محمد السويد
12-03-2005, Sat 12:16 AM
هل تعتقد أن الرقم 10000 على المؤشر مفاجئ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام ، هذه مقالة سابقة كتبتها عقب انهيار مايو مباشرة حيث لاحظت حينها ان عمليات التصحيح في السوق غير منطقية وغالبا ما تحدث بشكل عنيف وبدون أي حجم تداول يدعم اتجاه الهبوط، وأشرت إلى السبب وهو عدم توفر ميزة الشورتينج في السوق (بيع السهم قبل الشراء ولا يعتبر بيع على المكشوف) والتي توفر طريقة أخرى لهوامير السوق للربح بدلا من مواصلة رفع أسعار السوق بشكل تضخمي يتجاوز مكررات الأرباح بعض الأسهم لأن الوسيلة الوحيدة لهم لتحقيق الربح هي المتوفرة حاليا وهي الشراء ثم البيع ، والآن اترككم مع المقالة :
http://www.alriyadh.com/2004/06/07/article14971.html
المقال
احتقان استثماري
محمد عبدالله السويد
هناك صفة عجيبة في الثقافة الاستثمارية لدينا في مجتمعنا السعودي لم اجد لها مثيل في دول أخرى وهي محاكاة الفرص الناجحة بشكل اشبه بالتقليد الاعمى، فمثلاً عندما يبادر مستثمر بإنشاء مغسلة ملابس في منطقة معينة تجد الآخرين يقلدونه بإنشاء نفس النشاط وفي نفس المنطقة.
هذه الصفة أدت الى فشل كثير من الاستثمارات الصغيرة في مهدها حيث كثيراً ما نشاهد محلات تجارية على الشوارع مكتوب عليها كلمة "للتقبيل". ولكن خلال الفترة السابقة بدأت هذه الصفة الثقافية بالاضمحلال ولكن بقيت شامخة في نشاط واحد فقط يمرض لكنه لا يموت وهو العقار، وتدريجياً توجه اغلب المجتمع الى هذا النوع من الاستثمار الى درجة انه اصبح كنز الزمن وعنصراً لا يستغنى عنه، ووصلت اسعاره الى مستويات خيالية لا تستحقها، كل هذا يعود لسبب بسيط وهو انه لا يوجد هناك اي مصاريف او تكاليف معينة للاحتفاظ بالعقار (الأرض)، الى درجة ان كثيراً يختصون بها للاستثمار.
نفس هذه الحالة بدأنا نشهدها هذه الايام بشكل عجيب في نشاط حيوي اقتصادي وهو سوق الاسهم السعودية، الكثير من المتداولين والمحللين والخبراء يعتقد بأن السوق سيعود الى اسعاره السابقة او بما يسمونه بالانهيار الكبير، اعتقد ان مسألة انهيار السوق هي اشبه بالحلم او احتمال لا يراعي المميزات الخاصة بسوق الاسهم السعودي.
اكاد اجزم بأن منطق العقار سوف ينتقل للاسهم والذي يقول بأن العقار يمرض ولكنه لا يموت، السبب في ذلك يعود بشكل اساسي الى امرين مهمين لا يمكن اهمالهما، الامر الاول هو الاقبال الرهيب على التداول في سوق الاسهم السعودي الى درجة انها وصلت المليارات يومياً وعدد الحسابات الاستثمارية الجديدة تجاوزت ثلاثة آلاف اسبوعياً.
هذه الكميات الهائلة من المتداولين الجدد لابد لهم من وسيلة للدخول في السوق، وطريقة الدخول في سوقنا منحصرة في طريقة واحدة وهي الشراء والذي عزز الطلب على طول الخط، وهذا هو الامر الثاني وهو ان السوق السعودي لا تتوفر فيه ميزة الشورتينج Shorting وهو اسلوب البيع قبل الشراء.
هناك من اسهم الشركات التي لا تستحق ان يتم التداول فيها (بدون تحديد) ولكن ترى حجم الاقبال عليها شديداً الى درجة تضاعف قيمتها آلاف المرات وفي فترات قصيرة، والسبب الوحيد لتفسير سبب الاقبال على شرائها هو عدم توفر ميزة الشورتينج Shorting، هذه الميزة الضرورية التي تعيد السوق الى حالته الطبيعية، حيث انه يوفر خياراً منطقياً للداخلين الجدد بدلاً من الشراء عند تداول اسهم الشركات الخاسرة او ذات الخصائص السلبية.
تفسير طريقة الشورتينج في الاسهم هي باختصار اقتراض الاسهم بعينها وليس بقيمتها فمثلاِ يقوم المتداول باقتراض 50سهم يبيعها في السوق عندما يكون السعر مرتفعاً، ومن ثم يشتري نفس الكمية عندما ينخفض السعر ويعيد كمية الاسهم الـ 50الى من اقترضها منه، هذه الطريقة موجودة عالمياً، مثلاً كما في سوق الاسهم الامريكية حيث يتم توفيرها عن طريق وسطاء معينين ولكنها في السوق الامريكي مرتبطة بفائدة يومية لانها تتم عن طريق نظام الهامش Margin، ولكن يمكن تنظيمها في سوق الاسهم السعودي بدون فوائد كما تقوم به بعض الشركات الاجنبية بتوفير نظام الهامش Margin للعملات الاجنبية بدون فوائد.
اعتقد في ظل الاحوال الحالية بدون نظام ينظم السوق الاوراق المالية لدينا سيستمر توافد متداولين جدد لسوق الاسهم ولا استبعد ان يصل مؤشر الاسهم السعودي الى 10آلاف نقطة خلال نهاية السنة الميلادية الحالية، ويتحول المنطق عن الاسهم بأنها تمرض ولا تموت.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام ، هذه مقالة سابقة كتبتها عقب انهيار مايو مباشرة حيث لاحظت حينها ان عمليات التصحيح في السوق غير منطقية وغالبا ما تحدث بشكل عنيف وبدون أي حجم تداول يدعم اتجاه الهبوط، وأشرت إلى السبب وهو عدم توفر ميزة الشورتينج في السوق (بيع السهم قبل الشراء ولا يعتبر بيع على المكشوف) والتي توفر طريقة أخرى لهوامير السوق للربح بدلا من مواصلة رفع أسعار السوق بشكل تضخمي يتجاوز مكررات الأرباح بعض الأسهم لأن الوسيلة الوحيدة لهم لتحقيق الربح هي المتوفرة حاليا وهي الشراء ثم البيع ، والآن اترككم مع المقالة :
http://www.alriyadh.com/2004/06/07/article14971.html
المقال
احتقان استثماري
محمد عبدالله السويد
هناك صفة عجيبة في الثقافة الاستثمارية لدينا في مجتمعنا السعودي لم اجد لها مثيل في دول أخرى وهي محاكاة الفرص الناجحة بشكل اشبه بالتقليد الاعمى، فمثلاً عندما يبادر مستثمر بإنشاء مغسلة ملابس في منطقة معينة تجد الآخرين يقلدونه بإنشاء نفس النشاط وفي نفس المنطقة.
هذه الصفة أدت الى فشل كثير من الاستثمارات الصغيرة في مهدها حيث كثيراً ما نشاهد محلات تجارية على الشوارع مكتوب عليها كلمة "للتقبيل". ولكن خلال الفترة السابقة بدأت هذه الصفة الثقافية بالاضمحلال ولكن بقيت شامخة في نشاط واحد فقط يمرض لكنه لا يموت وهو العقار، وتدريجياً توجه اغلب المجتمع الى هذا النوع من الاستثمار الى درجة انه اصبح كنز الزمن وعنصراً لا يستغنى عنه، ووصلت اسعاره الى مستويات خيالية لا تستحقها، كل هذا يعود لسبب بسيط وهو انه لا يوجد هناك اي مصاريف او تكاليف معينة للاحتفاظ بالعقار (الأرض)، الى درجة ان كثيراً يختصون بها للاستثمار.
نفس هذه الحالة بدأنا نشهدها هذه الايام بشكل عجيب في نشاط حيوي اقتصادي وهو سوق الاسهم السعودية، الكثير من المتداولين والمحللين والخبراء يعتقد بأن السوق سيعود الى اسعاره السابقة او بما يسمونه بالانهيار الكبير، اعتقد ان مسألة انهيار السوق هي اشبه بالحلم او احتمال لا يراعي المميزات الخاصة بسوق الاسهم السعودي.
اكاد اجزم بأن منطق العقار سوف ينتقل للاسهم والذي يقول بأن العقار يمرض ولكنه لا يموت، السبب في ذلك يعود بشكل اساسي الى امرين مهمين لا يمكن اهمالهما، الامر الاول هو الاقبال الرهيب على التداول في سوق الاسهم السعودي الى درجة انها وصلت المليارات يومياً وعدد الحسابات الاستثمارية الجديدة تجاوزت ثلاثة آلاف اسبوعياً.
هذه الكميات الهائلة من المتداولين الجدد لابد لهم من وسيلة للدخول في السوق، وطريقة الدخول في سوقنا منحصرة في طريقة واحدة وهي الشراء والذي عزز الطلب على طول الخط، وهذا هو الامر الثاني وهو ان السوق السعودي لا تتوفر فيه ميزة الشورتينج Shorting وهو اسلوب البيع قبل الشراء.
هناك من اسهم الشركات التي لا تستحق ان يتم التداول فيها (بدون تحديد) ولكن ترى حجم الاقبال عليها شديداً الى درجة تضاعف قيمتها آلاف المرات وفي فترات قصيرة، والسبب الوحيد لتفسير سبب الاقبال على شرائها هو عدم توفر ميزة الشورتينج Shorting، هذه الميزة الضرورية التي تعيد السوق الى حالته الطبيعية، حيث انه يوفر خياراً منطقياً للداخلين الجدد بدلاً من الشراء عند تداول اسهم الشركات الخاسرة او ذات الخصائص السلبية.
تفسير طريقة الشورتينج في الاسهم هي باختصار اقتراض الاسهم بعينها وليس بقيمتها فمثلاِ يقوم المتداول باقتراض 50سهم يبيعها في السوق عندما يكون السعر مرتفعاً، ومن ثم يشتري نفس الكمية عندما ينخفض السعر ويعيد كمية الاسهم الـ 50الى من اقترضها منه، هذه الطريقة موجودة عالمياً، مثلاً كما في سوق الاسهم الامريكية حيث يتم توفيرها عن طريق وسطاء معينين ولكنها في السوق الامريكي مرتبطة بفائدة يومية لانها تتم عن طريق نظام الهامش Margin، ولكن يمكن تنظيمها في سوق الاسهم السعودي بدون فوائد كما تقوم به بعض الشركات الاجنبية بتوفير نظام الهامش Margin للعملات الاجنبية بدون فوائد.
اعتقد في ظل الاحوال الحالية بدون نظام ينظم السوق الاوراق المالية لدينا سيستمر توافد متداولين جدد لسوق الاسهم ولا استبعد ان يصل مؤشر الاسهم السعودي الى 10آلاف نقطة خلال نهاية السنة الميلادية الحالية، ويتحول المنطق عن الاسهم بأنها تمرض ولا تموت.