المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المضاربون الجُدد وشركات الوساطة المنتظرة



Dr.M
30-04-2005, Sat 6:17 PM
المضاربون الجُدد وشركات الوساطة المنتظرة

مشهور الحارثي
30/04/2005

بين حين وآخر نسمع ونقرأ عن شركات الوساطة التي تُحاول أن تبدأ نشاطها، ويُبشر الخُبراء بأنها المُخلص المُنتظر والطرف المُحايد الذي سيقف بين البنوك والمتعاملين في البورصة. ولكن ممَ تُخلصهم؟

من المُفترض أن تكون طرفاً محايداً وتُعوض القصور الذي تعاني منه البنوك المُقدمة لخدمة الوساطة حالياً، هذا القصور الذي يعرفه القاصي والداني من ضعف في الخدمة فضلاً عن عدم تطورها بشكل يناسب حجم ووعيّ العُملاء المُتناميين.

شركات الوساطة المقبلة ستبدأ نشاطها وعينها بلا شك ستكون على شريحة مهمة من المتعاملين في البورصة، هي شريحة المضاربين الذين يتبعون أسلوب تنفيذ صفقات بيع وشراء كثيرة العدد، وبالتالي سيدفعون عمولات وساطة يومياً مقابل تنفيذ هذه العمليات، ومن هنا جاءت أهميتهم لدى شركات الوساطة في العالم كله. من بين هؤلاء المُضاربين سأتحدث عن شريحة أسميهم ''المُضاربين الجُدد'' وكيف يُفكرون وما متطلباتهم وآمالهم التي يعقدونها على شركات الوساطة المُنتظرة؟
''المضاربون الجُدد'' تسمية استنسختها من مصطلح سياسي بات معروفاً هو ''المحافظون الجُدد'' ويُقصد به فريق المستشارين والوزراء الذين تسللوا أو أُدخلوا إلى أروقة البيت الأبيض في الولاية الأولى للرئيس الأمريكي الحالي. أما ''المُضاربون الجُدد'' فقد تسللوا إلى أروقة البورصة السعودية مع انتعاش سوق الأسهم قبل عامين وأكثر، إنهم المُضاربون الذين يستخدمون التحليل الفني وفنون استراتيجيات المضاربة في اتخاذ القرار وعقد الصفقات. تبنيهم هذا الأسلوب جاء نتيجة قناعة بأن الأسلوب العلمي والمنطقي هو الأنجع لتحقيق الربح في البورصة السعودية وأن الأمور لا تسير بالصدفة ولا بالبركة. إنهم يبحثون عن المعرفة التي تساعدهم على قراءة وفهم سلوك السوق مستخدمين أشهر وأحدث البرمجيات بل إنهم في مرات عديدة قاموا بتطوير برامجهم الخاصة بهم التي تساعد في اتخاذ القرار لتحقيق الربح أو تجنب خسائر أكثر.
إنهم قوى فاعلة في السوق ذات حجم لا يمكن تجاهله ولا التقليل من شأنه، لقد تمكنوا من بناء مجتمعاتهم على شبكة الإنترنت من خلال المنتديات وغرف الدردشة النصية والصوتية. لديهم فضاء واسع وسريع لنقل وتبادل المعرفة والخبرات. يمتازون بالمرونة والسرعة في تنظيم تحركاتهم وتسيير موجات البيع والشراء لصالح أو ضدّ سهم مُعين سواء عن عمد أو بعفوية ذلك أن تحركاتهم مُبرمجة Systematic وهذا ناتج عن طبيعة أسلوبهم في اتخاذ القرار القائم على أسس منطقية واحدة أغلبها يأتي من علوم التحليل الفني.
هذا الوهج وهذه الجاذبية اللذان اكتسبتهما هذه الشريحة جعلاها المحطة الأولى التي يمر بها كل مواطن جديد يدخل إلى سوق الأسهم بل حتى قبل أن يبدأ في إجراءات فتح محفظته الاستثمارية حيث يتجه إلى أقرب منتدى على الإنترنت ليطلب منهم النصيحة والإرشاد ويتعرف على أقصر طرق الدخول لعالم الأسهم. بعبارة أخرى لقد أصبحوا يُشكلون أُطر التفكير ويُبرمجون خريطة عقل المُستثمر والمُضارب السعودي. قد نختلف في تحديد ملامح ''المُضاربين الجُدد'' ولكننا سنتفق على أنهم هم مضاربو المُستقبل. هل بعد كل هذا يُمكن لشركات الوساطة المُنتظرة أن تتجاهل متطلبات هذه الشريحة؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بالنفي. أنا لست متحدثاً رسمياً باسمهم، ولكني أحاول هنا بشكل سريع رصد هذه المتطلبات وتحديدها.
لقد تمكن موقع تداول Tadawul.com من توفير المعلومات للمتعاملين في البورصة السعودية وسدّ الحاجة في نقص المعرفة فترة من الزمن، وكان ناجحاً في تلك المرحلة بكل المقاييس، لكن في المرحلة الحالية تجاوزت حاجات ومتطلبات المُستثمرين والمُضاربين مستوى تلك الخدمات المقدمة من الموقع بسرعةٍ فائقة، وهو أمرٌ فرضته فلسفة السوق ذات الوتيرة المتسارعة والمنافسة. إن السرعة المطلوبة لتلقي المعلومات وتنفيذ الصفقات إضافة إلى حجم المعرفة التي يملكها المُستثمرون والمُضاربون زادت واتسعت معها الفجوة بين الوضع الحالي والمتطلبات، لذا فإن الأمل معقود على عدد من الجهات العامة والخاصة، وإحدى هذه الجهات هي شركات الوساطة المنتظرة لتقديم المعلومات الشاملة والعميقة بعد أن تستقبلها من مصدرها الأساسي ثم تُعيد إنتاجها بطريقة تُسهل على المضاربين الجدد صنع القرار.
إن المُتعامل في البورصة سيحتاج من شركات الوساطة المُنتظرة إلى وسائل عرض أسعار متطورة تستخدم رسوما بيانية محترفة واضحة ودقيقة وسريعة ومُزودة بعدد من التقنيات الخاصة بعرض المعلومات مع إمكانية عرض المؤشرات الفنية المعروفة، إضافة إلى تقديم برامج سهلة وسريعة لتنفيذ الصفقات من خلال شبكة الإنترنت ولا تعتمد على متصفح الإنترنت البطيء في التنفيذ. الصورة المرفقة تُقدم تصورا لشكل من أشكال هذه البرامج المُستخدمة في تنفيذ الصفقات وعرض معلومات السوق التي تُستخدم من قبل شركات الوساطة المهتمة بالمضاربين، التي تُصنف على أنها Direct Access Brokerage
ركزت في كلامي على استخدام الإنترنت لأنها الخيار الاستراتيجي الأقوى الذي سيؤدي إلى زيادة حجم الطلب على الأسهم السعودية ولأن المضاربين الجدد يعتمدون عليها.
يأتي في الأهمية بعد البرمجيات المُستخدمة لتسهيل عقد الصفقات، إنشاء مجتمعات على شبكة الإنترنت بواسطة المنتديات وغرف الدردشة وتكون تابعة لشركة الوساطة حيث فيها سيجتمع عملاء شركة الوساطة وغيرهم ليتم تقديم الدروس وتبادل المعرفة بين العملاء، وشرح البرامج المُستخدمة في البيع والشراء والخاصة بشركة الوساطة مع تقديم الدعم الفني. أحد الأمثلة الناجحة عالمياً هو ما قامت به شركة الوساطة الأمريكية المعروفة E-Trade التي وزعت نشاطها نحو بورصات: اليابان، أستراليا، وسنغافورة، حيث تحالفت قبل التوسع مع موقع مجاني يحتضن عددا كبيرا من المضاربين ويقدم عددا من الأدوات التي تساعد على تطبيق أدوات التحليل الفني وهو موقع ClearStation.com
شركات الوساطة يُمكنها أن تقوم بتقديم تقارير وتحليلات أساسية وفنية بعد أن تحصل عليها من طرف ثالث. التقارير يجب أن تبتعد عن لغة انخفض وارتفع، وتتحول إلى لغة كيف انخفض ولماذا ارتفع وما يُمكن أن يحدث في المستقبل. ويجب ألا تصدر هذه التقارير من قبل شركة الوساطة نفسها حتى لا تتداخل المصالح وتستفيد منها شركة الوساطة في تحريض ودفع عملائها على عقد صفقات أكثر وبالتالي تحقيق ربح أضخم من العمولات، لذا فإن شركات الوساطة المُنتظرة ستلعب دورا فاعلا في إنعاش وبناء مراكز ومكاتب البحث والاستشارات في مجال الاستثمار.
إن مشاركة شركات الوساطة المُنتظرة في نشر الثقافة والوعي الاستثماري من خلال قيامها بعقد دورات تدريبية مجانية سواء في مراكز خاصة بها أو باستخدام الإنترنت كوسط للتدريب لتخفيض التكاليف. خصوصاً الدورات الموجهة للمبتدئين حتى يبنوا قراراتهم بشكل صحيح ويتجنبوا الوقوع في الخسارة التي ستطردهم مفلسين مقهورين خارج سوق الأسهم، لأن خروجهم من السوق يعني خسارة كبيرة على شركات الوساطة.
إن رفع مستوى المعرفة كفيل بأن يُبقي على أكبر عدد ممكن من المتعاملين داخل السوق ومنهم ستأتي أرباح شركات الوساطة. يجب أن تبتعد شركات الوساطة المُنتظرة عن القيام بدور الوسيط الذي يُمرر أوامر الصفقات بشكل روتيني وآلي لتأخذ غنيمتها من العمولة فقط، بل يجب أن تتجه نحو الاستثمار في التقنيات التي تعرض المعلومات وتُسهل عقد الصفقات وتزيد من المعرفة والوعي لأنها بهذه الطريقة ستضمن الحصول على أكبر حصة ممكنة من كعكة سوق الوساطة في سوق الأسهم. يجب ألا تُختلق الأعذار كأن يُقال إن شبكة الإنترنت بطيئة حيث هذا لا يُعتبر عائقاً. لأن من تعامل في البورصات العالمية يعلم جيداً أن التعامل من خلال الإنترنت مع شركة وساطة قابعة في ولاية تكساس هو أسرع من التعامل مع بنك وسيط موجود هنا. إن الاستثمار في التقنية ونشر المعرفة والثقافة الاستثمارية مع توفير متطلبات المُضاربين الجُدد المتزايدة والمتجددة هي معادلة نجاح شركات الوساطة المُنتظرة.





http://www.aleqtisadiah.com/AswaqList.asp?NewsID=2043