المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يتآمر على سوق الأسهم السعودية؟ ياسين الجفري



شمالي الخليج
17-02-2006, Fri 2:57 PM
جريدة الاقتصادية الالكترونية
الجمعة, 18 محرم 1427 هـ الموافق 17/02/2006 م - العدد 4512

من يتآمر على سوق الأسهم السعودية؟
د. ياسين عبد الرحمن الجفري - - - 18/01/1427هـ
دون سابق إنذار ودون مقدمات اتجهت سوق الأسهم نحو الهبوط وبصورة مفاجئة وخلال أقل من ربع ساعة وبصورة دراماتيكية وغير مفسرة أو وجود أسباب منطقية ومقبولة سوى المقولة السابقة حول احتمال تراجع السوق أو انهياره والتي دارت بشكل قوي في السوق لدرجة أن النصيحة السائدة احتفظ بنصف المحفظة سيولة نقدية حتى تستفيد من الهبوط وتدخل مجددا في السوق. وبالتالي يرى أصحاب هذه النظرية أن هناك هبوطا ثم عودة مرة أخرى للصعود بمعنى أن مسببات الهبوط هي غير منطقية ولأجل تحقيق الربح لفئة. ولو قيل إن الأسعار غير منطقية فالهبوط لا يتبعه صعود بل يستقر عند الحد الأدنى أو أن الصعود كان يجب أن يتم على فترة أطول من الفترة الحالية وأن المستوى الحالي مقبول ومنطقي.
ودارت نظريات أخرى في السوق إحداها أن هناك عطلا أدى لعزل نصف السوق وبالتالي حدثت ثغرة بين العرض والطلب ومع طرح بعض الأوامر بسعر السوق حدث الهبوط والانجراف في السوق، ثم تم تدارك الأمر ولكن مع وجود الهبوط تغيرت كثير من الأوامر وأصبح الهبوط واقعا وإن كانت هناك أوامر دفعت السوق للأعلى ربما من قبل من ينتظر هبوط السوق للاستفادة من الفرصة. وهناك نظرية ثانية حول دخول محفظة عملاقة تابعة للدولة ساعدت على امتصاص الصدمة من خلال تغطية العرض ودفع السوق نحو التوازن من خلال امتصاص الأوامر الزائدة والتي كانت بالمليارات. وبين النظريتين نقف ونركز هل النظرية الأولى مقبولة والإجابة إلى حد ما نظرا لأن الأوامر المسجلة لدى "تداول" ستنفذ ولكن كل دخول وخروج جديد سيكون معزولا وبالتالي ربما يكون هناك قبول لهذه النظرة والتي تفسر بداية إمكانية الهبوط نظرا لأن جزءا من السوق كان معزولا سواء على مستوى العرض والطلب ولكن هناك حاجة ماسة لدراسة هذا الوضع وتحليله لأن العملية تكررت وللمرة الثانية ولا نحتاج لهذا النوع من الإثارة المدمرة لنا. النظرية الثانية قد يجانبها الصواب لأن التدخل ليس منطقيا ولا نعرف إلى متى تستطيع الدولة التدخل وما هو حجم التضحية المطلوب منها؟ وبالتالي لا يعتبر طرحا معقولا إلى حد ما في ظل السرعة التي نفذ بها وكأن أموال الدولة واستثماراتها غير مهمة.
وننتقل لبعد ثان ومهم وهو هل الهبوط مسبب؟ ومن المستفيد منه؟ ولماذا الإصرار من بعض الجهات المسؤولة على التحذير المستمر مع أن دورها هو ضمان الشفافية وتغليب العقل والمنطقية؟ الهبوط يكون مسببا إذا حدثت تحولات على الساحة السياسية أو الاقتصادية في السعودية وبالتالي نستطيع أن نقول إن النمو الحادث والمتوقع سيختفي وتبدأ الشركات في مواجهة احتمالات الخسائر وعدم تحقيق الربحية. ولكن وحتى هذه اللحظة وبسبب وضع الأسواق العالمية والوضع الاقتصادي في أسواق النفط عالميا تعكس توقعات إيجابية حول استمرار النمو. والنقطة التالية هل الارتفاع كان أعلى من مستويات النمو في السوق، والإجابة وللشركات القيادية والرابحة أيضا وفي نظري لا. ولكن هناك جزءا من السوق ولا يمثل جزءا كبيرا منه تجاوز الحدود ومعه تدخلت هيئة سوق المال وخرجت عن حياديتها لتحاول التأثير على السوق، وهذه الخطوة خطيرة ومؤثرة ولم تكن متوقعة من الهيئة. وكان من المفترض ألا تصدر الهيئة مثل هذا النوع من البيانات لأنها مباشرة وسلبية وتأثيرها لن يكون محدودا فالهبوط سيجر الكل وليس البعض. وكان من الأجدى التركيز على القضاء على مصادر الإشاعات وتوضيح الوضع للسوق، فالوصاية السلبية على المستثمر عادة ما يكون لها ثمن مكلف. وتبقى النقطة الأخيرة في ظل تراجع السوق وعودته بعد الهبوط لأكثر من ألف نقطة في فترة وجيزة تصل لعدد من الدقائق من هو المستفيد؟ والإجابة هي أن سلوك البعض والخوف الزائد وعدم الثقة في السوق والنفس والاقتصاد هي التي ساعدت من يروج لفكر الهبوط بالاستفادة منه. مادامت هناك قناعة حول الاقتصاد واستمرارية النمو لتفسير الزيادة السعرية الحاصلة في السوق واستثمارنا فيه لا يجب أن ندع السوق يهبط فلو أمسكنا ولم نبع لما كان هناك هبوط. وعلى الجانب الآخر يجب أن نميز بين النمو والتحسن الحقيقي وبين وجود شركات في السوق لا تستحق الوضع الحالي الذي وصلت له لأنه لا يوجد ما يفسر هذا الارتفاع في أسعار بعض الشركات والتي تمثل نسبة بسيطة من السوق والتي كانت مستهدفة من قبل بيان الهيئة وتحذيراتها وبالتالي يجب أن نميز وندرك ولا ننجرف كما فعل السوق في يوم الخميس عندما عاد لرشده.
من المفترض ألا يكون هناك نمو متسارع وبالصورة الكبيرة وفي قطاعات وشركات محددة ولكن هناك شركات تستحق نظرة مثلى منا. يجب أن نبني توقعاتنا على أسس سليمة وندع التحليل الفني جانبا والذي لا يعتمد على أسس صحيحة فتحرك السعر يجب أن يكون مسببا. مما لا شك فيه أن انهيار السوق (هبوط 20-30 في المائة) قضية ليست بالسهلة أو المقبولة ولكن الصعود الجنوني ولبعض الشركات سيقابله هبوط فيها وكنصيحة كن حذرا ولا تتعلق فيها. فالصعود بدون سبب اقتصادي حقيقي سيقابله هبوط نظرا لأن الحركة لا يمكن تفسيرها سوى رغبة البعض في الإثراء على حساب البعض الآخر. ولنقيم استثماراتنا على أساس العقل والمنطق وندرك أن ثمن المضاربة كبير ولا يجب أن يكون على حساب مدخراتنا. فالفرص التي يوفرها سوقنا جيدة ولنبتعد على الشائعات ونفحصها ولنطالب الجهات المسؤولة بزيادة الشفافية لأننا أحوج ما نكون لها ولنطالب الجهات المسؤولة بفرص استثمارية وشركات جديدة تشبع تطلعاتنا وتحقق لنا النمو الذي نشدو له فنحن في مجتمع متطور ونام ونحتاج لكل ما يدعم تحقيق طموحاتنا.


رابط الخبر : http://www.aleqtisadiah.com/news.php?do=show&id=13374


جميع الحقوق محفوظة لـ جريدة الاقتصادية الالكترونية