المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استثمار عشوائي



المحترف
16-01-2002, Wed 2:55 PM
"هشام خير الدين".. شاب متميز.. يعمل في مجال المحاماة منذ عشرة أعوام.. حصل علي الليسانس من جامعة عين شمس بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف عرف بأنه يملك من الدهاء ما لم يملكه أساتذة وعمالقة المهنة!!

اشتهر في هذا الوسط لمستوي ذكائه الحاد ودرجة كفاءته التي لا يضاهيها أحد وأصبح "ناراً علي علم" شغل عدة وظائف من خلال العديد من الفرص النادرة التي كانت تعرض عليه كان يتقاضي مقابلها مرتبات خيالية نظراً لقدراته التي كانت تميزه وسط زملائه.

مع شهرته في هذا المجال عرضت عليه فرصة عمل ذهبية في إحدي شركات البترول الأجنبية الكبري مقابل مرتب مذهل قبل الوظيفة فوراً وسرعان ما استطاع ان يثبت وجوده في الشركة من خلال مهاراته المهنية والتي كانت محور اهتمام رؤسائه بمحض الصدفة ومن خلال اطلاعه المستمر علي كشف حسابه في البنك ومتابعته لرصيده تعرف علي أحد موظفي البنك الأكفاء نشأت بينهما علاقة صداقة حميمة وثقة متبادلة امتدت لعدة سنوات حتي وصل الأمر بهشام ان يصدر توكيلاً لصديقه بالتصرف في رصيده بالسحب والإيداع قبل الإعلان عن قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة علي الودائع البنكية أسرع الصديق بابلاغ هشام واقناعه بسحب جزء من أمواله لتنفيذ مشروع يحقق له عائدا شهريا افضل مما يحققه البنك.

لمعت فكرة المضاربة في البورصة في ذهن هشام باعتبارها لا تحتاج إلي الكثير من الجهد أو الوقت والمتابعة مثل المشروعات الأخري.. قرر المضاربة في البورصة واستثمار جزء من أمواله في هذا النشاط الذي يعتبر أولي خطوات "الثراء السريع".

بحث ونقب عن أصول التعامل في سوق الأوراق المالية وكيفية اختيار الاسهم الأكثر كفاءة بعد مشاورة بعض الأصدقاء علم بأن شركة مصر لتصنيع البترول مطروحة للاكتتاب العام وانها من أفضل الشركات في البورصة بالفعل اشتري كمية كبيرة من الأسهم بهدف تحقيق ارباح مضاعفة بعد ارتفاع سعر السهم وجني الأرباح المتوقعة من الصفقة كانت الصدمة قاسية عندما انخفض سعر السهم عن القيمة الاسمية له نتيجة لعجز الشركة عن تمويل عملية إنشاء المصانع الخاصة بها ليضيع حلم المحامي الكفء في جني ارباح صفقته الوحيدة!!




استثمار عشوائي

عوني عبدالعزيز نائب رئيس جمعية سماسرة الأوراق المالية اوضح ان هشام خير الدين من المستثمرين الذين لم يحددوا هدفهم من الاستثمار كما انه اقدم علي شراء أسهم الشركة بناءً علي استشارة "عشوائية" لبعض اصدقائه واختيار اسهم شركة لا يستطيع أحد التكهن بمستقبلها وارتفاع نسبة المخاطرة بها لعدم بدء مرحلة الانتاج والتشغيل بها.

اضاف ان الخطأ وقع فيه الكثير من المستثمرين بحثاً عن فرصة ربح أفضل في أسهم الشركات التي يتم طرحها في البورصة إلا أن النتائج باءت بالفشل.. ولم يتم تحقيق الارباح المرجوة.

أكد عوني ان الشركات الجديدة لا تظهر النتائج الحقيقية لها إلا بعد عدة سنوات وعلي المستثمر الراغب الدخول في اسهم هذه الشركات التعرف علي مدي احتمالية تجميد استثماراته لفترة قد تطول!!