المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تسترد البنوك صغار المستثمرين من وسطاء الإنترنت ؟



المحترف
27-01-2002, Sun 10:07 AM
العولمة والتقدم التقني مكنا صغار المدخرين من استثمار أموالهم في الأسواق المالية والبعض من هؤلاء وخصوصا التكنوقراطيين يتعاملون مع وسطاء عبر الانترنت للاستثمار في الاسواق العالمية وخصوصا أسواق الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي المملكة هناك عدد كبير منهم مما يتيح فرصة كبيرة للبنوك المحلية لاسترداد معظمهم. والسبب ان هؤلاء عادة مايرغبون في استثمار الفائض عن حاجتهم من رواتبهم الشهرية بطريقة تمكنهم من استرداده بسرعة. وعادة مايتطلب تحويل مبلغ من المال من دولة لأخرى عدة أيام. لذا فان أي منهم يرغب في تجميع أمواله في حساب جار واحد بدلا من حساب للتداول وآخر لشراء احتياجاته، ويفضل ان يكون الحساب بالريال السعودي الذي يتم تحويل الراتب إليه.

لكن البنوك المحلية تفرض على عملائها نموذجا أقل مرونة وأكثر تجزئة لأموال العملاء من وسطاء الانترنت.

فعلى عملاء البنك فتح حساب للتداول عند الوسيط الذي يتعامل معه البنك ليتمكنوا من التداول في الاسواق العالمية. بل ان بعض البنوك تجبر عملاءها على فتح حساب بالريال خاص للتداول في السوق السعودية بالإضافة إلى حساب بالدولار لدى وسيطها في نيويورك وآخر بالجنيه الاسترليني في لندن وهكذا.

وللقارئ ان يتخيل مدى تجزئة حساب العميل الجاري عندما تنفتح الأسواق المحلية المجاورة على بعضها البعض.

لذا فإن الحل الأفضل أن تعمل البنوك المحلية على تغيير نظم الاستثمار لديها لتوحيد حساب العميل الجاري لتتمكن من خدمة عملائها بشكل أفضل.

فيجدر بالنظام المستخدم ان يتيح للعميل بيع أسهم في ميكروسوفت مثلا ليشتري أسهما في سابك ويجدد أثاث بيته ويستثمر الفائض في صندوق للمتاجرة بالأسهم المحلية وذلك في نفس اليوم. كما ينبغي ان يوفر النظام لكل عميل محفظة مالية واحدة شاملة لجميع استثماراته وقيمها الحالية بعملاتها مع تقييم للارباح والخسائر التي تنتج عن تقلبات في الأسواق والعملات لكل استثمار كل على حدة كما يتوجب على البنك تقديم خدمات تداول الأسواق المالية وصناديق الاستثمار عبر جميع منافذ الخدمة بما فيها الانترنت لعملائه.

ويحقق هذا النموذج للمستثمر مرونة أكبر واستغلالا أفضل لأصوله المالية وصورة متكاملة عن استثمارات العميل كما ان تطبيق نظام شامل للاستثمار يتيح للبنك توفيرا أكبر في عملياته وتركيزاً على خدمة العميل.

وكما هو معروف ان الحسابات المفتوحة لدى وسطاء الانترنت والبنوك تعتبر أموالاً مودعة في الخارج في وقت نحتاجها في بلدنا.

وإنني لمتأكد ان رحيل الأموال سيستمر لازدياد المستثمرين في أسواق العالم وفي اعتقادي ان أول بنك يتبنى هذا النموذج سوف يحقق نتائج باهرة نحو إعادة أموال التكنوقراطيين إلى البلد.

فهد السماري