المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تصافح صدام حسين مع دونالد رامسيفلد



ابو عاصم
29-09-2002, Sun 7:17 PM
الحمد لله وكفى وسلام على نبينا المصطفى وبعد :


هي حقيقة ثابتة: أمريكا هي التي صنعت دكتاتورية صدام حسين بترسانة الأسلحة الكيمياوية و البيولوجية التي أمدته بها منذ سنوات الثمانينيات، لكن نادرا ما تجرؤ وسائل الإعلام الأمريكية التي تدق طبول الحرب على تذكير الأمريكيين بذلك. و كسرت قناة آي بي سي "التابو" هذا الأسبوع و كذلك فعلت مجلة نيوزويك. مع أن الأمر "سهل" بالنسبة لإدارة جيمي كارتر ثم (و خاصة) إدارة رونالد ريغان بعد ذلك ما دامت واشنطن تعمل بالمبدأ الذي أصبح ثابتا و عاملا مشتركا بين الحكومات الأمريكية الديمقراطية و الجمهورية المتعاقبة على البيت الأبيض على حد سواء و القائل بأن "ليس ثمة عدوا أو صديقا دائما بل مصالح مستمرة".

و خلال الحرب العراقية-الإيراينة كذبت إدارة ريغان عندما أعلنت الحياد رسميا تحسبا لاستراتيجية "الإحتواء المزدوج" المتبناة تجاه كل من بغداد و طهران، و أمندت نظام صدام سرا بمختلف الأسلحة و التجهيزات و الذخيرة، حسب آي بي سي و نيوزووك.

لكن ما تكشفه المجلة الأمريكية ربما لم يعرف على نطاق واسع سواء داخل أمريكا أو خارجها: الرجل الذي لعب دورا محوريا في "التقارب" مع دكتاتور العراق و تسليحه ليس سوى دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الحالي و أحد أكثر "صقور" البنتاغون تشددا و تحمسا للضربة العسكرية ضد نظام بغداد. فبتاريخ 20 ديسمبر 1983، أي عندما كانت الحرب في أوجها بين إيران و العراق، ابتعث رامسفيلد في مهمة خاصة إلى بغداد من قبل إدارة ريغان حيث التقى صدام و "صافحه بحرارة". و لم يكن موضوع الزيارة أكثر من سر يمكن التخمين بشأنه: اتمام صفقة إمداد صدام بالمواد الكمياوية التي ستستخدم ضد الأكراد في شمال عراق بعد سنوات و التي ستعرف بمجزرة "حلبجة".

كما أصبح معروفا فيما بعد –و قد أكدت قناة آي بي سي ذلك- أن واشنطن لعبت دورا حاسما في "توازن" كفة الحرب بين "الإخوة الأعداء" إيران و العراق و سعت من خلال عمليات عسكرية مباشرة و أخرى للإسناد اللوجستيكي لمنع سقوط نظام صدام لأن ذلك كان سيعني "تصدير الثورة الإيرانية" و تهديد منابع النفط في الخليج، كون معظم دول المنطقة سانت بغداد آنذاك و أثارت عداوة طهران. لكن في نفس الوقت عملت الإدارة الأمريكية على ألا "يطغى" الرئيس العراقي ما حملها على عدم ضمان انتصار له في حربه

عن مجلة العصر