المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 150 مليار دولار حجم سوق الشحن الجوي السريع في العالم



دينار
27-08-2005, Sat 3:38 PM
أكد حمدي عثمان نائب رئيس شركة «فيديكس» العالمية للشحن السريع الجوي والمدير الإقليمي للشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية أن دبي خاصة ودول الخليج بصفة عامة تقدم نموذجاً عالمياً رائداً في إجراءات التخليص الجمركي، وقال ان إنهاء المعاملات الجمركية في مطار دبي الدولي على سبيل المثال يتم الكترونيا والطائرة لا تزال في الجو ولا يستغرق تخليص الشحنات بعد هبوطها أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات.


في حين يصل متوسط التخليص في مطارات الشرق الأوسط 3 أيام وتمتد إلى 7 في بعض الدول. وقال ان دبي تعد المركز الرئيسي لعملياتنا في دول المنطقة وصار مطارها هو المطار المحبب لطياري الشركة ومنها نغطى أعمالنا في 81 دولة.وكشف حمدي عثمان في حوار لـ «البيان» أن عمليات الشركة في المنطقة حققت نموا بنسبة 27% في أول شهرين من السنة المالية الجديدة 2006 التي بدأت أول مايو الماضي،


مشيرا إلى أن حجم إيراداتها عالميا بلغ في العام الماضي 4,29 مليار دولار. وقدر حجم سوق الشحن السريع الجوى على مستوى العالم بما يزيد على 150 مليار دولار. وأوضح أن هذا يتعلق بالشحنات التي تستغرق من 24 إلى 72 ساعة من وقت تسلم الشحنة إلى تسليمها لكنه قال إن سوق الشحن الجوى العادي الذي يستغرق ما بين 3 إلى 7 أيام يتجاوز هذا الرقم بكثير.


وقال نائب رئيس فيديكس إن تزايد موجات الإرهاب في عدد من العواصم والمدن العالمية في الآونة الأخيرة فرض العديد من التحديات أمام شركات الشحن الجوى وعلى رأسها قضية الأمن والسلامة وأصبح شعارها «عدم التهاون» حتى في ابسط الأمور وأدق التفاصيل وقال ان قيمة الاستثمارات التي خصصتها هذه الشركات لمجال تقنية المعلومات هذا العام فاقت بكثير ما كانت تخصصه في أي سنة ماضية.


وأضاف حمدي عثمان ان السنوات القليلة الماضية شهدت تدفق حزمة كبيرة من القوانين المتشددة تتعلق بقضية الأمن والمعلومات في المطارات نتيجة للعمليات الإرهابية حماية للأرواح والممتلكات وان أدت هذه القوانين إلى تأخر بعض الرحلات في الكثير من الأحيان لكنه قال ان الشركات التي قامت على أسس وأنظمة صحيحة من البداية لم تتأثر كثيرا بهذه القوانين الجديدة واستطاعت التكيف بسرعة مع هذه الأوضاع.


وكشف عثمان عن ان فيديكس تخطط لتوسعات ضخمة في المنطقة خلال العامين المقبلين وقال ان الشركة رصدت استثمارات ضخمة لهذه التوسعات دون ان يفصح عن مضمونها.وقال ان أسعار النفط زادت بنحو 80% خلال السنوات الثلاثة الماضية وهو ما فرض أعباء كبيرة على شركات الطيران والشحن الجوى متمثلة في زيادة تكلفة الوقود الذي تستعمله الطائرات


وقال ان رسوم الوقود التي تحصلها الشركات لا تغطى 25% من هذه التكلفة، وقال ان رفع هذه الضريبة قضية حساسة للعملاء لكن الشركات تضطر إليها وأكد ان فيديكس لا تزيد هذه الرسوم إلا بعد دراسة دقيقة ومتأنية وعادة ما تكون آخر الشركات التي تطبق أي زيادة في السوق.


ودعا حمدي عثمان الجهات الحكومية المختصة إلى إعادة النظر في نسبة ال10% التي يتم تحصيلها من إيرادات شركات الشحن السريع عن أعمالها للخارج، لافتا إلى أنه لم يعد هناك مبرر لتحصيل هذه النسبة خاصة وأن البريد السريع الحكومي دخل المجال ويتعامل مع هذه الشركات. وإلى نص الحوار:


* رسوم الوقود


ـ منذ مدة وأسعار النفط تشهد ارتفاعاً مستمراً، ما يرفع بالتالي تكلفة وقود الطائرات، فما مدى تأثير ذلك على صناعة الشحن الجوى؟ وما استراتيجية الشركات في التعامل مع هذه القضية؟


ـ بالطبع أية زيادة في أسعار النفط تؤثر على صناعة الشحن الجوي خاصة شركات الشحن المتكاملة مثل فيديكس التي تمتلك أكبر أسطول من الطائرات والسيارات والشاحنات، وباعتبارها تخصص ميزانيات كبيرة للوقود. وإجمالي الزيادات التي حدثت في أسعار النفط خلال السنوات الثلاث الماضية بلغت نحو 80% وبالتالي زادت من تكلفة الوقود. وفى المقابل فان رسوم الوقود والزيادات التي فرضتها شركات الطيران والشحن الجوى لم تغط حتى 25% من هذه التكلفة.


ـ هل يعني ذلك أن الشركات ترغب في رسوم أعلى لضريبة الوقود من المعدلات الحالية؟


ـ لا.. وحتى إن أرادت فهي لا يمكنها أن تفرض رسوماً تغطي هذه التكلفة بسبب التنافس الكبير في الأسعار بين شركات الشحن الجوي خاصة من الشركات التي لا تمتلك ذلك الكم الهائل من الطائرات والسيارات.


ـ ما مدى تأثركم بهذه المنافسة؟


ـ العملاء الذين يتعاملون مع شركات الشحن أصبح لديهم الوعي الكافي للتمييز بين شركة وأخرى فيما يتعلق بالجودة وتوصيل واستلام الشحنات في المواعيد المقررة والسريعة. ولهذا نلاحظ أن حجم أعمال فيديكس في الشرق الأوسط يتزايد بمعدلات عالية يوماً بعد آخر، وتتمتع الشركة بصدى طيب في سوق الشحن السريع الجوي. ونحن حريصون دائما على رفع مستوى الخدمة ورفع كفاءة الموظفين والمديرين.


ـ واصلت أسعار النفط العالمية زياداتها خلال الآونة الأخيرة وتردد أن الشركات تعتزم رفع رسوم الوقود على الشحنات، فما هو موقفكم في فيديكس؟


ـ هذا الموضوع حساس للغاية بالنسبة للعملاء لأن الجميع يتأثرون بموجات الغلاء في الحياة اليومية. ولهذا فإن فيديكس حينما تتخذ قرارا برفع هذه الرسوم لا يكون ذلك عشوائيا بل يتم بعد دراسة متأنية وبعد رؤيتنا للسوق ككل ومراقبتنا لمؤشر الوقود العالمي على مدى شهر كامل. وعادة فان فيديكس تكون آخر شركة في السوق تزيد هذه الرسوم وعادة ما يكون هذا على مستوى العالم وليس في منطقة دون غيرها كما تفعل بعض الشركات. ولهذا تجد سياستنا قبولا كبيرا لدى العملاء.


ـ وما مدى تأثير ارتفاعات أسعار الوقود على أعمال شركات الشحن الجوى؟


ـ بالتأكيد هناك تأثير لكنه تأثير جزئي.


* نتائج قياسية


ـ ماذا عن نتائجكم المالية عالمياً وفى المنطقة؟


ـ حققت الشركة نتائج مالية قياسية خلال السنة المالية 2005 والمنتهية في 31 مايو الماضي. ولم تتحقق هذه النتائج من قبل حيث بلغت إيراداتها على مستوى العالم 4. 29 مليار دولار مقابل 7. 24 مليار دولار للعام السابق أي بنسبة نمو قدرها 19%. أما في المنطقة فقد بلغت نسبة النمو نحو 25%.


وهذا يرجع إلى توسع فيديكس في الخدمات التي تقدمها للعملاء وهذا ما يشعر به أي عميل منذ أول اتصال له بالشركة سواء كان بالهاتف أو من خلال زيارته لموقع الشركة على الانترنت بالإضافة إلى زيادة الشركة أسطولها من الطائرات والشحنات والسيارات لاستيعاب الطلب المتنامي على خدماتنا.


أضف إلى ذلك أن 80% من مديري الشركة بالمنطقة يعملون فيها منذ مدة طويلة وتدرجوا في مراكز وظيفية مختلفة وربما حتى بدأوا من الصفر ولدينا أمثلة لأفراد تنقلوا خلال 3 سنوات ووصلوا لأعلى الدرجات الوظيفية. وهنا يوجد نائب الرئيس والمدير العام للمنطقة وخمسة مديرين لأقاليم مختلفة جميعهم بدأوا في الشركة وتطوروا فيها وهذا كله يفيدها في تحقيق نتائج جيدة.


ـ وما هي توقعاتكم للسنة المالية الجديدة 2006؟ وما هى حصتكم من سوق الشحن السريع الجوي؟


ـ المؤشرات الأولية لأول شهرين تعكس نموا في الأداء والنتائج بنسبة 27%. وحصتنا من سوق الشحن السريع الجوي تتراوح بين 40 إلى 45% على مستوى العالم.


* دبي محور العمليات


ـ ماذا تمثل دبي لأعمال فيديكس عالميا وفى المنطقة؟


ـ تلعب دبي دورا مهما جدا للشركة، فهي المحور الرئيسي لأعمالنا في الشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية حيث أنها تغطى 81 دولة بهذه المناطق بعد ان كانت تغطى 7 دول عند مجيئنا للسوق لأول مرة منذ 15 سنة، فقد صارت دبي الأسهل في الوصول وفى عمليات إعادة التصدير بين دول الشرق والغرب نظرا لموقعها الاستراتيجي وللتيسيرات والتسهيلات التي تقدم هنا


وبالتالي يشهد مطار دبي الدولي أعمالا ضخمة في مجال الشحن بصفة عامة ولفيديكس نصيب كبير من هذه الأعمال حتى أنه فاز هذا العام وللسنة السادسة على التوالي كأفضل مطار خدمات لفيديكس من فئة المطارات متوسطة الحركة في هبوط وإقلاع طائرات الشركة على مستوى العالم.


وفى هذا المجال أود ان أعبر عن شكرنا للخدمات التي تقدمها لنا دائرة الطيران المدني والدوائر الحكومية المتواجدة في المطار مثل دناتا والشرطة والجمارك والبلدية وشركات تزويد الطائرات بالوقود، فلولاها جميعا ولولا خدماتها المتكاملة ما حققنا هذا المركز المتقدم عالميا وما نجحت الشركات العاملة هنا.


ودعني أضيف سرا وراء نجاحنا هنا وهو أننا نعقد اجتماعات مستمرة على مدار العام مع دائرة الطيران المدني وممثلي هذه الدوائر نبدي فيها آراءنا عن مستوى الخدمة وملاحظاتنا ـ ان وجدت ـ ومما يحسب لهم أنهم يتقبلونها بصدر رحب ويتم تلاشى ما لا نريده. ومن المؤكد ان عملية المتابعة هذه أمر جيد وتخلق مناخا ناجحا للعمل ولعل هذا هو سر نجاح دبي حيث لا يكتفي المسؤولون بتقديم الخدمة للعملاء بل تتم متابعتها ومدى رضاء العملاء عنها.


وتعد دبي الأولى لنا في المنطقة من حيث حجم العمل ونوعية الخدمات التي نتلقاها وسرعة تخليص الشحنات لدرجة أن طياري فيديكس يعتبرون محطة دبي المحطة المفضلة لهم عالميا من حيث التيسيرات وانعدام المشاكل. وحاليا لدينا رحلتان يوميا من والى دبي أحدهما قادمة من أوروبا وتتقاطع مع الرحلة القادمة من الهند والشرق الأقصى.


ولا شك أن الازدهار الاقتصادي الذي تشهده دولة الإمارات حاليا والمنطقة بصفة عامة وارتفاع أسعار النفط التي أسهمت بدورها في هذا الازدهار في مجالات كالعقار والمشروعات الصناعية قد انعكس إيجابا على شركات النقل الجوى. ويساعد على هذا أيضا انفتاح الأسواق العالمية أمام حركة التجارة الدولية.


ـ هل يقود التنامي في أعمالكم بالمنطقة إلى توسعات جديدة؟


ـ نعم لدينا خطة توسعية في عدد من المجالات رصدت لها الشركة استثمارات ضخمة سنعلن عنها في الوقت المناسب وسيتم تنفيذ هذه التوسعات خلال العامين المقبلين. ولأول مرة تفتتح فيديكس مكتبا جديدا في نيودلهي ولأول مرة ستهبط طائرتها في مطار هذه المدينة في أول سبتمبر المقبل لتصبح فيديكس هي أول شركة شحن جوى تهبط لها طائرتان يوميا في مطاري مومباى ونيودلهي.


* الإرهاب وتأمين الشحنات


ـ ننتقل إلى قضية أخرى وهى تزايد موجات الإرهاب في عدد من العواصم والمدن العالمية في الآونة الأخيرة.. وقبلها هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فما هي الأعباء الجديدة التي فرضتها هذه القضية على شركات الشحن الجوى خاصة فيما يتعلق بوسائل الأمن والفحص؟


ـ بالتأكيد لقد فرضت هذه القضية العديد من التحديات أمام شركات الطيران والشحن الجوى واضطرتها لدعم التقنيات الأمنية ولكننا في فيديكس وحتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كنا نأخذ هذا الأمر بجدية تامة وبلا تهاون وباستمرار كنا نستثمر في قضايا الأمن الكثير ولدينا أحدث الأجهزة والأشعة الخاصة بفحص الوثائق والشحنات ولا نعتمد فقط على الإمكانيات المتوافرة في المطارات التي نعمل فيها.


وقد أدت حوادث الإرهاب خلال السنوات الماضية إلى تدفق العديد من القوانين المتشددة حفاظا على الطائرات والأرواح والممتلكات ولم يعد هناك تهاون في هذا الأمر. وبدأت بعض القوانين تتغير في أوروبا وأميركا خاصة فيما يتعلق بالكشف عن الشحنات والمستودعات مما يتسبب في تأخير بعض الرحلات لكن الشركات الأفضل هي التي تستطيع التكيف مع هذه المتغيرات.


ـ وما مدى تأثير ذلك على أعمالكم؟


ـ لم تؤثر هذه الإجراءات الجديدة علينا لان سياستنا منذ البداية كانت مبنية بطريقة صحيحة فيما يتعلق بالتدقيق في المعلومات وأجهزة الفحص ومن يمتلك نظاما صحيحا في البداية لن يتأثر كثيرا بتغير القوانين ومجيء قوانين متشددة. أما من يتأثر فهو البلدان والشركات ضعيفة البنية والنظام. وهنا أود أن أشير إلى أن حجم الاستثمارات التي خصصتها شركات الشحن الجوى في مجال تقنية المعلومات هذا العام فاق ما كانت هذه الشركات تخصصه في أي من السنوات الماضية.


ـ بكم تقدر حجم سوق الشحن السريع الجوى على مستوى العالم؟


ـ ليست هناك إحصاءات دقيقة في هذا المجال لكنه يزيد على 150 مليار دولار. هذا يتعلق بالشحن السريع من الباب إلى الباب ومدة وصول الشحنات فيه تتراوح بين 24 إلى 72 ساعة. أما الشحن الجوى المعتاد والذي يتراوح بين 3 إلى 7 أيام فإن سوقه يفوق هذا الرقم بكثير.


ـ ما هي برأيك أبرز المشاكل التي تواجه صناعة الشحن السريع الجوى؟


ـ بطء الإجراءات الجمركية ومعاملات التخليص والبيروقراطية في معظم البلدان تأتي على رأس هذه المشاكل وان كان الوقت الذي تستغرقه من بلد لأخر والحمد لله نحن لا نواجه هذه المشكلة في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة ودول الخليج عامة فهي تقدم واحدا من أفضل نماذج التخليص الجمركي في العالم وعلى سبيل المثال فان الشحنات القادمة على طائراتنا يتم تخليصها الكترونيا والطائرة لا تزال في الجو


مما يختصر وقت التدقيق والتفتيش على الشحنات بعض قدوم الطائرة ولا تستغرق العملية أكثر من ساعتين أو ثلاث فقط فيما تستغرق نحو 7 ساعات في بعض المطارات وعموما فان متوسط تخليص الشحنات في مطارات الشرق الأوسط يصل إلى 3 أيام. وما يساعدنا هنا في دبي امتلاكها وامتلاكنا لتقنيات عالية تسهم في سرعة إجراءات التخليص واختصارها إلى 2 أو 3 ساعات.


ومن المشاكل الأخرى التي تواجهنا في المنطقة قضية الاحتكار للبريد السريع في إحدى الدول العربية.وعلى المستوى المحلى فلا يزال الشحن السريع الجوى هو القطاع الوحيد الذي تدفع شركاته ما نسبته 10% من أعمالها الخارجية للدولة رغم اشتراط وجود الكفيل.


وأود هنا ان أشير إلى ان هذه النسبة كانت قد فرضت في بدايات دخول شركات الشحن السريع لأسواق الدولة وكانت تنافس البريد السريع الحكومي في أعماله، لكن الوضع قد اختلف الآن ويتعامل البريد الحكومي مع شركات الشحن السريع بالإضافة إلى ان شركات البريد السريع الحكومية في العالم بدأت تتآكل بدليل ان شركة دوتش الألمانية اشترت دى اتش ال وشركة لابوست الفرنسية تتعامل مع فيرتس والبريد السريع الهولندي اشترى تى ان تى.


وبالتالي لا أرى مبررا لاستمرار تحصيل نسبة الـ 10% من الإيرادات خاصة وان دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال الحرية الاقتصادية والتي تتيح الباب مفتوحا أمام الاستثمار الأجنبي. وقد طالبت شركات البريد السريع الجهات الحكومية المختصة أكثر من مرة إعادة النظر في هذا الأمر ولم تحل القضية حتى الآن.