راجى خير
27-11-2002, Wed 6:12 PM
بصراحة وبلا مقدمات أقول إنه من الواضح لمن اطلع على بيان شركة الاتصالات عن مركزها المالي عن الأشهر التسعة الأولى من العام المالي الحالي الذي ذكرته الصحف يوم الاثنين قبل الماضي... أقول من الواضح لمن اطلع على البيان ممن لديهم إلمام بقراءة البيانات المالية أن هناك انتقائية واضحة فيه، وتسليطاً للضوء على نقاط القوة بعكس نقاط الضعف، مع إيراد معلومات لا علاقة لها بالمركز المالي قد تعطي القارئ إيحاءات لا صحة لها.
وهذه الأمور تبدو واضحة عند تتبع البيان من البداية إلى النهاية، ولأنه بيان طويل فسأكتفي بالتمثيل بما ورد في أهم أجزاء البيان وهو المتعلق بصافي الأرباح، خاصة أنه في هذا الجزء تبدو تلك الملاحظات أكثر تميزاً وبروزاً.
أولاً أريد أن أوضح أن المركز المالي الذي تضمنه التصريح خاص بالأشهر التسعة من العام الحالي، أي خاص بالأرباع الثلاثة الماضية من العام الحالي ، ثم أريد أن أوضح ثانياً أنه لم يسبق للشركة أن أفصحت عن مركز الربعين الأولين، ثم أقول بعد ذلك إن ملاحظتي الأولى هي أن الشركة انتقت في بياناتها وهي تتحدث عن صافي الأرباح أرباح الربع الثالث وأبرزتها وبينت الرقم وقالت إنها زادت بنسبة 11% عن أرباح الربع الثالث من العام الماضي، في حين لم تذكر شيئا بالمرة عن أرباح الربعين الأول والثاني لا أرقاما ولا مقارنات مع أنه لم يسبق لها إيضاح ذلك، والمتأمل في سبب ذلك ربما يقول إن الشركة فعلت ذلك لأن أرباح الربعين المذكورين كانت منخفضة عن أرباح مثيليهما من العام الماضي ولذلك لم تذكر شيئا عنهما.
أما ملاحظتي الثانية فهي أن الشركة حين تحدثت عن زيادة صافي أرباح الربع الثالث وأوضحت المقارنة ونسبة الزيادة لم توضح لماذا زادت في الربع الثالث مع أنها كانت منخفضة عن العام الماضي في الربعين الأول والثاني، والمفروض أن توضح ذلك، إذ يحتمل أن تكون الزيادة بسبب أمور طارئة غير متكررة أو بسبب حالات موسمية والأمر في كلا الاحتمالين مهم جدا لمن يريد توقع أرباح الربع الرابع.
أما ملاحظتي الثالثة على صافي الأرباح فتتلخص في أنه: مع أن الشركة قد فصَّلت في أرباح الربع الثالث وأوضحت المقارنة مع العام الماضي ونسبة الزيادة فإنها حين جاءت إلى الخلاصة التي هي الأرباح الصافية للأشهر التسعة مجتمعة أوردت رقم الأرباح فقالت إنها (2859)مليون ريال لم تذكر مقارنة بالعام الماضي ولم توضح نسبة التغيير بل لم تقل هل زادت عن العام الماضي أم نقصت، وتفسير ذلك ـ كما يبدو ـ أن تلك الأرباح قد نقصت عن أرباح العام الماضي ولذلك اكتفت الشركة بذكر الرقم، ولا شك أنه كان هناك إيضاح بالنسبة إلى الدخل من العمليات التشغيلية ولكن ذلك لا يكفي لأن هذا لا يعبر بالضرورة بشكل مؤكد عن صافي الأرباح.
أما ملاحظتي الرابعة على حديث الشركة عن الأرباح الصافية فهي أن الشركة قالت عن صافي أرباحها عن الأشهر التسعة المنخفضة عن أرباح العام الماضي إنها (أكبر حجم أرباح تعلنه أية شركة سعودية خلال الفترة نفسها) وهذا الكلام يعطي إيحاء للمطلعين على التصريح غير دقيق، لأن كون تلك الأرباح هي أضخم أرباح لا يعني شيئا البتة فيما يتعلق بتقييم سعر السهم وكونه مغريا أم لا، إذ إن العبرة ليست بذلك بل بمقارنة تلك الأرباح مع رأس المال ومعرفة عائد السهم، ثم مقارنة ذلك بسعر السهم في الاكتتاب ومعدل الفائدة في السوق وأسعار الأسهم في السوق المالي.
وهكذا يتضح أن بيان الشركة غير متوازن وقد يعطي انطباعات وإيحاءات ليست في محلها، وأود أن أقول لإخوتي في الشركة إن هذا ليس انطباعي الشخصي فحسب فقد تأكد لي هذا عندما قرأت عناوين الصحف المحلية التي نشرت بيانها، فقد كانت عناوين غالبية الصحف إن لم تكن كلها تركز على زيادة الإيرادات التشغيلية بنسبة 17% ولم أجد عنوانا واحدا يشير إلى انخفاض أرباح الشركة الصافية، كما تأكد لي هذا أيضاً عندما قرأت مقالا لأحد الكتاب في صحيفة عكاظ نشرته في اليوم التالي لنشر التصريح أو في اليوم الذي بعده استهله الكاتب بقوله: إن أرباح الشركة زادت 17%، ثم استمر في مقاله، وواضح أن الأسلوب الذي نهجته الشركة في بيانها قد أوحى للكاتب بذلك ولم يتنبه إلى أن أرباح الشركة قد انخفضت وأن الذي زاد هو الإيرادات التشغيلية فقط، فإذا كان هذا الكاتب قد التبس عليه الأمر بسبب طريقة صياغة الشركة لبيانها فكيف سيكون حال القراء العاديين؟
من أجل كل هذا أحب أن أوجه عتابا أخويا للإخوة في شركة الاتصالات، فالشركة ستطرح أسهمها على المواطنين للاكتتاب، ومن المفروض أن تعرض أوضاعها بطريقة متجردة ومتوازنة وبأسلوب سلس واضح تفهمه الغالبية على الأقل، راجيا أن يراعى هذا في أية بيانات في المستقبل.
عبدالله ناصر الفوزان
وهذه الأمور تبدو واضحة عند تتبع البيان من البداية إلى النهاية، ولأنه بيان طويل فسأكتفي بالتمثيل بما ورد في أهم أجزاء البيان وهو المتعلق بصافي الأرباح، خاصة أنه في هذا الجزء تبدو تلك الملاحظات أكثر تميزاً وبروزاً.
أولاً أريد أن أوضح أن المركز المالي الذي تضمنه التصريح خاص بالأشهر التسعة من العام الحالي، أي خاص بالأرباع الثلاثة الماضية من العام الحالي ، ثم أريد أن أوضح ثانياً أنه لم يسبق للشركة أن أفصحت عن مركز الربعين الأولين، ثم أقول بعد ذلك إن ملاحظتي الأولى هي أن الشركة انتقت في بياناتها وهي تتحدث عن صافي الأرباح أرباح الربع الثالث وأبرزتها وبينت الرقم وقالت إنها زادت بنسبة 11% عن أرباح الربع الثالث من العام الماضي، في حين لم تذكر شيئا بالمرة عن أرباح الربعين الأول والثاني لا أرقاما ولا مقارنات مع أنه لم يسبق لها إيضاح ذلك، والمتأمل في سبب ذلك ربما يقول إن الشركة فعلت ذلك لأن أرباح الربعين المذكورين كانت منخفضة عن أرباح مثيليهما من العام الماضي ولذلك لم تذكر شيئا عنهما.
أما ملاحظتي الثانية فهي أن الشركة حين تحدثت عن زيادة صافي أرباح الربع الثالث وأوضحت المقارنة ونسبة الزيادة لم توضح لماذا زادت في الربع الثالث مع أنها كانت منخفضة عن العام الماضي في الربعين الأول والثاني، والمفروض أن توضح ذلك، إذ يحتمل أن تكون الزيادة بسبب أمور طارئة غير متكررة أو بسبب حالات موسمية والأمر في كلا الاحتمالين مهم جدا لمن يريد توقع أرباح الربع الرابع.
أما ملاحظتي الثالثة على صافي الأرباح فتتلخص في أنه: مع أن الشركة قد فصَّلت في أرباح الربع الثالث وأوضحت المقارنة مع العام الماضي ونسبة الزيادة فإنها حين جاءت إلى الخلاصة التي هي الأرباح الصافية للأشهر التسعة مجتمعة أوردت رقم الأرباح فقالت إنها (2859)مليون ريال لم تذكر مقارنة بالعام الماضي ولم توضح نسبة التغيير بل لم تقل هل زادت عن العام الماضي أم نقصت، وتفسير ذلك ـ كما يبدو ـ أن تلك الأرباح قد نقصت عن أرباح العام الماضي ولذلك اكتفت الشركة بذكر الرقم، ولا شك أنه كان هناك إيضاح بالنسبة إلى الدخل من العمليات التشغيلية ولكن ذلك لا يكفي لأن هذا لا يعبر بالضرورة بشكل مؤكد عن صافي الأرباح.
أما ملاحظتي الرابعة على حديث الشركة عن الأرباح الصافية فهي أن الشركة قالت عن صافي أرباحها عن الأشهر التسعة المنخفضة عن أرباح العام الماضي إنها (أكبر حجم أرباح تعلنه أية شركة سعودية خلال الفترة نفسها) وهذا الكلام يعطي إيحاء للمطلعين على التصريح غير دقيق، لأن كون تلك الأرباح هي أضخم أرباح لا يعني شيئا البتة فيما يتعلق بتقييم سعر السهم وكونه مغريا أم لا، إذ إن العبرة ليست بذلك بل بمقارنة تلك الأرباح مع رأس المال ومعرفة عائد السهم، ثم مقارنة ذلك بسعر السهم في الاكتتاب ومعدل الفائدة في السوق وأسعار الأسهم في السوق المالي.
وهكذا يتضح أن بيان الشركة غير متوازن وقد يعطي انطباعات وإيحاءات ليست في محلها، وأود أن أقول لإخوتي في الشركة إن هذا ليس انطباعي الشخصي فحسب فقد تأكد لي هذا عندما قرأت عناوين الصحف المحلية التي نشرت بيانها، فقد كانت عناوين غالبية الصحف إن لم تكن كلها تركز على زيادة الإيرادات التشغيلية بنسبة 17% ولم أجد عنوانا واحدا يشير إلى انخفاض أرباح الشركة الصافية، كما تأكد لي هذا أيضاً عندما قرأت مقالا لأحد الكتاب في صحيفة عكاظ نشرته في اليوم التالي لنشر التصريح أو في اليوم الذي بعده استهله الكاتب بقوله: إن أرباح الشركة زادت 17%، ثم استمر في مقاله، وواضح أن الأسلوب الذي نهجته الشركة في بيانها قد أوحى للكاتب بذلك ولم يتنبه إلى أن أرباح الشركة قد انخفضت وأن الذي زاد هو الإيرادات التشغيلية فقط، فإذا كان هذا الكاتب قد التبس عليه الأمر بسبب طريقة صياغة الشركة لبيانها فكيف سيكون حال القراء العاديين؟
من أجل كل هذا أحب أن أوجه عتابا أخويا للإخوة في شركة الاتصالات، فالشركة ستطرح أسهمها على المواطنين للاكتتاب، ومن المفروض أن تعرض أوضاعها بطريقة متجردة ومتوازنة وبأسلوب سلس واضح تفهمه الغالبية على الأقل، راجيا أن يراعى هذا في أية بيانات في المستقبل.
عبدالله ناصر الفوزان