Dr.M
03-06-2005, Fri 6:03 PM
الأسهم.. ماذا الآن?
المصدر : د.وليد عرب هاشم*
خلال الأسبوع الماضي انخفضت اسعار الاسهم بأكثر من 20%, وعانت بعض الأسهم بشكل أكبر من غيرها, إلا أن الانخفاض كان عاماً وحاداً على الجميع وان كان بنسب متفاوتة. فعلى سبيل المثال انخفض سعر سهم سابك- هي الشركة الأساسية لسوق الاسهم السعودي- بأكثر من 500 ريال للسهم, وكان هذا الانخفاض الشديد في ظل اسبوع واحد كما ذكرت, وحدث في ظل تداول كبير, حيث تم بيع وشراء ملايين الاسهم من شركة سابك خلال الاسبوع الماضي, وبالتالي فإن الانخفاض لم يكن سطحياً أو مقصوراً على تداول محدود, وانما كان انخفاضاً فعلياً وواقعياً. والآن بعدما حدث ذلك لا شك اننا نتساءل عما هو المتوقع لسعر سهم سابك او لغيره من الاسهم, وهنا نعود مرة اخرى لتحليل العوامل الاساسية للاسواق, فالمضاربة قد تأتي وتذهب وقد ترفع الاسعار وتخفضها كأمواج البحر, ولكن في النهاية لا بد ان تكون الكلمة النهائية للعوامل الاساسية في السوق, وهي بالتحديد ما هو وضع الاقتصاد السعودي ككل, وما هي السيولة المتوفرة للاستثمار, وما هو وضع الشركة المعنية, وهل هي مستمرة في النمو وفي تحقيق الارباح ام لا? هذه بعض من العوامل الأساسية التي تحدد سعر اي سهم. اما المضاربة فقد تتدخل في اي لحظة لرفع السعر او خفضه, وينتج عنها التذبذبات التي نشاهدها في اسعار الاسهم والتي قد تصل الى قوة والى حدة تؤدي الى رفع الاسعار او خفضها بنسب كبيرة, وفي خلال ايام معدودة, وهذا ما شاهدناه على سبيل المثال يحدث امامنا لسعر سهم سابك. فقد ارتفع سعر سهم سابك بقوة وبسرعة خلال الشهر الماضي, بل انه في خلال ثلاثة اسابيع كاد ان يتضاعف سعر هذا السهم حيث ارتفع من حوالى 1100 ريال الى ما يزيد عن 1900 ريال, وذلك قبل ان يتم منح سهم مجاني لكل ثلاثة اسهم من شركة سابك. وكتبت في تلك الفترة بأنني لا اتوقع ابداً ان يصل سعر سهم سابك الى 2000 ريال, وان هناك اندفاعاً شديداً في المضاربة في سوق الاسهم, وحدث فعلاً ما كان متوقعاً مني ومن غيري, وانخفضت اسعار الاسهم فيما يسمى بحركة تصحيحية. والحركة التصحيحية هذه تعني ببساطة انه كان هناك اندفاع قوي ومضاربة شديدة ادت الى ارتفاع الاسعار بدون مبرر, وعندما تختفي هذه المضاربة وهذا الاندفاع سوف تعود اسعار الاسهم الى مستوى اكثر ملاءمة لوضعها الطبيعي, او انه يتم تصحيح اسعار الاسهم. والآن بعدما تم ذلك ما هو المتوقع? لو نظرنا الى اسعار النفط السعودي والى مستويات الانتاج الحالية والمتوقعة للنفط, ولو نظرنا الى الميزانية الحكومية للمسنا انه من المتوقع ان يستمر الاقتصاد السعودي في تحقيق ايرادات مرتفعة وفي تحقيق فوائض مستمرة, وبالتالي فإن كمية السيولة المتوافرة سوف تستمر في الارتفاع. ولو نظرنا الى اوضاع الشركات المساهمة لوجدنا ان كثيراً منها مستمر في تحقيق ارباح, وبشكل متزايد ومستمر في النمو, فسابك على سبيل المثال سجلت نمواً مضاعفاً في مستويات ارباحها, ومن المتوقع ان يستمر هذا الارتفاع, كما ان لديها خطط طموحة في التوسع. وهذه الانجازات لا تنطبق فقط على شركة سابك, وانما تنطبق ايضاً على كثير من شركات المساهمة السعودية والتي سجلت ارتفاعات قوية في مستويات ارباحها, وفي نموها, وعلى اساسه من المتوقع ان تنعكس هذه الانجازات على اسعار اسهمها -اي ان اسعار هذه الاسهم سوف تستمر في الارتفاع- طبعاً لا يستطيع احد ان يتنبأ متى سيحدث الارتفاع, ولكن من المتوقع انه فور ما تنتهي المرحلة الحالية وانخفاض اسعار الاسهم, فإن هذا سيشكل فرصة جيدة للعودة مرة اخرى وشراء اسهم الشركات القوية, وعلينا ان نكون جاهزين لذلك (بإذن الله).
* استاذ الاقتصاد المشارك
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2005/6/3/Art_226551.XML
المصدر : د.وليد عرب هاشم*
خلال الأسبوع الماضي انخفضت اسعار الاسهم بأكثر من 20%, وعانت بعض الأسهم بشكل أكبر من غيرها, إلا أن الانخفاض كان عاماً وحاداً على الجميع وان كان بنسب متفاوتة. فعلى سبيل المثال انخفض سعر سهم سابك- هي الشركة الأساسية لسوق الاسهم السعودي- بأكثر من 500 ريال للسهم, وكان هذا الانخفاض الشديد في ظل اسبوع واحد كما ذكرت, وحدث في ظل تداول كبير, حيث تم بيع وشراء ملايين الاسهم من شركة سابك خلال الاسبوع الماضي, وبالتالي فإن الانخفاض لم يكن سطحياً أو مقصوراً على تداول محدود, وانما كان انخفاضاً فعلياً وواقعياً. والآن بعدما حدث ذلك لا شك اننا نتساءل عما هو المتوقع لسعر سهم سابك او لغيره من الاسهم, وهنا نعود مرة اخرى لتحليل العوامل الاساسية للاسواق, فالمضاربة قد تأتي وتذهب وقد ترفع الاسعار وتخفضها كأمواج البحر, ولكن في النهاية لا بد ان تكون الكلمة النهائية للعوامل الاساسية في السوق, وهي بالتحديد ما هو وضع الاقتصاد السعودي ككل, وما هي السيولة المتوفرة للاستثمار, وما هو وضع الشركة المعنية, وهل هي مستمرة في النمو وفي تحقيق الارباح ام لا? هذه بعض من العوامل الأساسية التي تحدد سعر اي سهم. اما المضاربة فقد تتدخل في اي لحظة لرفع السعر او خفضه, وينتج عنها التذبذبات التي نشاهدها في اسعار الاسهم والتي قد تصل الى قوة والى حدة تؤدي الى رفع الاسعار او خفضها بنسب كبيرة, وفي خلال ايام معدودة, وهذا ما شاهدناه على سبيل المثال يحدث امامنا لسعر سهم سابك. فقد ارتفع سعر سهم سابك بقوة وبسرعة خلال الشهر الماضي, بل انه في خلال ثلاثة اسابيع كاد ان يتضاعف سعر هذا السهم حيث ارتفع من حوالى 1100 ريال الى ما يزيد عن 1900 ريال, وذلك قبل ان يتم منح سهم مجاني لكل ثلاثة اسهم من شركة سابك. وكتبت في تلك الفترة بأنني لا اتوقع ابداً ان يصل سعر سهم سابك الى 2000 ريال, وان هناك اندفاعاً شديداً في المضاربة في سوق الاسهم, وحدث فعلاً ما كان متوقعاً مني ومن غيري, وانخفضت اسعار الاسهم فيما يسمى بحركة تصحيحية. والحركة التصحيحية هذه تعني ببساطة انه كان هناك اندفاع قوي ومضاربة شديدة ادت الى ارتفاع الاسعار بدون مبرر, وعندما تختفي هذه المضاربة وهذا الاندفاع سوف تعود اسعار الاسهم الى مستوى اكثر ملاءمة لوضعها الطبيعي, او انه يتم تصحيح اسعار الاسهم. والآن بعدما تم ذلك ما هو المتوقع? لو نظرنا الى اسعار النفط السعودي والى مستويات الانتاج الحالية والمتوقعة للنفط, ولو نظرنا الى الميزانية الحكومية للمسنا انه من المتوقع ان يستمر الاقتصاد السعودي في تحقيق ايرادات مرتفعة وفي تحقيق فوائض مستمرة, وبالتالي فإن كمية السيولة المتوافرة سوف تستمر في الارتفاع. ولو نظرنا الى اوضاع الشركات المساهمة لوجدنا ان كثيراً منها مستمر في تحقيق ارباح, وبشكل متزايد ومستمر في النمو, فسابك على سبيل المثال سجلت نمواً مضاعفاً في مستويات ارباحها, ومن المتوقع ان يستمر هذا الارتفاع, كما ان لديها خطط طموحة في التوسع. وهذه الانجازات لا تنطبق فقط على شركة سابك, وانما تنطبق ايضاً على كثير من شركات المساهمة السعودية والتي سجلت ارتفاعات قوية في مستويات ارباحها, وفي نموها, وعلى اساسه من المتوقع ان تنعكس هذه الانجازات على اسعار اسهمها -اي ان اسعار هذه الاسهم سوف تستمر في الارتفاع- طبعاً لا يستطيع احد ان يتنبأ متى سيحدث الارتفاع, ولكن من المتوقع انه فور ما تنتهي المرحلة الحالية وانخفاض اسعار الاسهم, فإن هذا سيشكل فرصة جيدة للعودة مرة اخرى وشراء اسهم الشركات القوية, وعلينا ان نكون جاهزين لذلك (بإذن الله).
* استاذ الاقتصاد المشارك
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2005/6/3/Art_226551.XML