المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوق الأسهم ..وقد حمي الوطيس



الهشام
13-10-2005, Thu 12:27 PM
سوق الأسهم ..وقد حمي الوطيس
عبد المحسن بن إبراهيم البدر
13/10/2005
يعتبر الأسبوع الماضي من الأسابيع التاريخية في سوق الأسهم السعودية على جميع الأصعدة، وكان أهمها ذلك النزال القوي بين مشرع السوق (هيئة سوق المال) وبين صناع السوق وهواميرها. تلك المواجهة كانت حتمية وكنا ننتظرها بفارغ الصبر، لأنها ستكون البداية بإذن الله لإرساء قواعد سوق أسهم احترافية تحكمها الأرقام والمعلومات لا الأسماء والمنتديات.
وعودا على ما حدث، فإن المتابعين انقسموا إلى أقسام، بين مؤيد لما قامت به الهيئة ويرى أنه إجراء إيجابي لإحكام السيطرة على السوق وحماية حقوق صغار المستثمرين، وبين معارض لتلك الإجراءات واعتبار أن ضحاياها من صغار المستثمرين الذي دفعوا ثمن تلك القرارات، وهناك قسم ثالث على رغم اتفاقه على إجراءات الهيئة إلا أنه بقي متحفظا على بعض القرارات واعتبرها ناقصة، وأن تلك القرارات ينبغي أن يواكبها إيجاد عمق أكبر للسوق عن طريق طرح عدد أكبر من الشركات لتقليل آثارها الجانبية.
وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر، إلا أن الجميع اتفق على أن ما حدث أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الكثير من المتعاملين في السوق ذهبوا ضحية لقلة الوعي الاستثماري، والذي دعم خلال الفترة الماضية بارتفاعات سعرية كبيرة كانت كفيلة بصم الآذان عن حديث العقل والمنطق.
أقول إن تلك الارتفاعات والأرباح التي حققها البعض جعلتهم يصلون إلى حد كبير من القناعة المزيفة التي تقول إن سوق الأسهم السعودية لا تخضع إلى التحليلات الأساسية والفنية، إنما تعتمد على شائعات المضاربين. وهذه القناعة على مغالطتها الكبيرة إلا أنها وجدت أرضا خصبة في ظل غياب الرقابة على السوق لفترة من الزمن، سمحت لهذه القناعة أن تنتشر، مع أن أبسط الناس يستطيع أن يحدد من تلك الشركات التي وصلت إلى أسعار مرتفعة. أقول يستطيع أبسط الناس أن يعرف أن تلك الأسعار المبالغ فيها لا تعكس بأي حال مواقف الشركات المالية والاستثمارية، فالكثير منها يئن تلك وطأة الخسائر المتلاحقة والمرحلة من سنة إلى أخرى، ومع ذلك تجد من يشتريها وينفذ أرقاما كبيرة من الأسهم فيها.
ومع أسفنا الشديد على بعض صغار المستثمرين الذين ذهبوا ضحية لما حدث الأسبوع الماضي من انهيارات سعرية لبعض الشركات، إلا أننا بدأنا نلاحظ تطورا بسيطا في طريقة النظر إلى سوق الأسهم، بمعنى أن كثيرا من صغار المساهمين بدأ يصل إلى قناعة أن الاستثمار قد يكون خيارا أفضل من المضاربة اليومية، خصوصا وأننا نرى متداولين بمبالغ ضئيلة يعتمدون على المضاربة اليومية، وهذه المبالغ الصغيرة التي لا تدعمها ثقافة استثمارية أو حتى ''مضارباتية'' تؤثر في قرارات هذا المتداول، بمعنى أن خوفه على مبلغه الصغير يجعله يتخذ قرارات البيع في حالة أي هبوط طفيف للأسهم، إضافة إلى خسارته لعمولة البنك (المنشارية).
وأتوقع شخصيا أنه لو تم عمل مسح عشوائي لبعض المحافظ الاستثمارية لفترة معينة فإننا سنجد أن هذه المحافظ لم ترتفع، على الرغم من الكم الكبير من العمليات المنفذة عليها، إضافة إلى ذلك فلو أخذنا أحد الأسهم في تلك المحفظة من تاريخ أول عملية شراء فإننا سنجد أن هناك ارتفاعا متراكما لسعر ذلك السهم، بمعنى أن هذا المستثمر لو احتفظ بذلك السهم فإن أرباحه ستزيد مع بقاء تكاليف العمولة في أقل حدودها. إنه الصبر والعمل على استراتيجية واضحة في سوق الأسهم.
باختصار، إن ما حدث الأسبوع الماضي يحتاج إلى وقفة من الجميع، وإمعان النظر في الحملة التثقيفية التي بدأتها هيئة سوق المال، والعمل في هذه السوق على استراتيجيات استثمارية واضحة، وفي مقابل ذلك نتمنى جدياً أن نرى تطورات في تشريعات السوق بشكل يقلل من التأثيرات السلبية لمثل تلك القرارات ويواكب التوجه الاقتصادي العام للمملكة.

كاتب اقتصادي


http://www.aleqt.com/ListRay.asp?NewsID=3053