المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمارات تحقق الاكتفاء الذاتي من «الكلنكر» بحلول الربع الثالث من 2006



الذهبي
28-11-2005, Mon 8:38 AM
قال عبدالله الصياح العضو المنتدب لشركة أسمنت الاتحاد في رأس الخيمة ان مصنعاً متطوراً جديداً يجري بناؤه حالياً بتكلفة 800 مليون درهم وتبلغ طاقته الإنتاجية 6,4 ملايين طن سنوياً.


ويتوقع الصياح ان يقفز الاستهلاك المحلي للأسمنت بحلول نهاية العام الجاري إلى أكثر من 14 مليون طن متري لافتاً إلى أن المشاريع الاستثمارية الضخمة تؤجج من حركة سوق الأسمنت.وبالرغم من ان الصياح ينفي حدوث خسائر في قطاع الأسمنت بسبب ارتفاع أسعار المحروقات فإنه يشير إلى تأثيرها السلبي على الأرباح.


وبعكس الآخرين فإن الصياح لا يرى ضرورة ملحة في الوقت الراهن لرفع أسعار بيع الأسمنت.وأكد ان دولة الإمارات العربية المتحدة بصدد الاكتفاء الذاتي من الكلنكر في الربع الثالث من 2006.


وأعلن عن انتهاج شركة أسمنت الاتحاد لبرامج تأهيل جادة وطموحة أسهمت في تحقيق نسبة توطين غير مسبوقة بلغت 40% إلى جانب إنفاقها الملايين من الدراهم لإصحاح البيئة وتنمية المناطق الشمالية.


جاء ذلك خلال حوار فيما يلي نصه:


ـ من المعلوم ان شركة أسمنت الاتحاد هي صاحبة الريادة في الساحة الصناعية الأسمنتية حيث تجاوز عمرها الثلاثين عاماً. إلى أي مدى نجحت في تحقيق أهدافها؟


ـ نحن في شركة أسمنت الاتحاد نفخر بتلك الريادة ونشعر بأنها تلقى على كاهلنا أعباء ومسؤوليات جساماً بعضها تجاه المستثمرين الذين ما فتئوا يتطلعون للأفضل دوماً.


وبعضها له صلة بالسوق الذي لا يقبل بغير الجودة. ومن جانبنا نؤكد بأن الشركة ماضية بخطى حثيثة بل متسارعة من أجل تلبية رغبة الجميع وذلك من خلال اقتناء وسائل تصنيعية ذات تقنية عصرية متطورة إلى جانب التنوع في الاستثمارات ونتيجة لذلك شهدت الفترة الأخيرة تحقيق مكاسب مهمة .


وميزانيتنا دليل على ذلك فقد بلغ صافي الربح في الربع الثالث من العام الحالي 98% من رأس المال البالغ 252 مليون درهم. وأمامنا سانحة جيدة الآن للاستمرار في نهجنا الاستثماري الناجح وصولاً إلى أعلى ربحية مستقبلاً.


ـ بحسب التقديرات المتوفرة فإن استهلاك الأسمنت محلياً بلغ 50,10 ملايين طن متري العام الماضي، ما هي توقعاتكم في هذا العام؟


ـ نتيجة للطفرة التنموية المتسارعة والنهضة العمرانية الضخمة فإن من المتوقع ان يقفز الاستهلاك المحلي للأسمنت إلى أكثر من 14 مليون طن متري.


ـ باعتقادكم ما هي أبرز المشاريع التي ساهمت في تأجيج حركة سوق الأسمنت؟


ـ مما لا شك فيه فإن تنفيذ مشاريع ضخمة إسكانية وأخرى استثمارية مثل النخلة وإعمار ورأس الخيمة العقارية والدار وسطاء دبي الجديد كلها تلعب دوراً مهماً في رفع حمى سوق الأسمنت.


ـ جاء عن شركتكم ان مبيعاتها من الأسمنت بلغت 254,1 مليون طن متري في العام الماضي ما هي توقعاتكم للمبيعات بنهاية العام الحالي؟


ـ بالنظر إلى التقارير المتوفرة فإن التوقعات تشير إلى إمكانية وصول المبيعات بنهاية العام الجاري إلى 450,1 مليون طن متري.


ـ كيف واجهت شركة اسمنت الاتحاد ما طرأ من ارتفاع لأسعار المحروقات وهل تؤيدون رفع أسعار بيع الأسمنت لمواجهة ذلك؟


ـ اذا كنت تعني حدوث خسائر جراء ما حدث من ارتفاع لأسعار الوقود فإن شيئاً من ذلك لم يحدث والحمد لله بل كل ما هنالك هو تأثير سلبي على الأرباح.


أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال وهو رفع أسعار الأسمنت فإن شركة أسمنت الاتحاد لا ترى ضرورة ملحة لذلك كي لا تحمل المستهلكين المزيد من الأعباء المادية وان كان مثل تلك القرارات تأتي من قبل لجنة مصنعي الأسمنت بالدولة التي نحن طرف فيها وليس من المصانع منفردة.


ـ ما فحوى العقد الذي أبرم مع الشركة الصينية C. B. M. E. C؟


ـ في الحقيقة فهو يتعلق بإنشاء الشركة الصينية لمصنع جديد تابع لشركة أسمنت الاتحاد وقد بدأته بالفعل في تنفيذه إلى جوار المصنع القديم في خور خوير، وطبقاً للعقد فإن المصنع وهو تقنية ألمانية صينية متطورة سيكون جاهزاً بحلول سبتمبر 2006، وتبلغ طاقته الإنتاجية من الكلنكر 6,4 ملايين طن سنوياً.


ويتكون المصنع الجديد الذي تبلغ تكلفة إنشائه 800 مليون درهم من فرن عصري ومطحنين.


ـ ما هي توقعاتكم بعد كل هذه التوسعات التصنيعية؟


ـ بمنطق الأرقام فإنه حين تضيف الطاقة الإنتاجية للمطحنين الجديدين وهي 5,3 ملايين طن إلى الإنتاج الحالي وهو مليون و200 ألف طن فإن الطاقة الإنتاجية الكلية ستصبح 7,4 ملايين طن سنوياً وهي كافية لتجعل من شركة اسمنت الاتحاد بأن تكون أكبر صرح في دولة الإمارات العربية المتحدة لإنتاج الكلنكر والأسمنت الأجود نوعاً.


ـ من المعلوم ان منتجي الكلنكر بالدولة أخفقوا في مواجهة الطلب المتزايد محلياً والدليل على ذلك لجوء السوق لاستيراد 2,3 ملايين طن متري العام الماضي برأيكم ماذا سيكون عليه الوضع مستقبلاً؟


ـ من المؤكد ان إدارات الشركات فهمت الدرس جيداً والدليل على ذلك لجوئها لاقتناء معدات تصنيعية مهمة بحيث توفر المزيد من الإنتاج.


وطبقاً للمعلومات المتوفرة فإنه بحلول الربع الثالث من 2006 ستحقق دولة الإمارات العربية المتحدة اكتفاء ذاتياً من مادة الكلنكر بالنحو الذي يجعلها تتوقف نهائياً عن استيراده.


ـ ماذا يعني اعتراف تقرير مجلس الإدارة بأن صادرات الشركة من الأسمنت شهدت انخفاضاً بنسبة 46% عام 2004؟


ـ في واقع الأمر فإن ما حدث من انخفاض للصادرات كان بسبب زيادة الطلب في السوق المحلي.


ـ هل أنتم على قناعة بأن شركة أسمنت الاتحاد لا تزال تستطيع المحافظة على حصتها في السوق؟


ـ من واقع التعاملات الجارية في الساحة التجارية والاستثمارية يدرك المرء مدى المكانة المرموقة التي تتمتع بها. وبالطبع فإن ذلك يعود إلى السياسة المنطقية المقنعة التي تنتهجها مع المتعاملين، وكما ذكرنا من قبل فإن الشركة تستطيع تلبية رغبات السوق المحلي والخارجي بعدما تنتهي من تنفيذ مشروع مصنعها الجديد في 2006.


ـ على مدى الثلاثين عاماً الماضية تعتمد شركة أسمنت الاتحاد في إدارتها على جهود شركة أجنبية هي هيدل بيرج، لماذا؟


ـ من واقع التجارب السابقة في هذا الخصوص رأت إدارة الشركة الإبقاء على التعاون القائم مع شركة «هيدل بيرج» النمساوية لتنفيذ الأعمال التشغيلية لما في ذلك من منافع للشركة وان كان عقد التعاون سينتهي في 2007.


ـ هل تؤيدون إقامة المزيد من مصانع الأسمنت؟


ـ ينبغي ان ندرك أن إنشاء المصانع ليس بالتمني وأمل ألا يكون الطلب المتزايد على الأسمنت حالياً هو الدافع لإنشاء المصانع.


والمهم قبل الإقدام على إقامة المشاريع الصناعية الإسمنتية إخضاع ذلك لدراسة متأنية تغطي كل الجوانب ومن ثم اتخاذ القرار بالتنفيذ من عدمه.


ـ من الواضح ان لديكم جهوداً بناءة على صعيد التوطين إلى أي مدى أفلحتم في إقناع العناصر المواطنة بالعمل في الشركة؟


ـ نظراً لأن شركة أسمنت الاتحاد لا تؤمن بغير الإنتاج فإن الجهود المبذولة في الوقت الراهن تتركز على استقطاب العناصر المواطنة التي تعشق العمل وتعاف الكسل وحينما نظفر بأمثال هؤلاء تتملكنا مشاعر الفرح.


وعلى الفور يتم قبولهم وإلحاقهم في دورات تدريبية مهنية مصحوبة بالمكافآت المادية المجزية التي تتراوح حسب المؤهل العلمي من 2000 إلى 3000 درهم، إلى جانب التعاون مع هيئة تنمية الموارد البشرية في الحصول على الكفاءات البشرية التي تحتاجها الشركة لمختلف الأقسام.


ومن وجهة نظري فإن تلك الإغراءات أثمرت نتائج رائعة، حيث بلغت نسبة التوطين في الشركة 40% أي ان عدد المواطنين العاملين 121 مواطناً من أصل 307 مجموع العاملين.


أضف إلى ذلك فالشركة تقوم بتدريب 18 مواطناً في كافة تخصصاتها الفنية «كهرباء إنتاج» بالإضافة لإتاحة الفرصة لعدد 8 آخرين من طلاب كلية التقنية العليا بقصد تأهيلهم للعمل فيها بعد انتهاء فترة التدريب.


ـ تعترف هيئة حماية البيئة بأن مساعيكم ساهمت في تحسين ظروف البيئة في منطقة خور خوير ماذا تقصد الهيئة بذلك؟


ـ انطلاقاً من اهتمام حكومة رأس الخيمة بالبيئة براً وبحراً وجواً فإن شركة أسمنت الاتحاد لا تدخر جهداً في سبيل إصحاح البيئة وذلك اعتماداً على المعدات الصناعية الحديثة وتغطية ساحات المواد الخام إلى جانب الالتزام بالمعايير البيئية العالمية، ونفخر بأن مصنعنا الجديد سيكون صديقاً للبيئة.


ـ لكن لدى أهالي المنطقة رأياً سلبياً بشأن التلوث الصناعي في خور خوير؟


ـ حين يتعلق الأمر بخلاف حول البيئة فإن الإجراء السليم هو الاحتكام إلى هيئة حماية البيئة التي تدير الأمور من واقع دراسات ميدانية علمية وبأجهزة عصرية متطورة لا تخطيء قول الحقيقة. ومن حسن الحظ فإن الهيئة تمتدح جهودنا البيئية بلا مجاملة وتتابع جهودنا أولاً بأول.


ـ ماذا استفادت شركة أسمنت الاتحاد من دخولها أسواق الأوراق المالية؟


ـ بالتأكيد فإن المكاسب كانت جمة للشركة والمساهمين فيها ويكفي أن السهم الذي قيمته الاسمية لم تزد على درهم واحد وصل سعره في سوق أبوظبي للأوراق المالية 19 درهماً.


ـ ما هي مساهمات الشركة في المجتمع المحيط بها؟


ـ نحن ننفق ملايين الدراهم على دعم أنشطة خدمية متعددة وذلك من خلال صندوق تنمية المناطق الشمالية الذي تساهم فيه جميع الشركات العاملة في خور خوير، أضف إلى ذلك فإن شركة أسمنت الاتحاد تنظم منذ أمد بعيد دورات لتحفيظ القرآن الكريم لطلبة وطالبات المدارس في الفترة الصيفية وترصد لها حوافز مادية تشجيعية مغرية..


حوار: سليمان الماحي