المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إعمار تقييم العلامة التجارية ليس مسؤوليتنا



دينار
28-02-2005, Mon 6:25 PM
ماذا تعرف عن «موريشيوس»؟ هل سبق وسمعت بهذا الاسم؟ الإجابة غالبا هي لا. حسنا، ماذا تعرف عن شركة «إعمار العقارية». الإجابة ستكون سهلة: إحدى أضخم الشركات العقارية في المنطقة، يرأس مجلس إدارتها محمد علي العبّار، ستبني أعلى برج في العالم، توسعها الإقليمي والعالمي نشط بصورة مذهلة.. الخ.


الآن، لست وحدك فعليا من يعرف عن «إعمار»، ففي جزيرة «موريشيوس»، التي اتفقنا أنك لا تعرف عنها الكثير، هناك من سمع مرة (على الأقل) بالعلامة التجارية «إعمار» أو تأمّل لوني الأصفر والأزرق الداكن اللذين يشكلان شعارها.


في تلك الجزيرة التي تقع في المحيط الهندي، ويسكنها مليون ونصف المليون نسمة، هناك من يعرف «إعمار» تماما كما يعرفها كثر في دولة الإمارات العربية المتحدة أو ليبيا أو الهند أو الأردن أو المملكة العربية السعودية. ففي تلك الجزيرة، التي اكتشفها البرتغاليون ولم يسكنها العرب قديما خوفا من أعاصيرها، تتخذ الشركة «إعمار» مقرا لشركة أخرى تابعة لها هي «إعمار القابضة».


نحن إذا نتحدث عن علامة تجارية عربية، استطاعت في فترة وجيزة، قياسا إلى المسيرة العمرية التي تحتاجها العلامات لكي يشتد عودها، أن تحقق انتشارا كبيرا. خلف هذا الهدير، محرّك تسويقي محترف استطاع أن يربط هذه العلامة بسمعة جذابة، إلى حد أن علامة تجارية عالمية وعريقة مثل «أرماني» رغبت بالتحالف معها، وتحقق ذلك بالفعل منذ شهور عبر مشروع مشترك بين الشركة الإماراتية ودار الأزياء الايطالية الشهيرة حمل اسم «منتجعات وشقق إعمار- أرماني الفاخرة».


شكلت هذه الخطوة نصرا حقيقيا للعلامة التجارية «إعمار» وانبرى خبراء التسويق آنذاك لتحليل هذه الشراكة والحديث عن رغبة «إعمار»، كعلامة تجارية عربية واعدة، أن تستفيد من «كاريزما» علامة «أرماني» العريقة. لكن شهورا قليلة، واكب فيها هؤلاء الخبراء التوسّع الكبير للشركة ودخولها إلى أسواق جديدة وعقدها تحالفات عديدة، كانت كفيلة لجعلهم يتحدثون عن «كاريزما» علامة «إعمار» نفسها.


يقول عمر سعودي، مدير التسويق الأول في الشركة: «نجحنا في ابتكار علامة جذابة لها سمعتها المتميّزة على الساحة المحلية والعالمية».


تلك السمعة الجذابة لم تبادر الشركة إلى معرفة قيمتها السوقية الحقيقية من خلال معرفة القيمة السعرية للعلامة التجارية: «ليس هذا الأمر من مهامنا، هناك مؤسسات مالية بوسعها أن تقدّر قيمة علامتنا التجارية». ولكن هل طلبت الشركة من أي مؤسسة أن تقوم بهذه العملية؟


«لا، لم يحصل هذا الأمر». البديل: «نثق تماما بالثقة التي يوليها المستهلك لعلامتنا التجارية، فحين يودع العملاء في حوزتنا شيكات تقدّر قيمتها بملايين الدولارات، وذلك قبل أن يروا شققهم التي اشتروها، فهذا دليل واضح على مقدار هذه الثقة وما لهذه العلامة من رصيد مصداقية وشغف لديهم».