Dr.M
25-01-2005, Tue 1:44 PM
منعطفات:والشمسُ والقمرُ بحسبان (1/2)!
فهد بن سعود اليحيا
18/01/2005
هفت أفئدة مليار مسلم ليوم الخميس 20 كانون الثاني (يناير) 2006 لمشهد يوم عرفة، يليه عيد الأضحى. وفجأة تمّ تقديمه يوماً، وتم إعلان ذلك في الثلث الأول من مساء الجمعة 14 كانون الثاني (يناير) (ليلة السبت 15). بناءً على شهادة شهود رأوا هلال ذي الحجة بعيد صلاة الثلاثاء 11 كانون الثاني (يناير)، ولم يتقدموا إلى المحكمة بشهادتهم إلا مساء الجمعة!!
قد يكون هذا مقبولاً في عملية نشل، أو سرقة سيارة، أو عندما يتوجه شخص بنداء متوسلاً من شهد واقعةً تعنيه أن يتقدم بالشهادة. ولكن في أمر تكاد تكون فيه الشهادة واجبة (لا أعرف الحكم الشرعي في ذلك) ومسألة تمس جميع المسلمين وتربكهم، فهو أمر يجب ألا يمر دون أخذ الاحتياطات كي لا يتكرر. ولا أدري ما الذي يمنع بين الجمع بين الحساب الفلكي الرياضي الصحيح، والأحكام الشرعية بالرؤية بالعين، والتوفيق بين العقل والنقل.
وقبل أن أسترسل في بسط وجهة نظري علي أن أوضح جانباً فلكياً يسيراً، أظن أن طلبة الثانوية يلمون بجزءٍ كبير منه، فإن لم تتضمن مناهجهم ذلك فهي مصيبة.
يدور القمر حول الأرض، ويدور الاثنان معاً حول الشمس. وتختلف أوجه القمر من هلال وتربيع وبدر، بحسب وضعه إلى كل من الشمس والأرض.
ويكون القمر بدراً حين يكون في وضع المقابلة مع الشمس، وتتوسطهما الأرض، وبينهما 180 درجة. وفي هذه الحال يظهر البدر من الشرق، حال غروب الشمس في الغرب.
أما الهلال فيظهر بعد الاقتران، وهو الوضع الفلكي المعاكس للمقابلة، فيبدو القمر والشمس للناظر من الأرض على خط مستقيم، وكأن الدرجة الفاصلة بينهما صفر.
والقمر جرم معتم كالأرض، ولكن ضياءه البادي لنا ما هو إلا انعكاس لضوء نور الشمس عليه (ولو وقف أحدهم فوق سطح القمر لبدت له الأرض قمراً ساطعاً أكبر من قمرنا بأربع مرات) ولذلك يختفي عن أعين البشر عندما يقترب من الشمس بست درجات فأقل، وتبدأ مرحلة الاستتار أو المحاق، ويكتمل الاقتران، ولكن حتى ما بعد الاقتران يختفي في وهج الشمس عن نظرنا.
وفي الاقتران وما بعده يظهر القمر مع الشمس ويغرب معها، ولذا تمكن رؤيته هلالاً بصعوبة على الأفق الغربي بعيد غروب الشمس، ولفترة وجيزة، وذلك عندما يبتعد عنها بأكثر من ست درجات.
ومعلومة جانبية، لأن القمر أصغر من الشمس 400 مرة، ولأن المسافة التي تفصلنا عن الشمس أكبر من تلك التي تفصلنا عن القمر بـ 400 مرة، فإن الحجم الظاهري للشمس والقمر متساوٍ، ولذا يحدث الخسوف الكلي والكسوف الكلي.
وفلكياً تعتبر ولادة الهلال New Moon عندما يكون الاقتران كاملاً. بيد أن رؤية الهلال تعتمد على عوامل أخرى هي: عمر الهلال؛ وهي المدة الفاصلة بين ولادة الهلال وموعد غروب الشمس في كل منطقة. وارتفاع الهلال عن خط الأفق (الغربي)، وموقعه بالنسبة إلى الشمس، وقدر إضاءته.
بالإضافة إلى ذلك تأتي عوامل أخرى هي حدة بصر الرائي، وصفاء السماء، والبعد عن الإضاءة الصناعية، ونظافة الجو، التلوث الذي يميز العصر الحديث.
ولا تمكن رؤية هلال أول الشهر أو آخره، أي حالة الاقتران الجزئي، مسافة فاصلة قدرها عشر درجات فأقل، بالعين المجردة إلا بصعوبة نوعاً. وتزيد هذه الصعوبة كلما قلت الدرجات الفاصلة بينهما، أما عندما تكون الدرجات ستا فما دون فهي صعبة جداً.
ولا تمكن رؤية القمر في الاقتران التام أو شبه التام إلا بتلسكوبات خاصة برؤية الشمس أي تستعمل فلترات خاصة لحماية العين.
ولكي نستوعب مكث الهلال وعمره وارتفاعه عن الأفق نوفق بين الدرجات والزمن. فالقمر يقطع في المتوسط درجة كل ساعتين. ولذا إذا كان ابتعاد القمر عن الشمس ساعة الغروب أربع درجات مثلاً فإن عمره في المتوسط ست ساعات.
http://www.aleqtisadiah.com/RayList.asp?NewsID=131#Scene_1
مـنـعـطـفـات :والشمس والقمر بحسبان (2/2)
فهد سعود اليحيا
25/01/2005
ليست ولادة الهلال فلكياً والتي تحددها الحسابات الفلكية هي الأساس في اعتماد بداية الأشهر القمرية (الهجرية) ولكن الحسابات الفلكية تحدد لنا إمكانية رؤية الهلال من عدمها. فإذا تولد الهلال قبل غروب الشمس بأقل من 12 ساعة، فلا يُتوقع رؤية الهلال في ذلك اليوم. بمعنى آخر، سيولد هلال شهر المحرم لعام 1426 هجرية الساعة 1:29 من صباح يوم الأربعاء التاسع من شباط (فبراير) 2005 إن شاء الله، وسيكون غروب الشمس الساعة 4:14 مساء من ذات اليوم. وبذلك يكون عمر الهلال الوليد عند الغروب 18 ساعة تقريباً وستكون إمكانية رؤيته صعبة بيد أنها ممكنه، وسيمكث فوق الأفق أكثر من 40 دقيقة ، وسيكون ارتفاعه عن الأفق ست درجات تقريباً. ولكن لو افترضنا أن ولادة الهلال ستكون ضحى ذلك اليوم، أو بعد ذلك الوقت فإن الرؤية ستكون صعبة جداً إلى درجة عدم الإمكانية. أما لو كانت الولادة بعد الغروب فستكون الرؤية في ذلك الوقت مستحيلة بأي حال من الأحوال فهو لم يتولد بعد! إضافة إلى عامل آخر وهو غروب الهلال قبل الشمس أو بعدها فإن كان قبلها فالرؤية تكون مستحيلة حتماً! وكان الإمام الشافعي يرد شهادة من يتقدم برؤية هلال الشهر، إذا تعارضت شهادته مع الحسابات الفلكية. نأتي إلى أمر آخر، وهو أن رؤية الهلال مرتفعاً وكبيراً بعد غروب الشمس، في أول يوم من الشهر القمري - أو ثاني يوم منه - لا يعني إمكانية رؤيته في اليوم السابق، كما ذكر بيان مجلس القضاء الأعلى الموقر أنه تقدم «عدة شهود برؤية الهلال ليلة الثلاثاء وهم من السيح شرق محافظة الرين، وتبلغت محكمة الرين بذلك، فطلبهم فضيلة قاضي الرين. وحضر منهم اثنان شهدا برؤيتهما هلال ذي الحجة بعد مغرب يوم الإثنين 29 من شهر ذي القعدة. ومكث كل واحد منهما يراه بعد أن صليا فريضة المغرب. وفي ليلة الأربعاء ذكر كل واحد منهما أنه رآه عاليا وبقي يرى إلى صلاة العشاء وجرت تزكيتهما.. إلخس فهلال ذي الحجة قد وُلد الساعة 3:04 من عصر يوم الإثنين العاشر من كانون الثاني ( يناير) 2005 وغربت الشمس الساعة 5:55 مساء بتوقيت مكة المكرمة، أي أن عمر القمر ثلاث ساعات تقريباً ولم يبتعد عن الشمس، بأكثر من درجة وبضع دقائق قوسية، وهو حينئذٍ في وهج نور الشمس وارتفاعه عن الأفق ضئيل ودرجة إضاءته صفر وإمكانية رؤيته معدومة، وتكاد تكون مستحيلة ذلك اليوم. ومغرب يوم الثلاثاء كان عمره 27 ساعة، أما مغرب شمس الأربعاء فكان عمره 51 ساعة فلا غرو أن يكون مرتفعاً وأن تكون إضاءته زائدة وأن يمكث وقتاً طويلاً. وبالتالي ليس قول الشهود حجةً يؤكد صحة رؤيتهم هلال مغرب يوم الإثنين. وأنا لا أطعن بنزاهة الشهود ولكن الهلال يكون متناهياً في الصغر مثل هدبة الرمش والجفن ومن الممكن أن يحدث اللبس والخطأ. ولذا كان الشافعي يرد شهادة الشهود إذا اختلفت شهادتهم مع الحسابات الفلكية دون اتهام لهم أو شبهة فيهم. إضافة إلى ما صرح به نائب رئيس لجنة الأهلة والتقويم والمواقيت في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك أنه طبقاً للحسابات الفلكية: «غابت الشمس في محافظة الرين يوم الإثنين في الساعة 6:57 دقيقة، وغاب القمر في الساعة 6:53دقيقة، أي أن القمر كان قد غاب قبل غروب الشمس بأربع دقائقس. وبذلك فإن روية الهلال ذلك المساء مستحيلة تماماً! وهذا يعيدني إلى ما سبق أن كتبته في هذه الصحيفة الغراء، عن هلال شوال الماضي. إذ وُلد الساعة 5:28 دقيقة من مساء يوم الجمعة 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004، بينما كانت صلاة المغرب في الرياض الساعة 5:04 وفي مكة 5:37 ورؤية الهلال بالتالي مستحيلة ولو تقدم للشهادة برؤية الهلال 100 شخص لا 11 عدلاً. ليس طعناً في عدليتهم ولكن لأي لبس أو خطأ لاختلاف شهادتهم مع الحسابات الفلكية. وفي مساء الثلاثاء 11 كانون الثاني (يناير) 2005 أعلنت جمعية الفلك بالقطيف والتي أشهرتْ في رجب 1423هـ في موقعها على الإنترنت: «رصد هلال شهر ذي الحجة 1425هـ: هلال واحد لكل العالم ـ إن شاء الله ـ تمت رؤية هلال شهر ذي الحجة 1425هـ، عند غروب يوم الثلاثاء 11 كانون الثاني (يناير) 2004م بشكل واضح. وساعد صفاء الجو على رؤية الهلال حتى قبل غروب الشمس بثلاث دقائق بواسطة منظار الجمعية MEAD LX 200 GPS 10S¢ ثم بالعين المجردة بعد تسع دقائق من غروب الشمس. ووضعت نتائج الرصد في المنتدى الفلكي للجمعية. حيث بدأ الرصد الساعة 4:30 مساء بالتوقيت المحلي (1:30مساء بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء 11 كانون الثاني ( يناير) 2005، واستمرت رؤية الهلال حتى الساعة 6:00 مساءً. وشارك في الرصد ستة من أعضاء الجمعية في مرصد الجمعية. ويتوقع أن يكون ذلك هلالاً لكل مناطق العالم تقريباً إن شاء الله. وهو كذلك يتطابق مع من يعتمد الحساب بدلاً من الرؤية إلا من شذ ولا عبرة بذلك. وأعلن مجلس القضاء الأعلى في السعودية دخول شهر ذي الحجة يوم الأربعاء 12 كانون الثاني (يناير). وترفع الجمعية تهنئتها بهذه المناسبة السعيدة إلى جميع المسلمين في أنحاء الأرض». والجدير بالذكر أن الجمعية تؤكد في موقعها أن الحسابات وحدها لا تغني عن الرؤية عن الحسية. لقد آن الأوان للتوقف عن التخبط فإذا كان الالتباس في هلالي رمضان وشوال يؤثر في قطر وبضعة ملايين في الارتباك فإن هلال ذي الحجة يؤثر في كل الأقطار الإسلامية. ولعل رابطة العالم الإسلامي تأخذ على عاتقها مهمة القيام بدراسة جدية كي أن يتفق المسلمون على أمر واحد على الأقل في العصر الحديث، وهو أمر لو تعلمون جليل. أنا هنا لا أدعو إلى استخدام المناظير والتلسكوبات ولكني أدعو إلى اعتماد الحسابات الفلكية التي يكاد يكون خطؤها بالغ الندرة بينما خطأ العين شائع خصوصاً في عصر التلوث وأدعو إلى التوفيق بين الحسابات الفلكية والرؤية على طريقة الإمام الشافعي.
استشاري الطب النفسي فاكس: 4782781
http://www.aleqtisadiah.com/RayList.asp?NewsID=186#Scene_1
فهد بن سعود اليحيا
18/01/2005
هفت أفئدة مليار مسلم ليوم الخميس 20 كانون الثاني (يناير) 2006 لمشهد يوم عرفة، يليه عيد الأضحى. وفجأة تمّ تقديمه يوماً، وتم إعلان ذلك في الثلث الأول من مساء الجمعة 14 كانون الثاني (يناير) (ليلة السبت 15). بناءً على شهادة شهود رأوا هلال ذي الحجة بعيد صلاة الثلاثاء 11 كانون الثاني (يناير)، ولم يتقدموا إلى المحكمة بشهادتهم إلا مساء الجمعة!!
قد يكون هذا مقبولاً في عملية نشل، أو سرقة سيارة، أو عندما يتوجه شخص بنداء متوسلاً من شهد واقعةً تعنيه أن يتقدم بالشهادة. ولكن في أمر تكاد تكون فيه الشهادة واجبة (لا أعرف الحكم الشرعي في ذلك) ومسألة تمس جميع المسلمين وتربكهم، فهو أمر يجب ألا يمر دون أخذ الاحتياطات كي لا يتكرر. ولا أدري ما الذي يمنع بين الجمع بين الحساب الفلكي الرياضي الصحيح، والأحكام الشرعية بالرؤية بالعين، والتوفيق بين العقل والنقل.
وقبل أن أسترسل في بسط وجهة نظري علي أن أوضح جانباً فلكياً يسيراً، أظن أن طلبة الثانوية يلمون بجزءٍ كبير منه، فإن لم تتضمن مناهجهم ذلك فهي مصيبة.
يدور القمر حول الأرض، ويدور الاثنان معاً حول الشمس. وتختلف أوجه القمر من هلال وتربيع وبدر، بحسب وضعه إلى كل من الشمس والأرض.
ويكون القمر بدراً حين يكون في وضع المقابلة مع الشمس، وتتوسطهما الأرض، وبينهما 180 درجة. وفي هذه الحال يظهر البدر من الشرق، حال غروب الشمس في الغرب.
أما الهلال فيظهر بعد الاقتران، وهو الوضع الفلكي المعاكس للمقابلة، فيبدو القمر والشمس للناظر من الأرض على خط مستقيم، وكأن الدرجة الفاصلة بينهما صفر.
والقمر جرم معتم كالأرض، ولكن ضياءه البادي لنا ما هو إلا انعكاس لضوء نور الشمس عليه (ولو وقف أحدهم فوق سطح القمر لبدت له الأرض قمراً ساطعاً أكبر من قمرنا بأربع مرات) ولذلك يختفي عن أعين البشر عندما يقترب من الشمس بست درجات فأقل، وتبدأ مرحلة الاستتار أو المحاق، ويكتمل الاقتران، ولكن حتى ما بعد الاقتران يختفي في وهج الشمس عن نظرنا.
وفي الاقتران وما بعده يظهر القمر مع الشمس ويغرب معها، ولذا تمكن رؤيته هلالاً بصعوبة على الأفق الغربي بعيد غروب الشمس، ولفترة وجيزة، وذلك عندما يبتعد عنها بأكثر من ست درجات.
ومعلومة جانبية، لأن القمر أصغر من الشمس 400 مرة، ولأن المسافة التي تفصلنا عن الشمس أكبر من تلك التي تفصلنا عن القمر بـ 400 مرة، فإن الحجم الظاهري للشمس والقمر متساوٍ، ولذا يحدث الخسوف الكلي والكسوف الكلي.
وفلكياً تعتبر ولادة الهلال New Moon عندما يكون الاقتران كاملاً. بيد أن رؤية الهلال تعتمد على عوامل أخرى هي: عمر الهلال؛ وهي المدة الفاصلة بين ولادة الهلال وموعد غروب الشمس في كل منطقة. وارتفاع الهلال عن خط الأفق (الغربي)، وموقعه بالنسبة إلى الشمس، وقدر إضاءته.
بالإضافة إلى ذلك تأتي عوامل أخرى هي حدة بصر الرائي، وصفاء السماء، والبعد عن الإضاءة الصناعية، ونظافة الجو، التلوث الذي يميز العصر الحديث.
ولا تمكن رؤية هلال أول الشهر أو آخره، أي حالة الاقتران الجزئي، مسافة فاصلة قدرها عشر درجات فأقل، بالعين المجردة إلا بصعوبة نوعاً. وتزيد هذه الصعوبة كلما قلت الدرجات الفاصلة بينهما، أما عندما تكون الدرجات ستا فما دون فهي صعبة جداً.
ولا تمكن رؤية القمر في الاقتران التام أو شبه التام إلا بتلسكوبات خاصة برؤية الشمس أي تستعمل فلترات خاصة لحماية العين.
ولكي نستوعب مكث الهلال وعمره وارتفاعه عن الأفق نوفق بين الدرجات والزمن. فالقمر يقطع في المتوسط درجة كل ساعتين. ولذا إذا كان ابتعاد القمر عن الشمس ساعة الغروب أربع درجات مثلاً فإن عمره في المتوسط ست ساعات.
http://www.aleqtisadiah.com/RayList.asp?NewsID=131#Scene_1
مـنـعـطـفـات :والشمس والقمر بحسبان (2/2)
فهد سعود اليحيا
25/01/2005
ليست ولادة الهلال فلكياً والتي تحددها الحسابات الفلكية هي الأساس في اعتماد بداية الأشهر القمرية (الهجرية) ولكن الحسابات الفلكية تحدد لنا إمكانية رؤية الهلال من عدمها. فإذا تولد الهلال قبل غروب الشمس بأقل من 12 ساعة، فلا يُتوقع رؤية الهلال في ذلك اليوم. بمعنى آخر، سيولد هلال شهر المحرم لعام 1426 هجرية الساعة 1:29 من صباح يوم الأربعاء التاسع من شباط (فبراير) 2005 إن شاء الله، وسيكون غروب الشمس الساعة 4:14 مساء من ذات اليوم. وبذلك يكون عمر الهلال الوليد عند الغروب 18 ساعة تقريباً وستكون إمكانية رؤيته صعبة بيد أنها ممكنه، وسيمكث فوق الأفق أكثر من 40 دقيقة ، وسيكون ارتفاعه عن الأفق ست درجات تقريباً. ولكن لو افترضنا أن ولادة الهلال ستكون ضحى ذلك اليوم، أو بعد ذلك الوقت فإن الرؤية ستكون صعبة جداً إلى درجة عدم الإمكانية. أما لو كانت الولادة بعد الغروب فستكون الرؤية في ذلك الوقت مستحيلة بأي حال من الأحوال فهو لم يتولد بعد! إضافة إلى عامل آخر وهو غروب الهلال قبل الشمس أو بعدها فإن كان قبلها فالرؤية تكون مستحيلة حتماً! وكان الإمام الشافعي يرد شهادة من يتقدم برؤية هلال الشهر، إذا تعارضت شهادته مع الحسابات الفلكية. نأتي إلى أمر آخر، وهو أن رؤية الهلال مرتفعاً وكبيراً بعد غروب الشمس، في أول يوم من الشهر القمري - أو ثاني يوم منه - لا يعني إمكانية رؤيته في اليوم السابق، كما ذكر بيان مجلس القضاء الأعلى الموقر أنه تقدم «عدة شهود برؤية الهلال ليلة الثلاثاء وهم من السيح شرق محافظة الرين، وتبلغت محكمة الرين بذلك، فطلبهم فضيلة قاضي الرين. وحضر منهم اثنان شهدا برؤيتهما هلال ذي الحجة بعد مغرب يوم الإثنين 29 من شهر ذي القعدة. ومكث كل واحد منهما يراه بعد أن صليا فريضة المغرب. وفي ليلة الأربعاء ذكر كل واحد منهما أنه رآه عاليا وبقي يرى إلى صلاة العشاء وجرت تزكيتهما.. إلخس فهلال ذي الحجة قد وُلد الساعة 3:04 من عصر يوم الإثنين العاشر من كانون الثاني ( يناير) 2005 وغربت الشمس الساعة 5:55 مساء بتوقيت مكة المكرمة، أي أن عمر القمر ثلاث ساعات تقريباً ولم يبتعد عن الشمس، بأكثر من درجة وبضع دقائق قوسية، وهو حينئذٍ في وهج نور الشمس وارتفاعه عن الأفق ضئيل ودرجة إضاءته صفر وإمكانية رؤيته معدومة، وتكاد تكون مستحيلة ذلك اليوم. ومغرب يوم الثلاثاء كان عمره 27 ساعة، أما مغرب شمس الأربعاء فكان عمره 51 ساعة فلا غرو أن يكون مرتفعاً وأن تكون إضاءته زائدة وأن يمكث وقتاً طويلاً. وبالتالي ليس قول الشهود حجةً يؤكد صحة رؤيتهم هلال مغرب يوم الإثنين. وأنا لا أطعن بنزاهة الشهود ولكن الهلال يكون متناهياً في الصغر مثل هدبة الرمش والجفن ومن الممكن أن يحدث اللبس والخطأ. ولذا كان الشافعي يرد شهادة الشهود إذا اختلفت شهادتهم مع الحسابات الفلكية دون اتهام لهم أو شبهة فيهم. إضافة إلى ما صرح به نائب رئيس لجنة الأهلة والتقويم والمواقيت في الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك أنه طبقاً للحسابات الفلكية: «غابت الشمس في محافظة الرين يوم الإثنين في الساعة 6:57 دقيقة، وغاب القمر في الساعة 6:53دقيقة، أي أن القمر كان قد غاب قبل غروب الشمس بأربع دقائقس. وبذلك فإن روية الهلال ذلك المساء مستحيلة تماماً! وهذا يعيدني إلى ما سبق أن كتبته في هذه الصحيفة الغراء، عن هلال شوال الماضي. إذ وُلد الساعة 5:28 دقيقة من مساء يوم الجمعة 19 تشرين الثاني (نوفمبر) 2004، بينما كانت صلاة المغرب في الرياض الساعة 5:04 وفي مكة 5:37 ورؤية الهلال بالتالي مستحيلة ولو تقدم للشهادة برؤية الهلال 100 شخص لا 11 عدلاً. ليس طعناً في عدليتهم ولكن لأي لبس أو خطأ لاختلاف شهادتهم مع الحسابات الفلكية. وفي مساء الثلاثاء 11 كانون الثاني (يناير) 2005 أعلنت جمعية الفلك بالقطيف والتي أشهرتْ في رجب 1423هـ في موقعها على الإنترنت: «رصد هلال شهر ذي الحجة 1425هـ: هلال واحد لكل العالم ـ إن شاء الله ـ تمت رؤية هلال شهر ذي الحجة 1425هـ، عند غروب يوم الثلاثاء 11 كانون الثاني (يناير) 2004م بشكل واضح. وساعد صفاء الجو على رؤية الهلال حتى قبل غروب الشمس بثلاث دقائق بواسطة منظار الجمعية MEAD LX 200 GPS 10S¢ ثم بالعين المجردة بعد تسع دقائق من غروب الشمس. ووضعت نتائج الرصد في المنتدى الفلكي للجمعية. حيث بدأ الرصد الساعة 4:30 مساء بالتوقيت المحلي (1:30مساء بتوقيت غرينتش) يوم الثلاثاء 11 كانون الثاني ( يناير) 2005، واستمرت رؤية الهلال حتى الساعة 6:00 مساءً. وشارك في الرصد ستة من أعضاء الجمعية في مرصد الجمعية. ويتوقع أن يكون ذلك هلالاً لكل مناطق العالم تقريباً إن شاء الله. وهو كذلك يتطابق مع من يعتمد الحساب بدلاً من الرؤية إلا من شذ ولا عبرة بذلك. وأعلن مجلس القضاء الأعلى في السعودية دخول شهر ذي الحجة يوم الأربعاء 12 كانون الثاني (يناير). وترفع الجمعية تهنئتها بهذه المناسبة السعيدة إلى جميع المسلمين في أنحاء الأرض». والجدير بالذكر أن الجمعية تؤكد في موقعها أن الحسابات وحدها لا تغني عن الرؤية عن الحسية. لقد آن الأوان للتوقف عن التخبط فإذا كان الالتباس في هلالي رمضان وشوال يؤثر في قطر وبضعة ملايين في الارتباك فإن هلال ذي الحجة يؤثر في كل الأقطار الإسلامية. ولعل رابطة العالم الإسلامي تأخذ على عاتقها مهمة القيام بدراسة جدية كي أن يتفق المسلمون على أمر واحد على الأقل في العصر الحديث، وهو أمر لو تعلمون جليل. أنا هنا لا أدعو إلى استخدام المناظير والتلسكوبات ولكني أدعو إلى اعتماد الحسابات الفلكية التي يكاد يكون خطؤها بالغ الندرة بينما خطأ العين شائع خصوصاً في عصر التلوث وأدعو إلى التوفيق بين الحسابات الفلكية والرؤية على طريقة الإمام الشافعي.
استشاري الطب النفسي فاكس: 4782781
http://www.aleqtisadiah.com/RayList.asp?NewsID=186#Scene_1