المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيولة ضخمة ومنفعة ضئيلة



Dr.M
04-03-2005, Fri 3:34 PM
سيولة ضخمة ومنفعة ضئيلة

المصدر : د. وليد عرب هاشم *


السيولة الضخمة التي نراها تستثمر امامنا في الاسهم وتصل الى آلاف الملايين من الريالات تدعونا لأن نفكر في ضرورة ايجاد مجالات جديدة للاستثمار.
فمن الواضح ان هذا البلد يحتوي على حجم كبير من السيولة, وايضاً من الواضح ان هذه السيولة لا تجد مجالات كثيرة للاستثمار, والا لما كانت اتجهت بهذا الحجم وبهذا المقدار للاسهم المحلية, وكما رأينا فإن اسعار هذه الاسهم تتضاعف بأضعاف مضاعفة في اشهر قليلة, مما يدل على ان هناك مبالغ ضخمة من السيولة تبحث عن اي مجال للاستثمار, لأنه لا يعقل ان تكون فعلاً قيمة هذه الشركات المساهمة قد ارتفعت بهذه المضاعفات, فلا ارباحها تبرر مثل هذا الارتفاع ولا نسب نموها تبرر ذلك.
صحيح ان هناك بعض الشركات قد حققت معدلات مرتفعة من الارباح خلال السنة الماضية, منها على سبيل المثال شركة سابك حيث تضاعفت ارباحها عدة اضعاف, بالتالي من المتوقع ان تكون هناك زيادة في سعر اسهم الشركة وفي سعر اسهم اي شركة تزيد ارباحها بهذه النسبة او تتوسع في نشاطها وفي ايراداتها, او في موقعها في السوق.
ولكن ما ينطبق على شركة سابك او على غيرها من الشركات الناجحة لا ينطبق على كل الشركات الاخرى, فهناك شركات لم تحقق اي ربح يذكر, بل انها مستمرة في تكبد خسائر عام تلو الآخر, بالتالي لا يعقل ان تزيد اسعار اسهم هذه الشركات الا ان كان السبب مضاربة ناتجة عن وجود حجم كبير من السيولة التي لم تجد مجالاً آخر افضل للاستثمار.
وهذه المضاربات ليس منها فائدة تذكر لاقتصادنا الوطني, فكيف يستفيد هذا الاقتصاد عندما يصبح سعر سهم سابك على سبيل المثال بـ1300 ريال بدل ان يكون بسعر 400 ريال, هذه الزيادة في سعر السهم ليست الا ربحاً صافياً للشخص الذي يملك هذا السهم, ولكنها لم تزد شيئاً في انتاج سابك, ولم تزد شيئاً في مساهمتها في اقتصادنا, ولم تضف لشركة سابك اي استثمار جديد, فمبلغ الزيادة الذي حدث في سعر السهم لا يذهب الى الشركة المعنية او نشاطها, وانما ينتقل فقط من جيب احد المستثمرين الى جيب مستثمر آخر, وبدون اي تأثير يذكر على اقتصادنا القومي.
بالتالي فإن المليارات التي تدخل في اسواق المضاربة يومياً لا تشكل سوى انتقال الاموال من بعض الناس الى آخرين غيرهم, ولا تشكل اي استثمار جديد او اي توسع في انشطة الشركات الحالية, بالتالي فإن مساهمتها في اقتصادنا الوطني لا تكاد تذكر.
وفي المقابل فإنه يصعب علينا ان نلوم المستثمرين المضاربين, ونطلب منهم ان يوجهوا استثماراتهم الى مجالات اخرى تكون اكثر فائدة لاقتصادنا, فهناك مساهمات شركة (سوا) الوهمية وما ادت اليه من اضرار, وهناك المساهمات العقارية التي اتضح ان بعضها ليس سوى حبر على ورق, او شركة قامت بوضع اساس على ارض لكي تقوم بإنشاء عمارات ضخمة وتركتها بعد ذلك كما هي, فإلى من يشتكي المساهمون في مثل هذه الاستثمارات? او ليس من الافضل لهم ان يتجهوا للاسهم المحلية للشركات المعروفة والموثوقه بها والمتداولة?

وللحديث بقية..


http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2005/3/4/Art_195662.XML

Dr.M
11-03-2005, Fri 2:52 PM
الاكتتاب في بنك البلاد والمضاربة في الأسهم

المصدر : د. وليد عرب هاشم *


عندما نجد ان حوالى ستة ملايين شخص قام بالاكتتاب في طرح اسهم بنك البلاد, وانه تم الاكتتاب بأكثر من عشرة مليارات ريال, بينما كل ما هو مطروح من أسهم لا يتجاوز المليار ريال, أي ان هناك طلباً على هذه الأسهم المطروحة يتجاوز عشرة أضعاف الكمية المعروفة, فإن هذا بلا شك يؤيد ما ذكرته في مقالي السابق بأن هناك سيولة ضخمة في الاسواق السعودية وفي نفس الوقت لا توجد منافذ كافية لكي تستخدم هذه السيولة. وهذا شيء مؤسف لأننا نعلم ان المال هو من أهم عوامل الانتاج وانه لو تم توجيه رأس المال بشكل سليم فإنه سوف يعطينا نتائج مذهلة, وكمثال على ذلك نرى كثيراً من الدول النامية تسعى جاهدة لجذب الاستثمارات ورؤوس الأموال لأنها تعلم ما يمكن ان يحدث من تطور وتنمية لو نجحت في جذب هذه الأموال الى أوطانها.
رأس المال اصبح من اهم عوامل الانتاج -ان لم يكن أهمها- فقد يكون لدينا اراضز شاسعة ومياه عذبة وفيرة ويد عاملة نشيطة ورخيصة, ولكن بدون رأس المال والاستثمار فإننا بصفة عامة لن نستفيد من هذا كله, وأمامنا مثال جيد في انتاج دول مثل كندا التي ترزح ستة اشهر من كل عام في شتاء قارص, ومع ذلك تستطيع ان تنتج منتجات زراعية لتنافس بها انتاج دول كمصر والسودان, رغم انهما ينعمان بطقس دافئ ومشمس تقريباً على مدار العام, ومع ذلك فإننا نرى في هذه الدول قمحاً امريكياً مستورداً, والسبب الرئيسي في ذلك هو رأس المال والاستثمارات التي تمت في الصناعات الغذائية والمزارع في دول مثل كندا وأمريكا.
رأس المال هو العامل الرئيسي الذي حول صحراء قاحلة مثل دبي الى مركز عالمي يتزاحم فيه التجار والسواح, لذلك فإن معظم الدول تتنافس على جذب رأس المال والترحيب به, وما يحدث في اسواقنا المحلية هو دليل واضح على ان اقتصادنا لا يفتقر الى رأس المال, فهناك مليارات من الريالات يتم استثمارها يومياً في اسواق الاسهم والعقارات, وهناك مليارات غيرها في ثروات مختلفة ومليارات اخرى ليست هنا اصلاً وانما خرجت الى الاسواق العالمية بحثاً عن الفرص والاستثمارات.
والتحدي الذي يواجهنا يتمثل ليس فقط في جذب هذه المليارات الى اقتصادنا ولكن يتمثل ايضاً في كيفية توجيهها لتصبح منتجة فعلاً بدلاً من ان تكون للمضاربة ورفع اسعار الاسهم المحلية.
انا ادعو الى ان نقوم بالتركيز على ابتكار الوسائل التي توجه هذه المليارات الى انشطة اقتصادية منتجة, وبالامكان -على سبيل المثال- ان تقوم بعض الاجهزة الحكومية المختصة بإعطاء اولوية لدراسة الشركات او المشاريع الاقتصادية الحالية او الجديدة وتشجيعها لكي تتوسع, او تقوم بتشجيع من لديه مشاريع صغيرة ويحتاج الى رأس مال واستثمار لتأخذ الدولة هذه المشاريع وتدرسها, وان وجدت انها مجدية وتلعب دوراً مفيداً وممكن ان تنجح وتربح فتقوم آنذاك بتقييمها ومساعدتها في طرح اسهم جديدة على المساهمة, وهنا يكون الاكتتاب لكي ننشئ مشروعاً جديداً, او لكي نقوم بتوسعة مشروع حالي, وهذا كله اضافة حقيقية الى اقتصادنا وليس مضاربة على اسهم قائمة ليس لها فائدة سوى رفع اسعار هذه الاسهم.
من المهم ان نشجع المليارات التي في اقتصادنا للدخول في مجالات فيها فائدة فعلية لاقتصادنا, وبعيداً عن دورات المضاربة الحالية.
wahnm@hotmail.com




http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2005/3/11/Art_197793.XML