المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وارن بوفيت وبيل غيتس وجها لوجه مع الاسئلة الحساسة



ALBRENS
11-11-2005, Fri 1:17 AM
الأول يعرف التبذير بشراء طائرة خاصة.. والآخر يعتبره عند خسارة 500 دولار في اللهو
وارن بوفيت وبيل غيتس وجها لوجه مع الاسئلة الحساسة
* اغنى رجلين في العالم يوضحان اراءهما في معالجه العجز الاميركي والنظم الضريبية وفرص نمو الشركات ... والثروة
إعداد: محمود عبدالرزاق
تجمع حوالي ألفي طالب من جامعة نبراسكا الاميركية في قاعة المؤتمرات قبل ساعة من موعد فتح البوابة، وذلك للاجتماع بأغنى رجلين في العالم هما بيل غيتس ووارن بوفيت، اللذان تجمعهما الصداقة كما المليارات التي يمتلكانها. فثروة بيل غيتس تبلغ 51 مليار دولار بينما تبلغ ثروة بوفيت 40 مليارا.

وافق الرجلان على الحضور الى الجامعة للقاء حر مع الطلبة والرد على اسئلتهم، وقد اجريا مثل هذا اللقاء الفريد مرة واحدة من قبل، وكان ذلك عام 1998 في سياتل مسقط رأس بيل غيتس عندما التقيا بطلبة جامعة واشنطن. ولكن ظروف تلك المقابلة كانت عاصفة بالنسبة للرجلين، فبالنسبة للاول كانت مايكروسوفت تخوض غمار قضايا محاربة الاحتكار مع الحكومة الاميركية، فيما كان وارن بوفيت على وشك شراء شركة جنرال ري لاعادة التأمين, والتي تمثل الآن شوكة موجعة في خاصرة شركة بيركشاير هاتاواي، التي يملكها ويرأسها بوفيت.

كانت مجلة فورتشن هي الوحيدة التي دعيت لحضور لقاء الدردشة الاول، ووجدت التفاعل الذي سادها امرا قريبا من الحكمة، ونشرت اللقاء على صدر صفحتها الاولى تحت عنوان «استعراض بيل ووارن».

ولذلك عندما قررا الاجتماع ثانية، كانت فورتشن هناك ايضا، كما طرحت على الرجلين الاسئلة التي تناوبا في الرد عليها.

وخلال حفل الغداء الذي جمع محرر فورتشن دانيال روث باغنى رجلين في العالم، تحدثا بصورة اكثر انفتاحا عن العلاقة الوثيقة التي تربط بينهما، وعن خططهما للعب البوكر في تلك الليلة، وعن رغبة وول ستريت في توجيه المستثمرين في الاتجاه الخاطئ. وكلا الرجلان نجح في اعادة تشكيل بنيته، فقد خفف بيل غيتس الذي أكمل 50 سنة من عمره في اكتوبر، وزنه بمقدار 20 باوندا، في حين اسقط بوفيت، 75 سنة، 12 باوندا، ويعود الفضل في ذلك الى ان كليهما يحضر جلسات تدريب شخصي بواقع 3 مرات اسبوعيا.

فترة إعادة صياغة

ويعيد الرجلان ايضا صياغة خططهما المستقبلية: بوفيت يناقض ما سبق ان صرح به، ويقول للمرة الاولى انه قد يتخلص من ثروته قبل ان يفارق الدنيا.

وفيما يلي لقطات مقتبسة من المقابلة التي اجرتها مجلة فورتشن مع الرجلين:

> لمحات سريعة.. ما هو آخر كتاب قرأته؟

- بوفيت: اعتبر ان كتاب كاثرين غراهام - التاريخ الشخصي - له اهمية بالغة، واعتقد ان كل شخص مطالب بقراءته.

- غيتس: هناك كتاب بعنوان «بئر بلا قرار» عن الطاقة احبه كثيرا، وكتاب اخر عن علوم الكمبيوتر الفه راي كورزويل الذي سيصدر قريبا. وهناك كتب اخرى مثل كتاب «نهاية الفقر» لجاك ويلش، وغيرها.

> ما هي اخر مرة احسست انك بددت فيها اموالا بكثرة؟

- بوفيت: هل تعني الانفاق الشخصي؟

> اجل.

- بوفيت: الطائرة، وهذه هي الوسيلة الوحيدة التي غيرت فيها الثروة الطائلة مجرى حياتي. فقد اشتريت شركة نتي جيتس، وانني انفق بضع مئات من الوف الدولارات سنويا، أو ربما اكثر.

- غيتس: (متسائلا) تبذير؟ اعتقد انني اذا خسرت في لعبة البوكر الليلة 500 دولار فسيكون هذا تبذيرا.

> لنعد الى دائرة الاضواء: لو تخيلنا اننا نزور السوق بعد سبع سنوات من الان، فهل سيكون مؤشر ستاندارد اند بورز 500 يحقق عائدات تزيد على 10 % سنويا, او ادنى من ذلك؟

- بوفيت: على الارجح ان العائد سيكون اقل من ذلك وليس اكثر، ولن نشهد نموا في اجمالي الناتج المحلي يزيد على 5 % سنويا، وزيادة في دخل الفرد بواقع 10 % سنويا.

- غيتس: ربما اميل الى ترجيح القول ان العائد سيكون اقل من 10%، ان الاشارات بان العائدات ستكون مرتفعة للغاية، تخيم عليها ظلال الشك.

افتراضات طائشة ومتهورة

> (هذا السؤال موجه الى بوفيت): في اخر مرة ادليت فيها بحديث، قلت ان الناس كانوا يضعون «افتراضات متهورة وطائشة الى حد معقول» حول تحقيق السوق المالي مكاسب عالية. فهل الشئ ذاته هو ما يحدث الان مع وجود صناديق التحوط والثروات الخاصة؟

- بوفيت: خلال تسعينات القرن الماضي، كان الناس ينظرون بمرآة الماضي معتقدين ان الله قد وهب الاميركيين حقا في كسب 15 % سنويا. وقد ضمنوا هذا الاعتقاد ضمن تقديراتهم وافتراضاتهم المتعلقة بالتقاعد.

اما الآن، وبعد ست أو سبع سنوات، فقد بات الناس ينظرون في المرآة الخلفية ووجدوا ان الاستثمارات التقليدية لم تولد عن بعد شيئا كهذا. ومن هنا فقد بات الواحد منهم يسأل نفسه «حسن، ما الذي ساحصل عليه، ساعود الى استثمارات بديلة». يمكن ان تكون واثقا من ان الفراغ سيتم ملؤه من قبل افراد في وول ستريت، يطلعون علينا بمقولة «انكم محقون بالنظر في تلك المرآة الخلفية والتوصل الى قناعة بان الاستثمارات التقليدية لا تؤتي ثمارها، تعالوا معنا، لان معنا الكأس المقدسة التي تحقق الاعاجيب». والحقيقة انه فيما يتعلق بالكأس المقدسة، فان عليك ان تدفع اكثر بكثير.

توقعات مبالغ فيها

- غيتس: بالنسبة لرأس المال المخاطر به أو المشروع الاستثماري الجديد، كانت هناك عوائد عالية على رؤوس اموال متواضعة، ثم كانت هناك عائدات هزيلة على رؤوس اموال ضخمة. ان الرغبة في تحقيق العائدات العالية - بالمطلق أدت الى خلق مثل هذا الاعتقاد القائل «حسن، لا بد ان يكون هناك مجال يدر عائدا يصل الى 10 %، ولم استطع التوصل اليه بعد». من هنا فان حقيقة ان التوقعات بتحقيق العائدات تزيد عن الواقع، ما زالت صحيحة حتى هذا اليوم.

- بوفيت: كما ان الناس في وول ستريت ما زالوا يغذونها.

- غيتس: هذه هي وظيفة وول ستريت.

(يضحكان).

ردم الفجوة التجارية

هل تعتبر مايكروسوفت جزءا من الحل؟

> سؤال (موجه الى غيتس): القى بوفيت كلمة في شركة الين اند كومباني خلال الصيف الماضي اعرب فيها عن مخاوفه من تضخم العجز التجاري الاميركي. يهمنا ان نعرف ما اذا كانت لديك مثل هذه المخاوف.

- غيتس: ان مايكروسوفت تعتبر مستوردا صافيا، اكثر من أي نشاط آخر. ونقوم بانشطة الابحاث والتطوير هنا اكثر مما نقوم به على صعيد المبيعات. ولو كان في الولايات المتحدة حوالي 100 شركة مايكروسوفت، فان ذلك كفيل بتسوية العجز.

- بوفيت: التكنولوجيا العالية كانت على الدوام من اهم واضخم المزايا التي نقدمها. عليك ان تنظر نحو الامور التي نتقنها ونجيدها في بلادنا، اما الامور التافهة فدعها للغير، لاننا لن نحقق شيئا اذا تعاطيناها. ولكني لا اعتقد ان العجز التجاري امر ثابت. فاذا كنت تعاني من اضطراب اقتصادي رئيسي، وتكون لدى الناس شعور عام فحواه عبارة «انظر ماذا اسفر عنه الوضع الاقتصادي الحالي» التي يتبادلونها فيما بينهم، فانك لا شك ستواجه نتائج سياسية سيئة جدا. وفي الغالب فان هذا الامر حتمي ولا مفر منه.

تضحية المليارديرين بثرواتهما

> لديكما فلسفات مختلفة حول الاعمال الخيرية، ففي حين يتبرع غيتس بمبالغ كبيرة من امواله في الوقت الحاضر، فان بوفيت ينتظر وفاته للتبرع بثروته. فكيف يمكن مناقشة هذا الامر بينكما وكيف يمكن لاحدكما ان يقنع الاخر ان قراره هو الصواب؟

- بوفيت: اعتقد ان طريقة غيتس هي الافضل، حيث انه بالتعاون مع ميلندا يخصص مبالغ ضخمة من الاموال، وعقولا فذة وقلوبا مخلصة لهذا العمل. وهذه توليفة عظيمة من الاموال والعقول والقلوب - أي النوايا والعزيمة - انني لم استطع تحقيق شيء من هذا عندما كنت في الاربعينات من عمري، ولم اضف شيئا ذا قيمة.

وفي عمري الآن، يمكنك القول ان نسبة كبيرة جدا من اموالي يتم التبرع بها. ومن المفيد جدا القيام بامر بالغ الاهمية قبل ان افارق هذه الحياة.

> هل يعتبر هذا تحولا بالنسبة لكما؟

- بوفيت: انه تطور أو تغيير.

- غيتس: في عام 1998 كنت مجرد مبتدئ في الاعمال الخيرية. وفي ذلك الوقت كان يمكن ان اخاطب نفسي قائلا «انظر، ان من المربك والمذهل ان اكون قادرا على جمع الاموال، ومن ثم تبديدها في آن معا». ولم اعتقد انه سيكون لدي الوقت الاضافي اللازم للاعمال الخيرية. ولما شجعني والدي في الدخول الى هذا المجال، في الوقت الذي كان لميلندا دور كبير فيه، وكان الاثنان راغبين في تكريس الوقت لهذا العمل، فقد وقع اختيارنا على شخص رائع هو ستيف بالمر الذي عرفته في شركة مايكروسوفت لمدة طويلة. وكنت اعتقد دوما ان بامكاني الانتظار لانجاز اعمالي بالدوام الكامل قبل ان اعطي شيئا من وقتي للاعمال الخيرية، ولكن ذلك تم بطريقة رائعة، حيث ان شعورا رائعا يجتاحك عندما تقوم بانجازات خاصة بالعملين معا.

> وهل تتحدثان في هذا الموضوع؟

- بوفيت: آه.. مؤكد.

- غيتس: تماما.

> (موجه الى غيتس) هل تحاول اقناع بوفيت بان يفتح يده على الاعمال الخيرية كما تفعل انت؟

- غيتس: لا، ولكني اشترك في الاحساس بالمتعة، وفي ديناميكيات العمل التي تقبل التطبيق والتي لا تقبله. انه عالم شبيه بعالم البيزنيس، فليس كافيا ان تكون قادرا على الدخول فيه، ولكن عليك ان تتعلم شيئا عن خصائصه ومميزاته، ومن ثم تكتسب الخبرة من التطبيقات العملية له.

- بوفيت: ان شركة بيركشاير تعتبر جزءا مني الى درجة لم استطع معها تخيل نفسي بدونها. ولكني لا اعتقد انني قادر على مضاعفة ثروتي الشخصية خمس مرات في غضون ست أو ثماني سنوات. ان المبلغ كبير الى درجة تستطيع معها تحقيق انجازات مهمة جدا، كما ان الطريقة تختلف عما كانت عليه عندما كنت في الاربعينات من عمري. واعني انني لو عملت ذلك في تلك الفترة فربما كان المبلغ في حدود 20 مليون دولار, اما الان فان المبلغ سيكون كبيرا الى درجة لا ارغب معها في ان يسيطر على بيركشاير، ولن يستطيع احد ان يشتري بيركشاير بحجمها الحالي، وهو ما لم يكن كذلك قبل 20 عاما.

محاباة الاغنياء

تحدث كل من وارن بوفيت وبيل غيتس الى طلبة جامعة نبراسكا حول مواضيع محددة اثارها الطلبة لينهلوا من تجاربهما، و ليعرفوا كيف يتصرف اغنى رجلين في العالم بثرواتهما، وما هي المحطات التي تستوقفهما في حياتهما العملية التي كونا خلالها تلك الثروات الطائلة.

وكانت البداية مع وارن بوفيت الذي سئل.

فاجاب: ما هي فكرتك حيال الضريبة الموحدة؟

- لا اميل الى تأييدها، فاننا من وجهة نظري نطبق نظام ضريبة فيه كثير من مزايا الضريبة الموحدة. واذا نظرتم الى ضريبة الرواتب مثلا، التي تزيد على 12 % في الوقت الحاضر، والتي تنطبق على اول 80 - 90 الف دولار من الدخل السنوي، فانني انا وبيل غيتس، والحالة هذه لا ندفع من الناحية العملية، اية ضريبة فيما يتعلق بدخلنا. اما بالنسبة للاشخاص الذين يعملون لدينا، فان معدل الضريبة التي يدفعونها في كثير من الحالات يوازي أو ربما يزيد على المعدل المطبق علينا، حيث تم تخفيض معدل الضريبة على الارباح الراسمالية وارباح الشركات الى 15 %. والحقيقة ان ما تم وضعه موضع التنفيذ في هذه البلاد خلال السنوات الماضية عبارة عن تكريس مزايا ضخمة لاصحاب الثروات الطائلة ، في حين لم تخفف هذه القوانين اية اعباء على الناس من فئة الدخل المنخفض.

وبصراحة، فاني اعتقد انه يتحتم علي وعلى بيل غيتس ان ندفع ضرائب اعلى بكثير مما ندفعه حاليا على الدخل الذي نحققه. اننا ندفع اقل من نصف المعدل الذي كنا ندفعة قبل 25 عاما، عندما كان ما اجنيه من اموال اقل بكثير مما هو عليه الان. ان القوانين الحالية اولت عناية كبيرة للاغنياء فقط.

اسوأ القرارات الاستثمارية

> ما هي أسوأ قراراتك الاستثمارية؟

- بوفيت: اسوأ الاخطاء تعزى الى عدم القيام بعمل ما، وليس القيام بذلك العمل. اننا لم نتعرض ابدا الى خسارات كبيرة في أي من الاستثمارات، ولكن خسارتي كانت نتيجة لعدم المبادرة الى استثمارات كنت على علم تام بها، ولكني لم ابادر اليها. لقد فاتتنا ارباح تزيد على 10 مليارات دولار. ان الفرصة التي اضعتها، بعدم المبادرة الى شراء شركة مايكروسوفت، تعتبر من الفرص الضائعة التي لا تنسى، والواقع انه لم يكن لدي العلم الكافي عنها لاتخاذ القرار. ولكن كانت ثمة استثمارات اخرى كنت اعلم تماما كل شيء عنها، ولكني اما ان اعزف عنها أو ادخل فيها على مستوى ضئيل.

< فورتشن <



غيتس

< لو كان في أميركا 100 شركة

مايكروسوفت لتخلصت من عجزها التجاري

< والدي وزوجتي شجعاني

على التبرع للأعمال الخيرية

< أفتش عن شخصية شابة وعظيمة لمايكروسوفت

< خسارة أي مبلغ ولو كان زهيدا في البوكر يعد تبذيرا


بوفيت

< العاملون في الشركات الكبرى يدفعون ضريبة

تزيد نسبتها على ما يدفعه أصحابها

< تخسر عندما لاتبادر الى

استثمار كنت على علم به

< غيتس أفضل مني بعمل الخير

< بددت أموالا في شراء طائرة


لن أخلف أبناء فاحشي الثراء

قال وارن بوفيت: ان ابناءنا سيكونون اغنياء، بل من اغنى نصف في المائة من سكان العالم، غيران 99 % من ثروتي ستكون من نصيب الاعمال الخيرية، كما ان غيتس له الموقف نفسه بصورة اساسية. ولن نخلف وراءنا ابناء فاحشي الثراء، ولكنهم سيكونون اغنياء، وليس من شك في ذلك، الا ان فكرة توريث الثروة الطائلة لا تستهويني. واذا كنتم تتحدثون عن تكافؤ الفرص في هذه البلاد، وان كل شخص لديه مواهب يحصل على فرصة مناسبة، فاني ارى الفكرة التي تقضي باعطاء الفرص الكبرى لاشخاص معينين فقط لانهم يولدون اغنياء أو من اسر كبيرة، اراها فكرة اميركا براء منها.



عشر سنوات أخرى للأعمال الخيرية

سئل بيل غيتس: أين ترى نفسك بعد عشر سنوات؟

- فاجاب: سأكون على ابواب الستين من العمر، أي اكبر بعشر سنوات مما انا الان. وعندما كنت في الاربعين، ظننت انني في سن الخمسين ساكون متقدما في العمر. ولكن حياتي العملية التي تكرست لخلق وبناء شركة، كانت تتمحور في الواقع على شركة مايكروسوفت. وكانت برامج الكمبيوتر هي ما استحوذ على تفكيري في بدايات حياتي ولما زلت يافعا واحسست ان شيئا دراماتيكيا ما قد يحصل في حياتي، وهكذا فقد جاءت الفرصة لكي انخرط في اعادة تشكيل تلك الصناعة التي قدر لها ان تزدهر وتصبح جوهرا لاختصاصي في العمل.

وعلى مدار السنوات العشر المقبلة، اعتقد ان الميزان بين وقتي المكرس للعمل في مايكروسوفت، وبين الوقت الذي اقضيه في الاعمال الخيرية، سيتحول في صالح هذه الاخيرة. وهذا يعني انه ينبغي علي العثور على شخصية شابة عظيمة في مايكروسوفت لتتربع على المقعد الساخن الذي يضطلع شاغله بوضع استراتيجيات الانتاج في مايكروسوفت. انني احب عملي جدا، واعتبره عملا رائعا، وسأكون على الدوام قادرا على التحول، وعلى امتلاك القدرة للمزج بن العمل في مايكروسوفت وبين الاعمال الخيرية.



تقاسم الثروة مع الغير


تحدث بوفيت للطلبة ردا على سؤال حول مشاركتهم الثروة مع بقية العالم فقال:

- اذا استطعت ان تجمع بين يديك جانبا من ثروة المجتمع الذي تعيش فيه من خلال الحظ والمهارات، ومن ثم تكون واثقا من ان الاستهلاك سيكون بصورة واسعة من نصيب الفئات الاقل ثروة، فاني اعتقد ان هذا الامر شبيه بما كان يقوم به روبن هود من منطلق الاخذ من ثروات الاغنياء والتوزيع على الفقراء، وهو ينطوي على توزيع واعادة تدوير الثروات بين الناس من القمة الغنية الى القاعدة الفقيرة.

ان الولايات المتحدة ككل تتحلى نسبيا بالرغبة في تقديم الاموال للغير لجملة من الاسباب. واعتقد ان الولايات المتحدة تستطيع ان تقدم الافضل، ولكنها، بكل المقاييس تعتبر الدولة التي تقدم اكثر من غيرها في مضمار الاعمال الخيرية. وكلما ارتقت دولة في رأس القائمة في هذا المجال، ازدادت عليها المسؤوليات ليس بتكريس المزيد من ثرواتها فحسب ، بل بتسخير كافة انشطتها وادمغتها في تلك الانشطة.