المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرب النفط



X-Dealer
06-10-2002, Sun 3:38 PM
ما تحتاجه الولايات المتحدة لاستكمال هيمنتها الكونية.. السيطرة على عصب الاقتصاد العالمي.. النفط.. الذي
خاضت بسببه حرب الخليج الثانية لحماية آباره.. ولتأكيد حرية وصولها الى النفط الاجنبي بعامة.. وها هي تستعد من جديد لحرب اخرى من اجل تأكيد سيطرتها الكاملة على ما تبقى من تلك الابار في العراق بخاصة.. كما كشف عن ذلك صراحة لورانس لينزي مستشار الرئىس الاميركي الاقتصادي.
وبحسب صندوق النقد الدولي فإن ارتفاع سعر برميل النفط بـ 5 دولارات.. يؤدي آليا الى انخفاض نسبة النمو في الاقتصاد الاميركي بحوالي 0.4%.. الامر الذي يتطلب تحديد سعره عند حدوده الدنيا اي ما بين 5 الى 15 دولارا فقط.. انطلاقا من كلفة استخراجه المقدرة بدولار واحد في السعودية.. وما بين 10 الى 15 دولار في الدول الاخرى وبالذات من خارج اوبيك.. ما يعني ضمنا ان السيطرة على النفط العراقي ستسمح باستغلاله للتأثير على سعره باتجاه نزولي.. اضافة لاعطاء المجال للشركات الاميركية العملاقة مثل اكسون موبيل وشيفرون تكساكو »التي وضعت خططها لاستغلال النفط العراقي مباشرة بعد العدوان عليه« للتحكم بهذه السلعة الاستراتيجية سعرا وحركة.. مما سينشط الاقتصاد الاميركي.. ويرفع نسبة نموه بين 0.8% و1.2% سلفا.. اذا تم تخفيض سعر البرميل من 30 دولار تقريبا الآن الى حوالي 15 دولارا بحد اعلى في حينه.
ولا تتوقف الحسابات الاميركية عند رفع نسبة النمو الاقتصادي.. بل تتصل بادراكها استحالة تأمين حاجتها النفطية المتزايدة في العام 2020.. بأكثر من 1.3 مليون برميل يوميا من النفط الافريقي ونفط دول الاتحاد السوفييتي السابق.. في حين ان استهلاكها في ذلك الوقت سيتطلب منها استيراد ما يقارب اثنين من كل ثلاثة براميل يتم انتاجها.. بحسب الخطة الوطنية للطاقة التي وضعت بعد اشهر من دخول الرئىس بوش البيت الابيض.. ما يتطلب مصادر هائلة للنفط.. وليس هناك سوى الشرق الاوسط يستطيع تأمينها.. ولن يتم ذلك الا بإزاحة الانظمة التي تعرقل تلك السيطرة وفي المقدمة منها العراق.. الذي يملك ثاني اكبر احتياطي مؤكد للنفط في العالم.. وبما يقارب 120 مليار برميل و110 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
اذن التفكير الاستراتيجي لتأمين الطاقة النفطية هو الذي يدفع الولايات المتحدة للتخطيط لاجتياح العراق.. وتنصيب نظام صديق لها فيه بدلا من النظام الحالي.. بحيث يقوم برفع الطاقة الانتاجية من النفط العراقي لتصل الى مستوياتها التاريخية السابقة والبالغة 3.5 مليون برميل يوميا.. ومن ثم رفعها في وقت لاحق الى مستوى ما يقارب 6 ملايين برميل يوميا.. تسمح لها بتقليل اعتمادها على النفط السعودي والحصول على هذه السلعة بسعر رخيص.
منع التهديد الاقتصادي الاوروبي والياباني وحتى الروسي والصيني للولايات المتحدة التي تقوم على اقتصاد هائل تحتاج معه دائما لمصبات مالية ضخمة ومصادر طاقة هائلة.. وخوفها من تحول الاستثمارات العالمية بعيدا عنها.. وحتى هجرة رؤوس الاموال الاميركية نفسها خارجها.. بسبب الفضائح التي عصفت بأكبر شركاتها.. ووقف عقود النفط المبرمة بين العراق وبعض تلك الدول »روسيا وفرنسا مثلا«.. وارضاء اسرائيل.. اسباب مباشرة تؤكد حربها على العراق بل وتسرعها.
http://www.addustour.com