدت وترعرعت في دبي خلال فترة قصيرة من الزمن في إشارة إلى موانئ دبي العالمية، اشترت شركة »بي آند أو« البريطانية التي كانت فخر البحار بالنسبة لبريطانيا وعمرها يزيد على 1600 عام ويعمل بها 22 ألف شخص وتدير أكثر من 100 ميناء في أنحاء الكرة الأرضية مقابل 3.9 مليارات استرليني.
وقالت صحيفة »الغارديان« ان القصة مدهشة جداً، حيث إن الشركة الفنية من دبي دفعت في أسهم الشركة البريطانية ما يزيد بنسبة 70% على قيمتها السوقية قبل أن تبدأ معركة الشراء وترتفع قيمة الأسهم بهذا الشكل.
ونقلت الصحيفة عن سلطان أحمد بن سليم رئيس موانئ دبي العالمية قوله إنهم كانوا سيرفعون العرض تدريجياً، لكنهم رفعوه دفعة واحدة لأنهم لا يريدون أن يخسروا الصفقة. وأشارت الصحيفة إلى أن موانئ دبي العالمية تنمو بنسبة 7 ـــ 15% سنوياً وفكرة الانتظار بضعة أشهر لتوفير ملايين قليلة تبدو غير منطقية بالنسبة للشركة سريعة النمو.
وفي الوقت الذي أيدت الغالبية العظمى من المساهمين في »بي آند أو« بيع الأسهم لموانئ دبي العالمية (أكثر من 99%)، فإن القلة القليلة الباقية اعترضت على الصفقة، فقط حزناً على فقدان الشركة البريطانية ذات التاريخ الطويل والعريق.
ومع أن الصفقة لن تنتهي رسمياً قبل الشهر المقبل حسب الإجراءات المتبعة، فإن بن سليم الذي سيكون رئيس ثالث أكبر شركة موانئ في العالم بعد تمام الصفقة لديه خطط مستقبلية طموحة للشركة الجديدة. ويقول: إن هذه الصفقة لن يكون لها قيمة مالية أبداً حتى نستطيع استثمار هذا النمو.
ويبدو أن صناعة الشحن العالمية تمر حالياً بعصر ذهبي منذ منتصف القرن الثامن عشر، بفضل النمو السريع في التجارة العالمية، برغم أن العقدين الماضيين لم يكونا بهذه القوة.
ومرة أخرى نقلت »الغارديان« عن بن سليم قوله: إن بعض الناس يجدون أنه من الصعب التخلي عن رمز بريطاني مثل شركة »بي آند أو«، التي تمثل جزءاً من تراثهم وقد شعروا بالألم لذلك وأعرب عن احترامه لهذه المشاعر واعتراضه على الكلمات التي قيلت.
وأضاف بن سليم ان موانئ دبي العالمية، التي لديها مصالح متداخلة مع »بي آند أو«، قد بنت شهرتها العالمية على فكرة تبني تقنيات جديدة وخبرات أصيلة.وأوضح أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق الربح هي التوسع ولذلك سيؤدي التوسع في بريطانيا إلى توفير مزيد من الوظائف وأيضاً في أماكن أخرى كثيرة.
وأكد بن سليم أن التكهنات بأن موانئ دبي العالمية ستبيع قسم العبارات في الشركة البريطانية غير صحيح وأعرب عن تأييده لإعادة هيكلة هذا النشاط، وقال: »لن آتي إلى هنا لأقول لا أريد نشاط العبارات«.
قصة نمو سريعة
إن قصة نمو دبي وشركة موانئ دبي العالمية مذهلة، حيث سجلت هذا النمو السريع خلال جيل واحد فقط، فقد بدأ اكتشاف البترول في دبي في السبعينات ومنذ ذلك الحين بدأت قصة النمو والتوسع السريع لتتحول دبي إلى مركز مالي وتجاري رائد في المنطقة.
واحتياطيات البترول في دبي تقل كثيراً عن جاراتها في الخليج، حيث يمثل 6% فقط من إجمالي اقتصادها، لذلك قررت دبي أن تنوع اقتصادها عن طريق أنشطة تشمل الشحن والعقارات والسياحة.
وأدت سرعة هذا النمو والتنوع الاقتصادي إلى أن يعتقد البعض أن مصادر تمويل خفية أو غير شرعية، لكن بن سليم نفى ذلك تماماً، وقال: إن الأشرار ليس لهم أصدقاء على الإطلاق، وفضلاً عن ذلك فإن دبي تلعب دوراً رئيسياً في المساهمة في إلقاء القبض على كثير من المتطرفين.
وقالت الصحيفة البريطانية إن ما تفتقر إليه دبي في التفاصيل الصغيرة، تعوضه في الصورة الأكبر التي يرسمها بدقة بن سليم متعدد الخبرات.
فقد رأس بن سليم هذا النشاط من 24 سنة وهو رئيس نشاط دبي الاستثماري المتمثل في شركة استثمار ورئيس شركة نخيل التي تبني جزر نخيل وجزر العالم، التي ستصبح عجيبة العالم الثامنة، التي تبنيها دبي من أجل إطالة شواطئها لاستغلالها سياحياً ومالياً.
وأوضح بن سليم للصحيفة إن الضغط السياحي على دبي جعل شواطئها تنضب ومن هنا ولدت فكرة الجزر الجديدة، وقال إن مناقشة الأمر تبلورت في دقائق ولم يفكر كثيراً فيه لكنه قابل شخصاً في إحدى عطلاته .
وقال له هل يمكن أن تصمم لي جزيرة، فصمم هذا الشخص جزيرة دائرية طول سواحلها 7 كيلومترات لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حالياً قال إنه يريد 70 كيلومتراً وليس 7 كيلومترات ثم تبلور التصميم لزيادة طول السواحل حتى تحول إلى النخلة.
وبهذه الجزر الجديدة، نخيل والعالم، يزداد طول سواحل دبي من 65 كيلومتراً إلى 1500 كيلومتر، وحكى بن سليم قصة تفكير صاحب السمو الشيخ محمد في إنشاء شركة طيران عام 1983، واكتملت في 1985 وأصبحت أكثر شركات الطيران في العالم نمواً.
كما حكى ما حدث عام 1987 عندما فكر صاحب السمو في أن يجعل دبي مقصداً سياحياً رائداً، وبالفعل أصبح السائحون يتدفقون على دبي لزيارة مراكزها التجارية الهائلة وحلبة التزلج على الجليد ورحلات السفاري والشواطئ الدافئة.
وأشار بن سليم أنه حتى في سباقات القدرة ينتظر صاحب السمو الشيخ محمد الحصان الذي لا يريد أن يمتطيه أحد ويختاره لنفسه، ويؤكد أن هذا دليل على فكرة أنك تستطيع أن تفعل الشيء الذي تريده، ويؤكد أن صاحب السمو يستمتع بإثبات هذه الفكرة.
وانتقل بن سليم إلى فكرة إنشاء ميناء جبل علي ليكون أكبر ميناء حاويات في العالم. وهنا أيضاً ظن العالم أنه درب من الجنون، وقال بن سليم إذا كنت تفكر في طريق بحري عالمي، لابد أن يكون من الشرق الأقصى عبر البحر الأحمر إلى أوروبا لكن دبي ستكون محطة بعيدة ومع ذلك كان القرار تجريب الفكرة.
وخاطرت دبي بإنشاء جبل علي لكن الفكرة نجحت وأصبح جبل علي ما هو عليه الآن، أكثر موانئ الحاويات إشغالاً وازدحاماً في المنطقة.واختتم بن سليم حديثه بأن الفكرة التي تؤمن بها دبي هي الانتصار على الواقع وقهره.نقلا عن صحيفة البيان الاماراتية