Dr.M
15-06-2005, Wed 2:24 PM
دورات الوهم في الأسهم السعودية
راشد محمد الفوزان
15/06/2005
مع طفرة الأسهم السعودية التي بدأت منذ بداية عام 2003م، والتدفق الهائل من قبل المتعاملين في السوق، وممن لم يكن يعرف من الأسهم إلا اسمها أصبح الآن الأعداد بالملايين مقارنة بما قبل سنتين حين كانت الأعداد التي تتعامل في السوق لا تصل إلى 50 ألف فقط، هذا التدفق الهائل في السوق و''حمىّ الأسهم السعودية'' أصبحت حديث الجميع في المجتمع السعودي الكبير والصغير الدكتور وغير المتعلم، الغني والفقير، موظف الدولة والقطاع الخاص الكبير والمستخدم، كم هائل من المتعاملين في السوق لا حدود له. ومع تنامي مؤشرات السوق من المؤشر العام وبالتالي الأسعار وارتفاع الربحية في الشركات الخاسرة قبل الرابحة، أصبح الجميع يبحث عن المعلومة والتحليل، ورغم أن سوق الأسهم السعودية الآن يطغى عليها عوامل الخبر والشائعة والتوصيات والقيل والقال عوضاً عن التحليل المالي والقراءة العلمية، أصبح مصدر المعلومات وثقافة الأسهم والمال والأعمال هي مصادر محدودة جدا، هي ''الإنترنت'' والمنتديات بغثها وسميها - والصحف التي بدأت تتجه للقراءة العلمية والتحليل وحقيقة لا أجد هذا إلا في هذه الصحيفة التي تحاول خلق الوعي وثقافة الأسهم كما يجب أن تكون، أو أن يكون مصدر المعلومات هو معلومات يتم تسريبها من النافذين في القرار في الشركات أو مصادر ذات صلة بالمضاربين أو بالأسهم بشكل أو بآخر، في ظل عدم وجود سوق مالية أو وسطاء يقدمون الاستشارة الحقيقية المجردية.
في ظل كل هذه المعطيات التي ذكرت في السوق، والتوقعات المستقبلية الإيجابية ووفق النمو الاقتصادي المتوقع، وأيضا إدراج مزيد من الشركات في السوق واستمرار ضخ السيولة العالية، والتمويلات البنكية الكبيرة والمستمرة، أصبح الكثير يبحث عن كيفية فهم آلية السوق. كيف له أن يعرف ويدرك هذه التحركات السعرية للشركات، فهو يجد شركات خاسرة ترتفع وترتقي بالنسبة العليا مرة ومرتين وثلاثا ودون مبررات أو أن يجد من يبرر له ذلك، ويجد شركات استثمارية تعلن نتائج جيدة وتهبط وتنخفض أسعارها، ويجد خبراً سلبياً عن شركة خاسرة فيرتفع السهم، إذا ماذا يحدث؟ هذا هو سؤال الكثير من المتعاملين، أسعار ترتفع بنصف تداول يوم 50 و60 ريالاً وفي المساء تغلق مرتفعة فقط خمسة ريالات أو عشرة ريالات خاسرة. طلاسم كثيرة تحدث في السوق، إذا ماذا يحدث لهؤلاء البسطاء من المتعاملين؟ وهذا الموضوع والإجابة عنه يحتاجان إلى محاضرات وندوات علمية حقيقة ليس مجالها هنا، ولكن الذي ظهر ليجيب عن هذه الأسئلة هي مراكز التدريب للأسهم المحلية التي أصبحت تعلن يوميا وكأنها مكاتب استقدام أو وجبات سريعة بصورة يومية لا تنتهي، ويجب ألا نعمم على جميع هذه المراكز التدريبية التي تحتاج كثيرا لإعادة النظر فيها من حيث تراخيصها ومستواها الأكاديمي والقائمين عليها. وقد اشتكى لي الكثير عن أن هدفها مادي جدا، وأنها لا تقدم المستوى المأمول أو المتوقع، ويركز هؤلاء على أن من يقدم هذه المحاضرات هم أكاديميون بصورة كاملة ويفتقدون التعامل مع السوق أو الممارسة فيها، وهذا خلل كبير، وهي كما الطبيب الجراح مهما أخذ من شهادة يحتاج الممارسة والتطبيق في عمله، وهذه المراكز لا توفرها أو تطبقها فهي تجارية خالصة ولا تقدم الجديد، لذا أضع هنا أهمية متابعة هذه المراكز أمام الذين يطلبونها أو الباحثين عن الثراء من خلال هذه المراكز التي يتوقعون أن تقدم لهم الحلول السحرية. والحقيقة أنها لا تقدم شيئاً غير الإبهار والوهم كما هم المعالجون أو ''الأطباء'' أو الطب الشعبي. ومشكله الجميع اعتقاد بأنه يستطيع فهم وتحليل السوق في كل حالته سواء كان مضارباً أو مستثمراً وهذا غير صحيح، فهي علم قائم بذاته، كما هي كل العلوم، وأن كانت السوق لا تضع هذا في حسبانها دائما لكن يظل المنهج العلمي الصحيح هو الأفضل، ولن يصح إلا الصحيح في النهاية.
http://www.aleqt.com/ListRay.asp?NewsID=1898
راشد محمد الفوزان
15/06/2005
مع طفرة الأسهم السعودية التي بدأت منذ بداية عام 2003م، والتدفق الهائل من قبل المتعاملين في السوق، وممن لم يكن يعرف من الأسهم إلا اسمها أصبح الآن الأعداد بالملايين مقارنة بما قبل سنتين حين كانت الأعداد التي تتعامل في السوق لا تصل إلى 50 ألف فقط، هذا التدفق الهائل في السوق و''حمىّ الأسهم السعودية'' أصبحت حديث الجميع في المجتمع السعودي الكبير والصغير الدكتور وغير المتعلم، الغني والفقير، موظف الدولة والقطاع الخاص الكبير والمستخدم، كم هائل من المتعاملين في السوق لا حدود له. ومع تنامي مؤشرات السوق من المؤشر العام وبالتالي الأسعار وارتفاع الربحية في الشركات الخاسرة قبل الرابحة، أصبح الجميع يبحث عن المعلومة والتحليل، ورغم أن سوق الأسهم السعودية الآن يطغى عليها عوامل الخبر والشائعة والتوصيات والقيل والقال عوضاً عن التحليل المالي والقراءة العلمية، أصبح مصدر المعلومات وثقافة الأسهم والمال والأعمال هي مصادر محدودة جدا، هي ''الإنترنت'' والمنتديات بغثها وسميها - والصحف التي بدأت تتجه للقراءة العلمية والتحليل وحقيقة لا أجد هذا إلا في هذه الصحيفة التي تحاول خلق الوعي وثقافة الأسهم كما يجب أن تكون، أو أن يكون مصدر المعلومات هو معلومات يتم تسريبها من النافذين في القرار في الشركات أو مصادر ذات صلة بالمضاربين أو بالأسهم بشكل أو بآخر، في ظل عدم وجود سوق مالية أو وسطاء يقدمون الاستشارة الحقيقية المجردية.
في ظل كل هذه المعطيات التي ذكرت في السوق، والتوقعات المستقبلية الإيجابية ووفق النمو الاقتصادي المتوقع، وأيضا إدراج مزيد من الشركات في السوق واستمرار ضخ السيولة العالية، والتمويلات البنكية الكبيرة والمستمرة، أصبح الكثير يبحث عن كيفية فهم آلية السوق. كيف له أن يعرف ويدرك هذه التحركات السعرية للشركات، فهو يجد شركات خاسرة ترتفع وترتقي بالنسبة العليا مرة ومرتين وثلاثا ودون مبررات أو أن يجد من يبرر له ذلك، ويجد شركات استثمارية تعلن نتائج جيدة وتهبط وتنخفض أسعارها، ويجد خبراً سلبياً عن شركة خاسرة فيرتفع السهم، إذا ماذا يحدث؟ هذا هو سؤال الكثير من المتعاملين، أسعار ترتفع بنصف تداول يوم 50 و60 ريالاً وفي المساء تغلق مرتفعة فقط خمسة ريالات أو عشرة ريالات خاسرة. طلاسم كثيرة تحدث في السوق، إذا ماذا يحدث لهؤلاء البسطاء من المتعاملين؟ وهذا الموضوع والإجابة عنه يحتاجان إلى محاضرات وندوات علمية حقيقة ليس مجالها هنا، ولكن الذي ظهر ليجيب عن هذه الأسئلة هي مراكز التدريب للأسهم المحلية التي أصبحت تعلن يوميا وكأنها مكاتب استقدام أو وجبات سريعة بصورة يومية لا تنتهي، ويجب ألا نعمم على جميع هذه المراكز التدريبية التي تحتاج كثيرا لإعادة النظر فيها من حيث تراخيصها ومستواها الأكاديمي والقائمين عليها. وقد اشتكى لي الكثير عن أن هدفها مادي جدا، وأنها لا تقدم المستوى المأمول أو المتوقع، ويركز هؤلاء على أن من يقدم هذه المحاضرات هم أكاديميون بصورة كاملة ويفتقدون التعامل مع السوق أو الممارسة فيها، وهذا خلل كبير، وهي كما الطبيب الجراح مهما أخذ من شهادة يحتاج الممارسة والتطبيق في عمله، وهذه المراكز لا توفرها أو تطبقها فهي تجارية خالصة ولا تقدم الجديد، لذا أضع هنا أهمية متابعة هذه المراكز أمام الذين يطلبونها أو الباحثين عن الثراء من خلال هذه المراكز التي يتوقعون أن تقدم لهم الحلول السحرية. والحقيقة أنها لا تقدم شيئاً غير الإبهار والوهم كما هم المعالجون أو ''الأطباء'' أو الطب الشعبي. ومشكله الجميع اعتقاد بأنه يستطيع فهم وتحليل السوق في كل حالته سواء كان مضارباً أو مستثمراً وهذا غير صحيح، فهي علم قائم بذاته، كما هي كل العلوم، وأن كانت السوق لا تضع هذا في حسبانها دائما لكن يظل المنهج العلمي الصحيح هو الأفضل، ولن يصح إلا الصحيح في النهاية.
http://www.aleqt.com/ListRay.asp?NewsID=1898