المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وبينما كانت المؤسسات تبيع الأسهم، كان الأفراد يشترون



Tadawul
14-10-2002, Mon 9:18 AM
7.5 مليارات دولار إجمالي التلاعبات في ورلدكوم

دبي - مكتب "الرياض" - احمد مفيد السامرائي:

في الوقت الذي اكتشف فيه المستثمرون المؤسساتيون وكبار المستثمرين، ان قيمة سهم (ورلدكوم) يتجه نحو قدره المحتوم، كان المستثمر العادي يسمع عبارات الثناء والتزكية الطيبة لنفس السهم.

وبينما كانت المؤسسات تبيع الأسهم، كان الأفراد يشترون، حتى فرغت المؤسسات الاستثمارية من معظم حصصها في ورلدكوم، حتى بدأت بإعلان الحرب الشعواء على اسهم شركة (ورلدكوم) واظهار وجود تلاعبات مالية في بيانات ثاني اكبر شركة اتصالات امريكية وصلت الى , 38مليارات دولار ولتطيح هذه التلاعبات المالية بالشركة،
وادت الى تقديمها لطلب الحماية من الدائنين والذي يعرف بالفصل الحادي عشر. فقد تبين ان تلك المبالغ لم تكن تمثل سوى نصف الحقيقة، حيث وجد ان هناك , 33مليارات دولار اخرى تم التلاعب في بياناتها عندما تم تحويل احتياطي الديون المعدومة الى دخل تشغيلي وذلك ضمن بياناتها المالية لعام2000.وانخفاض قيمة سهم الشركة من مستوى 62دولاراً في يونيو من عام 1999الى مجرد بضعة سنتات حاليا.

وكانت تلك القيم هي مزيج من تضخيم الارباح واضاعة الايرادات والنفقات بين اكثر من 60عملية تملك قامت بها (ورلدكوم) الذي تستخدم هذا الاسلوب لزيادة حجمها ونفوذها في قطاع الاتصالات،
وكانت اكبر عملية تملك قامت بها قد جاءت من تملكها لشركة الاتصالات (ام سي ايه) بصفقة وصلت الى 38مليار دولار في عام 1996بعدما ألغت هيئة الاحتكار عملية اندماج مقترحة بقيمة 128مليار دولار في عام 1998وعلى اساسها تتملك ورلدكوم لشركة (سبرنت).

عمليات التملك.. خيار الشركة الاستراتيجي للتوسع

مع تفكيك شركة الاتصالات الأولى (أي تي اند تي) في عام 1983، اتفق عدد من رجال الأعمال على تأسيس شركة اتصالات خاصة بهم والتي عرفت فيما بعد باسم (ال دي دي اس) والتي اصبحت فيما بعد ونتيجة ظروف العمل الصعبة والبطيئة في ذلك الوقت معتمدة على تمويل من احد رجال الأعمال (بيرنارد ابيرس) والذي اصبح فيما بعد رئيساً للشركة، والذي اعتمد على عمليات التملك والاندماجات كنهج استراتيجي للنمو والاتساع.
ومن خلال عمليات تملك عديدة ومنها ما حصل في الاول من اكتوبر 1997، عندما قام (بيرنارد ايبريس) بالاتصال بـ (بيرت روبيرتس) والذي كان يترأس شركة (ام سي أي كومينكشنز) وتلقى للتو عرضاً من شركة الاتصالات البريطانية (بريتيش تيليكوم) لشراء شركته بقيمة 19مليار دولار. الا ان المحادثة الهاتفية انتهت بقيام (بيرنارد ابيريس) بتقديم عرض بقيمة 37مليار دولار!!.

ومع عمليات تملك عديدة وضمن فترات زمنية قياسية، ومع تطور تكنولوجي سريع وطرح منتجات حديثة باستمرار، فقد عجزت الشركة من ضم العمليات التشغيلية للشركات التي قامت بتملكها من ان تعمل في نظام واحد، وكانت كل شركة تعمل باتجاه غير محدد ولا تستطيع الشبكة الداخلية من ربط هذه الاعمال مع بعض، فظهرت العديد من الاخطاء وقصور في قوائم المشتركين واستحصال مستحقات المكالمات.
فقد ادى التوسع في أعمال الشركة مع نقص في الكفاءات الى تحويل (ورلدكوم) الى قاطرة من شركات اتصالاتية مجزأة تعمل كل واحدة منها على حده.

وفي سبتمبر من عام 2000اضطرت (ورلدكوم) ان تتحمل 685مليون دولار كرسم لقوائم هواتف لا تتمكن من استحصالها بالاضافة الى ارتفاع المدة الزمنية اللازمة لاستحصال مستحقات القوائم الهاتفية الى 77يوماً.
وامتدت الصعوبات لتشمل الأمور الفنية والتقنية لشبكات الاتصالات التي تضمها (ورلدكوم) حيث تكفلت مبالغ طائلة لمحاولة ربط هذه الشبكات مع بعض، والتي ادت الى الكثير من الأعطال والتضررات وتطلب مبالغ طائلة لإصلاحها أو استبدالها.

وعمليات التملك تطيح بالشركة

بدأت الضغوط تتزايد بشكل كبير مع منتصف عام 2000، حيث انفجرت فقاعة شركات التكنولوجية الامريكية، وانخفضت قيمة سهم الشركة، مما اثر على قدراتها التملكية، بالاضافة الى ارتفاع مصاريفها التشغيلية بشكل كبير، مع انخفاض في اعداد المشتركين والايرادات والسيولة النقدية مع ارتفاع مطرد للديون.

وخلال هذه الفترة، بدأت بعض روائح الشك في مصداقية الادارة تفوح في جدران كبار المستثمرين وبعض كبار الموظفين. فبينما كانت الشركة في البداية تقول ان اعمال شركتها المتخصصة بالانترنت يتضاعف حجم اعمالها كل ثلاثة اشهر وهو امر ساعد على ارتفاع قيمة السهم، فبدأ الكلام يتحول الى ان قدرات مركز الانترنت يتضاعف كل ثلاثة اشهر وليس حجم العمل.
كما حدث نقص في حجم الموجودات المخصصة لدفع الديون والقوائم المعدومة. مما اتضح لاحقا، انها ذهبت الى حقل الايرادات، مما ابقى قيمة الايرادات التشغيلية مرتفعا.

وفي الربع المالي المنتهي في 30يونيو، استطاعت الشركة بأعجوبة مالية من ان تحقق توقعات وول ستريت وان يكافئها المحللون على هذا الانجاز بإبقاء تزكيتهم للشركة ونصح المستثمرين بشراء اسهمها. و تم الوصول الى مستوى التوقعات من خلال تحويل , 336مليون دولار من بند الانفاق نحو بند شراء حصص هواتف اجنبية وهو امر يستطيعون ان يجزئوا القيمة على عدة سنوات كنوع من الاستثمارات الاستراتيجية للتوسع ولولا هذه الخطوة، لكانت الشركة قد حقت ارباحا , 455سنتاً للسهم مقابل 46سنتاً التي وضعها محللو وول ستريت وفي ظروف السوق الصعبة، فإن هذا الفرق يكون كافياً بضرب السهم، خاصة انها متعلقة بقطاع الاتصالات.

ومع استمرار الادارة باتباع هذا الاسلوب في التلاعب المالي مع كل ربع مالي، ارتفعت قيمة المبالغ المتحولة الى بنود اخرى وبشكل كاذب وغير قانوني الى , 38مليارات دولار وانفضح الامر، ووصلت قيمة السهم الى الحضيض، وفقد الموظفون مدخراتهم التي كانت على شكل اسهم في الشركة، واهتز كيان المؤسسات الأمريكي. وبينما فشلت الشركة في ايام مجدها ان تكون اكبر شركة اتصالات في العالم، الا انها استطاعت في ايام ذلها ان تتصدر قطاع الشركات المفلسة وتزيح شركة الطاقة (انرون) من الصدارة.

ويبقى التساؤل،
هل ستتربع (ورلدكوم) على كرسي الصدارة الى الابد، ام ان لاعب جديد يتطلع الى الكرسي؟