المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في سوق الأسهم.. من أين الحصول على المعلومات الصحيحة؟



Dr.M
15-01-2006, Sun 2:06 PM
في سوق الأسهم.. من أين الحصول على المعلومات الصحيحة؟

محمد العلوان - - - 15/12/1426هـ

مسكين من يدخل سوق الأسهم لأول مرة! تراه كالأطرش في الزفة.. يسمع خبراً من هنا وآخر من هناك، ثم معلومة من هذا الشخص وأخرى من ثانٍ.. والكل يتبرع بسكب سيل من المعلومات والأخبار التي لا يدري صاحبنا أيها يصدق وأيها يتبع؟ ناهيك عن عدم فهمه معظمها.. هذا المسكين من أين يمكنه أخذ معلومة صحيحة يستند إليها في اتخاذ قرار استثماري صائب؟ وكيف يستطيع تقويم المعلومة الصحيحة من الخاطئة؟
في هذا المقام سنحاول الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال تسليط الضوء على معايير المعلومة الصحيحة وأهميتها في رفع كفاءة السوق والإشارة إلى مصادرها.
إن المعلومة الاستثمارية الصائبة يجب أن تكون ذات جودة وتتسم بخصائص معينة تفيد وتساعد المستفيدين في اتخاذ قرارتهم الاستثمارية بشأن أسهم شركة ما. وهذه الخصائص هي: الملاءمة، والأمانة، والحيادية، والتوقيت الملائم، وقابلية المعلومات للفهم.
وحينما نتحدث عن مواءمة المعلومة فإننا نقصد قدرة المعلومة على مساعدة المستثمر - أو متخذ القرار بالاستثمار - على تقييم محصلة البدائل المتاحة أمامه وتمكنه من التفريق بين الشركات واختيار المناسب له بحسب غرضه الاستثماري.
ويقصد بأمانة المعلومة أن تبعث المعلومة الثقة لدى المستثمر بحيث يمكنه الاعتماد عليها، وحتى تكون تلك المعلومة أمينة يجب أن تكون متوافقة مع الواقع وقادرة على تصوير المضمون الذي تهدف إلى تقديمه تصويراَ دقيقاَ، وأن تكون لديها القابلية للمراجعة والتحقق بحيث تتطابق النتائج التي يتوصل إليها شخص معين-باستخدام أساليب معينة للقياس والإفصاح - مع نتائج شخص آخر يستخدم الأساليب والمعلومة نفسها.
ويرتبط حياد المعلومة بأمانتها ارتباطا وثيقا إذ إن الحياد يعني أن تكون المعلومة غير متحيزة وهذا في النهاية من معاني الأمانة الباعثة على الثقة.
أما التوقيت الملائم فيعني تقديم المعلومات في وقتها وجعلها متاحة لمن يستخدمونها عندما يحتاجون إليها. وذلك لأن المعلومات قد تفقد منفعتها إذا لم تكن متاحة عندما تدعو الحاجة إلى استخدامها، أو إذا تأخر تقديمها فترة طويلة بعد وقوع الأحداث التي تتعلق بها. ومن المفيد الإشارة إلى أن المعلومات لا تستمد منفعتها من مجرد إتاحتها في الوقت الملائم، فهناك عوامل أخرى إلى جانب ذلك، إلا أن التباطؤ في إتاحة هذه المعلومات يؤدي إلى تقليل منفعتها أو ضياع تلك المنفعة.
ومن المهم لمستخدم المعلومة أن يتميز بالقدرة على فهم المعلومة وتوظيف هذا الفهم للاستفادة منها، وتتوقف إمكانية فهم المعلومات على طبيعة البيانات التي تحتويها والأخبار والقوائم المالية وكيفية عرضها من ناحية، كما تتوقف على قدرات من يستخدمونها وثقافتهم من ناحية أخرى.

ما علاقة جودة المعلومات بكفاءة السوق؟

تعتبر المعلومات الجيدة مهمة جداَ في عملية رفع كفاءة السوق. حيث إن توافر هذه المعلومات لجميع المستثمرين بسهولة تساعدهم على معرفة المسار المستقبلي للشركة وبالتالي تعكس أسعار الأسهم في جميع الأوقات. بينما في حالة عدم توافر هذه المعلومات للجميع فإنها قد تصبح حكراً على مجموعة من المستثمرين مما يوفر لديهم ميزة إضافية تمكنهم من معرفة معلومات مؤثرة على سعر سهم ما يمكن أن توظف في اتجاه لا يعكس سعر السهم الحقيقي إما بالزيادة وإما النقصان، وهذا يؤثر في كفاءة السوق ككل.
ومع هذا يبقى السؤال مطروحاً.. من أين أحصل كمستثمر في الأسهم على المعلومات الصحيحة؟ للإجابة عن هذا السؤال نود الحديث أولاً عن دور المؤسسات الرقابية في الإفصاح والشفافية وتأثيرها على المعلومات الصحيحة، وكذلك دور الجمعيات العمومية للشركات في تقديم المعلومة الموثقة.
تلعب المؤسسات الرقابية كهيئة السوق المالية دوراً مؤثراً في عملية الإفصاح والشفافية من خلال إرساء القواعد والضوابط الملزمة للشركات بالإفصاح عن جميع المعلومات ذات الجودة والمؤثرة على مسار الشركة المستقبلي بشكل دوري.
وبالنظر لأسواق الأسهم المتقدمة فإن هيئة السوق المالية تعتبر المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات الصحيحة، إضافة إلى تصريحات الشركات عن طريق القنوات المناسبة.
وإذا لم تكن هنالك تشريعات ملزمة للشركات في إصدار التقارير والأخبار المالية في الوقت المناسب فإن شريحة من المستثمرين وهم في الغالب صغار المستثمرين سيلجأون إلى قنوات أخرى غير رسمية وغير نظامية للحصول على أي معلومة عن شركة ما ومستقبلها، وغالبا ما يقع هؤلاء ضحية للإشاعات أو لمعلومات غير دقيقة أو غير صحيحة مما يترتب عليه مخاطر سلبية في حالة اتخاذ أي قرار استثماري. لذا فإن هيئة السوق المالية تضطلع بدور كبير في خلق حالة من التوازن في السوق ما بين الطلب على المعلومات الصحيحة وما بين العرض.
وفي الاتجاه نفسه تلعب الجمعيات العمومية للشركات دوراً حيويا في الحصول على معلومات ذات جودة من مصادر رسمية نهاية كل سنة مالية. حيث تتيح الجمعية العمومية فرصة ممتازة للإجابة عن جميع التساؤلات المطروحة من قبل المستثمرين والمتابعين للشركة وتسليط الضوء على الخطط المستقبلية المقرة من مجلس الإدارة ومدى تأثيرها على مسار الشركة المستقبلي. وبالرغم مما للجمعيات العمومية من أهمية في إيضاح المعلومة فإن الواقع مع الأسف يشهد تقاعسا كبيرا من حملة الأسهم عن حضورها، مما يؤدي إلى تأجيلها وبالتالي التأخير في بيان المعلومة.
وختاماً أود أن أطمئن أي متعامل في سوق الأسهم بأن بإمكانه الحصول على معلومة موثقة وصحيحة من مصادر يعتمد عليها ومتاحة للجميع منها:
* هيئة السوق المالية.
* السوق المالية.
* القوائم المالية المدققة والمعلنة من الشركة في بيانات رسمية.
* الجمعيات العمومية للشركات التي استثمرت فيها.
* الأبحاث الصادرة من مؤسسات مالية ذات مصداقية
* الأخبار والتقارير الاقتصادية الصادرة من جهات حكومية.


http://212.71.33.171/news.php?do=show&id=8973