المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة/ ارتفاع أسعار النفط (طفرة جديده بإذن الله)



الهشام
07-03-2005, Mon 12:12 AM
كامل عبدالله الحرمي محلل نفطي : ما زالت اسعارالنفط تواصل ارتفاعاتها حيث سجلت زيادات و بنسبة 40% منذ بداية شهر ديسمبر الماضي و قد بدأت تقارب المعدلات القياسية السابقة التي سجلتها في نهلية شهر أكثوبر من العام الماضي. ومن غير المتوقع ان تخفض اسعار النفط عن معدلاتها الحالية في حدود ال 51 دولار للبرميل الواحد متوسط النفوط القياسية لنفوط سلة " أوبك" و بحر الشمال و متوسط غرب تكساس الأمريكي. و ذلك بسبب استمرار و تواصل الطلب العالمي علي النفط و في غياب طاقات انتاجية فائضة من النفط الخام وعدم استثمار الدول المستهلكة للنفط في قطاع النكرير وبناء مصافي جديدة في الولايات لمتحدة الأمريكية. ومن المؤكد ان تحدث أزمة نفطية أخري في خلال فترة الصيف القادم في بنزين السيارات لعدم امكانية المصافي الأمريكية من تزويد و تأمين احتناجاتها من وقود السيارات. و لذا من الصعب ان تتوقع حدوث انخفاضات سريعة في اسعار النفط للفترة القادمة و مع انتهاء فترة الشتاء. لأن الأسواق النفطية مازالت "هشة " لغياب طاقات انتاجية من النفط الخام و خاصة من النوع المطلوب و المرغوب للأسواق المستهلكة وخاصة النفط الخام الخفيف و الخالي من الكبريت. وهذا مايجعل اسعار النفط قويا و متماسكا و لايوجد اي مؤشر في الأفق مما يعطي دفعة و ثقة للمتعامليين بتهدئة الأسعار و ازالة المخاوف. الأسواق النفطية هشة لأن اي توقف او القطع في الأمدادات النفطية من اي دولة منتجة للنفط من داخل أو من خارج منظمة " أوبك" ستؤدي حتما و قطعا الي كارثة نفطية و الي ارتفاعات تفوق اي معدل تاريخي مسجل لآسعار النفط و ما فوق ال80 دولار للبرميل الواحد مما ستضطر الدول المستهلكة للنفط من استخدام مخزونها الأستراتيجي . ولهذا السبب ستظل الأسواق النفطية مضطربة ومذعورة حتي تأمن و تتأكد من وجود طاقات انتاجية فائضة من النفط الخام وعدم وجود (Spare Capacity). و هذا سيستغرق وقتا و زمنا طويلا. وهذا أصل و لب مشكلة أرتفاعات اسعار النفط. الأسواق النفطية لم تعد كما كانت في السابق اي من قبل 5 سنوات عندما كانت الدول النفطية تمتلك طاقات فائضة مابين 6الي 7 ملايين من طاقات غير مستغلة و كانت تلجأ دول منظمة " أوبك" بتطبيق نظام الحصص وتوزيع الحصص و تحديد سقف الأنتاج. هذه المصطلحات لم تعد صالحة و لم تعد تستعمل و كذلك الأطار التسعيري لسلة نفوط " أوبك" حيث ان الأسواق النفطية وحالة العرض و الطلب العالمي هو الذي يحدد توجهات و معدلات اسعار النفط. أجتماع دول منظمة " أوبك" في الأسبوع القادم في ايران سيؤدي الي تهدئة اسعار النفط لفترة معينة طالما قرار المنظمة سيكون في عدم خفض سقف الأنتاج الحالي و البالغ 27 مليون برميل في اليوم و قد يقرر الوزراء ايضا بعدم التزام الأعضاء بسقف الأنتاج الحالي حتي ان تستقر اسعار النفط و تكون في حدود ال50 دولار و ليس أكثر. الأوضاع النفطية حقا غير مستقرة ولن تهدأ اسعار النفط في السنة الحالية طالما ان الأداء الأقتصادي العالمي متماسك قوي و مستمر في نموه و بمعدلات جيدة و خاصة الصين حيث من المتوقع ان تحافظ علي معدل نمو جيد و بنسبة 8% مما يعني زيادة الطلب العالمي علي النفط و دون توقف حيث ان نتائج الشهر الثلاث الأولي ستظهر ارقاما و نتائج ممتازة و أفضل من العام الماضي. واذا ما أستمرت علي هذه المعدلات فبكل تأكيد اسعار النفط مع نهاية العام الحالي ستفوق معدلات العام الماضي و ستحقق الدول النفطية والشركات النفطية فوائض مالية وارباحا قياسية مرة أخري و لكن لن نتوقع اي استقرار أو معدل و رقم معين لاسعار النفط للسنة الحالية و ستكون الأسعار متذبذبة غير مستقرة. ولن تستطيع منظمة " أوبك " في نفس الوقت من تثبيت و تحديد مستوي و معدل لسلة نفوطها في الوقت الحالي ولاحتي نهاية العام الحالي.


http://www.elaph.com/elaphweb/Economics/2005/3/45799.htm