علي السيد
07-09-2005, Wed 12:22 AM
ازدياد الطلب العالمي يرشح أسعار النفط لمزيد من الارتفاع
GMT 10:00:00 2005 الثلائاء 6 سبتمبر
. فادي عاكوم
--------------------------------------------------------------------------------
الذهب الأسود يتحكم باقتصاد الشعوب
ازدياد الطلب العالمي يرشح أسعار النفط لمزيد من الارتفاع
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Economics/2005/9/Thumbnails/T_d89a8d5f-4ed4-48ab-99f8-3a92f7904997.jpg
فادي عاكوم من بيروت : طالما لعب الذهب الاسود او البترول الدور الاهم في تقرير علاقات الشعوب، و تحكم بالاتفاقيات و الحروب و كان محور المحادثات ،و سيظل الحال هكذا الى ان يتم استبداله بمصدر طاقة بديل ،و هذا الامر بعيد المنال حاليًا في ظل القيود الدولية على الحلول الاخرى المتمثلة باليورانيوم و استغلال الطاقة الذرية للاغراض الانسانية، فمع كل ارتفاع لسعر النفط عالميا ترتجف قلوب الجميع من المستهلك العادي الى اكبر المستثمرين ،و تضطرب الاسواق المالية و تستنفر الحكومات لمواجهة الارتفاعات و التعويض على المواطن الذي لا حول له و لا قوة، لكن ما الاسباب الكامنة وراء هذه الارتفاعات ؟ و من الذي يتحكم بالاسعار و بالتالي بمصير الشعوب ؟ ، ففي الشرق الاوسط تهدر المياه و التي لو استغلت لحلت مكان المشتقات النفطية التي تتحكم بتوليد الطاقة، و لو ترك المجال امام ايران لاستكمال اعمالها الذرية لارتاحت من هم النفط .وفي مقابل الزيادة الكبيرة للانتاج العالمي للنفط تبرز الزيادة على الطلب و بالتالي تضعضع المعادلة السوقية للاسعار، حيث بلغت حدا تاريخيا و تخطى سعر البرميل 70 دولارا فيما يرى المراقبون امكانية كبيرة للوصول الى 80 او 100 دولار للبرميل الواحد، مما دفع اوبك بالتالي الى التفكير بزيادة سعر سلتها ايضا ، و في ظل الزيادة العالمية بعدد السكان و تحسن الاوضاع المعيشية يتوقع ان تزيد نسبة الاستهلاك نحو 3.3% سنويا او اكثر من 75 مليون برميل في اليوم ، و يرى المراقبون انه خلال العشر سنوات القادمة سيرتفع الاستهلاك الى 100 مليون برميل يوميا .
اما مراحل ما بعد ارتفاع أسعار النفط فتتسم بتقلبات حادة في الاسعار لكن المحللين يتوقعون أن تظل الاسعار مرتفعة في الوقت الراهن بسبب الضغوط على الانتاج والمصافي والنمو المتسارع للطلب في اسيا.
و تشير بعض التقارير ان احتياطي الطاقة الإنتاجية العالمية للنفط الخام يشهد انخفاضا، و تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي تمتلك طاقة احتياطية متوفرة لإنتاج النفط. وتجدر الإشارة إلى انه بانخفاض احتياطي الطاقة الإنتاجية للنفط السعودي في الوقت الحاضر، حيث تبلغ علـى وجه التحديد 900 و 4ر1 مليون برميل يوميا، الأمر الذي يدع المجال ضئيلاً جدا أمام زيادة الانتاج السعودي إذا مـا اقتضت الحاجة. و بالرغم من توقع زيادة الطاقة الإنتاجية في المملكة العربية السعودية و الدول الأخـرى في الخليج العربي في العامين 2005 و2006، إلا أنه ليس من المتوقع أن يزداد احتياطي الطاقة الانتاجية زيادة ملحوظة على مدى العامين المقبلين.
اما الصين فتعتبر العامل الوحيد و الأكبر خلف ارتفاع الطلب على النفط حاضرا ومستقبلا ، و يتوقع استمرار نمو الطلب الصيني على النفط بمعدل سنوي مقداره 600 الف برميل يوميا ، خلال العامين 2005 و2006 ومن غير المتوقع أن يسد نمو إمداد الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك زيادة الطلب العالمي على النفط كما ان الدلائل المستقبلية المتعلقة بإنتاج النفط تبدو غير مشجعة.
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Economics/2005/9/thumbnails/T_cab1289c-dae8-4adc-9009-f10f15b9e5ae.jpg
ويعتبر النفط الروسي، المحرك الرئيس لإمداد النفط من قبل الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك، لكنه بدوره شهد انخفاضا حادا في معدلات النمو في الأشهر الأخيرة.
اليابان التي تعد ثالث اكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين ويشكل نفط الشرق الاوسط الجزء الاكبر من وارداتها النفطية، اعربت بدورها عن القلق ازاء ارتفاع اسعار النفط العالمية معتبرة ان لها اثرا سلبيا في الاقتصاد العالمي ويمكن ان تتسبب في ارتفاع معدلات التضخم، وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيرويوكي هوسودا بوقت سابق انه " يتعين على الدول المستهلكة والمصدرة للنفط مناقشة سبل تثبيت أسعاره ". و ان اثر الارتفاع الحـاد الاخير لأسعار النفط على الاقتصاد الياباني ضئيل لان اعتماد اليابان على النفط كمصدر للطاقة يعد منخضفا نسبيا ... " لكن يجب ان نراقب بحذر اثر ذلك على معدلات الانفاق خلال اشهر الشتاء حين يزداد الطلب على مصادر الطاقة".
و يرى محللون ان دول مجلس التعاون الخليجي ستشهد انفاقا هائلا خلال الاعوام القليلة القادمة على مشروعات الطاقة نتيجة الارتفاع المتسارع لاسعار النفط، و أي سعر أعلى من 30 دولارا للبرميل سيسمح لحكومات الخليج بتحقيق التوازن في ميزانياتها مع استمرار فوائض النفط حتى نهاية هذا العقد.
و يذكر هنا انه على مدى الاعوام الخمسة الماضية تجاوز صافي ايرادات منتجي الشرق الاوسط ومنهم ايران والعراق تريليون دولار.
في السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، تعتزم شركة ارامكو الحكومية النفطية استثمار مليارات الدولارات لزيادة الطاقة الانتاجية إلى 12.5 مليون برميل يوميا من 11 مليونا حاليا. وصرحت مجموعة سامبا المالية ان أكبر تدفق نقدي في الاقتصاد السعودي هذا العام جاء من جانب أرامكو، وأضافت أن أثر ارتفاع عائدات النفط سيبدأ في الظهور العام المقبل، وتوقع خبير اقتصادي ان يكون هذا العام قياسيا في التاريخ الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، فأسعار النفط ستظل مرتفعة والازدهار الاقتصادي القائم سيبقى لفترة.. للعقد المقبل".
GMT 10:00:00 2005 الثلائاء 6 سبتمبر
. فادي عاكوم
--------------------------------------------------------------------------------
الذهب الأسود يتحكم باقتصاد الشعوب
ازدياد الطلب العالمي يرشح أسعار النفط لمزيد من الارتفاع
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/Images/Economics/2005/9/Thumbnails/T_d89a8d5f-4ed4-48ab-99f8-3a92f7904997.jpg
فادي عاكوم من بيروت : طالما لعب الذهب الاسود او البترول الدور الاهم في تقرير علاقات الشعوب، و تحكم بالاتفاقيات و الحروب و كان محور المحادثات ،و سيظل الحال هكذا الى ان يتم استبداله بمصدر طاقة بديل ،و هذا الامر بعيد المنال حاليًا في ظل القيود الدولية على الحلول الاخرى المتمثلة باليورانيوم و استغلال الطاقة الذرية للاغراض الانسانية، فمع كل ارتفاع لسعر النفط عالميا ترتجف قلوب الجميع من المستهلك العادي الى اكبر المستثمرين ،و تضطرب الاسواق المالية و تستنفر الحكومات لمواجهة الارتفاعات و التعويض على المواطن الذي لا حول له و لا قوة، لكن ما الاسباب الكامنة وراء هذه الارتفاعات ؟ و من الذي يتحكم بالاسعار و بالتالي بمصير الشعوب ؟ ، ففي الشرق الاوسط تهدر المياه و التي لو استغلت لحلت مكان المشتقات النفطية التي تتحكم بتوليد الطاقة، و لو ترك المجال امام ايران لاستكمال اعمالها الذرية لارتاحت من هم النفط .وفي مقابل الزيادة الكبيرة للانتاج العالمي للنفط تبرز الزيادة على الطلب و بالتالي تضعضع المعادلة السوقية للاسعار، حيث بلغت حدا تاريخيا و تخطى سعر البرميل 70 دولارا فيما يرى المراقبون امكانية كبيرة للوصول الى 80 او 100 دولار للبرميل الواحد، مما دفع اوبك بالتالي الى التفكير بزيادة سعر سلتها ايضا ، و في ظل الزيادة العالمية بعدد السكان و تحسن الاوضاع المعيشية يتوقع ان تزيد نسبة الاستهلاك نحو 3.3% سنويا او اكثر من 75 مليون برميل في اليوم ، و يرى المراقبون انه خلال العشر سنوات القادمة سيرتفع الاستهلاك الى 100 مليون برميل يوميا .
اما مراحل ما بعد ارتفاع أسعار النفط فتتسم بتقلبات حادة في الاسعار لكن المحللين يتوقعون أن تظل الاسعار مرتفعة في الوقت الراهن بسبب الضغوط على الانتاج والمصافي والنمو المتسارع للطلب في اسيا.
و تشير بعض التقارير ان احتياطي الطاقة الإنتاجية العالمية للنفط الخام يشهد انخفاضا، و تعتبر المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة التي تمتلك طاقة احتياطية متوفرة لإنتاج النفط. وتجدر الإشارة إلى انه بانخفاض احتياطي الطاقة الإنتاجية للنفط السعودي في الوقت الحاضر، حيث تبلغ علـى وجه التحديد 900 و 4ر1 مليون برميل يوميا، الأمر الذي يدع المجال ضئيلاً جدا أمام زيادة الانتاج السعودي إذا مـا اقتضت الحاجة. و بالرغم من توقع زيادة الطاقة الإنتاجية في المملكة العربية السعودية و الدول الأخـرى في الخليج العربي في العامين 2005 و2006، إلا أنه ليس من المتوقع أن يزداد احتياطي الطاقة الانتاجية زيادة ملحوظة على مدى العامين المقبلين.
اما الصين فتعتبر العامل الوحيد و الأكبر خلف ارتفاع الطلب على النفط حاضرا ومستقبلا ، و يتوقع استمرار نمو الطلب الصيني على النفط بمعدل سنوي مقداره 600 الف برميل يوميا ، خلال العامين 2005 و2006 ومن غير المتوقع أن يسد نمو إمداد الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك زيادة الطلب العالمي على النفط كما ان الدلائل المستقبلية المتعلقة بإنتاج النفط تبدو غير مشجعة.
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/Economics/2005/9/thumbnails/T_cab1289c-dae8-4adc-9009-f10f15b9e5ae.jpg
ويعتبر النفط الروسي، المحرك الرئيس لإمداد النفط من قبل الدول غير الأعضاء بمنظمة الأوبك، لكنه بدوره شهد انخفاضا حادا في معدلات النمو في الأشهر الأخيرة.
اليابان التي تعد ثالث اكبر مستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والصين ويشكل نفط الشرق الاوسط الجزء الاكبر من وارداتها النفطية، اعربت بدورها عن القلق ازاء ارتفاع اسعار النفط العالمية معتبرة ان لها اثرا سلبيا في الاقتصاد العالمي ويمكن ان تتسبب في ارتفاع معدلات التضخم، وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيرويوكي هوسودا بوقت سابق انه " يتعين على الدول المستهلكة والمصدرة للنفط مناقشة سبل تثبيت أسعاره ". و ان اثر الارتفاع الحـاد الاخير لأسعار النفط على الاقتصاد الياباني ضئيل لان اعتماد اليابان على النفط كمصدر للطاقة يعد منخضفا نسبيا ... " لكن يجب ان نراقب بحذر اثر ذلك على معدلات الانفاق خلال اشهر الشتاء حين يزداد الطلب على مصادر الطاقة".
و يرى محللون ان دول مجلس التعاون الخليجي ستشهد انفاقا هائلا خلال الاعوام القليلة القادمة على مشروعات الطاقة نتيجة الارتفاع المتسارع لاسعار النفط، و أي سعر أعلى من 30 دولارا للبرميل سيسمح لحكومات الخليج بتحقيق التوازن في ميزانياتها مع استمرار فوائض النفط حتى نهاية هذا العقد.
و يذكر هنا انه على مدى الاعوام الخمسة الماضية تجاوز صافي ايرادات منتجي الشرق الاوسط ومنهم ايران والعراق تريليون دولار.
في السعودية التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، تعتزم شركة ارامكو الحكومية النفطية استثمار مليارات الدولارات لزيادة الطاقة الانتاجية إلى 12.5 مليون برميل يوميا من 11 مليونا حاليا. وصرحت مجموعة سامبا المالية ان أكبر تدفق نقدي في الاقتصاد السعودي هذا العام جاء من جانب أرامكو، وأضافت أن أثر ارتفاع عائدات النفط سيبدأ في الظهور العام المقبل، وتوقع خبير اقتصادي ان يكون هذا العام قياسيا في التاريخ الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، فأسعار النفط ستظل مرتفعة والازدهار الاقتصادي القائم سيبقى لفترة.. للعقد المقبل".