المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجرّد ود :قادة التغيير



Dr.M
04-03-2005, Fri 2:42 PM
مجرّد ود :قادة التغيير

د . عبد الله الحريري

04/03/2005

سيدنا محمد بن عبد الله صلي الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أشرف من خلق .. ومن أبرز قادة التغيير في المجتمعات البشرية على المستوى المعرفي والسلوكي .. لم يكن فظاً غليظ القلب، بل كان رحيماً عطوفاً في تعامله مع الأعداء قبل الأصحاب. قادة التغيير في المجتمعات كثر ومن أبرزهم الملك عبد العزيز، وعلى المستويات العالمية مارتن لوثر كنج، ومانديلا وغيرهم ممن وضعوا بصمة في ذاكرة الشعوب وعملوا على إذابة المعتقدات واللون والجنس والقبلية تحت مظلة ومعتقد واحد هو الوطن الواحد الذي يحفظ للإنسان كرامته وعزته ويؤمن له سبب العيش الآمن بعيداً عن تجمعات الخوف. عندما نشاهد الشعب اللبناني قبل وبعد الشهيد رفيق الحريري، وأقصد هنا مرحلة الحرب الأهلية ومرحلة التغيير بعد الحرب الأهلية والاستقرار والبناء كتجربة عربية نعتقد أكثر أن الإنسان لم يولد ليكون عدوانياً أو مجرماً أو طائفياً، وأنه يحتاج إلى الإرادة ليمارس إنسانيته ووطنيته. والإرادة لا تأتي من فراغ بل تحتاج إلى الرمز القوي الذي يوقظ الإرادة الإيجابية عند البشر ويوجهها نحو البناء بمفاهيمه المادية وغير المادية. وعندما نتحدث عن (أبو بهاء) كرمز للتغيير كونه الحدث الحي على الساحة العربية في هذه الأيام، فإننا نستشعر الكثير من المفاهيم والدروس التي حفرها ذلك الرجل في ذهن الشخصية اللبنانية بجميع أطيافها ومستوياتها المعرفية في فترة وجيزة لا تقاس بعمر الشعوب. لقد بدأ بمفهوم إنساني هو إيقاظ الحس والشعور الإيجابي عند الإنسان، بل بدأه بنفسه لكي يضع الأرضية للتغير فالعادات والممارسات السلوكية لا تحتاج إلى نظريات بل تحتاج إلى أرضية مادية تمارس عليها تلك السلوكيات، وهو ما حدث فعلاً في لبنان وتؤكده الكثير من النظريات النفسية والسلوكية. ما حدث وما يحدث في لبنان هو نموذج سلوكي معرفي تجسد في وحدة الشعب اللبناني بالرغم من تركيبته الصعبة والظروف غير الطبيعية المحيطة به، وهو درس واقعي لمن يعتقدون أنهم عندما يمتلكون وسيلة إعلامية خارج حدود الوطن بأنهم قادة التغيير. التغيير لا يحدث من خلال الغرف المظلمة واللعب خلف الكواليس والشتائم وفضح عورات الناس سواء حكام أو محكومين والعدوان اللفظي والجسدي وإثبات الرجولة والفحولة وقتل الناس العزل الضعفاء مهما كانت معتقداتهم. التغيير لا يأتي بالتهجم على الناس وأعراضهم مهما كانت المبررات، فللإنسان كرامته وإنسانيته، وليس من حق أي إنسان أن ينصب نفسه وصياً على البشر وأنه حارس لعقولهم وأجسادهم أكثر منهم، وليس من حق أي إنسان أن يمارس ما نصب عليه من منصب لكي يظلم ويفتك بالبشر ويسجن ويحكم بغير ما أنزل الله، وليس من حق أي إنسان أن يفسر ويؤول القوانين على كيفه فالقوانين من صنع فلان وعلان وتتغير حسب مقتضيات العصر ومصالح الناس والقوانين لم توضع ضد الناس بل لتنظيم سلوكيات البشر. التغيير ببساطة يحتاج إلى قراءة سيرة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم عندما يتعامل بالحكمة والموعظة الحسنة والرحمة والمودة مع كل مخلوقات الأرض.




http://www.aleqtisadiah.com/RayList.asp?NewsID=630