Dr.M
01-01-2005, Sat 4:55 PM
هيئة المال تدعم السوق السوداء
انتصار العقيل
01/01/2005
ولأني امرأة "القوس".. التي تهوى الترحال والتغيير والمغامرات واكتشاف كل جديد مجهول. أضف لهذه الصفة.. الصفة الأهم، والتي هي العامل المساعد "للقوس" التي بدونها لا يصيب أهدافه ولا يحقق مراده. صفة عشقه وولعه بالأسهم بكل أنواعها. فلا قوس بلا أسهم ولا أسهم بلا قوس..!!!
هذه الصفات هي التي بقدرة قادر رمتني منذ بداية شهر أيلول (سبتمبر) في يم أسهم السوق السعودية.. وأحمد الله البداية كانت أكثر من موفقة.. فمن منطلق وطنيتي شجعت الصناعة الوطنية ووضعت كل ما في جعبتي (وللمتطفلين لن أطفئ نار تطفلهم وأخبرهم البداية كانت بكم أرنب أو بكم فأر) المهم أن ما كان في جعبتي من أرانب أو فئران تضاعفت تقريبا، فسهم "سابك" أو كما أحب أن أطلق عليه سهم "السبيكة" ارتفع إلى الضعف تقريبا.. واستبشرت خيرا مع المستثمرين النزهاء حين طلت علينا "هيئة سوق المال" معلنة أهدافها الرائعة المبشرة بكل خير.. ولكن عينكم تشوف النور. ما أن لوحت الهيئة بلوائحها الثلاث حتى هاج وماج بحر السوق، ليس بسبب "المد" في الشراء بل بسبب "الجزر" الذي مارسه "هوامير" السوق وهم يبيعون أسهمهم في محاولة تصدي ومواجهة للهيئة بقوانينها ولوائحها. ما أدى لارتفاع أمواج عاتية مثل أمواج المحيط الهندي التي نشاهدها على شاشات التلفاز. وتدحرج مؤشر السوق، وأصبح مثل المصعد طالع نازل طوال وقت التداول، وتحول السوق من استثمار إلى مضاربة إلى قمار.. يتم البيع والشراء من المستثمر العادي بأسلوب: "حادي.. بادي.. أسيادنا الهوامير بيشتروا في هادي.. وبيبيعوا في هادي".
والمحللون والمراقبون لهذا الحراج ـ آسفة ـ أقصد السوق أضحوا يطلون علينا بعد أن بشرونا ببلوغ المؤشر للخمس أرقام.. أصبحوا مع كل هبوط في المؤشر يعلنون أن هذا مجرد تصحيح وجني أرباح وغدا أبشروا خيرا.. لكن جني الأرباح ظل مستمرا. وإلى الآن يعلم الله والبشر لا يعلمون متى سيبدأ موسم الزرع..!!
أما الهيئة التي من أهم أهدافها:
ـ توفير المناخ الملائم للاستثمار في السوق، وزيادة الثقة فيه، والتأكد من الإفصاح الملائم والشفافية للشركات المساهمة المدرجة في السوق.
ـ حماية المستثمرين من الممارسات غير العادلة وغير السليمة التي تنطوي على احتيال أو غش أو التداول بناء على معلومات داخلية.
هذه الهيئة بجلالة قدرها "فص ملح وذاب". لا ممثل رسمي لها عبر التلفاز يشرح ما يحدث للمستثمرين.. ولا ندوات ودورات مجانية تهدف لتثقيف وتوعية المستثمر. الهيئة مختفية، والشفافية معدومة. وأصبحت الأجواء ضبابية مليئة بالإشاعات والتكهنات.
وفجأة ظهرت الهيئة حين تدخلت لتجعل التذبذب على سهم شركة الكهرباء بنسبة 1 في المائة. فهزت السوق بعنف دون أن تكلف نفسها ـ أيضا ـ لا بالشرح ولا التوضيح.
ثم ـ أيضا ـ ظهرت فجأة مرة أخرى لتحدد لنا نسبة 500 في المائة كبداية على سهم اتحاد اتصالات، وبهذه النسبة العالية أوهمت نعم وغررت وخدعت المستثمر بقيمة مبالغ فيها لهذا السهم. وأيضا بهذه النسبة دعمت (أكرر دعمت) السوق السوداء التي بيع السهم فيها قبل التداول بهذا السعر بل أدنى منه.
وقد كان الأجدر بالهيئة أن تعطي درسا لمن اشترى خارج سوق التداول، لو جعلت السهم يبدأ من 150 إلى 200 ريال. لو فعلت هذا لكانت حاربت السوق السوداء. وحين بلغ السهم الـ 400 ريال تقريبا بعد أن بيع منه مليون سهم أو أكثر بقليل أغلقت السوق يوم الخميس على طلبات ضخمة بلا أي عرض.
وفي صباح السبت 25/12/2004 فوجئ الجميع بعرض الهوامير للسهم بـ 370 ريالا، ولما لا وقد ابتاعوه في السوق السوداء بأقل بكثير من هذا السعر. وطبعا ظل السهم يتدحرج إلى أدنى مستوى 320 ريالا. وتمكن الهوامير (كبار المستثمرين) من سحبه وشفطه من أفواه "السردين" و"السيجان" (صغار المستثمرين) بكل بساطة. أما "هيئة المال" (الحوت) فقد ظلت متفرجة وبراءة الأطفال في عينيها وكأن سياستها ليست هي السبب الرئيسي في الوقوع في هذا الفخ. عذرها أن عمرها الزمني لا يتعدى الشهور. متجاهلين أننا في عصر العلم والمعلومات ولا عذر للقائمين على أي عمل بعدم البدء من حيث انتهى الآخرون. وتأكدوا من يبدأ كبيرا يظل كبيرا، ومن يبدأ صغيرا يظل صغيرا.!
والآن بدأ السهم برحلة الارتفاع. وهنيئا لأصحاب المحافظ الكبرى بهذا التلاعب القانوني الذي لا غبار عليه والذي مكنتهم منه الهيئة.
وهكذا عوضا أن تحمي الهيئة صغار المستثمرين ضيعتهم، وتركتهم بعد أن فقدوا ثقتهم بها وبالسوق أمام خيارين كلاهما أصعب من الآخر إما الخروج بخسائر أو البقاء في هذا التيه والضياع.
أما "الهوامير" فعوضا أن تضعفهم غذتهم، وإن شاء الله يتربوا و"يتربربوا" في عزها.
السؤال: الهيئة تستطيع أن تحاسب المستثمرين، لكن هل يستطيع المستثمرون أن يحاسبوا الهيئة وهي تتعلم على حساب محافظهم.؟!
وكل سهم جديد وأنتم بخير.!
كاتبة سعودية
http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=28&InNewsItemID=33579
انتصار العقيل
01/01/2005
ولأني امرأة "القوس".. التي تهوى الترحال والتغيير والمغامرات واكتشاف كل جديد مجهول. أضف لهذه الصفة.. الصفة الأهم، والتي هي العامل المساعد "للقوس" التي بدونها لا يصيب أهدافه ولا يحقق مراده. صفة عشقه وولعه بالأسهم بكل أنواعها. فلا قوس بلا أسهم ولا أسهم بلا قوس..!!!
هذه الصفات هي التي بقدرة قادر رمتني منذ بداية شهر أيلول (سبتمبر) في يم أسهم السوق السعودية.. وأحمد الله البداية كانت أكثر من موفقة.. فمن منطلق وطنيتي شجعت الصناعة الوطنية ووضعت كل ما في جعبتي (وللمتطفلين لن أطفئ نار تطفلهم وأخبرهم البداية كانت بكم أرنب أو بكم فأر) المهم أن ما كان في جعبتي من أرانب أو فئران تضاعفت تقريبا، فسهم "سابك" أو كما أحب أن أطلق عليه سهم "السبيكة" ارتفع إلى الضعف تقريبا.. واستبشرت خيرا مع المستثمرين النزهاء حين طلت علينا "هيئة سوق المال" معلنة أهدافها الرائعة المبشرة بكل خير.. ولكن عينكم تشوف النور. ما أن لوحت الهيئة بلوائحها الثلاث حتى هاج وماج بحر السوق، ليس بسبب "المد" في الشراء بل بسبب "الجزر" الذي مارسه "هوامير" السوق وهم يبيعون أسهمهم في محاولة تصدي ومواجهة للهيئة بقوانينها ولوائحها. ما أدى لارتفاع أمواج عاتية مثل أمواج المحيط الهندي التي نشاهدها على شاشات التلفاز. وتدحرج مؤشر السوق، وأصبح مثل المصعد طالع نازل طوال وقت التداول، وتحول السوق من استثمار إلى مضاربة إلى قمار.. يتم البيع والشراء من المستثمر العادي بأسلوب: "حادي.. بادي.. أسيادنا الهوامير بيشتروا في هادي.. وبيبيعوا في هادي".
والمحللون والمراقبون لهذا الحراج ـ آسفة ـ أقصد السوق أضحوا يطلون علينا بعد أن بشرونا ببلوغ المؤشر للخمس أرقام.. أصبحوا مع كل هبوط في المؤشر يعلنون أن هذا مجرد تصحيح وجني أرباح وغدا أبشروا خيرا.. لكن جني الأرباح ظل مستمرا. وإلى الآن يعلم الله والبشر لا يعلمون متى سيبدأ موسم الزرع..!!
أما الهيئة التي من أهم أهدافها:
ـ توفير المناخ الملائم للاستثمار في السوق، وزيادة الثقة فيه، والتأكد من الإفصاح الملائم والشفافية للشركات المساهمة المدرجة في السوق.
ـ حماية المستثمرين من الممارسات غير العادلة وغير السليمة التي تنطوي على احتيال أو غش أو التداول بناء على معلومات داخلية.
هذه الهيئة بجلالة قدرها "فص ملح وذاب". لا ممثل رسمي لها عبر التلفاز يشرح ما يحدث للمستثمرين.. ولا ندوات ودورات مجانية تهدف لتثقيف وتوعية المستثمر. الهيئة مختفية، والشفافية معدومة. وأصبحت الأجواء ضبابية مليئة بالإشاعات والتكهنات.
وفجأة ظهرت الهيئة حين تدخلت لتجعل التذبذب على سهم شركة الكهرباء بنسبة 1 في المائة. فهزت السوق بعنف دون أن تكلف نفسها ـ أيضا ـ لا بالشرح ولا التوضيح.
ثم ـ أيضا ـ ظهرت فجأة مرة أخرى لتحدد لنا نسبة 500 في المائة كبداية على سهم اتحاد اتصالات، وبهذه النسبة العالية أوهمت نعم وغررت وخدعت المستثمر بقيمة مبالغ فيها لهذا السهم. وأيضا بهذه النسبة دعمت (أكرر دعمت) السوق السوداء التي بيع السهم فيها قبل التداول بهذا السعر بل أدنى منه.
وقد كان الأجدر بالهيئة أن تعطي درسا لمن اشترى خارج سوق التداول، لو جعلت السهم يبدأ من 150 إلى 200 ريال. لو فعلت هذا لكانت حاربت السوق السوداء. وحين بلغ السهم الـ 400 ريال تقريبا بعد أن بيع منه مليون سهم أو أكثر بقليل أغلقت السوق يوم الخميس على طلبات ضخمة بلا أي عرض.
وفي صباح السبت 25/12/2004 فوجئ الجميع بعرض الهوامير للسهم بـ 370 ريالا، ولما لا وقد ابتاعوه في السوق السوداء بأقل بكثير من هذا السعر. وطبعا ظل السهم يتدحرج إلى أدنى مستوى 320 ريالا. وتمكن الهوامير (كبار المستثمرين) من سحبه وشفطه من أفواه "السردين" و"السيجان" (صغار المستثمرين) بكل بساطة. أما "هيئة المال" (الحوت) فقد ظلت متفرجة وبراءة الأطفال في عينيها وكأن سياستها ليست هي السبب الرئيسي في الوقوع في هذا الفخ. عذرها أن عمرها الزمني لا يتعدى الشهور. متجاهلين أننا في عصر العلم والمعلومات ولا عذر للقائمين على أي عمل بعدم البدء من حيث انتهى الآخرون. وتأكدوا من يبدأ كبيرا يظل كبيرا، ومن يبدأ صغيرا يظل صغيرا.!
والآن بدأ السهم برحلة الارتفاع. وهنيئا لأصحاب المحافظ الكبرى بهذا التلاعب القانوني الذي لا غبار عليه والذي مكنتهم منه الهيئة.
وهكذا عوضا أن تحمي الهيئة صغار المستثمرين ضيعتهم، وتركتهم بعد أن فقدوا ثقتهم بها وبالسوق أمام خيارين كلاهما أصعب من الآخر إما الخروج بخسائر أو البقاء في هذا التيه والضياع.
أما "الهوامير" فعوضا أن تضعفهم غذتهم، وإن شاء الله يتربوا و"يتربربوا" في عزها.
السؤال: الهيئة تستطيع أن تحاسب المستثمرين، لكن هل يستطيع المستثمرون أن يحاسبوا الهيئة وهي تتعلم على حساب محافظهم.؟!
وكل سهم جديد وأنتم بخير.!
كاتبة سعودية
http://stage.eqt-srpc.com/Detail.asp?InSectionID=28&InNewsItemID=33579