Dr.M
18-02-2005, Fri 6:21 PM
الهزائم في حياتي
وحي فاروق لقمان
الحياة لا تسير على وتيرة واحدة فهي مليئة بالتقلبات لا تخلو من المتناقضات فهناك الفرح والألم والنجاح والفشل والإحساس بالأمل حيناً واليأس حيناً آخر كما يمر الإنسان بفترات توقف وتراجع ثم إقدام واستمرار هذا الوضع الطبيعي الذي يمر به الإنسان في مختلف مراحل حياته فيفترض ألا يقلق من تلك التغيرات التي لا تلبث أن تزول ويأتي الأفضل منها المهم ألا يستسلم لها وييأس بل يجب أن يحاول ويتحدى ويصمد حتى يقفز مرة أخرى فيكون للانتصار طعم آخر ويصبح للنجاح معنى أجمل من ذي قبل فلا يشعر الإنسان بحلاوة النجاح إن لم يسبقه فشل ولا يستمتع بفرحة الانتصار إن لم يكن قد شعر يوماً بقساوة ومرارة الهزيمة.
علمتني الحياة أن أقبل الهزيمة كالفرح بالانتصار أعترف بها ولا أخجل منها أظهرها ولا أخفيها أستفيد منها وأتفاخر بها، فالمهزوم في رأيي هو الذي يبحث عن شماعة يعلق عليها أخطاءه، هو الذي يغالط ويسمي الهزيمة نصراً هو الذي يضيع وقته باحثاً عن أسباب غير صحيحة لها فإذا يحاول ذلك الشخص أن يقضي وقته في الوقوف على قدميه وتصحيح أخطائه والكفاح والعمل المتواصل لاستطاع أن يحول الهزيمة إلى نصر!.
لقد هزمت في حياتي عدة مرات على مدى مراحل الدراسة والعمل ثم توالت الهزائم ما أكاد أخرج من هزيمة حتى أدخل في هزيمة جديدة ولا أذكر عدد هزائمي فهي كثيرة ولكن أذكر عدد المرات التي نجحت فيها فهي قليلة جداً و لكنها دفعتني إلى الأمام وكانت سبباً في نسيان مرات الهزيمة، فالإنسان يمر بفترات صعبة في حياته فلا يكاد يبدأ حتى ينتهي ولا يكاد يقف فوق القمة حتى يجد يداً تكون سبباً في سقوطه ولكن يجب أن يكون الإنسان متفائلاً جاعلاً نصب عينيه أن دائماً بعد الهزيمة انتصارا وبعد الفشل نجاحا وكما تصادفه أياد تدفعه إلى الوراء فيتحتم عليه أن يتمسك بالأمل ويصمد ويكون أكثر ثباتاً فستأتي إليه أياد أكثر تساعده على المضي قدماً وتحقق آماله وتدفعه إلى المزيد من النجاح وترفعه إلى أعلى المناصب والمراتب وتكون أكثر تقديراً لكفاءته وإخلاصه في العمل. ولا أذكر أنني يئست أبدا فإذا وجدت الباب مقفلاً في وجهي دخلت من باب آخر وإذا رأيت الصخور تسد طريقي حاولت أن أحفر طريقا لي بأظافري في الصخور. وأكذب إذا قلت إنني نجحت وحدي بل كنت دائماً أجد يداً تمتد إلي تساعدني على الوقوف.. وجدت خيرين يرفعون لي روحي المعنوية بكلمة أو دعاء. إننا ونحن نكافح نحتاج إلى كلمة حلوة. وفي الحقيقة هناك أناس يظنون أنهم نجحوا وانتصروا وهم في واقع الأمر لم يحققوا الانتصار وإنما وصلوا إلى تحقيق أطماعهم بالغش والخداع والإساءة إلى الآخرين، وهذا بطبيعة الحال لا يستمر فتكون هزيمتهم فيما بعد بحيث لا يستطيعون الوقوف بعدها فهذا لا يعد نجاحاً ولا يمت بصلة للانتصار بل هو الفشل بعينه ودليل واضح على عدم كفاءتهم إذ إنهم لم يصلوا إلى النجاح بالعمل الجاد إنما بطرق ملتوية. على خلاف الذين ينجحون بالجهد والمثابرة والإخلاص في العمل ومساعدة الآخرين فلا شك أن الذي يقدم اليوم يحصد دون جدال غداً. فمقاعد الدراسة وفصولها مليئة بطلاب وطالبات متفوقين يتسمون بالمثابرة والاجتهاد وكذا مجالات العمل المختلفة لا تخلو من موظفين ومتخصصين متميزين على قدر كبير من الكفاءة والمهارة وهؤلاء طالما أنهم يخلصون في عطائهم تكون محطات توقفهم محدودة بينما نجاحاتهم أكثر، لهذا يجب على الآباء والأمهات أن ينقلوا تجاربهم المختلفة المفرحة والمؤلمة لأبنائهم حتى تكون دروساً يستفيد منها الأجيال القادمة وأن يوجهوا الأبناء إلى الأسلوب الصحيح والأمثل لممارسة العمل والعطاء والإخلاص في كل عمل يؤدونه لأن ذلك سبب في النجاح والانتصار كما أن الفشل في تجربة ما ليس النهاية بل هو البداية في تحقيق نجاح في تجربة أخرى وأن الإنسان يستطيع أن يجعل التجربة غير الناجحة وسيلة يتعلم منها ومن أخطائها حتى يتفادى الوقوع في ذات الخطأ مستقبلاً. وأن نؤكد دائماً لأبنائنا أن علينا جميعا ألا نجعل المواقف السلبية في حياتنا تعيق تقدمنا بل يتحتم علينا أن نشكر الله على الآلام كما نشكره على الأفراح، وعلى الدموع كالبسمات وعلى المرض كالصحة وعلى الفشل كالنجاح.... فلا يستطيع الإنسان في حياته تحقيق كل ما يتمنى في جوانب الحياة ولا يصل إلى كل ما تصبو إليه نفسه فقد يحقق بعضاً منها كما تمنى ولا يتوقف في أن ينال البعض الآخر ولكن مما لا شك فيه أن الإنسان يحقق نجاحات في جوانب ومجالات لم يكن يفكر فيها أو يطمح إلى تحقيقها فالمهم أن يبذل الشخص كل ما في وسعه كي يكون عضواً فعالاً منتجاً في مجتمعه سواء في المجال الذي طالما حلم به وتمناه أو حتى في مجال آخر المهم أن يعطي هذا المجال حقه ويتقن عمله فيه ويكون صادقاً أمينا في أدائه.
* أكاديمية ومستشارة قانونية في جامعة الملك عبدالعزيز
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-02-18/writers/writers05.htm
وحي فاروق لقمان
الحياة لا تسير على وتيرة واحدة فهي مليئة بالتقلبات لا تخلو من المتناقضات فهناك الفرح والألم والنجاح والفشل والإحساس بالأمل حيناً واليأس حيناً آخر كما يمر الإنسان بفترات توقف وتراجع ثم إقدام واستمرار هذا الوضع الطبيعي الذي يمر به الإنسان في مختلف مراحل حياته فيفترض ألا يقلق من تلك التغيرات التي لا تلبث أن تزول ويأتي الأفضل منها المهم ألا يستسلم لها وييأس بل يجب أن يحاول ويتحدى ويصمد حتى يقفز مرة أخرى فيكون للانتصار طعم آخر ويصبح للنجاح معنى أجمل من ذي قبل فلا يشعر الإنسان بحلاوة النجاح إن لم يسبقه فشل ولا يستمتع بفرحة الانتصار إن لم يكن قد شعر يوماً بقساوة ومرارة الهزيمة.
علمتني الحياة أن أقبل الهزيمة كالفرح بالانتصار أعترف بها ولا أخجل منها أظهرها ولا أخفيها أستفيد منها وأتفاخر بها، فالمهزوم في رأيي هو الذي يبحث عن شماعة يعلق عليها أخطاءه، هو الذي يغالط ويسمي الهزيمة نصراً هو الذي يضيع وقته باحثاً عن أسباب غير صحيحة لها فإذا يحاول ذلك الشخص أن يقضي وقته في الوقوف على قدميه وتصحيح أخطائه والكفاح والعمل المتواصل لاستطاع أن يحول الهزيمة إلى نصر!.
لقد هزمت في حياتي عدة مرات على مدى مراحل الدراسة والعمل ثم توالت الهزائم ما أكاد أخرج من هزيمة حتى أدخل في هزيمة جديدة ولا أذكر عدد هزائمي فهي كثيرة ولكن أذكر عدد المرات التي نجحت فيها فهي قليلة جداً و لكنها دفعتني إلى الأمام وكانت سبباً في نسيان مرات الهزيمة، فالإنسان يمر بفترات صعبة في حياته فلا يكاد يبدأ حتى ينتهي ولا يكاد يقف فوق القمة حتى يجد يداً تكون سبباً في سقوطه ولكن يجب أن يكون الإنسان متفائلاً جاعلاً نصب عينيه أن دائماً بعد الهزيمة انتصارا وبعد الفشل نجاحا وكما تصادفه أياد تدفعه إلى الوراء فيتحتم عليه أن يتمسك بالأمل ويصمد ويكون أكثر ثباتاً فستأتي إليه أياد أكثر تساعده على المضي قدماً وتحقق آماله وتدفعه إلى المزيد من النجاح وترفعه إلى أعلى المناصب والمراتب وتكون أكثر تقديراً لكفاءته وإخلاصه في العمل. ولا أذكر أنني يئست أبدا فإذا وجدت الباب مقفلاً في وجهي دخلت من باب آخر وإذا رأيت الصخور تسد طريقي حاولت أن أحفر طريقا لي بأظافري في الصخور. وأكذب إذا قلت إنني نجحت وحدي بل كنت دائماً أجد يداً تمتد إلي تساعدني على الوقوف.. وجدت خيرين يرفعون لي روحي المعنوية بكلمة أو دعاء. إننا ونحن نكافح نحتاج إلى كلمة حلوة. وفي الحقيقة هناك أناس يظنون أنهم نجحوا وانتصروا وهم في واقع الأمر لم يحققوا الانتصار وإنما وصلوا إلى تحقيق أطماعهم بالغش والخداع والإساءة إلى الآخرين، وهذا بطبيعة الحال لا يستمر فتكون هزيمتهم فيما بعد بحيث لا يستطيعون الوقوف بعدها فهذا لا يعد نجاحاً ولا يمت بصلة للانتصار بل هو الفشل بعينه ودليل واضح على عدم كفاءتهم إذ إنهم لم يصلوا إلى النجاح بالعمل الجاد إنما بطرق ملتوية. على خلاف الذين ينجحون بالجهد والمثابرة والإخلاص في العمل ومساعدة الآخرين فلا شك أن الذي يقدم اليوم يحصد دون جدال غداً. فمقاعد الدراسة وفصولها مليئة بطلاب وطالبات متفوقين يتسمون بالمثابرة والاجتهاد وكذا مجالات العمل المختلفة لا تخلو من موظفين ومتخصصين متميزين على قدر كبير من الكفاءة والمهارة وهؤلاء طالما أنهم يخلصون في عطائهم تكون محطات توقفهم محدودة بينما نجاحاتهم أكثر، لهذا يجب على الآباء والأمهات أن ينقلوا تجاربهم المختلفة المفرحة والمؤلمة لأبنائهم حتى تكون دروساً يستفيد منها الأجيال القادمة وأن يوجهوا الأبناء إلى الأسلوب الصحيح والأمثل لممارسة العمل والعطاء والإخلاص في كل عمل يؤدونه لأن ذلك سبب في النجاح والانتصار كما أن الفشل في تجربة ما ليس النهاية بل هو البداية في تحقيق نجاح في تجربة أخرى وأن الإنسان يستطيع أن يجعل التجربة غير الناجحة وسيلة يتعلم منها ومن أخطائها حتى يتفادى الوقوع في ذات الخطأ مستقبلاً. وأن نؤكد دائماً لأبنائنا أن علينا جميعا ألا نجعل المواقف السلبية في حياتنا تعيق تقدمنا بل يتحتم علينا أن نشكر الله على الآلام كما نشكره على الأفراح، وعلى الدموع كالبسمات وعلى المرض كالصحة وعلى الفشل كالنجاح.... فلا يستطيع الإنسان في حياته تحقيق كل ما يتمنى في جوانب الحياة ولا يصل إلى كل ما تصبو إليه نفسه فقد يحقق بعضاً منها كما تمنى ولا يتوقف في أن ينال البعض الآخر ولكن مما لا شك فيه أن الإنسان يحقق نجاحات في جوانب ومجالات لم يكن يفكر فيها أو يطمح إلى تحقيقها فالمهم أن يبذل الشخص كل ما في وسعه كي يكون عضواً فعالاً منتجاً في مجتمعه سواء في المجال الذي طالما حلم به وتمناه أو حتى في مجال آخر المهم أن يعطي هذا المجال حقه ويتقن عمله فيه ويكون صادقاً أمينا في أدائه.
* أكاديمية ومستشارة قانونية في جامعة الملك عبدالعزيز
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-02-18/writers/writers05.htm