المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاوبك قرار بإضافة 500 الف برميل اخر يوميا الى سقفها الانتاجي. تأثير ذلك على سابك



فارس الاسهم
05-04-2005, Tue 7:29 AM
أوبك تجري مشاورات لزيادة إنتاجها مرة ثانية خلال أقل من شهر لكبح جماح الأسعار
شهاب الدين: الأسواق تتأثر حاليا بعوامل نفسية نتيجة التخوف من عدم وجود طاقة إنتاجية كافية
دبي: عصام الشيخ
أكد عدنان شهاب الدين مدير ادارة الابحاث ونائب الامين العام لمنظمة اوبك امس، ان دول الاوبك ستواصل زيادة امداداتها من النفط الخام في الاسواق العالمية وتنفيذ التوسع في القدرات الانتاجية في السنوات المقبلة، كما فعلت في 2004 وهذا العام، حيث كان الاجتماع الذي عقد في اصفهان الايرانية، منتصف الشهر الماضي، قد اقر برفع السقف الانتاجي للمنظمة بنحو نصف مليون برميل يوميا بأثر فوري.
وقال شهاب الدين على هامش مؤتمر «الشرق الاوسط والغاز» الثالث عشر، الذي بدأ اعماله بدبي امس «نحن واثقون من ان السوق النفطي راض عن الامدادات والسعة الاضافية التي ستعيد التوازن الى الاسواق النفطية، وستعود الاسعار الى معدلات تعكس اساسيات السوق ولا تعكس الخوف من المستقبل».
وكرر شهاب الدين تصريحات رئيس اوبك، الشيخ أحمد الفهد الصباح قائلا، ان وزراء بترول اوبك يتشاورون منذ الاجتماع الاخير للمنظمة في اصفهان اواسط الشهر الماضي، وانهم سيكثفون المشاورات حينما يتواصل الاتجاه التصاعدي للاسعار المتوقع خلال الايام او الاسابيع المقبلة. وقال «من الواضح ان الاسعار ترتفع وتنخفض. ومنذ اجتماعنا الاخير فإن الاسعار لم ترتفع فقط، وانما انخفضت ايضا، لذلك نحن نترقب (الاسواق)، والمشاورات تحاول دراسة اتجاهات الاسعار، فإن هي واصلت اتجاهها التصاعدي فهذا سيحفز اوبك على اتخاذ قرار بإضافة 500 الف برميل اخر يوميا الى سقفها الانتاجي. نحن مستعدون لإضافة المزيد». واضاف «اوبك تقف مستعدة لتنفيذ قرارها القاضي باضافة النصف مليون برميل، اذا كانت هناك ضرورة لذلك خلال الايام او الاسابيع القليلة المقبلة. ونحن جاهزون ايضا لدراسة ضخ زيادات اخرى في الانتاج لضمان بقاء العرض متقدما على الطلب».
وشدد على انه طالما كان العرض اكثر من الطلب «فإننا نشعر بالثقة في ان المستهلك لن يتضرر، وانه يجب عدم النظر الى تقلبات الاسعار هذه على انها اتجاهات، وانما يجب النظر الى ما تحت تيار الاسعار هذا، وفيما اذا كان يعكس اساسيات ام لا». وقال شهاب الدين، انه ينبغي على السوق ان تكون واثقة من قدرة الدول المنتجة على تلبية التوسع في الطلب مستقبلا، مشيرا الى ان المنظمة تعمل على توفير امدادات اكثر من الطلب في حالة ظهور احتياجات للسوق، كما حصل في 2004 وكما يحصل الآن. وقال «رفعنا سقف الانتاج بمعدل نصف مليون برميل يوميا، وسنرفعه ايضا في الاسابيع او الاشهر المقبلة، ونحن مستعدون ايضا لزيادة الانتاج في الربع الاخير من هذا العام، اذا صدقت التوقعات بارتفاع الطلب على نفط اوبك الى اكثر من 30 مليون برميل يوميا». كما أكد انه لدى اوبك حاليا سعة اضافية تتجاوز المليوني برميل يوميا وقال «نستطيع رفع هذه السعة الى 3 ملايين برميل بنهاية العام، ويكون هناك ايضا توسع في الاعوام المقبلة حسب التوقعات بارتفاع الطلب على نفط اوبك بحدود نصف مليون برميل يوميا». وتوقع شهاب الدين ان تلجأ دول اوبك الى اقرار زيادة جديدة خلال الشهر الحالي، ليشهد انتاج المنظمة «ارتفاعا مهما في ابريل (نيسان)»، لافتا الى ان بعض الدول ربما تمكنت من زيادة انتاجها عقب القرار بذلك في الاجتماع الاخير للمنظمة في ايران «وبالتالي سنرى بعض الارتفاع في مارس (آذار)». واشار الى ان اوبك تتشاور حاليا من اجل زيادة أخرى تترجم الى ارتفاع اضافي في مستويات الانتاج. واعتبر شهاب الدين ان الاسواق تتأثر حاليا بعوامل نفسية نتيجة التخوف من المستقبل من عدم وجود طاقة انتاجية كافية، مع توسع الطلب في الصين والولايات المتحدة. وقال «نحن متأكدون من قدرتنا على مواجهة الزيادة في الطلب».
وحول خطط التوسع في الاستكشاف والتنقيب في ظل ارتفاع الطلب العالمي، قال شهاب الدين انه على رغم امتلاك دول الاوبك 80% من الاحتياطيات النفطية العالمية، الا انه توفر فقط 40% من الطاقة الانتاجية العالمية. واضاف «ليس من الضروري التوسع في الاستكشاف وانما في تطوير الحقول ولكن فقط عندما نكون متأكدين من زيادة الطلب العالمي». واشار الى ان الدول المنتجة لديها حاليا سعة انتاجية اضافية توازي نحو 10% من اجمالي الطاقة الانتاجية وقال «سنحافظ دائما على توفر هذه النسبة وبالتالي سنواصل الاستثمار». وذكر ان بعض الدول المنتجة تحتاج الى التقنية من الشركات النفطية المتقدمة وبعضها يحتاج للتمويل والخبرات الادارية وذلك حسب طبيعة كل بلد. وقال ان هناك ايضا الشركات النفطية الوطنية التي تتعاون مع نظيراتها الاجنبية، كما في حالة مشروع شمال الكويت. وقال «سوف يكون هناك مجال لمساهمة الشركات الاجنبية ليس فقط في مجال توفير التقنية والادارة وحسب، وانما ايضا في تحمل المخاطر». وحول اتهام اوبك بالتأثير في الاسعار قال شهاب الدين، ان المنظمة لا تحدد الاسعار وان من يحددها هي الاسواق الفورية والآجلة في لندن ونيويورك، مؤكدا ان اوبك تسعى دائما للتأثير في الاسعار التي تجعلها في نطاق معقول ومقبول، وان هذه حقيقة يجب ان يستوعبها المستهلكون. واشار الى انه في الوقت الذي تعتبر فيه الاسعار الجارية قياسية، الا انها لا تزال بالاسعار الحقيقية تعادل 50% فقط من المستويات القياسية التي وصلت اليها عامي 1980ـ1981. وقال «مع ذلك نحن حريصون على الا ترتفع الاسعار الى حد يضر بالاقتصاد العالمي، وبالذات اقتصادات الدول النامية».
واضاف «نحن نتابع وبقلق ارتفاع الاسعار، ونعمل على توفير امدادات في الاسواق النفطية اكثر من الطلب حتى يطمئن المستهلك الى توفر هذه الامدادات، وربما تؤثر هذه ايضا في الاسواق النفطية التي تحدد الاسعار مثل لندن ونيويورك». وعلق شهاب الدين على توقعات «غولدمان ساكس» بخصوص ارتفاع الاسعار الى حوالي 120 دولارا للبرميل، حيث اشار الى ان تلك المؤسسة ذكرت فرضية تقول ان زيادة الطلب على النفط لن تتوقف، وبالذات في الولايات المتحدة، الا اذا وصلت الاسعار الى مستويات تؤثر في جيب المستهلك النهائي وانها توصلت الى فرضية ان ذلك المستوى من الاسعار يعادل المستويات التي كانت عليها الاسعار عامي 80 و81 عندما كان المستهلك في الولايات المتحدة ينفق حوالي 7.5% من متوسط دخله على استهلاك البنزين، فيما يبلغ هذا المتوسط حاليا نحو 2.5% نتيجة ان الاسعار الحقيقية للنفط اليوم تعادل 50% من اسعار النفط عام 80، اضافة الى ارتفاع متوسط دخل الفرد خلال تلك الفترة. واضاف انه وفقا لتلك الفرضية يجب ان يرتفع انفاق المستهلك الى 5% او 7.5% من اجمالي متوسط دخله ليؤثر في المستهلك بصورة تحد من استهلاك البنزين، وبالتالي الحد من الطلب مما يؤدي في النهاية الى انخفاض الاسعار. واشار الى ان هذا هو احد السيناريوهات وليس بالضرورة السيناريو الذي سيتبلور في المستقبل، مؤكدا ان هناك سيناريوهات عديدة فيما السيناريو المفضل لدى اوبك هو الا يكون هناك ارتفاع مفاجئ في الاسعار، واذا كان لا بد من الارتفاع فيجب ان يكون تدريجيا وبشكل لا يؤثر في المستهلك ولا يضر بزيادة الطلب على النفط، وفي نفس الوقت تكون هذه الزيادات التدريجية متسقة مع توفر الاستثمارات النفطية التي تواكب الطلب. وحول الاستثمارات النفطية في الدول خارج اوبك اعتبر شهاب الدين، انه كلما ارتفعت الاسعار ازدادت الحوافز لزيادة الاستثمارات في الاحتياطي النفطي للدول المنتجة خارج اوبك وقال «هذا شيء طبيعي ولا نشعر بغضاضة من ذلك». ولكنه نوه بان التوسع او الزيادة في الانتاج من الدول خارج اوبك في تراجع خلال السنوات القليلة الماضية. وقال «نتوقع في حال استمرت الاسعار في الارتفاع فإن هذه الزيادة قد تعود الى معدلاتها الطبيعية، وهذا امر جيد ضمن بيئة زيادة الطلب على النفط ليساهم الجميع في تلبية هذه الزيادة من اوبك او خارجها». وقال شهاب الدين ان مستوى الاسعار حاليا قيد الدراسة «حتى نستطيع ايجاد نقطة توازن. فالمرحلة الحالية هي مرحلة انتقالية ونحن نعتقد ان الاسعار المفضلة هي الاسعار التي لا تؤثر في الاقتصاد العالمي». وقال «نحن نبحث عن صيغة مثلى للمرحلة الجديدة الا ان تركيزنا ينصب حاليا على التأكد من استمرار الامدادات المطلوبة للاسواق النفطية وألا يكون هناك أي نقص فيها وننظر في الوقت نفسه الى الاسعار التي يجب ان تكون عليها ونحن نراقب بدقة تأثير ارتفاع الاسعار في الاقتصاد العالمي». واكد شهاب الدين ان ارتفاع الاسعار خلال العامين الماضي والحالي لم يؤثر في نمو الاقتصاد العالمي الى الآن وقال: «هذا لا يعني ان نتراخى ونهمل مراقبة الاسعار. النطاق يجب الا يزيد عن الحد المقبول لجميع الاقتصادات سواء النامية او المستهلكة او اقتصادات اوبك، حتى نستطيع ايضا ان نؤمن الاستثمارات للتوسع في الطاقة الانتاجية».
واشار الى ان النطاق المقبول لاسعار نفط اوبك، يجب ان يكون فوق 28 دولارا للبرميل. اما السقف الاعلى فلا يزال موضع بحث لأن السقف لا تحدده اوبك. اوبك تستطيع تأمين الزيادة في الكميات المطلوبة للسوق، فطالما كانت هناك امدادات اكثر من حاجة السوق الى الطلب فإن الذي يحدد السقف في النهاية هو السوق النفطي، وأعتقد أنه يجب الا ننظر الى تطورات الاسعار يوما بيوم بل في معدلاتها واتجاهاتها. واوضح ان الاسعار قد ترتفع وتنخفض دولارين حسب توقعات السوق، فالسوق النفطية الآجلة في الولايات المتحدة تتوقع حدوث نقص في الطاقة الانتاجية يرافقه نقص في الطاقة الاضافية تؤثر في توازن السوق عند وقوع أي طارئ يعطل امدادات دولة ما. وقال «اعتقد ان هذه التوقعات بالنسبة للنفط الخام هي غير صحيحة، فالمشكلة الاساسية تتمثل في وجود ضغوط على ما يسمى بقدرة المصافي، فهناك ضغط كبير عليها من ناحية المواصفات ومن ناحية الكميات، وبالتالي هناك تأثير في الاسعار من قطاع المصب، وهذا بالتالي يخضع لتأثير الدول الصناعية والمستهلكة». وأكد شهاب الدين ان اوبك تحاول المساهمة في حل هذه المشكلة وتحمل قدر من المسؤولية عن طريق المشاركة في استثمارات لبناء مصاف جديدة بالمواصفات المطلوبة، سواء ضمن دول اوبك او بالمشاركة مع الدول المستهلكة الجديدة وبالذات الصين والهند وغيرها. واضاف «حاليا لا يوجد أي نقص في النفط الخام، ولكن البعض يبحث عن نفط خام بمواصفات معينة لأن المصافي المتوفرة لا تستطيع استعمال جميع انواع النفوط الخام».

هل سيكون لهذا القرار تأثير على سهم سابك
(منقول الشرق الاوسط)