المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «رفاق السوء».. مصطلح هلامي للهروب من مسؤولياتنا!!



Dr.M
27-01-2005, Thu 6:20 AM
مطلة :«رفاق السوء».. مصطلح هلامي للهروب من مسؤولياتنا!!

محمد صادق دياب
23/01/2005

ليس ثمة مشجب علق عليه الكثيرون أخطاءهم أكثر احتمالا وأشد صلابة من ''رفاق السوء''، فكل مدمن تجري الصحافة لقاء معه يحمٌل مسؤولية ما حصل لـ ''رفاق السوء''، وكل أسرة تريد أن تعتذر عن أخطاء ارتكبها ابنها في حق المجتمع تحمل وزر انحرافاته لـ ''رفاق السوء''، وكذلك كل مجرم يقع في يد العدالة يلقي بتبعاته أيضا على ''رفاق السوء''، والنتيجة أن هؤلاء ''الرفاق'' الهلاميين الذين يقفون خلف كل مصيبة، ووراء كل كارثة، وبجوار كل خطب قد استحقوا أمام سيل الاتهامات التي تنالهم من كل حدب وصوب أن يكونوا وحدهم في قفص الاتهام، لكن قبل كل شيء يجب أن نتساءل: من هم ''رفاق السوء''؟! في تقديري أن الحديث عن ''رفاق السوء'' مجرد محاولة ـــ في الغالب ـــ من قبل البعض للتستر على تربية منزلية هشة عجزت عن غرس قيم الفضيلة في أبنائها فلم يستطيعوا أن يصمدوا عند خروجهم من دوائرهم الأسرية الصغيرة على مقاومة تقلبات الريح، هي أيضا محاولة لإخفاء أخطائنا التربوية السابقة في المدرسة والمجتمع لتحقيق الأمن الفكري والصحة النفسية الشاملة للناشئين، لأننا لم نستطع أن نزودهم بطرق التفكير المحفزة على التقويم الناضج لمختلف المؤثرات بدلا من أساليب التلقين المؤدية إلى الإذعان والتبعية العمياء. وبعبارة أخرى: فإن مصطلح ''رفاق السوء'' في تقديرى مجرد رمز لمجموع أخطائنا التربوية في البيت والمدرسة والمجتمع، فـ ''رفاق السوء'' ليسوا بحال من الأحوال مجموعة الأشخاص الذين يشاركون المنحرف انحرافاته، أو المجرم جريمته، فهؤلاء أيضا هم ضحايا، هم ـــ في الغالب ـــ نتيجة لما يحصل وليس سببا، لذا كنت أتمنى حينما يقبض على منحرف أن يقول ولو لمرة واحدة فقط: ''إنني أحمل أسرتي مسؤولية ما حدث أو أحمل المدرسة أو المجتمع، أو كل هذه الدوائر التربوية مسؤولية انحرافي، لأن هذه الدوائر التربوية فشلت في تربيتي وتعثرت في أداء مهامها في تقديم الحماية لي فكريا وأخلاقيا، إذ زودوني ببوصلة مضطربة تداخلت فيها كل النقائض والأضداد''. أريد لبعض الضحايا أن يقولوا لنا ولو مرة: ''إننا حصاد زرعكم، غرس يدكم، ونبت مناخكم، وليس عليكم أن تلومونا، ولكن لوموا أنفسكم''. والخلاصة: أننا في مواجهة أخطائنا التربوية علينا أن نكون أكثر شجاعة فنتحمل مسؤولية أخطائنا، فما نفعله اليوم في الكثير من أحاديثنا لتحليل بعض الانحرافات مجرد محاولات تبريرية لم نجد لها كبش فداء سوى ''رفاق السوء''، مع أن هؤلاء لو أنصفوا لاعتبروا ضحايا، فرفيق السوء الحقيقي في الواقع هو: كل أب لم يرتق إلى مستوى الأبوة، كل أم لم تستخدم سحر أمومتها، كل معلم لم يحقق قداسة رسالته، وكل فرد لم يستشعر المعنى الحقيقي لوجوده كعضو في المجتمع، أولئك هم في تقديري رفاق السوء، فلنفضها سيرة عن الحديث عن رفاق السوق، ودعونا بصراحة نعترف بمسؤولياتنا


http://www.aleqtisadiah.com/RayList.asp?NewsID=167#Scene_1