المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطر تتربع على قمة هرم إنتاج الغاز في العالم



ABO HAMDAN
26-09-2005, Mon 1:17 PM
قطر تتربع على قمة هرم إنتاج الغاز في العالم









احتلت قطر خلال الفترة الأخيرة مساحة واسعة في الخريطة العالمية بسبب أنشطتها الضخمة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي. وجاءت أهمية الخطوات القطرية انطلاقاً من ظروف وطبيعة المرحلة الحالية التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في الاستهلاك العالمي للوقود، مما حدا بالكثير من الدول للتفكير في إيجاد بدائل للطاقة ربما يكون الغاز الطبيعي واحداً من أهمها. ووفقاً لأندرو براون رئيس شركة شل في الدوحة فإن قطر هي أكثر الأماكن إثارة في مجال الطاقة العالمية. ومنذ عامين فقط كان هناك موظف واحد لشركة شل في قطر، والآن تنوي الشركة استثمار 10 مليارات دولار فيها، وإذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف تكون شركة شل في قطر هي الأكبر من نوعها، وفق ما ذكرته صحيفة «فاينانشيال تايمز». وقال برنارد بيتش محلل الطاقة في فورسايت ريسيرش ان قطر هي العنصر الأول في أكبر تغيير في تاريخ الطاقة العالمية، وتوقعت شركة فورسايت أن يحل الغاز الطبيعي محل البترول كمصدر للطاقة في غضون قرن من الآن. وقطر مفتوحة للاستثمار الأجنبي ولها استقرار سياسي، وهي مؤهلة لاستضافة الأموال الأجنبية، حيث منحتها وكالات التصنيف الاقتصادي العالمية للفئة الممتازة A+. والغاز الطبيعي بالنسبة للشركات التي تناضل لإحلال مواردها من الطاقة تجد في قطر عامل جذب شديد، حيث توقعت الوكالة الدولية للطاقة أن الطلب على الغاز سوف يرتفع بمقدار الضعف بحلول 2030. وتتوقع شركة اكسون موبيل أن يكون الغاز أسرع مصدر طاقة في النمو خلال ربع القرن المقبل، وسينمو بنسبة 2% سنوياً.








* توقعات
وتعتقد موبيل أن الغاز سيوفر ربع احتياجات العالم من الطاقة بحلول 2030 واستثمرت مبالغ طائلة في قطر حتى تستطيع استخدام مواردها من الغاز. وستكون قطر خلال خمس سنوات مورد 30% من إنتاج الشركة من الغاز من أنحاء العالم. ويقول واين هارفر مدير موبيل في الدوحة: أين تتجمع هذه العناصر في مكان واحد في العالم خلاف قطر؟ ويؤكد أن شركته شديدة التفاؤل بالاستثمار في قطر بسبب هذه العوامل. وقال إن رؤساء شركات موبيل وشل وبريتش بتروليوم وتوتال زاروا قطر خلال العام الجاري. اكتشفت شركة شل حقل الشمال في قطر الذي يحتوي على 900 ألف قدم مكعب من الغاز الطبيعي على الأقل وذلك منذ عام 1971، في ذلك الوقت كان الغاز الطبيعي منتج جانبياً للبترول ويذهب سدى. وفي حالة قطر لم تكن هناك وسيلة سهلة لضخ الغاز من قطر إلى الأماكن التي تحتاج إليه، لذلك ظلت احتياطات قطر من الغاز تحت المياه لملايين السنوات.
الآن تقدم العلم، وتستخرج أميركا وبريطانيا مواردهما من الغاز الطبيعي، لكن الطلب لديهما في ارتفاع مثل بقية دول العالم الصناعية. وفي الوقت نفسه تتنافس القوى الاقتصادية الصاعدة مثل الصين والهند مع مراكز الطلب الآسيوي التقليدية مثل اليابان وكوريا الجنوبية. وأصبحت تكنولوجيا تحويل الغاز الطبيعي إلى سائل رخيصة التكلفة بحيث يسهل شحن الغاز في خزانات إلى أسواق بعيدة.
وأصبح تسييل الغاز الطبيعي صناعة كبرى، مما جعل دويتشه بنك يصفه بأنه بترول القرن الواحد والعشرين. وتعتقد اكسون موبيل أن الغاز الطبيعي المسال سيشكل 12% من احتياجات العالم من الغاز بحلول 2020، أي ضعف نصيبه العالمي الآن وأربعة أضعاف حجم الغاز من الناحية العددية المطلقة.






* استثمارات ضخمة
وقد يكون قطاع الغاز واعداً بعائدات كبيرة وجذابة، لكن هذا يتطلب استثمارات كبيرة. وتقول الوكالة الدولية للطاقة إن الغاز سيحتاج استثمارات تبلغ 100 مليار دولار سنوياً حتى عام 2030 لمواجهة الطلب المتزايد. واستثمرت شركة قطر للبترول استثمارات كبيرة في هذا القطاع واستوعبت 40 مليار دولار من الاستثمارات خلال السنوات العشر الماضية، وتتوقع استثمارات بـ 100 مليار دولار بحلول 2012. وتأمل قطر عندما يأتي ذلك الوقت أن يكون لديها مشروعات غاز عملاقة، كثير منها مشروعات مشتركة مع اكسون موبيل، ومؤخراً مع شل وكونوكوفيليبس. وتشمل مشروعات راس غاز الثلاثة وقطر غاز الأربعة 14 قطاراً لتسييل الغاز وعشرات الخزانات العملاقة وبضع أرصفة في موانئ بعيدة لإعادة الغاز المسال إلى غاز. وتتوقع قطر بهذه الاستثمارات أن تصبح أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في السنوات القليلة المقبلة، وتتفوق على اندونيسيا التي تنتج سنوياً 26 مليون طن، وتعتزم قطر بحلول 2011 أن يصل إنتاجها إلى ثلاثة أضعاف ذلك، أي 77 مليون طن سنوياً.






* وسائل أخرى للتسويق
وتطور قطر بضع وسائل لتسويق غازها، منها إنشاء خط أنابيب دولفين إلى الإمارات وسلطنة عمان وبضع محطات تستطيع تحويل الغاز الطبيعي إلى وقود سائل للسيارات. وتبني قطر بالتعاون مع إكسون موبيل خط أنابيب محلي تأمل أن يصل إلى الكويت والبحرين.وتستمر قطر أيضاً في تطوير قطاع البترول، وتتعاون قطر للبترول مع الشركات مثل ميرسك وتوتال، واوكسيدنتال لزيادة إنتاج البترول إلى مليون برميل يومياً، خلال 5 سنوات، مقابل 800 ألف برميل يومياً حالياً. وتعتزم قطر أيضاً استثمار 10 مليارات دولار في قطاع البتروكيماويات. ويقول هارمز انه لم يشاهد أي مكان في العالم يحدث فيه كل ذلك.ويقول فرانك هاريس رئيس الغاز الطبيعي المسال في شركة وود مكنزي ان هناك مجالاً لأكثر من مشروع غاز طبيعي مسال عملاق يضخ 8,7 مليون طن سنوياً.





* تحديات
على الرغم من كل هذه الظروف والعوامل الإيجابية في قطر، هناك تحديات تواجهها، منها أن إيران، التي تشارك قطر في الحقل الشمالي، تريد بيع الغاز الطبيعي المسال للصين، السوق سريع النمو الذي أخفقت قطر في الوصول إليه حتى الآن. ويحتمل أن تقرر شركة جازبروم الروسية العملاقة، صاحبة الاحتياطات الكبيرة، الاستيلاء على حصة في السوق العالمية على حساب قطر، لكن المسؤولين في قطر متفائلون بشأن ذلك، ويذكرون التوقعات بارتفاع الطلب العالمي على الغاز، ويقول مسؤول رفيع في قطر إنهم واثقون ان إيران وروسيا ستدخلان المنافسة، لكن هناك مكاناً للجميع.