المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دول النفط الخليجية توجه أموالها شرقا حيث الاستثمار أكثر جاذبية



سيف الخيال
05-02-2006, Sun 2:05 PM
دول النفط الخليجية توجه أموالها شرقا حيث الاستثمار أكثر جاذبية



في الوقت الذي تعلن كل من الكويت وابوظبي وقطر خططا لتوجيه المزيد من ايراداتها النفطية الى الاسواق الاسيوية بهدف زيادة ارباحها وتعزيز عرى التعاون مع عملائها من تلك الدول السريعة النمو، تسود المخاوف في الدوائر الاقتصادية الغربية من احتمال ان تخسر الولايات المتحدة واوروبا جانبا من هذه الاستثمارات الخليجية.

فقد ذكر مسؤولون من الدول الخليجية، التي باعت خلال العام الماضي من نفوطها ما يعادل 300 مليار دولار، في مقابلات اجريت معهم على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري الاسبوع الماضي، اعتزامهم الاستفادة من النمو الاقتصادي المتسارع في كل من الهند والصين.

وقال بدر السعد، العضو المنتدب في الهيئة العامة للاستثمار في الكويت «ان صندوق الاستثمار الكويتي يقوم باعادة موازنة استثماراته ونقل بعضها من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية - الاويسد الى الاسواق الناشئة، وان الفوائض المالية سيتم تحويلها الى تلك الدول».

وتجدر الاشارة الى ان موجودات الهيئة العامة للاستثمار الكويتية تصل الى اكثر من 100 مليار دولار.

أبواب الاستثمار مشرعة

في المقابل، قال المسؤول الثاني في وزارة الخزانة الاميركية روبرت كيميت في مقابلة اجريت معه انه قدم الى دافوس لتذكير الرؤساء التنفيذيين بان ابواب الولايات المتحدة مشرعة امام الاستثمارات.

وتساءل رئيس بنك يوبي اس الاستثماري في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا كين كوستا عما اذا كانت ثمة فرص لتصبح اوروبا منطقة منافسة لاجتذاب الاستثمارات الاجنبية.

واستمد هذا التحول في الاستثمارات الخليجية زخما من زيارة العاهل السعودي الملك عبدالله الاسبوع الماضي للصين والهند.

وقال عبدالله جمعة، رئيس شركة ارامكو السعودية «نحن في الصين حيث ندرس توسيع استثماراتنا، كما اننا نحاول الاستثمار في الهند».

وقد ركز المنتدى الذي استمرت اجتماعاته خمسة ايام وانتهت يوم الاحد الماضي على كل من الصين والهند، اللتين تجاوز معدل النمو الاقتصادي فيهما معدلات النمو في دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى خلال السنوات الماضية.

تجدر الاشارة الى ان مبيعات النفط في كل من الكويت والسعودية والدول الخليجية الاربع الاخرى المنتجة للنفط في الخليج ارتفعت بواقع 66% في العام الماضي عن العام الذي سبقه والذي بلغت فيه قيمة المبيعات 180 مليار دولار. وقد قفز حجم الايرادات ليتضاعف خمس مرات منذ عام 1998، حيث ارتفعت اسعار النفط اكثر من 500%.

مباحثات مع الصين

وقال السعد «تجري كل من الكويت وابو ظبي وقطر محادثات مع الحكومة الصينية لشراء ما نسبته 10% من البنك الصناعي والتجاري الصيني، اضخم البنوك في الصين من حيث الاقراض، وذلك بكلفة تصل الى ملياري دولار».

واضاف «في الصين، لا بد ان يكون اداء البنوك جيدا، ففي اي قصة نجاح، لا بد ان ترى ان للقطاع المصرفي يدا فيها».

وذكر السعد ايضا كلا من تركيا وجنوب افريقيا كوجهتين مستهدفتين من قبل لزيادة الاستثمارات فيهما من قبل الدول الخليجية.

وبالطبع، فان الدول المتقدمة ما زالت تمثل اغراء للاموال الضخمة القادمة من الخليج. وتخطط دبي لاقامة صندوق بمبلغ 15 مليار دولار بالاشتراك مع دول خليجية ومؤسسات مالية اخرى للاستثمار في كبريات الشركات العالمية من مثل بي بي وجنرال الكتريك.

وتجري شركة دبي انترناشنال كابيتال، المدعومة من حكومة الامارة محادثات مع اربعة شركاء اخرين حول تأسيس الصندوق، وفقا لما ذكره الرئيس التنفيذي للشركة سمير الانصاري.

وقال الانصاري ان الشركاء سيستثمرون حوالي 3 مليارات دولار ويقترضون الباقي ليتمكنوا من تمويل عمليات الشراء، ولكنه امتنع عن اعطاء اي اشارة الى الشركاء الاخرين.

وقد وافقت مؤسسة موانئ دبي الاسبوع الماضي على دفع مبلغ 3.88 مليارات جنيه استرليني - او 6.86 مليارات دولار لشراء الشركة الملاحية بيننسولار اند اورينتال ستيم نافيغيشن، لتهزم بذلك العرض الذي تقدم به شركة بي اس ايه انترناشنال السنغافورية. ومن شأن هذه الصفقة ان تجعل مؤسسة موانئ دبي واحدة من اكبر شركات تشغيل الموانئ في العالم.

النمو..استعدادا للانطلاق

ومع ذلك فان الاستثمارات في كل من الصين والهند قد تبدو اكثر جاذبية خلال الاعوام المقبلة حيث النمو يستجمع قواه للانطلاق من جديد.

وقد تسارع نمو الاقتصاد الصيني ليصل الى 9.9% خلال عام 2005، مستمدا قوة من الصادرات التي بلغت مستوى قياسيا في مجال التصنيع وفقا لما اوردته الحكومة الصينية في تقرير لها الاسبوع الماضي.

وسجل الاقتصاد الهندي نموا بلغ8.1% خلال الاشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر الماضي، فيما كان نمو الاقتصاد الاميركي بنسبة 1.1% خلال الربع الاخير من العام الماضي.

اما في منطقة اليورو فمن المتوقع ان يصل النمو خلال هذا العام الى 2%.

من ناحيته، قال كلارك وينتور، كبير استراتيجيي الاستثمار العالمي في مجموعة سيتي غروب المصرفية «ان ثمة ازدهارا هائلا في الانتاجية في كافة انحاء العالم، مصحوبا بظاهرة عالمية هي اسعار الفائدة المنخفضة جدا، فليست ثمة مشاكل تتعلق بالديون، بل ان كثيرا من الدول ليست عليها التزامات او ديون اصلا، ولذلك فان ما يفعلونه الان وللمرة الاولى منذ اجيال طويلة هو في الواقع خلق المزيد من الوظائف وفرص العمل».

وفي ابو ظبي، قال خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لشركة المبادلة للتنمية ان شركته بصدد وضع الخطط على مدى الاثني عشر شهرا المقبلة لبناء قاعدة لها في الصين. وقد حققت امارة ابو ظبي التي يبلغ تعداد سكانها 1.6 مليون نسمة ايرادات نفطية قياسية للعام الثاني على التوالي، حيث زادت في عام 2005 عن 31 مليار دولار، وفقا لبنك ستاندارد تشارترد.
< بلومبيرغ نيوز <

النمو الصيني سيف ذو حدين!

اداء الصين التي تعتبر عملياً رابع اقتصاد في العالم، هو سيف ذو حدين لهذه الامبراطورية الريفية السابقة التي تثير وتيرة التنمية والتفاوتات فيها قلق الخبراء.

فمنذ سنتين تحاول الحكومة الصينية دون جدوى ابطاء وتيرة النمو الذي بلغ متوسطه خلال السنوات الخمس عشرة الاخيرة 9.6%، وذكرت تقديرات اولية نشرت الاربعاء الماضي ان نسبة النمو ارتفعت خلال 2005 ايضاً مسجلة 9.9%.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فرنسواز لومو ان خبيرة الاقتصاد في مركز دراسة التوقعات والمعطيات الدولية في باريس قولها «ننتظر تباطؤا لكن على ما يبدو هذا الامر لا يحصل».

وحددت السلطات الصينية اهداف النمو لعام 2005 بنسبة 8%. وقال رئيس الوزراء وين جيابا وحينها «الاقتصاد يجب ان ينمو بوتيرة سريعة لكن يجب عدم السماح بحصول اختلال في التوازنات الاقتصادية».

ويرحب المسؤولون الصينيون «بتواصل النمو المستقر» وبحصول «تنمية متناسقة اكثر» لكن المحللين يتساءلون ما اذا كان هذا النمو يملك مقومات الاستمرار نظراً الى طبيعته المتمثلة في تبعية كبيرة تجاه الصادرات وتالياً الى المشاكل المحتملة التي قد تشهدها الاسواق الخارجية واستثمارات مفرطة في حين ان في الصين حالياً قطاعين يشهدان انتاجاً زائداً، وتباينا بين المناطق وفروقات اجتماعية متزايدة وعدم فعالية في مجال الطاقة وعمليات ادخار مرتفعة جداً واستهلاكاً لا يشهد انتعاشاً كافياً.

وساهمت الصادرات بنسبة 34% في العائدات الوطنية عام 2005 (في مقابل 30% في 2004) في حين ان الاستثمارات في رأس المال الثابت ساهمت باكثر من 48%. وقبل الازمة الآسيوية في 1997، كانت نسبة الاستثمار في اجمالي الناتج الداخلي 41% في تايلند و38% في كوريا الشمالية على ما يفيد خبراء في «ليمان براذيرز».

ويحذر الخبراء في هذا المصرف الاميركي من ان «الانتاج الزائد يشكل عامل خطر جدياً. ثمة ضرورة ملحة لاحلال التوازن في الاقتصاد الصيني لتحويله من الاستثمار الى الاستهلاك».

دول الـخليج قـوة مـتنامـيـة في أسـواق المال العـالميـة

تخطط امارة دبي رابع اكبر مالك في شركة ديملر كرايزلر لصناعة السيارات لتأسيس صندوق قوامه 15 مليار دولار مع دول عربية خليجية ومؤسسات مالية اخرى للاستثمار في كبريات الشركات العالمية مثل شركة بي بي. وتجري شركة انترناشنال كابيتال المدعومة من حكومة دبي مباحثات مع اربع شركاء آخرين حول تأسيس الصندوق في موعد لا يتجاوز شهر ابريل المقبل، وذلك وفقا لما ذكره سمير الانصاري، الرئيس التنفيذي للشركة الاسبوع الماضي اثناء حضوره قمة دافوس الاقتصادية.

وقال الانصاري من دون ان يشير الى هوية الشركاء الاخرين «سيستثمر الشركاء 3 مليارات دولار فيما سيقترضون الباقي لتمويل عمليات الشراء». وسيقوم الصندوق الذي ستكون دبي المساهم الاكبر فيه باستثمارات في اكبر 100 شركة عالمية مثل بي بي كبرى الشركات الاوروبية وجنرال اليكتريك، مشيرا الى هاتين الشركتين كمثال على نوعية الاسهم التي يعتزم الصندوق استهدافها.

وتستخدم دول الخليج العربية مثل الكويت وابوظبي ودبي الايرادات القياسية النفطية لديها في المزيد من الاستثمارات في السوقين المحلي والخارجي، لتعزز بذلك قدرتها الشرائية في الاسواق العالمية. وقد انفقت دبي العام الماضي مليار دولار لشراء 2.2% من اسهم شركة ديملر كرايزلر، التي تعتبر الكويت اكبر مالكيها.

وقال الانصاري «ان تجميع مصادرنا وانضمامنا الى اكبر المساهمين في الشركات العالمية سيعطينا مزيدا من التأثير». ومن بين المؤسسات الاستثمارية في دول مجلس التعاون الخليجي، الهيئة العامة للاستثمار في الكويت وهيئة استثمار دبي. وقال ستيف برايس كبير الاقتصاديين في ستاندارد تشارترد بنك لشؤون الشرق الاوسط «ان الدول الخليجية اصبحت قوة متنامية في الاسواق المالية العالمية».

وتجدر الاشارة الى ان حجم الاستثمارات الضخم من المنطقة بات ذا اهمية كبرى في ظل تصاعد اسعار النفط في الاسواق العالمية.

وتتضافر جهود كل من الكويت وابو ظبي وقطر لشراء ما نسبته 10% من البنك الصناعي والتجاري الصيني بقيمة تبلغ ملياري دولار، وفقا لما ذكره بدر السعد، العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار في الكويت. ويشار الى ان الكويت تمتلك ايضا 2.6% من اسهم بي بي.

وقالت بلومبيرغ ان توقعات قد ذكرت ان الدول الخليجية التي تضخ سدس انتاج العالم من النفط حققت ايرادات نفطية عام 2005 تزيد بنسة 24% عما كانت عليه في العام الذي سبقه.