المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مزيد من الثقة لسوق الأسهم السعودية



Dr.M
20-06-2005, Mon 6:27 PM
د. ياسين عبد الرحمن الجفري

مزيد من الثقة لسوق الأسهم السعودية
20/06/2005

استطاعت هيئة سوق المال خاصة عام 2005 وبعدد من القرارات المهمة أن تدعم الثقة في السوق السعودية ودعم المستثمر الصغير فيها في ظل فورة السوق وتحسن مستوياتها. ولعل أهمها صدور ثلاثة قرارات، الأول وهو محاربة الاتجار بالمعلومات الداخلية والثاني هو قرار سرعة الإفصاح ونشر المعلومات ربع السنوية والسنوية الخاصة بالشركات وأخيرا التركيز على الشركات ذات الأنشطة غير الاعتيادية في السوق لتفسير وإلقاء الضوء عليها.
هذه المجموعة من القرارات في شكلها استطاعت أن توقف جزءا أساسيا من نزيف سوق الأسهم السعودية وتعطي المستثمر نوعا من الاطمئنان نحوها وترفع درجة الثقة فيها. ولعل ما دعم القرارات ودعم جهود الهيئة هو سرعة التطبيق والحزم فيه لتعطي صورة جيدة ومقبولة للمستثمر. والقرارات في مجموعها هي نقاط قصور انتظر المستثمر كثيرا للحصول عليها وبفضل تكوين الهيئة والإرادة الإلهية تم تحقيق الهدف وفي وقت حرج من حياة السوق وأملنا في الاستمرار في الضغط على السلوكيات السلبية وإنهائها نظرا لأن لدينا سوقا نحرص على بقائها واستمرارها.
وما يدعم الاتجاه الإيجابي السابق هو أن السوق السعودية خطت بنفسها خطوات إيجابية أدت لتقليص ما يسمى الهوامير، خاصة في ظل وجود 25 مليون محفظة وحجم تداول يومي تجاوز 14 مليار ريال. م
من المتعارف أن نمط السوق الحرة يستلزم وجود عدد كبير من المشترين والبائعين، وهذا ما حدث في السوق السعودية، وبالتالي حد من قدرة المضاربين في السوق أو القياديين الذين يهبطون ويرفعون السوق كما يرغبون بهدف تحقيق أرباح كبيرة من السوق. واستطاعت السوق على الرغم من حجم الشائعات حولها أن تصمد ويتخذ المستثمر القرار العقلاني وهو نتيجة لعدم توافر معلومة سلبية ومؤثرة لماذا أدع سعر السهم يهبط؟ العقبة الوحيدة الحالية هي أهمية توافر تحليل سليم للمعلومة واستنباط اتجاهها الصحيح التي تستلزم توافر تحليل مالي كامل عن السوق والشركات العاملة فيها. علاوة على إشباع تعطش المستثمر للمعلومة التي بلغت درجات عمق لدى البعض إلى متابعة المتعهدين والموردين وتقييم الاستثمارات لدفع اتجاه الشركة السعري الذي ظهر بشكل قوي في شركة الدوائية خلال الفترة الماضية.
ماذا بقي لنا حتى نصل لمراحل متقدمة من دعم وتوطين التعامل في السوق السعودية؟ والإجابة بكل بساطة هي استكمال مؤسسات السوق وفك احتكار البنوك ودعم صناعة الخدمات المالية في السوق السعودية. فتطوير مؤسسات السمسرة، التي بدورها ستركز على تقديم خدمات المعلومات لدفع التنافس مع الجهات الأخرى بعد مهم وأساسي، وحبذا لو تكون هي الأخرى شركات مساهمة. كما يهمنا خروج صناديق استثمار جديدة تدعم التطور العقاري المحلي وتظهره في صورة تحقق الضمان المالي للمستثمرين فيه. وجود الفراغ الحالي يدفع إلى السطح مؤسسات وشركات تستغل تعطش المستثمرين للربح.
هيئة سوق المال السعودية خطت خطوات كبيرة في عمرها الزمني الحالي وفي ظل القرارات السابقة، وتطلعنا هو استمرار المشوار وتحسن الوضع من خلال دعم السوق وضمان تكوين سوق صحية قوية تدعم استمرار النمو والتحسن في السوق السعودية. مرحلتنا المقبلة تستلزم اكتمال مؤسسات سوق المال وزيادة طرح الشركات حتى يكون اقتصادنا صلبا يدعم استمرار قوتنا للأجيال المقبلة. أمام الهيئة واجب تاريخي تجاهنا كمواطنين وأملنا هو استكماله ودفع تنوع الأدوات المالية حتى نطور سوقا تدعم بنيتنا الاقتصادية، فهل نرى الاكتمال في القريب العاجل وزيادة التركيز والرقابة وتطبيق الأنظمة أو ـ لا سمح الله ـ يحدث العكس؟ التوجه الحالي يشير إلى وضوح الطريق ووضوح الهدف وجدية التطبيق.



http://www.aleqt.com/AswaqList.asp?NewsID=2898