الجبل
22-01-2006, Sun 12:52 PM
الصين المتعطشة للنفط تخطب ود السعودية
Sun Jan 22, 2006 12:05 PM GMT
بكين (رويترز) - وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى بكين يوم الاحد في أول زيارة رسمية له الى الصين وقال محللون ان الصين ترغب في التقرب من تلك القوة النفطية دون تحدي علاقات الرياض مع واشنطن.
وتسعى الصين عالميا للحصول على النفط لتغذية اقتصادها المزدهر حيث تقدم اغراءات لشركاء محتملين تشمل برامج مساعدات ودعم دبلوماسي بجانب امكانية اتاحة سوق غير امريكية للدول المتنازعة مع واشنطن. والصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتولى الملك عبد الله وهو في اوائل الثمانينات من العمر السلطة في اغسطس اب. وزار الصين في عام 1998 حينما كان وليا للعهد.
وتأتي زيارته عقب أول محادثات رسمية تجريها بكين مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في أواخر ديسمبر كانون الاول والتي اثارت قلق بعض السياسيين في الولايات المتحدة الذين يخشون مواجهة حول امكانية الحصول على نفط الشرق الاوسط.
وقال محللون صينيون انه بينما تحرص الصين على استقرار امدادات النفط فهي لا تملك السيولة أو الارادة لتحدي دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. والولايات المتحدة أكبر حليف دبلوماسي للسعودية خارج المنطقة واكبر مستورد للنفط منها.
وقال شين فينجينج من معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة وهو مؤسسة بحثية حكومية "تتمتع الولايات المتحدة والسعودية بعلاقات خاصة ولا يعني شيئا مدى ما تصل اليه العلاقات مع الهند أو الصين من جودة.. فذلك لن يؤثر على تلك الصلة الخاصة."
وكانت السعودية أكبر مزود للصين بالنفط خلال الشهور الاحدى عشر الاولى من العام الماضي حيث أمدتها بنحو 17 في المئة من وارداتها وهو ما يعادل 440 ألف برميل يوميا.
ولكن ذلك كان أقل من ثلث الصادرات النفطية السعودية الى الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها والتي بلغت 1.43 مليون برميل.
وقال خبير صيني في الطاقة على صلة بالحكومة ورفض الكشف عن اسمه ان الصين والولايات المتحدة ترغبان في أن يتواصل تدفق النفط من الشرق الاوسط بلا انقطاع.
واضاف "اذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للاحتفاظ بقوات هناك.. فنحن سعداء بالتزام الهدوء. هذه الزيارة لها أهمية (فقط) في تخمينات مسؤولين في واشنطن الذين يشعرون بالقلق بخصوص العلاقة مع الصين... ربما كان في صالح السعودية أن تترك مجالا أمام التخمينات."
وقال زهانج بين من مركز استراتيجية الطاقة بمعهد الدرسات الدولية وهو مؤسسة بحثية تتبع وزارة الخارجية ان الرغبات السعودية في تجنب تسليط الضوء على علاقاتها مع واشنطن كتخطيط استراتيجي طويل الاجل ربما دفع الصين الى قمة اولويات الملك عبد الله.
واضاف "تواجه الولايات المتحدة في الوقت الحالي مشكلات كثيرة في العالم الاسلامي. علاقاتها ليست جيدة للغاية.. لذا ربما رغبوا في تجنب الذهاب الى هناك أولا."
وسيتوجه الملك عبد الله من بكين الى الهند التي نافست الصين في عدة صفقات خاصة بالطاقة ومنها الى ماليزيا ويختتم جولته بباكستان.
ويصحب الملك في جولته وفد كبير من رجال الاعمال والمسؤولين ومن بينهم وزير النفط علي النعيمي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول الاعمال تشمل الى جانب الطاقة محاربة الارهاب والتعاون العسكري.
وتكافح السعودية حملة يشنها متشددون متعاطفون مع تنظيم القاعدة منذ عام 2003 تهدف الى الاطاحة بالنظام الملكي. وتقول الصين ايضا انها تواجه تهديدا امنيا من جانب متطرفين مسلمين في المناطق النائية بأقصى غربها.
وتشارك الصين بالفعل في محادثات حول اقامة منطقة تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الى جانب السعودية كلا من الكويت وقطر وعمان والبحرين والامارات العربية المتحدة.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان الجانبين يتوقعان ان يتم التوقيع على اتفاق بينهما بحلول نهاية عام 2006. وشهد حجم التبادل التجاري بين الصين ومجلس التعاون الخليجي ارتفاعا العام الماضي بأكثر من الثلث ليصل الى 33.8 مليار دولار.
ولكن المنافسة بين منتجي النفط ربما ساعدت أيضا في التحفيز للقيام بالزيارة بعدما أعلن وزير النفط الكويتي الشهر الماضي ان بلاده ترغب في اقامة مصفاة ثانية لتكرير النفط في الصين.
وقال الخبير المقيم في بكين "العامل المحفز الاكبر للزيارة السعودية هي تحرك الكويت لابرام اتفاق شامل مع الصينيين."
وربما تجد دول الخليج التي تنتج نوعا ثقيلا من النفط لا تملك مصافي التكرير الصينية المعدات القادرة على معالجته ان من السهل عليها بيع النفط للصين اذا استثمرت تلك الدول في بناء المصافي.
ووقعت شركة ارامكو السعودية العام الماضي اتفاقا بقيمة 3.5 مليار دولار مع شركة اكسسون موبيل وشركة ساينوبيك التي تعد أكبر شركات تكرير النفط الصينية لتوسيع مصفاة في اقليم فوجيان الجنوبي.
وتجري الشركة السعودية أيضا محادثات مع ساينوبيك حول الاستثمار في محطة بمدينة شينجداو الشمالية. وقال مسؤولون صناعيون ان بكين تهدف لدعم وارداتها من النفط السعودي بموجب اتفاقات اجلة العام المقبل للحد من أثر عمليات الشراء الفوري بأسعار غير مستقرة.
من ايما جراهام هاريسون وكريس باكلي
Sun Jan 22, 2006 12:05 PM GMT
بكين (رويترز) - وصل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الى بكين يوم الاحد في أول زيارة رسمية له الى الصين وقال محللون ان الصين ترغب في التقرب من تلك القوة النفطية دون تحدي علاقات الرياض مع واشنطن.
وتسعى الصين عالميا للحصول على النفط لتغذية اقتصادها المزدهر حيث تقدم اغراءات لشركاء محتملين تشمل برامج مساعدات ودعم دبلوماسي بجانب امكانية اتاحة سوق غير امريكية للدول المتنازعة مع واشنطن. والصين ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتولى الملك عبد الله وهو في اوائل الثمانينات من العمر السلطة في اغسطس اب. وزار الصين في عام 1998 حينما كان وليا للعهد.
وتأتي زيارته عقب أول محادثات رسمية تجريها بكين مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في أواخر ديسمبر كانون الاول والتي اثارت قلق بعض السياسيين في الولايات المتحدة الذين يخشون مواجهة حول امكانية الحصول على نفط الشرق الاوسط.
وقال محللون صينيون انه بينما تحرص الصين على استقرار امدادات النفط فهي لا تملك السيولة أو الارادة لتحدي دور الولايات المتحدة في الشرق الاوسط. والولايات المتحدة أكبر حليف دبلوماسي للسعودية خارج المنطقة واكبر مستورد للنفط منها.
وقال شين فينجينج من معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة وهو مؤسسة بحثية حكومية "تتمتع الولايات المتحدة والسعودية بعلاقات خاصة ولا يعني شيئا مدى ما تصل اليه العلاقات مع الهند أو الصين من جودة.. فذلك لن يؤثر على تلك الصلة الخاصة."
وكانت السعودية أكبر مزود للصين بالنفط خلال الشهور الاحدى عشر الاولى من العام الماضي حيث أمدتها بنحو 17 في المئة من وارداتها وهو ما يعادل 440 ألف برميل يوميا.
ولكن ذلك كان أقل من ثلث الصادرات النفطية السعودية الى الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها والتي بلغت 1.43 مليون برميل.
وقال خبير صيني في الطاقة على صلة بالحكومة ورفض الكشف عن اسمه ان الصين والولايات المتحدة ترغبان في أن يتواصل تدفق النفط من الشرق الاوسط بلا انقطاع.
واضاف "اذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للاحتفاظ بقوات هناك.. فنحن سعداء بالتزام الهدوء. هذه الزيارة لها أهمية (فقط) في تخمينات مسؤولين في واشنطن الذين يشعرون بالقلق بخصوص العلاقة مع الصين... ربما كان في صالح السعودية أن تترك مجالا أمام التخمينات."
وقال زهانج بين من مركز استراتيجية الطاقة بمعهد الدرسات الدولية وهو مؤسسة بحثية تتبع وزارة الخارجية ان الرغبات السعودية في تجنب تسليط الضوء على علاقاتها مع واشنطن كتخطيط استراتيجي طويل الاجل ربما دفع الصين الى قمة اولويات الملك عبد الله.
واضاف "تواجه الولايات المتحدة في الوقت الحالي مشكلات كثيرة في العالم الاسلامي. علاقاتها ليست جيدة للغاية.. لذا ربما رغبوا في تجنب الذهاب الى هناك أولا."
وسيتوجه الملك عبد الله من بكين الى الهند التي نافست الصين في عدة صفقات خاصة بالطاقة ومنها الى ماليزيا ويختتم جولته بباكستان.
ويصحب الملك في جولته وفد كبير من رجال الاعمال والمسؤولين ومن بينهم وزير النفط علي النعيمي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول الاعمال تشمل الى جانب الطاقة محاربة الارهاب والتعاون العسكري.
وتكافح السعودية حملة يشنها متشددون متعاطفون مع تنظيم القاعدة منذ عام 2003 تهدف الى الاطاحة بالنظام الملكي. وتقول الصين ايضا انها تواجه تهديدا امنيا من جانب متطرفين مسلمين في المناطق النائية بأقصى غربها.
وتشارك الصين بالفعل في محادثات حول اقامة منطقة تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الى جانب السعودية كلا من الكويت وقطر وعمان والبحرين والامارات العربية المتحدة.
وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان الجانبين يتوقعان ان يتم التوقيع على اتفاق بينهما بحلول نهاية عام 2006. وشهد حجم التبادل التجاري بين الصين ومجلس التعاون الخليجي ارتفاعا العام الماضي بأكثر من الثلث ليصل الى 33.8 مليار دولار.
ولكن المنافسة بين منتجي النفط ربما ساعدت أيضا في التحفيز للقيام بالزيارة بعدما أعلن وزير النفط الكويتي الشهر الماضي ان بلاده ترغب في اقامة مصفاة ثانية لتكرير النفط في الصين.
وقال الخبير المقيم في بكين "العامل المحفز الاكبر للزيارة السعودية هي تحرك الكويت لابرام اتفاق شامل مع الصينيين."
وربما تجد دول الخليج التي تنتج نوعا ثقيلا من النفط لا تملك مصافي التكرير الصينية المعدات القادرة على معالجته ان من السهل عليها بيع النفط للصين اذا استثمرت تلك الدول في بناء المصافي.
ووقعت شركة ارامكو السعودية العام الماضي اتفاقا بقيمة 3.5 مليار دولار مع شركة اكسسون موبيل وشركة ساينوبيك التي تعد أكبر شركات تكرير النفط الصينية لتوسيع مصفاة في اقليم فوجيان الجنوبي.
وتجري الشركة السعودية أيضا محادثات مع ساينوبيك حول الاستثمار في محطة بمدينة شينجداو الشمالية. وقال مسؤولون صناعيون ان بكين تهدف لدعم وارداتها من النفط السعودي بموجب اتفاقات اجلة العام المقبل للحد من أثر عمليات الشراء الفوري بأسعار غير مستقرة.
من ايما جراهام هاريسون وكريس باكلي