سعود
04-06-2005, Sat 7:32 AM
لفت نظري في الأشهر القليلة الماضية (ظاهرتان) تحملان الكثير من المدلولات، والتي تنسحب بالتالي على الكثير من شؤوننا الحياتية ومعاييرنا الأخلاقية ..
الظاهرة الأولى :
الدريبي فتح أبواب (مؤسساته) العقارية فانكبّ عليه الناس بالآلاف .. لم يسأل الناس عن أمانته، عن خبرته، عن مدى جدوى طرحه الاستثماري اقتصاديا، عن تعامله الائتماني، بقدر ما سألوا عن شكليات التدين (اللحية، الثوب القصير، العقال ... الخ) ، فسلموه ثقة فيه، أموالهم ومدخراتهم وحصيلة كدهم، فاتضح لهم ـ ولكن بعد أن سبق السيف العذل ـ أن الدريبي كان مجرد (محتال) نصاب أفاك، يلفُ ويدورُ على الأنظمة والقوانين ! . أي بصريح العبارة كان (لصاً) في ثياب (ولي) . ولم يكن الآخر (محمد الحضيف) الذي مارس لعبة إمتطاء (الدين) ببعيد عن (المعزب)، حينما حاولَ أن يلعب لعبة (الضغوطات) على الدولة، لإنقاذ رفيق دربه، مستغلاً تاريخه (الديني) في لعبة التغرير يالبسطاء والسذج مالياً، الذي برع فيها رئيسه الدريبي ..
الظاهرة الثانية :
خالد الشثري، أحد كبار المستثمرين في الأسهم السعودية، صرحَ بشفافية في الأسبوع الماضي، أنه استثمر في (الشركة المتطورة) كمستثمر (طويل الاجل) وابلغ الشركة بذلك، وطلب منها إبلاغ هيئة سوق المال، وجرى إعلان ذلك في موقع (تداول) بمنتهى الوضوح . هذا التصريح الذي ينمُ عن شفافية نحن في غاية الحاجة إليها لتثقيف المستثمر وتنبيهه إلى أن (الشكل) يظل شكلاً ، وان العبرة بالجوهر والمضمون، فضلاً عن أن مثل هذا التصرف الحضاري و (المسؤول) يعتبرُ سابقة في تاريخ تعاملات سوق الأسهم في المملكة، خدمة لصغار المساهمين قبلَ كبرائهم ..
الشاهد أن هذا التصرف قام به رجلٌ بلا لحية، وثوبه مسبل، ويلبسُ عقالاً ، ويُسافر إلى الخارج، ويتعامل مع البنوك، ولم يقحم القضايا العقدية أو (الشكلية) في مفاهيمه وقناعاته التجارية ، أي بالمختصر المفيد (ليبرالي)، ولكنه يرى أن العمل أي عمل هو أمانة، ومسؤولية، لا علاقة للتدين (الشكلي) بها ..
بين الظاهرتين، ظاهرة (الدريبي) الملتحي و(المحتال) في الوقت ذاته، وظاهرة (الشثري) الحليق والشفاف، و(الأمين) في تعاملاته، تكمن المفارقة، والفرق ..
والسؤال : هل سنستوعب الدرس، أم سنكون كتلك (النعاج) التي يسوقها (القصابون) إلى المذابح مرات ومرات ولا تتعلم وتستوعب ؟ . اقرؤوا الحالتين بعمق، واعتبروا يا أولي الألباب ! ..
موضوع اعجبني للكاتب ناب من منتدى دار الندوة.
http://www.daralnadwa.com/vb/showthread.php?t=159431
الظاهرة الأولى :
الدريبي فتح أبواب (مؤسساته) العقارية فانكبّ عليه الناس بالآلاف .. لم يسأل الناس عن أمانته، عن خبرته، عن مدى جدوى طرحه الاستثماري اقتصاديا، عن تعامله الائتماني، بقدر ما سألوا عن شكليات التدين (اللحية، الثوب القصير، العقال ... الخ) ، فسلموه ثقة فيه، أموالهم ومدخراتهم وحصيلة كدهم، فاتضح لهم ـ ولكن بعد أن سبق السيف العذل ـ أن الدريبي كان مجرد (محتال) نصاب أفاك، يلفُ ويدورُ على الأنظمة والقوانين ! . أي بصريح العبارة كان (لصاً) في ثياب (ولي) . ولم يكن الآخر (محمد الحضيف) الذي مارس لعبة إمتطاء (الدين) ببعيد عن (المعزب)، حينما حاولَ أن يلعب لعبة (الضغوطات) على الدولة، لإنقاذ رفيق دربه، مستغلاً تاريخه (الديني) في لعبة التغرير يالبسطاء والسذج مالياً، الذي برع فيها رئيسه الدريبي ..
الظاهرة الثانية :
خالد الشثري، أحد كبار المستثمرين في الأسهم السعودية، صرحَ بشفافية في الأسبوع الماضي، أنه استثمر في (الشركة المتطورة) كمستثمر (طويل الاجل) وابلغ الشركة بذلك، وطلب منها إبلاغ هيئة سوق المال، وجرى إعلان ذلك في موقع (تداول) بمنتهى الوضوح . هذا التصريح الذي ينمُ عن شفافية نحن في غاية الحاجة إليها لتثقيف المستثمر وتنبيهه إلى أن (الشكل) يظل شكلاً ، وان العبرة بالجوهر والمضمون، فضلاً عن أن مثل هذا التصرف الحضاري و (المسؤول) يعتبرُ سابقة في تاريخ تعاملات سوق الأسهم في المملكة، خدمة لصغار المساهمين قبلَ كبرائهم ..
الشاهد أن هذا التصرف قام به رجلٌ بلا لحية، وثوبه مسبل، ويلبسُ عقالاً ، ويُسافر إلى الخارج، ويتعامل مع البنوك، ولم يقحم القضايا العقدية أو (الشكلية) في مفاهيمه وقناعاته التجارية ، أي بالمختصر المفيد (ليبرالي)، ولكنه يرى أن العمل أي عمل هو أمانة، ومسؤولية، لا علاقة للتدين (الشكلي) بها ..
بين الظاهرتين، ظاهرة (الدريبي) الملتحي و(المحتال) في الوقت ذاته، وظاهرة (الشثري) الحليق والشفاف، و(الأمين) في تعاملاته، تكمن المفارقة، والفرق ..
والسؤال : هل سنستوعب الدرس، أم سنكون كتلك (النعاج) التي يسوقها (القصابون) إلى المذابح مرات ومرات ولا تتعلم وتستوعب ؟ . اقرؤوا الحالتين بعمق، واعتبروا يا أولي الألباب ! ..
موضوع اعجبني للكاتب ناب من منتدى دار الندوة.
http://www.daralnadwa.com/vb/showthread.php?t=159431