محمد السويد
05-09-2005, Mon 10:51 AM
مصالح متعارضة وموضوعية مفقودة
محمد بن عبدالله السويّد
اطلعت على ما خطه «كويتب» صحفي من انتقادات لشخصي ضاربا بعرض الحائط مهنية الكتابة الصحفية التي تضع مسألة الموضوعية في النقد على رأس أي تعليق أو كتابة، والطامة الأعظم هي اعتماده في قدحه لشخصي على معلومات مغلوطة مما يعني أنه لم يشاهد المقابلة بتاتا فيما يبدو أنه قرأ عنها في منتديات الإنترنيت.
بدلا من التطرق لمعلوماته المغلوطة دعونا نستعيد المعلومات التي ذكرتها في المقابلة، عندما تحدثنا عن حالة السوق ذكرت بأن وضعه الحالي في تذبذب طبيعي جدا وفيما يسمى في عرف التحليل الفني بنمط سعري ينم عن حيرة في اتجاه السعر وكان ذلك على المدى القصير بسبب حصوله مع سهم سابك تحديدا.
ومن ثم تطرقنا لموضوع قسم من الأسهم يطلق عليه في السوق بأسهم المضاربة وحقيقة ما يحدث معها هو مؤامرة واضحة تماما مثل الذي حدث مع السهم الذي تحدثنا عنه في مقالة سابقة، وكانت هناك أسهم شبيهة له تطرق لها المذيع ولكني لم أرد التطرق لتحليلها بتاتا مع أنني كنت سبق أعددت وجهة نظر بخصوصها وأحضرت جهاز الحاسب المتنقل لذكرها وسبب امتناعي عن التعليق عليها هو بإيعاز من نفس معدي المقابلة بعدم ذكر أي نوع من توصيات أو تحليلات لأسهم منفردة.
وأضفت أيضا بأنني لاحظت وجود صناع سوق غير واضحين يمارسون عملهم بشكل جيد في الأسهم القيادية والمقصودين بالمتخصصين Specialists وهؤلاء عادة ما يشرف عليهم من قبل منظمي السوق لأن عملهم هو شراء وبيع السهم لحسابهم الخاص لغرض تسهيل عملية التداول للمتداولين على أسهم معينة وأيضا يكون لهم بالعادة القدرة على الاطلاع على جميع العروض والطلبات بكافة تفاصيلها بخلاف ماهو متوفر للعامة مع العلم أن هذه ملاحظة من الممكن أن تكون خاطئة.
وفي سياق الحديث تحدثت عن نظرية معروفة وقديمة في سوق الأسهم وهي مسألة الرأي المعارض وفكرتها أنه عندما يكون أغلب المتداولين يتحدثون عن تصحيح مرتقب فإن السوق سيواصل تصاعده والعكس صحيح وهي إشارة لما نشاهده في الوضع الحالي من حديث عن تصحيح مرتقب قادم للسوق إلى درجة أن الكل يتحدث عنه في حين أنه من المتوقع أن يحدث العكس.
وفي مسألة أخرى ذكرت موضوع مسألة ارتفاع سعر الفائدة على الريال السعودي وتأثيرها المرتقب لاحقا على السوق وبشكل خاص سهم سابك حيث كان التصحيح الأخير لها إلى حدود أكثر من 50٪ من موجتها التصاعدية الأخيرة إلى 1990 ريالاً مؤشر على تأثير ذلك وهو ما دعاني مسبقا للحديث عن حاجز 1700 ريال ومن ثم حاجز 1900 ريال لسهم سابك وهي مبنية على حسابات متعلقة بجدوى الاستثمار ما بين الأسهم والودائع الربوية.
وتطرقنا بعد ذلك إلى شركة المراعي وكان تعليقي بخصوصها هو أنها شركة اكتتاب جديدة وهي بلا شك شركة أداؤها ممتاز وسبب مراهنتي عليها في الحقبة القادمة هي لكونها شركة جديدة مثل سدافكو والصحراء والبلاد وغيرها من الشركات التي طرحت كمساهمة مؤخرا والتي بدون أدنى شك سيكون لها نصيب كبير من صناديق الاستثمار الجديدة والتي ستؤسس لاحقا وترخص من قبل هيئة سوق المال، وذكرت تحديدا أن هذه الشركات والتي طرحت حديثا كشركات مساهمة ستكون الحصان الرابح خلال السنوات القادمة خاصة وأن تاريخها جديد في السوق.
ومن ثم تطرق المذيع إلى سؤال كان يستفسر عن الأفضل للاختيار بين التحليل الفني أو التحليل الأساسي لبناء قرارات التداول، وكانت إجابتي باختصار أن التحليل الفني مخصص للمضاربة في مدة توقع أقصاها سنة كاملة وذلك لأن الغرض من التحليل الفني هو اكتشاف سلوك المضاربين وليس المستثمرين، وعندها ذكرت عبارة كثير ما استخدمها في دوراتي لتصحيح المفاهيم وهي أن التحليل الفني لا يمكن له أن يؤثر على السوق سواء كان سوق الأسهم السعودي أو غيره من الأسواق العالمية لأن التحليل الفني ليس برنامجا أو شخصية اعتبارية بل بالعكس فالتحليل الفني عبارة عن أدوات تستخدم لاكتشاف سلوك المضاربين، وبحسب قناعات المحللين الفنيين بهذه الأدوات تختلف توقعاتهم وتوصياتهم أيضا لهذا فإن لم تصب توصية وضعت بمعايير التحليل الفني فخطأ التوصية ينسب للمحلل نفسه لأنه هو الذي يستنبط بحسب قناعاته توجهات السوق باستخدام هذه الأدوات.
وأيضا لزيادة التوضيح ذكرت عبارة أعتقد أن بعض الإخوة لم يسمعها بشكل كامل أو أنه فهمها بحسب طبيعته وهو أنني ذكرت بأن من يعتقد أن التحليل الفني لا ينفع في سوق الأسهم السعودي ويقول بأن سوقنا عشوائي فكأنه يصف المتداولين بالبهيمية بمعنى أن المتداولين ليسوا بشرا لهم عقول وسلوكيات. والذي لاحظته هو أن أغلب من يتشدق بعبارة أن السوق السعودي عشوائي أو أن التحليل الفني لا ينفع فيه هم من الأشخاص الجاهلين بالتحليل الفني أو بعض المحللين الاقتصاديين الذين لا يستطيعون تفسير تحركات السوق بشكل واضح ويطلقون على هذه التحركات بغير منطقية.
ولزيادة توضيح المسألة دعوني أشرح لكم فقرة من قواعد نظرية داو والتي تقول بأن المتوسطات تتجاهل كل شئ في السوق، هذه العبارة مستنبطة من سلوك البشر الطبيعي والذي يعتمد في معظم الأحيان على المعدل او المتوسط لبناء قراره، فمثلا إن كان لديك موظف لديه ملاحظات على غيابه المتكرر فأول محاولة لاتخاذ القرار ستقوم بها هي بحث معدل أو متوسط غيابه خلال الفترة الماضية بحيث إن كان كبيرا ستقرر فصله متجاهلا أن هذا الموظف ربما لديه ظروف أو عوامل اجتماعية أو مالية أو خلافه وهو نفس المبدأ المطبق في سوق الأسهم بحسب قاعدة نظرية داو والتي تقول بأن المتوسطات تتجاهل كل شئ وبكلام آخر أن المتداولين يستخدمون معدلات أو متوسطات بحساباتهم الخاصة يبنون عليها قراراتهم في البيع والشراء بكل بساطة متجاهلين أمورا كثيرة متعلقة بأوضاع الشركة المالية.
وقبل نهاية المقابلة كان هناك سؤال عن سهم شركة عسير تحديدا لا أعلم لماذا أصر المذيع على ذكره مع أن سياسة المقابلة كانت عدم وضع توصيات أو تحليلات توحي بالبيع والشراء لهذا لم أرد التعليق عليه وكان هو من يعلق عن السهم وأنا اوافقه على ذلك رغبة في إنهاء المقابلة لكوني كنت متضايقا من الجدل غير المبرر الذي قام به المذيع بخصوص التحليل الفني وسبب إرباكا خلال الحلقة. أعتقد أن كاتب المقال نفسه لديه مشكلة في عدم موضوعيته بشكل متكرر فقد رأيناه قبل فترة يتحدث عن الدورات التدريبية في مجال الأسهم ويصفها بالنصب والاحتيال ومن ثم نراه حاليا يعيد تجربته في إقامة دورات تدريبية مدتها لا تتجاوز عدة أيام وفي مواضيع مختصة بالتحليل الأساسي مع العلم أن التحليل الأساسي لا يمكن أن يدرس في أقل من منهج درجة البكالوريوس التجاري، بخلاف التحليل الفني الأكثر سهولة والذي لا يحتاج إلى أكثر من معرفة بالحاسب وقراءة تطورات الأسعار بشكل دوري. ولنتحرى المصداقية.
رابط المقالة بجريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2005/09/05/article92111.html)
محمد بن عبدالله السويّد
اطلعت على ما خطه «كويتب» صحفي من انتقادات لشخصي ضاربا بعرض الحائط مهنية الكتابة الصحفية التي تضع مسألة الموضوعية في النقد على رأس أي تعليق أو كتابة، والطامة الأعظم هي اعتماده في قدحه لشخصي على معلومات مغلوطة مما يعني أنه لم يشاهد المقابلة بتاتا فيما يبدو أنه قرأ عنها في منتديات الإنترنيت.
بدلا من التطرق لمعلوماته المغلوطة دعونا نستعيد المعلومات التي ذكرتها في المقابلة، عندما تحدثنا عن حالة السوق ذكرت بأن وضعه الحالي في تذبذب طبيعي جدا وفيما يسمى في عرف التحليل الفني بنمط سعري ينم عن حيرة في اتجاه السعر وكان ذلك على المدى القصير بسبب حصوله مع سهم سابك تحديدا.
ومن ثم تطرقنا لموضوع قسم من الأسهم يطلق عليه في السوق بأسهم المضاربة وحقيقة ما يحدث معها هو مؤامرة واضحة تماما مثل الذي حدث مع السهم الذي تحدثنا عنه في مقالة سابقة، وكانت هناك أسهم شبيهة له تطرق لها المذيع ولكني لم أرد التطرق لتحليلها بتاتا مع أنني كنت سبق أعددت وجهة نظر بخصوصها وأحضرت جهاز الحاسب المتنقل لذكرها وسبب امتناعي عن التعليق عليها هو بإيعاز من نفس معدي المقابلة بعدم ذكر أي نوع من توصيات أو تحليلات لأسهم منفردة.
وأضفت أيضا بأنني لاحظت وجود صناع سوق غير واضحين يمارسون عملهم بشكل جيد في الأسهم القيادية والمقصودين بالمتخصصين Specialists وهؤلاء عادة ما يشرف عليهم من قبل منظمي السوق لأن عملهم هو شراء وبيع السهم لحسابهم الخاص لغرض تسهيل عملية التداول للمتداولين على أسهم معينة وأيضا يكون لهم بالعادة القدرة على الاطلاع على جميع العروض والطلبات بكافة تفاصيلها بخلاف ماهو متوفر للعامة مع العلم أن هذه ملاحظة من الممكن أن تكون خاطئة.
وفي سياق الحديث تحدثت عن نظرية معروفة وقديمة في سوق الأسهم وهي مسألة الرأي المعارض وفكرتها أنه عندما يكون أغلب المتداولين يتحدثون عن تصحيح مرتقب فإن السوق سيواصل تصاعده والعكس صحيح وهي إشارة لما نشاهده في الوضع الحالي من حديث عن تصحيح مرتقب قادم للسوق إلى درجة أن الكل يتحدث عنه في حين أنه من المتوقع أن يحدث العكس.
وفي مسألة أخرى ذكرت موضوع مسألة ارتفاع سعر الفائدة على الريال السعودي وتأثيرها المرتقب لاحقا على السوق وبشكل خاص سهم سابك حيث كان التصحيح الأخير لها إلى حدود أكثر من 50٪ من موجتها التصاعدية الأخيرة إلى 1990 ريالاً مؤشر على تأثير ذلك وهو ما دعاني مسبقا للحديث عن حاجز 1700 ريال ومن ثم حاجز 1900 ريال لسهم سابك وهي مبنية على حسابات متعلقة بجدوى الاستثمار ما بين الأسهم والودائع الربوية.
وتطرقنا بعد ذلك إلى شركة المراعي وكان تعليقي بخصوصها هو أنها شركة اكتتاب جديدة وهي بلا شك شركة أداؤها ممتاز وسبب مراهنتي عليها في الحقبة القادمة هي لكونها شركة جديدة مثل سدافكو والصحراء والبلاد وغيرها من الشركات التي طرحت كمساهمة مؤخرا والتي بدون أدنى شك سيكون لها نصيب كبير من صناديق الاستثمار الجديدة والتي ستؤسس لاحقا وترخص من قبل هيئة سوق المال، وذكرت تحديدا أن هذه الشركات والتي طرحت حديثا كشركات مساهمة ستكون الحصان الرابح خلال السنوات القادمة خاصة وأن تاريخها جديد في السوق.
ومن ثم تطرق المذيع إلى سؤال كان يستفسر عن الأفضل للاختيار بين التحليل الفني أو التحليل الأساسي لبناء قرارات التداول، وكانت إجابتي باختصار أن التحليل الفني مخصص للمضاربة في مدة توقع أقصاها سنة كاملة وذلك لأن الغرض من التحليل الفني هو اكتشاف سلوك المضاربين وليس المستثمرين، وعندها ذكرت عبارة كثير ما استخدمها في دوراتي لتصحيح المفاهيم وهي أن التحليل الفني لا يمكن له أن يؤثر على السوق سواء كان سوق الأسهم السعودي أو غيره من الأسواق العالمية لأن التحليل الفني ليس برنامجا أو شخصية اعتبارية بل بالعكس فالتحليل الفني عبارة عن أدوات تستخدم لاكتشاف سلوك المضاربين، وبحسب قناعات المحللين الفنيين بهذه الأدوات تختلف توقعاتهم وتوصياتهم أيضا لهذا فإن لم تصب توصية وضعت بمعايير التحليل الفني فخطأ التوصية ينسب للمحلل نفسه لأنه هو الذي يستنبط بحسب قناعاته توجهات السوق باستخدام هذه الأدوات.
وأيضا لزيادة التوضيح ذكرت عبارة أعتقد أن بعض الإخوة لم يسمعها بشكل كامل أو أنه فهمها بحسب طبيعته وهو أنني ذكرت بأن من يعتقد أن التحليل الفني لا ينفع في سوق الأسهم السعودي ويقول بأن سوقنا عشوائي فكأنه يصف المتداولين بالبهيمية بمعنى أن المتداولين ليسوا بشرا لهم عقول وسلوكيات. والذي لاحظته هو أن أغلب من يتشدق بعبارة أن السوق السعودي عشوائي أو أن التحليل الفني لا ينفع فيه هم من الأشخاص الجاهلين بالتحليل الفني أو بعض المحللين الاقتصاديين الذين لا يستطيعون تفسير تحركات السوق بشكل واضح ويطلقون على هذه التحركات بغير منطقية.
ولزيادة توضيح المسألة دعوني أشرح لكم فقرة من قواعد نظرية داو والتي تقول بأن المتوسطات تتجاهل كل شئ في السوق، هذه العبارة مستنبطة من سلوك البشر الطبيعي والذي يعتمد في معظم الأحيان على المعدل او المتوسط لبناء قراره، فمثلا إن كان لديك موظف لديه ملاحظات على غيابه المتكرر فأول محاولة لاتخاذ القرار ستقوم بها هي بحث معدل أو متوسط غيابه خلال الفترة الماضية بحيث إن كان كبيرا ستقرر فصله متجاهلا أن هذا الموظف ربما لديه ظروف أو عوامل اجتماعية أو مالية أو خلافه وهو نفس المبدأ المطبق في سوق الأسهم بحسب قاعدة نظرية داو والتي تقول بأن المتوسطات تتجاهل كل شئ وبكلام آخر أن المتداولين يستخدمون معدلات أو متوسطات بحساباتهم الخاصة يبنون عليها قراراتهم في البيع والشراء بكل بساطة متجاهلين أمورا كثيرة متعلقة بأوضاع الشركة المالية.
وقبل نهاية المقابلة كان هناك سؤال عن سهم شركة عسير تحديدا لا أعلم لماذا أصر المذيع على ذكره مع أن سياسة المقابلة كانت عدم وضع توصيات أو تحليلات توحي بالبيع والشراء لهذا لم أرد التعليق عليه وكان هو من يعلق عن السهم وأنا اوافقه على ذلك رغبة في إنهاء المقابلة لكوني كنت متضايقا من الجدل غير المبرر الذي قام به المذيع بخصوص التحليل الفني وسبب إرباكا خلال الحلقة. أعتقد أن كاتب المقال نفسه لديه مشكلة في عدم موضوعيته بشكل متكرر فقد رأيناه قبل فترة يتحدث عن الدورات التدريبية في مجال الأسهم ويصفها بالنصب والاحتيال ومن ثم نراه حاليا يعيد تجربته في إقامة دورات تدريبية مدتها لا تتجاوز عدة أيام وفي مواضيع مختصة بالتحليل الأساسي مع العلم أن التحليل الأساسي لا يمكن أن يدرس في أقل من منهج درجة البكالوريوس التجاري، بخلاف التحليل الفني الأكثر سهولة والذي لا يحتاج إلى أكثر من معرفة بالحاسب وقراءة تطورات الأسعار بشكل دوري. ولنتحرى المصداقية.
رابط المقالة بجريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2005/09/05/article92111.html)