المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآثار الاقتصادية لزلزال آسيا



Dr.M
02-01-2005, Sun 11:51 PM
الآثار الاقتصادية لزلزال آسيا

المصدر : عصام مصطفى خليفة (*)


مائة ثانية فقط هي عمر الزلزال الذي ضرب عدة دول في جنوب شرق آسيا تجاوزت حصيلة ضحاياه أكثر من 150 الف قتيل وأكثر من خمسة ملايين متشرد دون مأوى واصيب العالم بالحزن والألم.
ومن المتوقع ان تكون التداعيات الاقتصادية والانسانية كبيرة جداً في الدول المنكوبة على المدى القصير, فقد اطاح الزلزال بالبنية التحتية لبعض الدول المنكوبة, وهو ما يستلزم اعادة تعميرها وبناء شبكات جديدة للطرق والاتصالات وتوفير الخدمات وبناء المساكن وتمكين الصيادين والمزارعين منهم من مزاولة اعمالهم بتوفير القوارب وآلات الصيد والزراعة التي فقدوها واعادة بناء وتأهيل المناطق السياحية. كما ان فقدان الصيادين انفسهم الذين كان لهم دور في تعمير تلك المناطق سيكون له اثر سلبي طويل المدى على الانشطة السياحية. ومن المتوقع ان اعادة تعمير البنية التحتية لهذه الدول المتأثرة بالزلزال ان تكلف اكثر من 20 مليار دولار.
ويعتبر القطاع الاكثر تضرراً هو قطاع السياحة, حيث تعد السياحة مجالاً اساسياً لمعظم الدول في المنطقة, حيث انها توفر وظائف لنحو 19 مليون شخص في جنوب شرق آسيا وفقاً لارقام مجلس السياحة والسفر العالمي, وقد توقفت مباشرة بعد الكارثة رحلات السياحة لأماكن الزلزال, كما تراجعت الحجوزات الى دول جنوب شرق آسيا. وسيؤدي تراجع السياحة الى انخفاض العائدات من النقد الاجنبي, وقد انخفضت اسهم بعض شركات الطيران في الدول المنكوبة ما بين 2-4%, كما اثر ايضاً على الشركات السياحية الاوروبية والامريكية التي كانت تخطط لجني ارباح رحلات واحتفالات رأس السنة. ومن المتوقع ان يتأثر كثيراً قطاع التأمين في الدول المنكوبة بالزلزال خاصة ان الخسائر في الممتلكات المؤمنة قد تتجاوز 10 مليارات دولار.
كما يتوقع ان عدداً كبيراً من الدول العشر التي ضربتها الامواج الناتجة من الزلزال ستعاني من تباطؤ في النمو الاقتصادي, حيث ستؤدي الكارثة الى تراجع تقديرات النمو الاقتصادي الى 4% بدلاً عن 5% للسنة المقبلة, وذلك لانخفاض عائدات قطاع السياحة التي وصلت خلال الاشهر العشرة الاولى من هذه السنة (2004) حوالى 270 مليون دولار, وهي معدلات مرتفعة بنسبة 11% عن عائدات السنة الماضية 2003.
وسيفرض التراجع في قطاع السياحة تحديات لمواجهة مشاكل مزمنة في اقتصاد هذه الدول التي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة والتضخم وعجز في ميزانياتها.

وقفة:

{أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون..}.
أسأل الله اللطف.

(*) مدير مشروع الابحاث الاقتصادية

فاكس: 6861737/02


http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/2005/1/2/Art_177872.XML